شبكة ذي قار
عـاجـل










من غير المعقول أن يتحرك العميل المالكي من المنطقة الغبراء في بغداد أذا لم يكن أسياده الامريكان قد اعطوه الضوء الاخضر هذا في الداخل العراقي ، فكيف اذا كانت حركته بأتجاه موسكو ؟


نحن نعرف جميعاً بأن امريكاوبعد غزوها للعراق واحتلاله قد عاقبت روسيا لكونها لم تؤيد الغزو الذي كان مخالفاً لجميع القوانين الدولية وانفردت بتنفيذه أمريكا وبالطبع اصطف معها من هم يلهثون لارضائها بأي ثمن ، وقد جاءت العقوبة متمثلة بحرمان الشركات الروسية من الاستثمار في العراق كباقي دول التحالف العدواني ، حتى المشاريع التي كانت محالة للشركات الروسية بدأت المساومة عليها من جديد وخاصة في المجال النفطي ..
فلما كان موقف الامريكان من روسيا بهذا الشكل فكيف لهم أن يسمحوا للعميل المالكي أن يزور موسكو ويعقد معها صفقة كبيرة لشراء الاسلحة والمعدات الحربية تجاوز ثمنها الاربعة مليارات دولار ؟

 

الأمر أذن فيه هدف ولم يأتي اعتباطاً اذا ما علمنا بأن حكومة المالكي قد ابرمت عقود تسليح وصلت الى اكثر من اثنى عشر ملياراً من الدولارات لم يستلم منها العراق لحد الآن الا ( الخردة ) التي تركها الجيش الامريكي له وهي بالاساس لا تنفع بشيئ أما العقود الجديدة ومنها طائرات F16 فلا يستلمها العراق الا في العام 2014 كما يدعون ، والمتابع لهذه السلسلة من الاجراءات لا يجد صعوبة في معرفة المقصود منها ، لتأتي زيارة العميل المالكي متوجة لتلك الاجراءات وهي بموافقة الامريكان بل بدفع منهم ..


فلماذا حصلت الزيارة وتم التوقيع على العقود التي اعلن عنها ؟
من بين الاسباب التي ادت الى ذلك هي أن الامريكان أرادو ان يلعبوا لعبة توحي على انها غير مقصودة وأن حكومة العمالة وحسب ما يصرح به اركانها بأنه نوع من التنوع بالتسليح على أساس أن العراق غير مرتهن بيد الامريكان وبوسعه التحرك على دول العالم لينوع سلاحه بالصورة التي يراها ، وهذا كله تغطية لمشروع أكبر مما قيل عن الزيارة والصفقة معاً ، فمن حيث الواقع فالصفقة لا تعني شيئاً بحجمها بالنسبة للأمريكان لانها وزرغم ما أشيع عنها على انها تحوي طائرات مروحية وصواريخ محمولة للدفاع الجوي وبعض المستلزمات الاخرى الا انها لا تشكل تسليحاً لما يسمى الجيش العراقي قياساً لما تعاقد عليه العملاء مع الامريكان سابقاً ، ثم أن للزيارة والصفقة هدف آخر وهو أشعار روسيا بأنها أن خسرت السوق السورية في التسليح أن اسقط نظامها الذي يحظى بتأييد القيادة الروسية الان فأن السوق العراقية ستكون مفتوحه امامها وتعوضها خسارتها في سوريا وبهذا تتم طمئنة الروس على مستقبل تسويقهم للسلاح ومن المعروف فأن صفقات السلاح الروسي دائماً تكون بهذا الحجم أو اقل منه بكثير قياساً بالارقام الخيالية من الدولارات التي تجنيها أمريكا في صفقاتها مع دول العالم ومنها الاقطار العربية ، وهنا تستطيع امريكا ان تؤثر على القرار الروسي من خلال العراق ..


هذا من جهة ومن جهة أخرى فأن الاسلحة التي سيحصل عليها العراق لا تشكل خطراً على الوجود الامريكي في المنطقة ولا على أمن الكيان الصهيوني وتبقى كافة الاسلحة للأستخدام الداخلي أي لضرب مواقع المقاومة العراقية المسلحة لا غير تحت تسمية محاربة الارهاب وهو مسموح لحكومة العمالة لان قتل العراقيين لا يعني الامريكان بشيئ ، عليه فأن الصفقة التسليحية العراقية الروسية لا تأثير لها في موازين القوى مع أي من البلدان المحيطة بالعراق وهي لا تشكل خطراً على الجميع ، اما الاربعة مليارات فهي بالطبع من جيوب البؤساء من العراقيين أن كانت قد ذهبت الى امريكا او لروسيا او جيكوسلفاكيا او أية دولة أخرى فهي تعتبر عربون يقدمه العراقيون بأسم الامريكان للروس كي يعتمدوا سياسة أكثر توازناً في المنطقة العربية وليغظوا الطرف عن أي مشروع تقدم على تنفيذه امريكا والمتحالفون معها في المستقبل يهم الشأن العربي ..


بقي أن نؤكد على حقيقة قد تكون غائبة على البعض بأن ما جرى أي زيارة العميل المالكي وصفقته المشبوهة ستصب بصالح ايران ايضاً كما هي بصالح امريكا وهي ستساعد ايران على الحصول على بعض ما تحتاجه من معدات روسية بشكل لا يدخل في دائرة الحظر المفروض عليها لان المالكي وجميع اركان حكومته العميلة لا يمكن لهم ان يحجبوا على ايران الحليف الثاني بعد امريكا لهم أي من تلك المواد او الاسلحة وهذا يأتي في أطار التعاون الامريكي الايراني غير المعلن بين البلدين فالامريكان أن ارادوا تقديم المعونة لحلفائهم قد لا يستخدمون الوسائل المباشرة بل يهيئون من ينوب عنهم في مثل هذا الاجراء وخير من هيأوه هو المالكي العميل المزدوج لهم ولايران وهو يؤدي دوره بمستوى عال لا ينافسه عليه أحد واثبت للطرفين قدرته على تمثيل هذا الدور ، لذلك رأينا بأنه قد حظي بدعم لا محدود من الامريكان والايرانيين على حد سواء ولولاهما لما بقي بمنصبه لحد الان ..


أن جرائم بعثرة اموال العراق من قبل المالكي وحكومته الطائفية وابنائه في أمس الحاجة الى ابسط الخدمات لن تمر دون عقاب ، وسيحاسب الجميع على ما اقترفوه من جرم بحق العراق وابنائه ..


أن يوم النصر آت ولا ريب فيه وسيحققه مقاومينا الابطال من مناضلي البعث وفصائل المجاهدين الاخرى بقيادة الرفيق القائد المجاهد عزة ابراهيم الدوري ( حماه الله )
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .

 

 

 

 





الاحد ٢٧ ذو القعــدة ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / تشرين الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق خالد الحسن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة