شبكة ذي قار
عـاجـل










كل شيىء الى دمار بعدان غابت الشمس وتمكن الظلام من كل شيىءمضيىء ،قالها وعيناه تتفحصان سجلات طلابية مبعثرة مبعثرة لمدرسة الحي وادوية المركز الصحي واضابير الرعاية الصحية الاولية وسجلات لقاحات الاطفال والحوامل وسجلات دائرة الاحوال المدنية والطابو


بريمر الرجل الامريكي ذي السحنة البيضاءالمتحمس الى اكمال ما لم ينجح جيش الغزاة بتحقيقة في تدمير بنى العراق ,امر بحل الجيش وفقا للمشروع ,وتسريح منتسبي الدوائر الامنية ,والتصنيع العسكري ، ابوعلي كان احد الضحايا ،لتلك الاوامرالوحشية فهو مشمول بالتسريح والاجتثاث،الاثنان معا ،وعليه ان يبدأ خطا من الصراع ليعيش هو والاودفي عائلة هم ستة افراد وسابعهم هو ،في ظل فترة عصيبة ينشط فيها انشطار القوى الظلامية ذات السلوك البربري الانتقامي ،والتي تتحرك وفق الية مستورده الى الالفية الثالثة من القرون الوسطى .


عندما تزدحم الافكار وتتصارع في الدماغ لم يعد بمقدور المرء الا ان يخلد الى الارض فتمدد ابو علي على حصير قديم في البيت ،وجعل من تشابك اصابعه مضمومة وسادة تحضن راسة ،فهو في زمن لا يستعين المرء مرتاحا بغير اناملة ،كل ما كان يتوقعه ابو علي ارتسم امامه، فهو رجل خبرته الظروف ،راح يغرق متأملا تصريحات رموز القوى التي جاءت من وراء الحدود او مع المحتل ،او الذين طفوا على السطح بعد ان غارت دولة العراق تحت الارض بقرار قيادي مسئول وراحوا ينتفخون عناوين رسمية بلا مؤهلات ، دون ان يشعر بنفسه انطلقت من اعماقه اهة حبيسه،صاحبتها حشرجة كانما انخلعت معها الرئة ، ام علي التي لم تعتد ان تسمعه يكشف عن المه هبت واقفه ،مالذي حدث ؟ راحت عيناها تبحث عن أي شيىء يسعفها بالتحليل ، مالذي جرى قالتها ودموعها تتقاطر .... نادي على علي ،لابصرنكم اليوم بما ينبغي ان تعرفوه!!!!!!هي قصص اشبه بالاساطير والعجائب ،التي يخلقها الخيال ،لكنها في الزمن الرديىء تكون امور متصورة وممكنة الحدوث .


سيناريوا هذه الاساطير اعدت ،واستكملت فصولها في دهاليز وحفر جدرانها اكثر سوادا من الحقد،ها هي قوائم الاسماء قد وصلت ،واخرى تاتي تباعا لتنفيذ برنامج التصفيات ،تلك القوائم اصبحت حديث الناس في الشارع،الحديث المتداول وصل الى الخيرين ،من ابناء العراق فاوصلوها الى المعنيين بالاغتيال للحفاظ على انفسهم ومواجهة قدرهم،تيبست شفتا ام علي وعلت وجهها صفرة اندهاش واخذت تردد قوائم لاناس سيقتلونهم امر لم نسمع به من قبل ،ضحك ابوعلي وقال وهل كنت تتوقعين ان احتلال يحصل للدول الاعضاء في هيئة الامم المتحدة من قبل الدول الكبرى المعنية افتراضا برعاية الامن والسلم العالميين ومقاصد الامم المتحدة وفي عام 2003.


فصبرا ياام علي فلا زال الطريق طويل ،والظلام الذي سيواجهنا ربما سيكون اشد ، فلا تنسي ما اريد ان اكشفه لكما ، لابد ان تعرفا ان كل عراقي شريف مستهدف ، فكل عراقي من الفلاح الى الموظف والعالم جميعا يشملهم الاجتثاث ، يبقى التنفيذ يعتمد على اسبقيات ، هذا القرار البربري اوكلت مهمة تنفيذه الى قوى الظلام وهو قرار صهيوني اصلا وعنصر مركزي في الخطة الصهيونية التي صدرت في الثمانينات،القوى الظلامية شكلت مليشيات ملأت الشوارع،الرسالة الاخيرة من القيادة تقول هناك فريقان يتحركان بشكل متوازي لاجل هدف مشترك،فريق تخصص لتنفيذ الاغتيالات بموجب القوائم ،ومهمة الاخر هو تجريد الرفاق من كل مايملكون،وهم اصلا لا يملكون غير قوتهم اليومي واثاث بسيطة كاي مواطن عراقي قسا عليه الحصار ،ووسيلة التجريد هي فرض فصول عشائرية على اشياء وهمية تنسب اليهم وهم بوضع لاحول لهم ولا قول ،فالفريق الاول استمر يصبغ الشوارع والارصفة والازقة بالدماءوبطرق بشعه اشبه بافلام الرعب الهوليودية المخيفة لمخرجها الفريد هيتشكوك،والثاني تلمس طريقه بلا اعراف ولا قيم بل هو يستفز المجتمع ويسيىء الى قيمه، الاستاذ (..)مدرس مادة التاريخ في الثانوية بالامس تجمع اما داره مجموعة لم تكن معروفة سابقا باعتبارهم مشايخ واجبروه تحت تهديد السلاح ان يحضر لدفع فصل غير مالوف ،ادعوا انه كان رفيقا حزبيا وانه في احد التجمعات تغاضى عن رد السلام بقوة على شخص هو لم يعرفه وقال هذا الشخص ان ذلك جرح كرامته ،، اخرون باعوا كل ما يملكون حتى دار سكنهم ليسددوا ما فرض عليهم عن اعمال نسبت اليهم باطلا ،اما من ترك داره لورود تهديدات من مجاميع ملثمة تجوب الشوارع مدججة بالسلاح فانهم كل الناس التي كانت تخدم لاجل استقرار البلد دون مقابل مادي ، اما قصة ابو عصام مدير الثانوية ، قالت زوجته ،نعم اعرفه ، يسكن ليس بعيدا عنا ،في حين رد علي ولده عصام زميلي في المدرسة ... قال ابو علي :قبل كم يوم طرق الملثمون باب داره،وقال احدهم انت مطلوب حظورك لدى القاضي الشرعي ....اين هو ؟ ما اسمه ؟ ما اسم المحكمة ؟..احظر الى المكتب .... ثم تسّير من هناك الى المحكمة ...اين يقع المكتب ؟


- المكتب في المركز الصحي السابق للحي !!!!وعليك الحظور لوحدك ..اؤكد لوحدك ...ها ... لوحدك ، وامتطيا دراجتهم البخارية وانطلقا، وكانت الدراجة بلا لوحة تسجيل ..... اتصل ابو علي باهله ليطلعهم على ما جرى ، اختصر اخوه الكلام بقولة - حضّر ملايينك - ....حظر ابو عصام وكان يتماسك عند الظروف القاسية ، فوجىء برجل يعرفه ،ويعرف قيمته الاجتماعية قبل دخوله على القاضي الشرعي قبله !!!! القى نظرة على صديقه القديم توحي باشياء كبيرة سيواجهها ....مواقف تحمل على الضحك والبكاء في ان واحد.


بعد وقفة قصيرة، تقدم اثنان من المجموعة الملثمة ذات السراويل السود المدججة بالسلاح ، صار ابو عصام بينهما غير قادر على الحركة ، ادخل على رجل يلف على راسه عمامة بيضاء لم يحسن لفها ويبدو انه حديث عهد بالعمامة ،كان الرجل دون ان يستمع الى الشخص ينثر عليه قرار ، قال :عليك ان تدفع دية رجل ودابة قتلتهم !!!


انا لم اقتل احد اجاب ابو عصام ، لا بل قتلت منذ اكثر من عشر سنوات، في القرية ...قتلتم رجلا وطنيا مجاهدا .... ابتسم ابو علي وكيف يستطيع احد ان يقتل مواطنا ولم يحاسب فالعراق فيه قانون لا يعفو احد من جريمة قتل الا الدفاع عن النفس والدفاع عن الوطن،اوتنفيذا لامر رئيس قانوناواجب الطاعة ،و ليس لاحد سلطان فوق القانون ،رفع المعمم راسه ،وقال نحن الان في زمن الغى جميع القوانين ونحكم بالشرع واشار بعينيه الى الشاب المربوع الذي يقف قبالته في الباب، وكان اشعث الراس يتصل شعر لحيته بشانبيه وبشعر راسه ، ، لحظات ودخل رجل ثلاثيني العمرقصير القامة اعرج ، حاسر الراس ، يرتدي دشداشة سوداء ،..بدأ يسرد رواية.... لم يتذكر ابو عصام ابتداءا ما يقوله الرجل ، ثم استدرك ، هاه،تذكرت :كنت وجموعة من رفاقنا لمتابعة حوادث سرقة تحصل ضمن الرقعة الجغرافية لعلمنا الحزبي كان ذلك قبل عشر سنوات وفي حينها لم اكن محالا على التقاعد الحزبي وهناك قانون يلزم ويحاسب المنظمة الحزبية بحالة حصول مثل هذه الحوادث ،وذلك بعد عدة شكاوى قدمت الى اللجنة الامنية في المحافظة من قبل اهل القرية الحدودية بوجود اعتداءات على ممتلكاتهم يقوم بها اناس ياتون من الضفة الاخرى لشط العرب ، في الليل واثناء استطلاعنا المنافذ التي يمكن ان يتسلل منها السراق من الجانب الاخر لغرض القبض عليهم، كانت الخطة ان ننصب كمينا ،فاتخذنا موقعا للكمين ، وقطعنا الصوت والحركة ، وبعد انتصاف الليل ، فز طائر من فوق الشجرة التي كان يلفهاظلام البردي ،واذا برجال يطلقون النار على مكان حركة الطائر ،اطلقنا نداءات ليتوقفوا ونستفسر منهم ، ردوا علينا بسيل من كثافة ناريةمن اسلحة لا يستطيع الانسان العادي ان يمتلكها فهي من اختصاص الجيش بعضها اسلحة متوسطة،عرفنا اننا اما مفرزة استطلاع وليست مجموعة سراق ، خصوصا وانا سمعنا احدهم يتصل من جها ويعبر موقف بلغة اخرى ، الا اننا ولكوننا من سكنة المنطقة الحدودية كنا نعرف بعض المفردات، ففهمنا انه يقول بان الدورية اصطدمت بكمين،وتقدموا صوبنا يطلبون منا التسليم لهم ، فتحنا نارا لابعادهم عنا ، بعد ان اصبح القبض عليهم امرا غير ممكن ، لكثرة عددهم ونوع النار التي فتحوها ،فتحولت المهمة الى الحفاظ على انفسنا، وعرفنا انهم مجموعة استطلاع قادمة من الجانب الاخر ، كي لا نقع بايديهم، وانقطعت النار وانسحبت القوة ،وعند استطلاع المكان في صباح اليوم الثاني بصحبة القاضي ، لم نجد أي اثر لاصابة او نزف ، وسجل القاضي والمحققون الموقف ، ورفعته الجهات المعنية الى الهيئات المسئولة لمفاتحة الدولة الجار .


رد علية الرجل لآ، بل جرح احدنا عند الانسحاب عندما داست قدمة بقية زجاجة مكسورة كانت في الطريق ولولا كثافة النار التي صدرت منكم لما اضطر ان ينسحب بسرعة ولا يتميز الطريق وبعد نقله الى الداخل ، توفي بعد شهور ،وكان ذلك من اسباب وفاته ،واين اهله ؟قال : في ايران.


وايضا قتلتم دابة تعود الى بيت (...) اعتادت العبور الى الجانب العراقي والرعي هناك.....
بعد ان استمعت الى شهادة الشهود اصبح واضحا امامك الجريمة واعترفت انت بها وما عليك الا ان تدفع الدية جزاءا وفقا للجريمة العمدية والاعتداء على حقوق الناس وقتل النفس بغير الحق وهذا لا يلغي حق اهل الشهيد بمطالبتكم جزائيا ولكن التعويض الان وفق للاعراف العشائرية وما يقرره الشرع، قالها المعمم والحقد يتطاير من عينيه شعاعا.


قال ابو عصام امهلني يومين ، ثم اخذ يردد مع نفسه ، عدل مابعد الاحتلال ، ووطنية ما بعد الاحتلال ،وقيم ما بعد الاحتلال ،كلها صور احتلالية .... لا بد ان اعطيهم البيت وارحل ، انا لا املك سوى البيت، لكن اين سيسكن عصام واخوته ، حقا انها لمصيبة كبيرة،وعاد ابو عصام يجر خطاه بقوة فهو رجل مصاب بارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين ، دقائق بعد دخوله البيت ، علت اصوات من داخل البيت ، هرع الجيران اليهم ....


""رحمة الله تعالى على روحك ابو عصام واسكنك الله فسيح جناته "" كان ذلك دعاء الجميع

 

 





الاحد ٢٤ رمضــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / أب / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بشار الشويلاتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة