شبكة ذي قار
عـاجـل










تمثل الخدمات التي تقدمها الدولة لشعبها معيارا حيويا هاما من معايير وجودها كدولة ولنجاحها كمؤسسات خدمة للشعب. وقد شهدت مسيرة ثورة 17 – 30 تموز 1968 م تطورا هائلا في كم ونوع ومستوى الخدمات البلدية في جميع محافظات العراق وتشكيلاتها الإدارية من أقضية ونواحي بل وامتد بعضها ليشمل قرى وأرياف بعيدة . وان ما تحقق هو في ضوء منهج الثورة وقيادتها في بناء الانسان وخدمته الذي هو هدف الثورة وغايتها ، ومن خلال بناءه تتحقق كل المنجزات ، وهذا الذي حصل ، بحيث إن ذلك الانسان العراقي الذي كان يعيش البؤس والحرمات أصبح العالم النووي ، والأستاذ الجامعي ، والفنان المبدع ، المقاتل الجسور الذي دافع عن العراق العظيم والأمة العربية في كل المعارك ضد أعداء العروبة والإسلام .

 

لقد انتشرت محطات إسالة الماء التي تعنى بتنقية المياه وضخها إلى البيوت وكل المباني العامة والخاصة بشكل منتظم ومستقر وبنوعية وجودة نقاء عالية في كل أرجاء العراق بحيث صار ماء الإسالة هو المصدر الوحيد للشرب ولكل الاستخدامات البشرية الأخرى.

 

ينظر ويقيم توزيع الماء الصالح للشرب بمعايير ومقاييس لا تقتصر على إشباع حاجات الناس المباشرة اليومية بل يتعدى ذلك إلى كونه تحصين للناس ضد الأمراض والأوبئة أي انه ينعكس مباشرة على صحة المجتمع . كما انه يتدخل مباشرة في العديد من مشاريع الإنتاج والخدمات المختلفة .

 

وطورت الدولة هذه الخدمة حيث وفرت الأجهزة والمعدات التي تحتاجها محطات تنقية المياه وتقنيات التنقية المختلفة وطورت الكوادر البشرية المتخصصة في تأمين خدمات الماء الصالح للشرب من مهندسين وفنيين وعمال ماهرين.وقد خرجت هذه الخدمة من نطاق المدن لتصل لأول مرة في تاريخ العراق إلى قرى وأرياف في مختلف إرجاء العراق . ووضعت خطط مستقبلية لتغطية كل قرية في العراق وأخرى لمعالجة مشاكل الملوحة في محافظات الجنوب وخاصة البصرة .

 

أما خدمات الكهرباء فقد شهدت بناء العديد من محطات توليد الطاقة الكهربائية بأنواع مختلفة طبقا لمصدر التوليد توزعت على مناطق مختلفة في جنوب ووسط وشمال الوطن. وشملت خطة عمل مؤسسات إنتاج وتوزيع الطاقة الكهربائية الارتقاء بكمية الإنتاج لتغطية الحاجة المتزايدة تبعا لتزايد الأجهزة الحديثة المختلفة وتزايد اقتناءها مع تصاعد مستوى المعيشة وتزايد قدرات بناء البيوت وكذلك الازدياد الهائل في الشركات الإنتاجية والمصانع المختلفة. كما وضعت خطط تصاعدية لتجهيز القرى في ريف المدن العراقية التي وصلتها هذه الخدمة أيضا لأول مرة في تاريخ العراق.

 

امتازت هذه الخدمة بالاستقرار والكفاية حيث وصلت الكفاية إلى حد عدم انقطاع التيار الكهربائي نهائيا خلال ساعات اليوم الواحد . كما تمكنت الجهات العاملة على هذا القطاع على ربط العراق بمنظومة إقليمية شملت عددا من دول الجوار .

 

ورغم تعرض محطات التوليد إلى هجمات وتدمير غادر إبان الحرب العراقية الإيرانية وأم المعارك وأبان فترة الحصار المجرم إلا إن القدرات الوطنية الهندسية والفنية كانت تعيد هذه المحطات إلى الخدمة في زمن قياسي .

 

إن الحديث عن خدمات الماء والكهرباء التي ارتقت في زمن ثورة البعث وقيادته الوطنية كمعيار لتقدم الوطن وازدهار الحياة فيه يأخذ أهميته بعد تدهورها تدهورا مريعا بعد غزو العراق واحتلاله وعجز الاحتلال وحكوماته المتعاقبة التي نصبها المحتل عن معالجة النقص المريع فيها حيث تصل ساعات قطع التيار الكهربائي في مختلف مدن العراق إلى أكثر من عشرين ساعة في اليوم الواحد ، وتحول الناس لأول مرة إلى شرب المياه المعلبة بسبب تدهور نوعية مياه الإسالة وشحتها أو انعدامها.  كما برزت لأول مرة في العراق ظاهرة تحويل خدمتي الماء والكهرباء إلى مواقع للفساد المالي والإداري حيث أنفقت مليارات الدولارات في مشاريع وهمية وسرقت أموال طائلة تحت ذرائع وحجج توفير الماء والكهرباء. بمعنى إن قطاعي الخدمة قد تحولا من معيار تطور وتقدم وازدهار حياة العراقيين في زمن الدولة الوطنية إلى وسيلة للنهب والسلب والسرقة والفساد المستشري للوزراء ومن هم دون الوزراء المسؤولين عن الخدمات البلدية . والنتائج السلبية لذلك هو حرمان وأمراض يعاني منها المواطن .

 

 

لجبة اعداد الملف

الاستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس

الاستاذ الدكتور أياد عبد الله

الدكتور أحمد ألياسري

 

 





الثلاثاء ١٢ رمضــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / تمــوز / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب لجنة اعداد ملف منجزات الثورة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة