شبكة ذي قار
عـاجـل










يا أبناء شعبنا العراقي الأبي
في مثل هذا اليوم العشرين من آذار 2003 , شنت أمريكا وحلفائها حربها العدوانية الغادرة على بلدنا وشعبنا , بعد أن ضللت وخدعت الرأي العام العالمي بملف أكاذيبها الفاضح عن وجود أسلحة الدمار الشامل , هذه الذريعة الأساسية التي سوقتها بكل الوسائل القذرة لتجعل منها مبرراً لعدوانها الغاشم على العراق .


لقد استخدمت أمريكا في حربها الظالمة على شعبنا العراقي آلاف الأطنان ومن كافة الأسلحة الحديثة , بما فيها القنابل الكيماوية والنووية التكتيكية المحرمة دولياً , وحولت البنية التحتية إلى خراب شامل , وقلت أكثر من مليون ونصف من البشر .


ومع كل هذه القدرات العسكرية والمالية والإعلامية لقوى التحالف الامبريالي , وبمعاونة الطابور الخامس من العملاء , فقد استطاع جيشنا الوطني الباسل مقاومة العدو , وتكبيده خسائر فادحة بالأرواح بلغت الآلاف من القتلى والجرحى والمعاقين , فضلا عن تدمير المئات من المعدات العسكرية .


إن مقاومة شعبنا وصموده الأسطوري خلال السنوات العشر , جعل أمريكا وجميع حلفائها يهربون من ارض المعركة , وتجسد ذلك بانسحاب الجيش الأمريكي في نهاية العام 2011 , وأصبح يوم الانسحاب يوما وطنياً لانتصار شعبنا على قوى الشر والعدوان .


إن الدور البطولي الذي قامت به فصائل المقاومة الوطنية العراقية بقيادة المجاهد الكبير الرفيق عزة إبراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي القائد الأعلى لجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني , هو الذي حسم المعركة لصالح شعبنا العراقي , وسجل للتاريخ صفحات من المجد والعزة والانتصار في مقارعة اكبر هجمة امبريالية شهدتها البشرية في العصر الحديث .


لقد تركت أمريكا السلطة لحفنة من العملاء والخونة غالبيتهم تدين بالولاء الكامل للنظام الإيراني شريك أمريكا في احتلال العراق , ليحولوا حياة الناس إلى جحيم من خلال إشاعة أبشع وأخس أساليب انتهاك حرية وحقوق الإنسان , ابتداءاً من انعدام الأمن والاستقرار وفقدان ابسط الخدمات كالماء والكهرباء وأصبحت ظواهر التعذيب والاغتصاب في السجون العراقية حديث وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان إلى جانب القتل والإعدامات والاغتيالات والاعتقالات والتفجيرات اليومية التي يذهب ضحيتها العشرات من الأبرياء من الأمور المألوفة في حياة المواطن العراقي , إما ظاهرة النهب والفساد المالي والإداري فقد باتت سمة من سمات العراق الديمقراطي الجديد الذي بشرت به أمريكا العالم بعد احتلال العاصمة بغداد في التاسع من نيسان 2003 .


إن الاحتجاجات والاعتصامات المتواصلة لأبناء شعبنا في المدن العراقية منذ ثلاثة أشهر , هي تعبير واضح عن الرفض القاطع للعملية السياسية التي وصلت إلى الانهيار الكامل نتيجة الصراعات الحادة بين الكيانات العميلة المشاركة فيها , وأصبح شعار إسقاط السلطة العميلة هو الهدف الرئيسي أمام أبناء شعبنا العراقي لأنه الطريق الوحيد للخلاص النهائي من بقايا الاحتلال الغاشم .


إن اعترافات وزير الدفاع الأمريكي السابق , بقوله : إن الحرب على العراق كانت خطأ الاستراتيجي , وبالأخص عندما أتاحت واشنطن ولندن الفرصة لتوسيع نفوذ إيران في داخل العراق , كما أشار الحاكم المدني بريمر إلى نفس الخطأ , إن هذه الاعترافات وغيرها الكثير , عندما تأتي على لسان البعض من قادة العدوان أنفسهم تؤكد للعالم حقيقة المنهج العدواني لسياسة البيت الأبيض وحلفائها المنافية للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة , وان ما لحق بالشعب العراقي من إضرار وخسائر بشرية ومادية ينبغي تعويضها حسب قوانين الشرعية الدولية , باعتبارها جريمة العصر الكبرى .


إن أمريكا في كل تاريخها القصير كانت دولة ذات طبيعة عدوانية , شيدت كيانها على دماء الشعوب المضطهدة , منذ إبادة الملايين من الهنود الحمر السكان الأصليين للقارة الأمريكية .
بهذه المناسبة الأليمة على قلوب كل الأحرار والشرفاء في إنحاء المعمورة , نتوجه بالتعازي إلى أرواح شهداء مسيرة الثورة الجبارة وعلى رأسهم شهيد الحج الأكبر القائد العظيم صدام حسين ورفاقه الإبطال .
تحية لجميع الأسرى والمعتقلين الأبرياء على صمودهم وثباتهم بوجه الجلادين القتلة .


تحية إلى فصائل المقاومة الوطنية العراقية , وأبناء قواتنا المسلحة .
تحية إلى الملايين المنتفضة والثائرة في ساحات الاعتصام في كل مدن العراق .
تحية إلى الأقلام الحرة الشريفة وأينما كانت .



الحزب الشيوعي العراقي - اللجنة القيادية
هيئة النشر والإعلام
بغــــداد - ‏٢٠‏ آذار‏ ٢٠١٣
 

 

 





الخميس ٩ جمادي الاولى ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / أذار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الحزب الشيوعي العراقي - اللجنة القيادية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة