شبكة ذي قار
عـاجـل










غادر العربي التفكير بالصفحات المتعددة منذ وقت ليس بالقريب ، و ذلك تحت طائلة مرحلة تاريخية بالكامل انطلقت منذ السقوط المعنوي للدولة العربية الاسلامية بداية من القرن العاشر الميلادي و امتدت حتى نهاية الحرب العالمية الثانية ، مرحلة حكمتها عقلية غادرت ما هو متراكم من موروث حضاري خطه الأوائل علي طول ساحة الوطن العربي فعلا و تصرفا و أكدته الرسالة قيما ثابتة بمفهوم السلم الذي ارتقاه العظماء من جدودنا ممن نستذكرهم كأمثلة شموخ و اعتزاز ليصبح كائن يفكر فقط بالصفحة الواحدة لا غير ، كائنا ضائعا في متاهات المجهول تتقاذفه غريزة البقاء في أي صورة كانت لا غير كلما اعترضته أكثر من مشكلة ، النتيجة تعميم التخلف و ظهور الأسطورة بصيغة التسليم بالقضاء و القدر و تغييب الارادة و العقل حد أصبحت فيه مقولة " لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " هي مرجعيته في وضع عكسي لما تستهدفه ، بدل أن تكون ارادته الفكرية و العقلية و المادية هي الحكم و المرجع .


و اذا كان النظام الوطني في العراق منذ 1968 قد كسر القاعدة التي ارتكزت عليها تلك المرحلة مؤشرا بداية مرحلة جديدة تربط بين ماضي العربي المشرق فكريا و اراديا كما صاغها الموروث و فعلتها الرسالة قيما من خلال التأكيد علي أن العربي حتى يبني مستقبله و يستعيد دوره الذي غيبته مرحلة الضياع و الاتكال علي مقولات قيمية أفرغت من محتوياتها الروحية عليه القطع مع النظرة بصيغة الصفحة الواحدة لفائدة الفعل و التفكير بالصفحات المتعددة بما خلق المرجعية عربية لا علي مستوي الرؤية و التصور و انما علي مستوي ما هو مادي بصيغة الفعل الصاعد حماية و بناء للشعب و الوطن من مبدأ الشعب الواحد و الساحة الواحدة و الأمة التي لا ألق لها إلا بتفعيل قيمها الانسانية تفعيلا ماديا بائنا ، ولادة المرجعية العربية جعل العراق يستهدف بشكل مباشر و يتعرض لما تعرض له منذ 17/01/1991 بداية العدوان الثلاثيني و من احتلال سنة 2003 و ما يعيشه من اجتثاث لا للفكر و التربية التي وضعها و فعلها النظام الوطني و انما أيضا بمفهوم الهوية حتى الآن ...استهداف يسعى وضع مرجعيات تعمل علي اعادة صياغة مقولة " لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " أي اعادة انتاج التفكير بالصفحة الواحدة ، أي اعادة انتاج التخلف و ظهور الأسطورة و التسليم للآخر ليفكر بدلا عن الأفراد و الشعب بمفهوم القضاء و القدر برؤية وضعية . مرجعيات تتناسي من أن السياسة في حقائقها ، لا تعطي شيئاً من غير مقابل ، ولا تخطط لشيء مجهول ، ولا تحجم عن شيء ترى أنه مدخلاً للنفوذ وتحقيق المصالح ، وأخيراً وليس آخراً ، أن السياسة ومؤسسات صنعها ، ليست جمعيات خيرية تعمل لوجه الله . و من أنها فعلا وضعيا تماما كغيرها من الأفعال التي مارسها الجدود و هم ينقلون الرسالة الي أبعد مكان وصلوه و هم يتقلدون السيف العربي و يمتطون الجواد العربي و يخاطبون المقابل بلسان عربي منطوقه الكلمة الطيبة و عنوانه " لا اكراه في الدين " .


و لكون ما نراه و ما يستهدفنا فعلا وضعيا فهو قابل للنقاش اما استحسانا أو تشنيعا به طبقا لما يمثله من باطل أو ما ينضح به من حق .

 


d.smiri@hotmail.fr

 

 





الثلاثاء ١٠ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغـرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة