لا العيدُ جاء و لا أنت الذي جئت
وحدي أسيرُ بدربٍ فيه قد كنتَ
لا العيدُ عاد و لا بدرُ الحبيب أتى
بقيت أرقب بدرًا عنه قد بنتَ
وحدي و صوتـُكَ يأتيني كلحن جوًى
يعيدُ في مسمعي ما كنتَ لحّنتَ
ثيابُ عيدي في الأدراج مهملةٌ
عسى تعود بثوبٍ أنت لوَّنتَ
أنت الكريمُ ؛ فكيف اليومَ في وجعي
أثثتَ جرحًا و فيه الملحَ أسكنتَ
طلقُ اليدين ؛ فكيف اليوم في عطشٍ
تركتني و نوًى في الكأس أمعنتَ
يا سيدَ العيد جئنا العيدَ في فَرق
عنـّا رغيفَ اللقا و الكعكَ خزَّنتَ
ستٌّ مررنَ على أكتافنا ثقـَلاً
شوقـًا إليك و أنت الفجرَ أظعنتَ
ستٌّ نُدوِّنُ آياتِ الجهاد معًا
و أنت وحدكَ بالصلبانِ دوَّنتَ
نازلتهم فارسًا مِن غير عدَّته
إلا كتابٍ به تتلو و آمنتَ
صلبًا و قفتَ و ضيفَ الحبلِ كنتَ و ما
لغير ربِّك و الأوطانِ أذعنتَ
تكسّرتْ إن رأتها الروحُ من فزعٍ
و أنتَ هدهدتـَها لانت و ما لنتَ
فكنت إن طعنوا ليلاً أقمتَ به
و إن تمادوا بقلب الفجرِ أذّنتَ
و كنتَ إنْ دندنتْ صوبَ العراقِ رؤًى
غازلتَ عشتارنا، بالحب دندنتَ
و كلما صاحَ في بغدادَ منتصرٌ
ثنـَّيتها صرخةً أقوى و أمَّنتَ
يا سيدَ العيد لم تحضرْ و ما حضرتْ
سوى عيونٍ بها الأشواقَ أركنتَ
نظلُّ ما بقيتْ أوطانُنا فِـرَقـًا
جمَّعْتـَنا فغدونا كلنا : أنتَ
لمّا على عنقكَ التفَّت عروبتـُنا
و الجيدُ حيَّ هلا لمّا تيمنتَ
توهَّمَ الجمعُ أنَّ العربَ قد أفلوا
إلاّك بالنصر و التحرير أيقنتَ
و ليس يأتيه إلا فتيةٌ صدقتْ
و عندهم صُدقةَ النخلاتِ أمَّنتَ
يا سيدَ العيد عذرًا إن بكى قلمي
و أنت بالمجد و البشرى تزيَّـنتَ
***********
١٠ ذو الحجة ١٤٣٣
٢٦ / تشرين الاول / ٢٠١٢