شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ القدم مثل الاعلام كأداة تواصل أو مصدرا للمعلومة في مختلف ميادين الحياة وسيلة هامة ممثلا في الرواة الاخباريين والمنادي و التجار و عبره و من خلاله كانت المجموعات البشرية و الدول تصيغ رؤيتها سواء في تجاوز نقائصها الدفاعية أو الاقتصادية أو الحضارية عامة أو تبني مفاهيم التوسع المجالي لها ... ليصبح مع تطور الحياة سلطة حاسمة لا فقط في صياغة بنية مجتمعات و انما أيضا في تفكيكها و اعادة صياغتها و ذلك من خلال تعدد و تنوع وسائله و فروعه السمعية البصرية و المقروءة بحكم ما يمثله من أداة تسهل مخاطبة المجتمعات الانسانية كما أنها الأداة الناقلة و المترجمة في ذات الوقت لتوجهاتها الاجتماعية بمختلف مرتكزاتها الفكرية و المفعلة لحراكها السياسي ومشهدها الثقافي ونتاجها الفكري و الابداعي بما امتلكه هذا القطاع من قدرة التأثير علي التعامل مع الحدث وتحليل مجرياته من ناحية الاسباب أو النتائج قدرة زادها التطور النوعي التقني و المعلوماتي مزيدا من النفوذ البائن ليصبح الإعلام مكون أساسي من مكونات الفرد خاصة و العائلة عامة له تأثير حاسم على سلوكيات المجتمعات وتوجيه فعلها اليومي مسجلا حضوره لدى الانسان اكثر من اي وسيلة اخرى خاصة منه الاعلام السمعي البصري الذي تكمن اهميته وفعله في التأثير سلباً وإيجابا حيث اصبح الاعلام السمعي البصري حلقة الوصل الناقل في عملية التبادل المدني والتواصل الثقافي والتفاعل الحضاري بين الشعوب و الامم وبالتالي وسيلة حضاريه في تفعيل ثقافة الحوار ومساحة خصبه للتعبير عن الرأي والرأي الاخر ليصبح لُغة الجماهير ولسان حال النخبه من المفكرين و المثقفين و الشاهد في ذلك ما يقوم به الاعلام الغربي من دور خطير في تجذير القناعة وتوجيه السلوكيات لدى المجتمعات الغربيه عامة و المتقدمة خاصة حيث اصبح الاعلام خصوصاً القطاع السمعي البصري منه هو المرجعيه والمصدر في متابعة الخبر والبحث في جوهر الحقيقة لدى المواطن الغربي و اذا كان هذا واقع الحال في البلدان المتقدمة و حتى في بعض بلدان العالم السائرة في طريق النمو فما هو واقع الاعلام العربي و اتجاهات فعله و طرق تعاطيه مع مشاكل الأمة العربية بصيغتيها القطرية أو القومية ؟

 

الاعلام السمعي البصري العربي اعلام سلطة في واقعه و متذيل حد العمالة في حقيقة توجهاته :

 

ان تطور الوسائل المادية و التقنية وأهمية الرصيد البشري ككفاءات من ذوي الاختصاص العام أو الخاص في ميادين الحياة عامة والتي بات يعتمدها الاعلام جعلته ينتقل من مصدر حيوي للخبر الموظف في صياغة تصور سواء بصيغة ميدانية (تكتيكية) أو بصيغة سوقية (استراتيجية) ... الي سلطة رابعة حد درجة كونها و في عديد المفاصل ذات العلاقة بالمجتمع عامة و الوطن خاصة حاسمة مما يفترض فيه و في مختلف فروعه صفة قدسية الصدق و المنهجية المهنية لا أن يكون مصدر فعلي لتزييف الحقيقة و فبركة الخبر بعيدا عن المصداقية و الواقعية المهنيةو بما يقود الي اغراق المجتمعات في الضياع ..أو بما يخدم مصلحة غير مصلحة الوطن و الشعب ... و حتى خدمة مصلحة الوطن و الشعب يفترض أن لا تكون منعزلة عن صفة قدسية الصدق و حدية المنهجية المهنية وواقعيتها , بعيدا عن التذيل أو التقليد من ناحية و من ناحية ثانية وضع مصلحة الوطن و الشعب سواء في ظرفيتها الآنية أو المستقبلية عنوان فعله و طريقا حاسما في تأطير صياغة الخبر و نشره أو معالجته في أسبابه و ما يمكن أن تفرزه من نتائج . فهل نجد ذلك في اعلامنا العربي واقعا و اتجاهات ؟

كل متابع نزيه و منذ العشرية الأخيرة من القرن العشرين و حد الآن مرحلة تميزت بتنامي النفوذ الغربي و بانهيار ثنائية الاستقطاب التي كانت تسمح بنوع من الاستقلالية في التعاطي مع الخبر أو في نقله في البعض من وسائل الاعلام العربي السمعي البصري لفائدة نظام القطب الواحد رغم الاعتراضات التي بدأت تتشكل مع بداية العشرية الثانية من القرن الواحد و العشرين و يعود فيها الفضل الأساس الي المقاومة العراقية رغم الحصار المضروب عليها اعلاميا و ماديا. نظام عالمي لا يعمل علي فرض رؤيته السياسية و الأمنية فقط بقدر ما عمل علي فرض نمط مجتمع الشركات ( مجتمع الفر دانية ) كنمط حياتي للفرد و المجتمعات بديلا ثقافيا و معرفيا و اجتماعيا علي المجتمعات التي تحكمها تراكمات تاريخية عنوانها ( المجتمعات المتضامنة ) . فرض لعبت فيه الماكنة العسكرية دورا بائنا ( الصدمة و الترويع ) أي الترهيب ... الذي أفشلته في صيغته العسكرية المقاومة العراقية , الي جانب العولمة التي هي تطور في نظرية الاستغلال من مفهوم الربح المتأتي عن اقتطاع جزء هام من جهد المنتج لتنمية التراكم الرأسمال المالي للمستثمر الي تنمية الربح الفاحش بتحول المستثمر الي دور الوسيط المتنفذ ( امتلاك الرأسمال و السوق ) أي انتقال الاقتصاد من اقتصاد رأسمالي الي اقتصاد ريعي ...الذي يعبرعنه (( اقتصاد السوق)) ... النتيجة الوطن العربي سرة العالم و مركز ثقل النجاح و الفشل لهكذا توجه باعتبار السوق الكبري التي يمثلها 340 مليون نسمة عند انطلاق الاستهداف سوق تسجل نسبة نمو ديمغرافي تحتسب علي الاستهلاك بمعدل نمو يعد الأعلى في العالم أكثر من 2% سنويا ..ليقارب عدد سكانه حاليا 400 مليون ... تمتلك العديد من مساحاته القطرية فوائض مالية هامة و طاقة شرائية مرتفعة مع مجالات توظيف لرأسمال هامة و بكلفة منخفضة دون احتساب كلفة المواد الأولية المتوفرة في أكثر من أربع مواد رئيسية تسجل نضوب في مختلف مناطق الاستغلال الأخرى منها مسألة الطاقة العصب الحيوي لكل الماكنة الاقتصادية . واقع يفرض رؤية اعلامية منحازة لمصالح الوطن و الشعب بصيغة التحصين ... والتركيز علي أسباب هكذا توجه استهدافي للأمة و الشعب العربي لا الانخراط المتذيل واقعا و رؤية لما يقدمه الاعلام الغربي عامة و الأمريكي خاصة .. حد اعتبار الخيانة وجهة نظر كما تابعنا ذلك في برامج الجزيرة و العربية ..و لا تقديم برامج تهدف تحويل الاهتمام عن الخطر التاريخي الذي لا يستهدف الأرض و الشعب كحالة مادية قائمة و انما يستهدف طبيعة القيم الموروثة عن حالات الاوج الحضاري التي صاغتها الرسالة الخالدة للأمة التي تجمع أبنائها عامة الي نقاش التفاصيل بما يخلق التقابل بينهم ..كما هو الحال الذي تطالعنا به جملة القنوات المستحدثة بصيغها الدينية الغارقة في الخرافة و الرؤى المبتذلة و ان كانوا يجهدون أنفسهم بتغطيته بآيات من الذكر الحكيم و مقتطفات من هنا و هناك من أحاديث الرسول ( صلي الله عليه و سلم ) أو بعض من مواقف الصحابة (رضي الله عليهم و أرضاهم أجمعين ) متممين بذلك فعل القنوات الأخرى من خلال العمل علي تعميق الفرقة و احياء الأحقاد لمسائل دور الكلام فيها و نقاشها لذوي الاختصاص الخاص في مؤسسات قائمة بصيغة المرجع لا تخلو ساحة من ساحات الوطن العربي منها بما جعلنا نري حتى من لم يقرأ للدين ينتصب مفتيا يحلل و يحرم بناء علي رأي فلان أو علان تماما كالخبراء المتخصصين في شؤون المنطقة التي تقدمهم القنوات الأخرى الذين يسوقون رؤى مجتمعاتهم في واقعنا كما يتمنون أن يرونه لا كما يتمناها العربي مضفين نوع من الواقعية باستخدام كم هائل من الوثائق و الانتقال من موضوع الي آخر لتغييب سخافة ما عرضه و تقديم نفسه علي أنه حالة لا تتكلم من فراغ ... أي قسمة المجتمع و اضعاف قيم التضامن الموروث فيه لفائدة مبدأ فرق تسد الذي تستهدف القوي الدولية جعله حالة قائمة بما يسهل لها اختراق المجتمع من ناحية خاصة بعد احتلال العراق و من ناحية أخري سهولة تقديم نفسها كحالة منقذة كما نراه قائما في ما أصاب الحراك الشعبي العربي من انحرافات قاتلة ...

 

ان مسألة التذيل التي هي واقع قائم تتغطي من ناحية بغلاف انجذاب المواطن لمتابعة الأعلام الأجنبي نتيجة عاملين:

أ‌) عزوف المواطن عن صيغ اعلام سلطة الدولة القطرية الدولة التي تحولت من مؤسسة حامية للشعب و مصالحه و حاثة على النهوض الاجتماعي و الاقتصادي و العلمي إلى مؤسسة تعمل على تأليه هياكلها " بيروقراطية" و تخليد مسيريها كأفراد ( يحي القائد ، يحيا المعلم ،يحي الملك أو الأمير ،.يحيا المناضل بالروح بالدم نفديك يا........) شكل هجين من أشكال الدولة الكليانية أقّل نضج حتّى من المثال الاغريقي "لبيزيستراتوس" في العهد الكلاسيكي فما بالك بالمثال الألماني أو الايطالي أو التركي في القرن العشرين باستثناء بعض الأمثلة رغم نواقصها المحدودة منه تجربة عبد الناصر في مصر و التي ضُربت من الداخل إثر وفاته و تجربة العراق خلال الثلاثين سنة الأخيرةحتي قبل الاحتلال و التي حاولت الولايات المتحدة اعتراض تحوّلها من ظاهرة قطرية إلى ظاهرة قومية بشتى الطرق بشكل غير مباشر : الحصار الاقتصادي بداية السبعينات ايران الشاه و المسألة الكردية 74/75 اسعار النفط ( بهدف عرقلة خطط التنمية في العراق) ، و منذ 1978 ايران الخميني و حرب الثماني السنوات و بشكل مباشر إثر انتصار العراق في حرب الثماني سنوات بافتعال أزمة الكويت و الحرب المباشرة سواء منها العسكرية سنة 91- 2003 و القائمة حتى الآن أو الاقتصادية فيما مثله الحصار الاقتصادي خلال ثلاثة عشر سنة.

 

ب‌) مسألة التنوع في ما يقدمه الاعلام الأجنبي الغربي أساسا من مواضيع متنوعة ... دون مراعاة طبيعة المتلقي و موروثه الحضاري و كيفية تعاطيه مع ما يمكن أن يتلقاه ...

تغطي يكشف العجز في فهم طبيعة الاعلام الغربي مثال التذيل المتبع من قبل ((سقراطيو))اعلاميي الوطن العربي ...فهل فعلا الاعلام الغربي اعلام يتميز بقدسية الصدق في نقل الخبر أو تحليله بمنهجية واقعية مهنية صرفة ؟ أم حالة مزيفة للحقائق و متخصصة في تصنيع الحدث الخبر بصيغة منهجية ومهنية اللصوص ؟

 

الحقيقة التي لم ينتبه اليها ((سقراطيو)) الاعلام العربي ليقعوا في فخ التذيل الذي جعلهم ينخرطون عن طواعية أو عن تقصد في اذاء الأمة العربية و الوطن بنقلهم التجربة الاعلامية الغربية و الأمريكية أو التشبه بها ، التجربة التي تجمع بين ثنائية الصدق و الكذب بحرفية محسوبة مستغلة المساحة الكبيرة لحرية الرأي و التعبير المفقودة عربيا و التي استغلتها قناة الجزيرة و العربية للتسرب الي داخل العائلات في طول الوطن العربي و عرضه .. و بقية القنوات الأخرى بما وفره الحراك الشعبي من مساحة هامة في ذات الاتجاه ..دون تمييز بين الثنائيتين و طريقة التوظيف الغربي لها . فالغرب داخليا يمارس سياسة اعلامية صادقة في تعاطيه مع ما هو داخلي باعتبار طبيعة المؤسسات التي تحكم و تؤطر الفعل السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي و الثقافي و لا يتردد في التعزير و حتى التشهير بالمسؤول اذا تجاوز ضوابط المؤسسة في صيغها القانونية أو التنفيذية باعتباره فردا في حين الحاكم الفعلي هو المؤسسة بغض النظر عمن يصيغ لها السياسة المراد اتباعها ... في حين السياسة الاعلامية الخارجية تقيدها ضوابط المصلحة القومية أساسا التي تتحكم في صياغاتها و العمل علي استنباط كل العوامل المؤدية لخلق درجة اقناع تخول للمؤسسة الحاكمة اتخاذ القرار بما يخدم المصلحة تلك لذلك تغادر بشكل نهائي المصداقية و تجعل من الأوهام حقيقة أو من الحقائق البسيطة في أثرها حقائق تنبئ بأخطار كارثية في ذهن المستمع المتابع لها ...و لا تتردد في ذات الوقت في القاء التهمة علي الآخر معتمدة مرجعيتها في صياغة الخبر و توزيعه ... و بدل أن يمارس الاعلام العربي النقد لذلك أو يتجنب الانخراط في النقل باعتباره اعلام سلطة دولة يهمه تجنيب الدولة و محيطها الحضاري و الجغرا سياسي و الحيوي و لو في حده الأدنى بصيغة الاستمرار حتى في ظل غياب المؤسسات الفعلي و وجودها الشكلي نسجل انحيازا متذيلا بذاءة و أداء علي مستوي التوجه الي الداخل و يزداد خسة و رداءة حد العمالة في تعاطيه مع مصالح الأمة و مستقبلها بتبنيه جملة و تفصيلا السياسة الاعلامية الغربية منهجا و تحليلا و رؤية فيما يتعلق بالوطن العربي ...يكشفها تعاطيه مع احتلال العراق و مقاومته الباسلة من ناحية و طريقة التعاطي مع الحراك الشعبي العربي عامة و مثال طبيعة أحداث القطر السوري خاصة ...

 

(( سقراطيو)) الاعلام العربي:المقاومة العراقية و الحراك الشعبي العربي (مثال سوريا).

 

لنتجاوز مسألة الاحتلال رغم أن من قام بالاحتلال و مارسها بصيغه البشعة و المخالفة لكل القوانين سواء منها الوضعية أو السماوية أو تلك التي تحكم العلاقات الدولية أكد بطلان السبب المعلن و البعض منهم قدم اعتذاراته في كونه غرر به (كولن باول)...

 

ـ هل حول الاعلام العربي ب((سقراطيوه)) هكذا اعلان الي حالة تثقيفية في حدها الأدني لتجنيب أقطار الأمة حالة مشابهة ... و تجنيب حتي أقطارهم ذات الحالة ؟ هل ناقشوا مسألة الاحتلال في حد ذاتها بصيغة التعبئة و التحصين ؟

 

· الجواب عن ذلك نعم و كلنا عايشنا برنامج فيصل القاسم في المفاضلة بين المحتل و بين الدولة المستقلة ... أي شرعنة الاحتلال بدل ادانته ... حد أننا بدأنا نسمع أصوات تتغني بفترة الاحتلال البريطاني و أخري بالاحتلال الفرنسي .

 

ـ هل ناقش النتائج المترتبة عن احتلال العراق سواء في جانبها المتعلق بالعراق كقطر هو حالة غير منفصلة عن بقية الأقطار العربية سواء في جانبها السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي ؟

· الجواب لا.

 

ـ هل غابت عنه مسألة التهجير التي تعرض لها و هي حالة تجاوزت في عددها و طبيعتها ما عرفته أوروبا في نهاية الحرب العالمية الثانية ... و احلال مستوطنين جدد من دولة جارة هي ايران يعرف سقراطيو الاعلام العربي طبيعة توجهاتها و ما ترفعه من لافتات في ذلك بما جعل العراق مهددا حتى في هويته ؟

 

· الجواب لا

في حوار صحفي مع بوابة الأهرام نشر بتاريخ 30 سبتمبر (أيلول )2012 يقول المجاهد عزة ابراهيم " شيخ مجاهدي العراق و الأمة العربية: " لقد استطاع مجاهدو البعث وفصائل المقاومة الأخرى بكل ألوانها وأشكالها بعد أن قدمت هذه المقاومة المتفردة في تاريخ الأمة الثمن الباهظ مائة وخمسين ألف شهيد بعثي ومليوني شهيد عراقي متوكلين على الله القوي العزيز متكئين على قاعدتهم شعب العراق المجيد وكل قواه المناهضة والمعارضة للاحتلال تمكنت من تركيع قوى الغزو والعدوان وتحطيمها وهزيمتها المنكرة في الحادي والثلاثين من كانون الأول من العام الماضي يجرون أذيال الخيبة والخسران ." و تؤكد مختلف النشريات سواء منها العسكرية أو الاقتصادية أو مراكز البحوث من أن المقاومة العراقية الباسلة رغم ما يتعرض له العراق كما قدمت أعلاه دون اعتبار سرقة معامله و مؤسساته تحت عين و حماية المحتل من قبل ايران ...و بالرغم من المليون و النصف أرملة و الخمسة ملايين يتيم نصفهم مشرد و العدد الذي بلغه الأسري و المسجونين بمظهر محتشدات موازية لمحتشدات داخاو و أوسشفيتز خلال الحرب العالمية الثانية ... قد تمكن من الحاق الهزيمة العسكرية بالأمريكان و توابعهم الي جانب تسريع أزمتهم الاقتصادية و جعلها حقيقة منعكسة لا فقط علي الأمريكان و انما علي الغرب و العالم عامة و جعلت القوي الدولية تتحرك بصيغة الاعتراض علي نظام القطب الواحد ...هل تحرك هذا الاعلام حتى بصيغة التثقيف دون اعتبار مسألة الانتماء و حق العراق في أن يجد سندا له في ذلك ... أم أنه حتى عند تناولها يحيلها الي حالات أخري رغم أن الاعلام الذي يتذيلون خلفه يؤكدها و لا يتردد في نشرها بصيغة التحصين لما يمكن أن تؤول اليه الأوضاع العالمية من متغيرات .؟ أليس تعبير المجاهد عزة ابراهيم في محله عندما يقول في ذات الحوار الخطاب "وأجيبكم عن سؤالكم عن تقييمنا لدور الإعلام العربي وموقفه من المقاومة وحرب التحرير فأقول لك ولكل أحرار الأمة للأسف الشديد : كان موقفا متخاذلا بل كان متآمرا وكان الكثير من قنواته وإذاعاته وصحفه الرسمية مساندا ً للعدوان وللمحتلين ، كما أدى هذا الإعلام دورا غير مشرف وسيء للغاية في محاصرة المقاومة العراقية الباسلة وطمس جهادها وانتصاراتها ، وبخاصة البعث ومقاومته المجيدة باستثناء بعض القنوات الشريفة القليلة جدا ، ثم كتابات بعض الكتاب والصحفيين العرب المناضلين الأحرار." فإذا كان التبرير الذي ساد خطاب ((سقراطيو(( اعلام الدولة القطرية في فترة ما قبل الحراك الشعبي تحكمه ضيق مساحة حرية الرأي و التعبير و الخوف تحت تأثير الصدمة و الترويع التي حررتهم منها المقاومة العراقية و التي يتخفون بجانب منها و يضمرون جانبها الآخر داخليا (خوفا من قوانتينامو جديدة) فالحراك الشعبي أزالها فما الذي يسكتهم فيما يتعلق بما يعيشه العراق أرضا و شعبا و مقاومة و استهدافا ايرانيا بصيغة الغاء الهوية ؟ و يجعل ألسنتهم تتجاوز ألسنة الغرب في حد ذاته عندما يتعلق النقاش بمسألة الانحراف السائد في الحراك الشعبي العربي حد التبرير للدخل الأجنبي كما حصل في ليبيا أو ما هو حاصل و قائم في سوريا بصيغتيه الغربية و الايرانية و قيد الخطاب في البحرين هل هو مسألة البترو دولار أو البتروتومان المغدقين بسخاء من كلا الجهتين بصيغ مباشرة أو بوكالة و كيف تتحول أمريكا العاهرة و من ورائها دول الناتو في العراق و فلسطين الي شريفة في ليبيا و سوريا و البحرين كما عبر عن ذلك الأستاذ صلاح المختار في مقال له ؟ من ناحية و من ناحية أخري متي كان تفكيك الدولة و مؤسساتها و تقسيم المجتمع و القتل حد الحرب الأهلية كما هو قائم في سوريا حالة يرقص لها الاعلامي و يمارس تشجيعها بدل ممارسة النقد و المساعدة تثقيفا علي ايجاد الحلول ؟ هل الغرض من الحراك الشعبي العربي هو التقدم بالمجتمع رؤية و فعلا خطوة الي أمام علي طريق الوعي و البناء أم طريق للتراجع الي ما قبل بناء الدولة الوطنية و تعميم مثال المحاصصة علي نمط العملية السياسية المخابرتية التي صاغها و فعلها المحتل في العراق بطرفيه الأمريكي و لاعبه الجوكر* ايران * في استراتيجية بناء مشروع الشرق الأوسط و لا يتردد بعض ((سقراطيو)) الاعلام العربي في تلميعها اما سكوتا أو استشهاد بها حد التعامل معها عند البعض منهم بصيغة النسج علي قيادتهم السياسية رغم أن البعض منها هو نتاج حراك شعبي شعاراته و رؤيته تتقابل مع ما هو سائد و مفعل في العراق .؟

 

نعم نفهم و هكذا علمنا التاريخ و الواقع المعاش من أن من هو خارج الحدث لا يمكنه أن ينضح لا من حيث الرؤية و لا من حيث التصور و لا الاحساس بذات الصيغة التي ينضح بها من يعيش المعاناة و هو في حالة اشتباك دائم مع الغرب و أمريكا و ايران و الصهيونية لثلاث عقود دون اعتبار ما سبقها اشتباك امتزجت فيه السياسة بالدماء الغزيرة ، ممن يتجسم الأمة في استقلالها وعزتها و يهدف الصعود بفعله حد الالتقاء بالقيم الخالدة التي صاغتها الرسالة الخالدة للأمة و جسدها أجدادنا العظام و رموز الأمة التاريخيين كما عبر عنها شهيد العصر صـــدام حسين المجيد ... لذلك نراه لا يتردد في توضيح المسار دون حسابات ما يقتضيه طريق الاشتباك و ثقل المصاعب في تبيان كيف يجب أن نتعامل مع واقع الحراك الشعبي العربي و نجعله يبلغ مداياته التي تحسب لفائدة وضع الأمة علي مسار تحررها لا أن يتحول الي عبء من المصاعب المضافة بما يعطل حركة نهضتها أو يرتد بها الي العهود المظلمة قائلا ردا علي سؤال "بوابة الأهرام": ما تقييمكم لانتفاضة الشعوب العربية ؟..


"- أنتِ سميتها انتفاضات الشعوب العربية ، ونحن نقول هي انتفاضة الشعب العربي في أقطار أمته التي نضجت ظروف وعوامل الانتفاضة والثورة فيها ، وأقول لحد الآن لم يرتق أيًا من هذه الانتفاضات الجماهيرية المجيدة إلى مستوى الثورة، وإنما هي انتفاضات تعبر عن تطلعات محدودة كالظلم و التهميش والفقر و الحرمان، أملنا كبير بجماهير الأمة الثائرة أن ترتقي بثوراتها أو بانتفاضاتها إلى مستوى الثورة الشاملة العميقة لإحداث التغيير الجذري السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وللتحرر من الاستعمار وكل أنواع الهيمنة والسيطرة، والتطلع إلى وحدة الأمة وحريتها وتقدمها الحضاري الإنساني واستعادة دورها الطليعي الرائد بين الأمم إن انتفاضات جماهيرنا العربية في بعض أقطار الأمة تعبر عن إرادة الأمة وشعبها الأبي للنهوض والتحرر و التقدم ، وهو يمثل امتدادًا واستلهامًا لثورتنا وجهادنا في العراق على امتداد السنوات التسع ، التي خلت وما حقق شعب العراق العظيم ومقاومته الباسلة من انتصارات تاريخية مجيدة على الغزاة المحتلين.


إن انتفاضات شعبنا العربي في بعض أقطاره قد استلهمت من إشعاعات الجهاد على أرض العراق الطاهرة ، وبالتأكيد فإن الحلف الإمبريالي الصهيوني الصفوي يحاول احتواءها أو تحجيمها أو تقزيمها أو حرفها عن مسارها التاريخي ، وعن أهدافها السامية في التحرر و الانعتاق وفي التطور والتقدم لا سمح الله ، وانظر إلى الذي حصل في ليبيا ودور حلف الناتو، وهذا يحصل اليوم في البحرين وقبلها اليمن وحتى في تونس ومصر الحبيبة حاول هذا الحلف النيل من ثورة 25 يناير وسبق أن أعلنا موقفنا وتقييمنا لثورات وانتفاضات شعبنا العربي في مصر وتونس واليمن وليبيا وسوريا بأننا مع الثورات والانتفاضات الجماهيرية قلبًا و قالبًا، وبنفس الوقت نحن ضد أي تدخل أجنبي عسكري أو سياسي وبأي شكل من الأشكال وسنقاوم مع شعبنا في أقطاره أي نوع من أنواع التدخل الخارجي ، ونحن واثقون بأن هذه الانتفاضات والثورات وبدعم من جماهير الأمة وقواها الوطنية والقومية من المضي في مساراتها الصائبة الموصلة إلى النهوض الوطني القومي الإنساني التحرري الشامل والعميق."

 

فهل يستعيد ))سقراطيو(( الاعلام العربي رشدهم و يستحضيرون ضميرهم في حق أمتهم أم يستمرون في ذات النهج و تنطبق عليهم هذه الحادثة بملخصها " جاء رجل إلى شيخ فقال له: أنغمِسُ في الماء مِرارًا كثيرةً، وأشكُّ هل صحَّ لي الغُسلُ أم لا؛ فما ترى في ذلك؟ فقال له الشيخُ: اذهَب، فقد سقطَت عنك الصلاة، قال: وكيف ذلك؟ قال: لأن النبي قال: «رُفِع القلمُ عن ثلاثة: عن المجنون حتى يُفيقَ، وعن النائمِ حتى يستيقِظ، وعن الصبيِّ حتى يبلُغ»، ومن ينغمِسُ في الماء مِرارًا ويشُكُّ هل أصابَه الماءُ أم لا فهو مجنونٌ."

 

d.smiri@hotmail.fr

 

 

 





الجمعة ٢٤ ذو الحجــة ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / تشرين الثاني / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة