شبكة ذي قار
عـاجـل










 

 

 

كان الدكتور ناجي صبري الحديثي وزير خارجية العراق في عهد النظام الوطني قبل الاحتلال أول المتحدثين في مؤتمر ( 10 سنوات على احتلال العراق ) الذي نظمه المركز العربي للبحوث ودراسة السياسات في الدوحة 10-12 نيسان/ابريل 2013 . وفي ما يأتي استعراض لما ورد في هذه الشهادة في جزأين.  استهل شهادته بالإشارة الى ان عملية الغزو الذي قادتها أميركا قبل 10 سنوات كانت بداية تنفيذ المرحلة الأخيرة من حملة حربية عالمية قادتها أميركا على العراق منذ الثاني من آب 1990 واستمرت حتى الآن أكثر من عشرين سنة ، ردا بخطوات محسوبة ومدروسة وكأنها مهيأة مسبقا على التدخل العسكري العراقي في الكويت. وقال الدكتور الحديثي ان هذه الحملة  اتخذت 4 مسارات أساسية: مسار دبلوماسي وسياسي ، ومسار عسكري،  ومسار اقتصادي، ومسار للحرب النفسية. أولا : في المسار الدبلوماسي والسياسي قال الدكتور الحديثي أن الولايات المتحدة استثمرت البيئة السياسية الدولية الجديدة بعد زوال النظام الدولي القائم على الثنائية القطبية، فسعت سعيا حثيثا لكي تفرض هيمنتها على العالم وما يرتبط به من نظام عالمي أحادي القطبية. ودشنت هذا المشروع بالحملة الحربية على العراق.

 

وأضاف أن هذا المسار قام على أساس السيطرة على الأمم المتحدة  وتسخيرها لخدمة مشروعها  الإمبراطوري وباكورته الحملة الحربية على العراق من خلال التحكم بهيئتها القيادية التنفيذية مجلس الأمن ودفعه لخدمة هذه الحملة بشتى القرارات والتدابير المنتهكة لقواعد القانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة . وتبلور هذا المسار من خلال منع أي حل سياسي سلمي للأزمة بين العراق والكويت سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي، والالتفاف على أحكام ميثاق الأمم المتحدة التي تنظم عمل وسلطات وصلاحيات مجلس الأمن وخصوصا المادة 24 من الفصل الخامس التي تنص على أن ( يعمل مجلس الأمن في أداء هذه الواجبات [ حفظ السلم والأمن الدولي ] وفقا لمقاصد الأمم المتحدة ومبادئها والسلطات المخولة له لتمكينه من القيام بهذه الواجبات مبينة في الفصول السادس والسابع والثامن والثاني عشر. 

 

ثانيا: وعن المسار العسكري لهذه الحملة الحربية العالمية قال الوزير ناجي صبري أن أميركا بدات العمل العسكري ضد العراق منذ يوم 7 / 8/ 1991 بقيام بحريتها وبحرية حليفتيها بريطانيا وأستراليا بمحاصرة حركة الملاحة من والى الموانئ العراقية بقوة السلاح . ولتوفير غطاء دولي لهذا الاستخدام غير المشروع للقوة اصدر مجلس الأمن قراره  665في 25  / 8 / 1990. وأضاف الدكتور ناجي صبري الحديثي أن الحملة الحربية اشتملت على ثلاثة حروب كبرى قادتها اميركا ضد العراق هي:

 

1.  الحرب الشاملة الأولى من 17/ 1/ 1991 حتى يوم 28 /2/ 1991  وشاركت فيها 33 دولة. وشاركت أميركا بثلاثة أرباع المليون جندي. وللتدليل على حجم التدمير الكارثي الذي تسببت هذه الحرب أشار الوزير العراقي الى تقرير بعثة الأمم المتحدة برئاسة ماري اهتساري مساعد الأمين العام التي زارت العراق بعد اقل من اسبوع على توقف الحرب الذي أكد : "  إن النزاع الذي حدث مؤخرا يـُشبه أحداث يوم القيامة في آثاره على الهياكل الأساسية الاقتصادية لما كان يعتبر حتى شهر كانون الثاني / يناير 1991 مجتمعا حضريا. أما الآن فإن معظم الوسائل الداعمة للحياة الحديثة قد دمرت أو أصبحت هزيلة. لقد اعيد العراق الى عصر ما قبل الثورة الصناعية وسيظل كذلك فترة من الزمن ...". 

 

2.  حرب الاستنزاف العسكرية : بدأت منذ اليوم الأول لتوقف الحرب الشاملة الأولى، واشتملت على  ست اعتداءات جوية كبرى شنتها الولايات المتحدة على العراق، الأربعة الأولى بصواريخ كروز هاجمت فيها  قاطع الدفاع الجوي الثالث في 8 / 3/ 1991. وفندق الرشيد ببغداد ومنشأة النداء الصناعية المدنية الخاضعة لنظام الرقابة في 17 / 1 / 1993. و جهاز المخابرات ومنازل مدنيين في بغداد في 27 / 6 / 1993. ومواقع عسكرية ومدنية في بغداد ومناطق أخرى في 3 و 4 / 9 / 1996. و في العدوان الخامس  شنت القوات الأميركية والبريطانية عدوانا جويا واسعا على العراق في 16 - 20  / 12/ 1998 ضربت فيه مواقع عسكرية ومرافق صناعية مدنية بـ 425 صاروخ كروز وبأكثر من 600 غارة. وفي العدوان السادس أغارت 36 طائرة أميركية على مواقع عسكرية ومدنية في بغداد يوم 16 / 2 / 2000. 

 

كما شملت حرب الاستنزاف انتهاكات جوية يومية في ما سمي بمنطقتي الحظر الجويتين في جنوب  العراق وشماله من جانب القوات الأميركية والبريطانية (والفرنسية حتى عام 1996 ) منذ  توقف الحرب الأولى حتى الحرب الشاملة الثانية في 2003 . ويبلغ عدد هذه الانتهاكات منذ بدء فرض هذه المناطق عام 1991 حتى يوم 15 /12/ 2001  ما يأتي: 479 211  مائتان وأحد عشر الفا وأربعمائة وتسعة وسبعين انتهاكا جويا شملت الاف الغارات على المواقع العسكرية والمدنية والحقول الزراعية. وراح ضحيتها  1476 شهيداً و 1320  جريحاً. وتعد هذه الاعتداءات والانتهاكات انتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ولقرارات مجلس الأمن.

 

3.  الحرب التدميرية الشاملة الثانية عام 2003  وهي التي تنصب عليها أعمال هذا المؤتمر.

 

ثالثا: وفي المسار الاقتصادي للحملة الحربية العالمية التي قادتها الولايات المتحدة  على العراق، أوضح وزير خارجية دولة العراق الوطنية أن أميركا شنت حربا اقتصادية شاملة على العراق  لا نظير لضراوتها وشدتها في التاريخ وتمثلت بـالعناصر التالية:

 

1.  حصار اقتصادي  فرض بموجب قرار مجلس الأمن الذي صممته الولايات المتحدة رقم 661 يوم 6/ 8/ 1990  ويعد الأقسى و الأشمل في التاريخ كله، حسب اعتراف الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية . وهو إجراء حربي بدلالة صدوره ليس وفق المادة 41 من الميثاق الخاصة بالتدابير العقابية التي لا تشتمل على استخدام القوة ، وإنما وفق المادة 51 التي تجيز للدول استخدام القوة  دفاعا عن نفسها إذا اعتدت قوة مسلحة عليها، وذلك الى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة. وبقي الحصار قائما باستثناء بعض الإجراءات التجميلية بموجب قرار 986 وبرنامج النفط مقابل الغذاء بعد عام 1996.  وقد فرض الحصار على العراق بحجة رفضه الانسحاب امتثالا لقرار 660 ليوم 2/8 ، رغم عدم إعلان العراق عن رفض الامتثال بل بالعكس كان قد أعلن نيته البدء بالانسحاب يوم 5/8 .

 

2.  حملة نهب انتقامية واسعة لموارد العراق وثروات أجياله القادمة من خلال عملية التعويضات التي شهدت فضائح وفضائع يندى لها الجبين.

 

3.  حملة تدمير واسعة لمرافق العراق الاقتصادية وبنيته الأساسية في الحرب الأولى عام 1991 .

 

4.  تدميرمتواصل لبنية العراق الأساسية من خلال الهجمات الجوية اليومية من آذار/ مارس 1991 حتى آذار/ مارس 2003.

 

5.  تدمير فرق التفتيش لمصانع العراق العسكرية الجبارة ومنعه من الاستفادة منها في صناعته المدنية.

 

6.  تدمير عجلة التنمية والنشاط الاقتصادي بالحصار الشامل .

 

7.  واستكمال تدمير اقتصاديات العراق في الحرب الشاملة الثانية عام 2003

 

8.  البدء بنهب ثروة العراق النفطية من خلال إلغاء قرارات التأميم وإلغاء السياسة النفطية الوطنية ووضع صناعة النفط الوطنية تحت رحمة الشركات النفطية الاجنبية التي طردها العراقيون منذ أوائل السبعينيات.

 

رابعا: وعن مسار الحرب النفسية  قال الدكتور الحديثي انه بدأ من  كذبة الحاضنات الى العشرات من الأكاذيب التي رافقت الحملة الحربية منذ بدايتها حتى باتت صناعة متخصصة تعتمد عليها الإدارات المتعاقبة في تجييش الرأي العام الأميركي والكونغرس لتأييد مشاريع حكام أميركا للعدوان على الشعوب.

 

------------------------------------------------------------------

يتبع الجزء الثاني عما الذي فعله العراق لدرء خطر الحرب . وقد نشر الجزأين  موقع وجهات نظر تحت الرابط  http://www.wijhatnadhar.com/2013/04/2.html

 

 





الاحد ١٠ جمادي الثانية ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / نيســان / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة