شبكة ذي قار
عـاجـل










زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لجزيرة " ابو موسى" الاماراتية العربية، تعد تحدياً سافراً واستفزازاً ليس للعرب واقطار الخليج العربي فقط ، وانما هي انتهاك وخرق فاضح لميثاق ومبادىء الامم المتحدة واحكام القوانين الدولية ، وتجاوز واعتداء على السيادة الاماراتية ، وهي استهانة واجهاض لكل المبادرات والجهود السلمية لتسوية موضوع الجزر العربية الثلاث ( ابو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى ) التي تحتلها ايران منذ اكثر من نصف قرن .

 

وقد استخف المسؤولون الايرانيون بالاحتجاجات العربية مؤكدين .." تمسك ايران بهذه الجزر ، وان سيادة ايران عليها غير قابلة للبحث "؟ وقد وصف ( رامين مهمترست ) الناطق الرسمي باسم الخارجية الايرانية .. رد الفعل الاماراتي، ورد فعل مجلس التعاون الخليجي بأنه" تدخل مرفوض" ام ( علي اكبر ولاياتي ) مستشار المرشد الاعلى ( علي خامئني ) فقد اعتبر ماصدر من أحتجا ج ورفض عربي " لاقيمة له " وزاد ( حسين تقوي حسيني ) عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية لمجلس الشورى بقوله".. ان موقف المسؤولين الاماراتيين مثيرللسخرية " فيما ادعى رئيس اللجنة ( علاء الدين بروجردي ) من " ان هذه الجزر جزء من التراب ووحدة الاراضي الايرانية ؟".

 

ان هذه الزيارة غير المبررة لاتعني الّا شيئاً واحداً.. هو أفتضاح عدوانية حكام طهران واطماعهم في دول الجوار العربي سواء كان الحاكم " شاهاً " ام متبرقعاً بـ " العمامة الاسلامية " ؟، وهذا ماسبق ان حذر منه العراق منذ الايام الاولى لحكم الملالي بقيادة خميني الذي توعد بـ " تصدير الثورة " الى الجوار العربي ، ورفع شعار " تحرير القدس، شرط ان يمر، عبر كربلاء؟ " فالثورة في مفهوم خميني وملالي ايران ما هي الاّ.." الشرارة الاولى التي سوف تفّجر كل المنطقة" وفعلاً تسببت سياسة الحكام الفرس العدوانية التوسعية واطماعهم التأريخية باراضي وثروات الامة العربية ،والموقف العراقي المطالب بقوة بعودة الجزر الثلاث الى السيادة الاماراتية ، ومايضمرونه من عداء وحنق وضغينة على العرب والعراقيين وبعد اشهر على حكم الملالي ..الى نشوب حرب الثمان سنوات مع الجارة المسلمة العراق التي حصدت ملايين الارواح من الطرفين ، ف ( جمهورية خميني الاسلامية ) فاقت كل انظمة الحكم الايرانية في الافصاح عن العدوانية والتوسع وعدم اخفاء اطماعهم في دول الجوارالعربي لتحقيق احلامهم في اقامة.."الامبراطورية الفارسية"، ومما زاد من هذا الصلف والغرور الفارسي في التحدي والاستخفاف والمجاهرة بهذه السياسة العدوانية تجاه العرب بشكل خاص .. مشاركة ايران للولايات المتحدة في التأمر على العراق واحتلاله وتدميره عام 2003 ، وقبله في العدوان على افغانستان، ومن ثم تواطؤ واشنطن في اطلاق يد ملالي ايران في القضاء على وحدة تراب العراق وتمزيقه وقطع صلته مع العالم العربي، وهذا ما حذر منه مجدداً المجاهد المقاوم الاستاذ عزة الدوري في خطابه المتلفز الاخير لمناسبة تأسيس البعث في 7 نيسان الجاري بقوله " اذا انتصر المشروع الفارسي في العراق ـ لاسمح الله ـ فلا احد يستطيع الوقوف بوجه المد الصفوي ومشروعه البغيض لا أمريكا ولا سواها ، وستجتاح ايران الامة العربية من اقصى مشرقها الى اقصى مغربها " ؟.

 

ان الاطماع الايرانية وسياسة العداء والبغض للعرب عامة والعراقيين خاصة ليست وليدة العصر الحديث ، وانما هو عداء تأريخي يعود الى عهد الدولة البابلية قبل الاف السنين عندما تآمر الايرانيون بقيادة ملكهم ( كورش الكبير ) مع اليهود للعدوان على بابل وفك الاسرى اليهود الذين كان ملك بابل قد سباهم انذاك ، واستمر هذا العداء، بحقد اكبر، عندما انتصر المسلمون على الفرس بقيادة ملكهم ( كسرى ) في معركة القادسية الخالدة ،اذ عم نورالاسلام ايران وعموم بلاد خراسان من بوابة العراق وفي زمن الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب ( رض ) .. ويقر بذلك الشاعر الفارسي المعروف ( رودكي ) بقوله:ـ " ان الصراع والعداوة مع العرب ليس حباً ب ( علي ) والدفاع عن حقه في الخلافة ، لكنه البغض والعداوة ل ( عمر ) الذي كسر ظهر العجم وهدم حضارتهم؟" وقد ازداد عداءهم و حنقهم على العراق بعد ان تصدى ابناؤه الغيارى ببسالة ليوقفوا المد الفارسي ويجهضوا مشروع خميني العدواني التوسعي لاجتياح المنطقة، وذلك في حرب الثمان سنوات ( 1980ـ 1988 ) ؟ فحلم حكام ايران في تحقيق مشروعهم الفارسي الصفوي على حساب العرب طفح بقوة في ظل حكم خميني الذي صرح وهو في طريقه من باريس الى طهران بعد سقوط نظام الشاه قائلاً" آن للفرس ان يحكموا المنطقة لقرون طويلة مقبلة " ، وقوله عند استقباله المسؤول الكويتي الذي جاء مهنئاً " ان لايران الحق في الهيمنة على منطقة الخليج بضفتيها الشرقية والغربية "؟

 

ومن هذا المنطلق تأتي زيارة نجاد لجزيرة ابو موسىفي تحد سافر هو ليس التحدي الاول ، فقد سبقه قبل فترة ، التهديد الايراني بغلق مضيق هرمز لمنع مرور النفط والغاز العربي الى دول العالم ، وماصاحب ذلك من محاولات استعراض القوة وابرازالعضلات باجراء مناورات بحرية قرب المضيق سبقتها مناورات برية وجوية مماثلة تم فيها تجريب مختلف انواع الاسلحة والزوارق الحربية المتطورة ،وكذلك عرض جوي لبعض الطائرات المقاتلة التي ألحقت حديثاً بسلاح الجو الايراني، مع اطلاق العديد من الصواريخ الحد يثة واشراك بعض الوحدات القتالية التابعة لتشكيلات ( الحرس الثوري وقوى الباسيج ) في هذه التمارين العسكرية المقصودة والتي رافقتها التصريحات والتهديدات النارية لعدد من المسؤولين الايرانيين، وذلك في محاولة لمنع فرض عقوبات اقتصادية مشددة لعدم احترام ايران للارادة الدولية بايقاف نشاطها النووي ،لاسيما وانها اصبحت اليوم، بعد نجاحها، ولو بنسب بسيطة، في تخصيب اليورانيوم على عتبة " النادي النووي"مستغلة الظروف الدولية والاقليمية، فانسحاب القوات الامريكية من العراق وتركه تحت نفوذ ايران واتباعها والتمدد من خلاله الى اكثر من قطر عربي الى الحد الذي صار يهدد استقرار وامن وسيادة تلك البلدان في ظل الضعف العربي والذي زادته ضعفاً ثورات " الربيع العربي" بعد الالتفاف عليها، وانشغال ادارة الرئيس الاميركي " باراك اوباما" بانتخابات الولاية الثانية، والازمة الاقتصادية الداخلية ،فضلاً عن الازمة المالية العالمية ، والليونة الاميركية والدولية في التعامل مع الملف النووي الايراني ، كلها عوامل جعلت ايران تستخف بالتهديدات وتستهين بالعقوبات مراهنة على الوقت بممارسة سياسة المراوغة والمماطلة حتى امتلاك السلاح النووي لتحقيق مخططاتهم التوسعية لاقامة " امبراطورية فارس " على حساب شعوب المنطقة ، وهذا ما يعكسه تصرفهم بتحد وعنجهية وصلف وغرور وعدائية وكأ ن منطقة الخليج العربي من ممتلكات سلفهم الغابر؟.

 

فالتمادي الايراني والتحدي السافر سواء في دأب الملالي على امتلاك السلاح النووي ، والتهديد باغلاق مضيق هرمز الذي يفصل بين مياه الخليج العربي من جهة ، ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة اخرى، والذي تطل عليه ايران من ناحية الشمال " محافظة بندر عباس " فقط ، فيما تطل عليه من ناحية الجنوب سلطنة عمان " محافظة مسندم " واكبر جزر المحيط جزيرة " قشم " و" اوراك " و"هرمز" في الجانب الايراني اضافة الى الجزر الاماراتية " طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى" التي تحتلها ايران ؟ ومن ثم في الزيارة الاستفزازية لجزيرة ابو موسى العربية التى احتلت عام 1992 ..يقف وراءه بشكل اساس السياسة الامريكية لمختلف الادارات ومنذ قيام ايران المعاصرة.. هذه السياسة المتسامحة والمؤيدة والداعمة لايران الحليفة والشريكة في لعب الكثير من الادوار في هذه المنطقة الهامة استراتيجياً ونفطياً ، وهذا ما تفضحه الكثير من الاحداث والممارسات ، فالى جانب الشعارات الخمينية المعادية للشيطان الاكبر " الولايات المتحدة " والاصغر " اسرائيل " فأنها ترفع شعار " تصدير الثورة " ضد العرب ؟ وانها كانت تحصل على الدعم العسكري من" الشيطانين" اثناء حرب الثمان سنوات مع العراق وهذا ماعرّته " فضيحة ايران ـ غيت " او مايعرف بـ " ايران ـ كونترا" حيث قامت الولايات المتحدة عندما كان ( جورج بوش الاب ) رئيساً للمخابرات الاميركية، وعن طريق اسرائيل، بتزويد ايران بالاسلحة ب ضمنها صواريخ " تاو وهوك "وقد اكد الكولونيل ( اوليفر نورث ) مساعد مستشار الامن القومي في مذكراته التي نشرها عام 1991 بعنوان" تحت النار"ذلك بقوله: " ان حجم مبيعات السلاح ، بواسطة اسرائيل، لايران، انذاك، وصل الى عدة بلايين من الدولارات"، كما انه لم يحدث ان شنت الولايات المتحدة ولا اسرائيل حرباً على ايران ،او حدث ان ضربت مواقع استراتيجية ايرانية على غرار تدمير مفاعل تموز في العراق عام 1980؟ بل حدث العكس، فقد شنت الولايات المتحدة الحروب ضد اعداء ايران التأريخيين وابرزهم :ـ

 

أفغانستان التي تشكل عقدة لحكام ايران ، اذ اسقط الافغان الغلزانيين بقيادة ( المير محمود ) .. الدولة الصفوية عام 1729 ؟ وتشن الحرب ويتم اجتياح افغانستان تحت ذريعة مكافحة الارهاب اذ ما زالت القوات الاميركية وقوات الحلفاء داخل افغانستا ن بعد احتلالها وتدميرها بالتآمر مع ملالي ايران ؟... وقد حصل الامر نفسه مع العراق ،حيث فرض عليه الحصار لاكثر من 12 عاماً وضرب، في تسعينات القرن الماضي، بمئات الالاف من اطنان القنابل والصواريخ بالتواطؤ والمشاركة الفاعلة لـ " جمهورية ايران الاسلامية؟؟" والذي انتهى بدمارواحتلال العراق عام 2003،حيث يتفاخر ( ابطحي ) نائب الرئيس الايراني اثناء تمثيله ايران في مؤتمر ( الخليج و تحديات المستقبل ) الذي عقد في ابو ظبي في 13/1/2004 بقوله " لولا التعاون الايراني مع الاميركان في افغانستان والعراق لما سقطت كابل وبغداد بهذه السهولة " فالعراقيون هم الذين ادخلوا ايران الى نور الاسلام بعد ان هزم الفرس المجوس بقيادة ملكهم ( كسرى ) على يد المسلمين في معركة القادسية ، و ابناء العراق الاشا وس هم الذين تصدوا خلال حرب الثمان سنوات الضروس ( 1980ـ 1988 ) .. للزحف الصفوي الجديد بقيادة خميني ليجنبوا المنطقة مخاطره وشروره" القوة العراقيةكانت رادعاً استراتيجياً بوجه الكيان الصهيوني وايران" فالعراق يدمر ويحتل وفق اكذوبة امتلاك سلاح محظور ، في حين تتحدى ايران العالم اجمع في مشروعها النووي واستمرارمساعيها لامتلاك السلاح المحظور، ومواصلة سياستها التدخلية العدوانية ضد دول المنطقة، ومع كل هذا مازالت واشنطن وربيبتها اسرائيل وحليفاتها من دول الغرب يمارسون سياسة النفس الطويل والحواروالاغراءات بسلة الامتيازات والمساعدات الاوربية رغم فشل هذه في اقناع ايران على التخلي عن برنامجها النووي؟؟، وما يسمع من تهديدات اميركية او اسرائيلية بتوجيه ضربة عسكرية لايران..لايخرج عن كونه مجرد كلام وتصريحات تطلق لاغراض سياسية داخلية وانتخابية، فايران لها اهميتها للمصالح الاميركية لموقعها الجغرافي المتميز حيث تمتد على الضفة الغربية للخليج العربي بمسافة 1200كم ، فضلاً عن اهميتها الاقليمية عبر حدودها الشمالية وخاصة في اسيا الوسطى وبحر قزوين حيث خزين الطاقة الهائل ؟ فهي افضل معبر لانابيب غاز القوقاز ، ثم ان ايران واسرائيل، وفق رؤية اللوبي الصهيوني واخرين داخل مطبخ صنع القرار في اميركا،اكثر حرصاًعلى الامن والمصالح الاميركية والغربية من العرب؟

 

[ فهناك تلاق واضح في الاستراتيجيات بين اميركا والكيان الصهيوني بشكل خاص وايران بشكل عام ،حول هدف محدد وهو بروز ايران الملالي كقوة اقليمية ذات مشروع تفتيتي يقوم على تذويب الهوية القومية للامة العربية وتجزأة اقطارها على اسس عرقية وطائفية ، انسجاما ً مع هدف صهيوني ـ غربي قديم ]،وهذا ما اوجد نوعاً من التفاهم والتنسيق والتحالف بين واشنطن وطهران ، فالطوق الاميركي على المنطقة النفطية في الخليج العربي وحتى اواسط اسيا وقزوين لايكتمل الاّ بتأمين السيطرة عليه من ناحية الشرق والذي تطل عليه ايران ، فالولايات المتحدة بقواعدها وقوات الحلف الاطلسي وبواسطة حلفائها الاتراك وغيرهم، تهيمن على النواحي الشمالية والجنوبية والغربية لهذا الطوق ( واطلالة ايران من ناحية الشرق على مصادر الطاقة في قزوين والقوقاز،هوما نعتقده سبباً مضافاً لعلاقة التفاهم بين واشنطن وطهران ) اما بالنسبة للكيان الصهيوني فالحال سيان اذ يدرك الاسرائيليون..ان شعارات " تحرير القد س وتبني القضية الفلسطينية " وما الى ذلك مما يرفعه نظام الملالي في ايران هي الاخرى للاستهلاك السياسي وهي لاتخيفهم لان ايران ليست معادية ،وهذا ما تكشفه تصريحات المسؤولين الاسرائيليين ، اذ قال ( ديفيد ليفي ) وزير خارجية اسرائيل الاسبق في تصريح نشرته صحيفة هاآرتس في1/6/1997 ان "اسرائيل لم تقل في يوم من الايام ان ايران هي العدو" اما الصحفي ( اوري شمحوي ) فقد اكد" ن ايران دولة اقليمية ولنا الكثير من المصالح الاستراتيجية معها، فاسرائيل لم تكن ابداً ولن تكون عدواً لايران" واضاف ( يوسي فيلمان ) قائلاً: " ان ايران بالرغم من حملاتها الكلامية ضد اسرائيل ،الا ان الشيء الاكثر احتمالاً هو ان الرؤوس النووية الايرانية موجهة ضد العرب ؟" ام ( د. بهمن ديب ) الدبلوماسي الايراني السابق وكبير مستشاري الطاقة للشركات الاميركية في منطقة الشرق الاوسط واسيا الوسطى في الوقت الحاضر، فقد كتب مقالاً نشره في 27/3/2012 تحت عنوان " الايرانيون والاسرائيليون حلفاء طبيعيون "جاء فيه " ان الايرانيين لايشعرون بأي عداء للاسرائيليين ، وليس للفلسطينيين اي مكان خاص في قلوب الايرانيين" وقد اشار الى الدور الكبير الذي لعبه الايرانيون في التأريخ اليهودي القديم ، اذ ذكراسم الملك الفارسي ( سايروس ) عدة مرات في التوراة ، ام ( كورش الاخميني ) فله دالة ومنة على اليهود.. لانه حرر اسرارهم من السبي البابلي، وساعدهم في بناء هيكلهم الرئيسي في القدس؟ واشار الكاتب الى ان الايرانيين والاسرائيليين يحتلون اراضي عربية ،وان اسرائيل مستفيدة اقتصادياً من ايران اذ يمسك اليهود ايران بالاقتصاد الايراني ؟.

 

نخلص .. الى ان التمادي والتحدي والاستخفا ف الايراني لم يأت من فراغ، فحكام طهران يدركون تماماً ان التهديدات الاميركية والاسرائيلية حول ملفها النووي ليس اكثر من جعجعة فارغة ، و ينطبق هذا الامر على سياسة ايران التوسعية على حساب العرب،حيث التغافل وعدم الاكتراث من جانب الولايات المتحدة وحلفائها رغم ما تحمله هذه السياسة من مخاطر، لاسيما وان الدول العربية ،وبالذات دول مجلس التعاون الخليجي اصدقاء لاميركا وحلفائها ومحسوبون عليهم ،حيث المصالح والطاقة والقواعد العسكرية المنتشرة بكثافة في هذه المنطقة الهامة "؟؟؟" وهذا ما يؤكد ان هناك ضوءاً اخضر،اذا لم يكن تنسيقاً، مع الايرانيين للعب هذا الدور المفزع لدول المنطقة مما يدفعها للارتماء اكثرفاكثر باحضان" الاسياد الاميركان" ورش مليارات الدولارات بدعوى الحماية و التسلح { تصريف المزيد من الاسلحة الفائضة و" الفاشلة " التي تشطب من اسلحة قواتهم إ؟ }، وهذا ما يفسره الدورالواسع الذي اعطته واشنطن لايران في العراق ، والتمدد الايراني من خلاله الى دول الجوار العربي وبما يهدد بتقويض واسقاط انظمة الحكم وفي مقدمة المستهد فين الدول الخليجية وذلك ببث الفتن الطائفية بواسطة اتباعها داخل هذه البلدان اضافة الى عناصر الحرس الثوري الايراني الذين يتواجدون في اكثرمن بلد عربي بعد اعادة انتشارهم ، وهذا ما يفهم من تأكيد ( رحيم صفوي ) المستشار العسكري للمرشد الاعلى ( خامئني ) في تصريح له ابان ازمة مضيق هرمز "ان صواريخ الحرس الثوري تغطي مياه الخليج بالكامل "؟ .

 

ان الاستراتيجية الايرانية تجاه العرب واحدة لم تتغير بمجيء " الجمهورية الاسلامية" بل ازدادت تطرفاً وعنفاً وصلفاً وعدوانية وصار التوسع على حساب العرب ودول المنطقة ابرز مرتكزات سياسة ايران الخارجية ،فاذا كان الشاه قد احتل عام 1971 جزيرتي ( طنب الكبرى وطنب الصغرى ) فأن نظام الملالي احتل في العام 1992 ( جزيرة ابوموسى ) الغنية كشقيقاتها بالحديد والنفط ، اضافة الى الموقع الاستراتيجي للجزر الثلاث ؟ وراح يهدد باحتلال ( البحرين ) بأدعاء عائديتها الى ايران؟ اذ تتدخل ايران اليوم في شؤون البحرين الداخلية وتهدد دول المنطقة الاخرى عن طريق عملائها في الداخل وبما تضخه من اموال ودعم عسكري، اذ لايخفى ان نسبة الايرانيين بشكل خاص والاسيويين بشكل عام داخل دول مجلس التعاون الخليجي مقارنة بنسبة المواطنيين الخليجيين العرب مخيفة، فهناك اليوم ( 16 مليون اسيوي، ومن المقدر ان يصل العدد الى 30 مليون في العام 2025 ، وفي دولة الامارات وحدها 7 ملايين اسيوي مقابل 800 الف مواطن أماراتي يقابل هذا تراجع كبير في نسبة الحضورالعربي؟ ) ولهذاعلا صوت التحدي و التهديد الايراني باستخدام السلاح الطائفي البغيض لاسيما وان هذا السلاح قد استخدم من قبل الاميركان والايرانيين وعملائهم في تمزيق العراق واضعافه لصالح القوى الاقليمية في المنطقة وابرزها اسرائيل والنظام الايراني في ظل عجز عربي مؤلم ؟.

 

ملالي ايران لاتردعهم الشكوى التي تقدمت بها الامارات ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربي الى الامم المتحدة ومجلس امنها، والمشفوعة بتأييد ودعم المجموعة العربية لدى المنظمة الدولية وبالذات في ظل وضع دولي اعادت فيه واشنطن" شريعة الغاب" للتعامل مع الدول والشعوب ، مما شجع ملالي ايران على التحدي والاستهتار وممارسة سياسة عدائية وطامعة باراضي وخيرات دول الجوار لاسيما بعد التآمر في اخراج العراق من معادلة ميزان القوى في هذه المنطقة الهامة في ظل مؤامرة ترمي الى ابتلاع اقطار الوطن العربي بعد تفتيتها الى اكثر من 30 مقاطعة ودويلة وفق نظرية المفكر الصهيوني ( لويس برنارد ) فايران لاتردعها الا القوة وهزيمتها، بأذن الله ، ستكون على ايدي ابناء العراق بعد ان تحرره المقا ومة العراقية الباسلة، وربما يتساءل البعض ..كيف ومتى فاذا كان اجبارالمحتل الامريكي على الانسحاب قد اخذ ( 8 ) اعوام ، فكم سيستغرق اسقاط النظام العميل في بغداد في ظل نفوذ ايراني واسع ووجود بقايا القوات الاميركية داخل العراق و قواعدها العسكرية في بعض دول الجوار؟؟.

 

الوضع على ماهو عليه لن يستمر طويلاًـ هكذا هي دروس التأريخ ـ فالتغيير قادم والعراق العربي القوي عائد ،وسلطة العمالة وعصبة الخيانة في بغداد ستسقط بعد ان يدفع حكام المنطقة الخضراء ثمن خيانتهم وما اقترفته اياد يهم من جرائم بحق ابناء العراق، وستعود الامة العربية بمصر والعراق وجميع اقطاره من مغرب الوطن الكبيرالى مشرقه لتفرض وجودها وتما رس دورها الفاعل اقليمياً ودولياً ، لاسيما بعد ان [سقطت هالة وجبروت الحاكم، وزال الخوف والرهبة من قلب المواطن العربي، في صحوة عربية باغتت الجميع واسقطت انظمة عتيدة كنظام مبارك في مصر]، وهذا التطوروالموقف الايراني العدائي تجاه العرب يتطلب العمل على الاتي:

 

1 ـ عدم الاستسلام للظروف الدولية والاقليمية وتعقيداتها ، والتحرك عربياً واقليمياً ودولياً لمواجهة هذا التحدي، مع مصارحة حقيقية ومراجعة موضوعية ووقفة صادقة وحساب جريء مع الذات ، والعمل الجاد على توحيد الجهود والامكانات للملمة" البيت العربي" قبل ايغال الاعداء في تمزيقه وتدميره.

 

2 ـ الاعتماد على القوة البشرية والامكانات المادية العربية" بشر وطاقة وثروات" ،والتخلي وبالذات من قبل دول مجلس التعاون الخليجي .. عن اوهام الاعتماد على الحماية الاجنبية بما لديها من ثروات ووفرة مالية " قوى دولية او اقليمية وقواعدعسكرية " لانها غيرمضمونة وغير دائمة، و تتحكم بها ظروف وعوامل كثيرة فضلاً عن كلفها الباهضة واقلها استلاب السيادة ؟.

 

3 ـ اعادة النظر في الكثيرمن الاجراءات والسياسات ،وفي المقدمة التعامل الجدي والمسؤول مع موضوع الوجود الاجنبي المكثف في بلدان صغيرة وذات كثافة سكانية قليلة كأمارات الخليج العربي ، وبالذات الوجود الايراني الذي سيّسه نظام الملالي طائفياً وحوّله الى ( طابورخامس ) جاهزلتنفيذ مخططاته العدوانية والتوسعية على حساب دول الجوار العربي ورفده بالحرس الثوري الايراني الذي بات يتدخل علناً في الشأن الداخلي لاكثرمن بلد ،لاسيما وانه حسب تصريح احد مسؤوليه، قد تم"توحيد جميع تشكيلات الحرس الثوري في الخليج من مضيق هرمز حتى شمال العراق"؟؟

 

فالعمالة الاجنبية، يجب الحد منها واستبدالها في الخطط التنموية ..بـ العمالة العربية التي لوحظ في السنوات الاخيرة تواضع نسبة الحضورالعربي مقارنة مع الوجود الاسيوي ،وايقاف اجراءات تجنيس الاجانب الذي دأبت عليه بعض دول الخليج لمخاطره على وجود وثقافة ومستقبل هذه البلدان وهويتها العربية؟ فالعرب هم الاولى بذلك لوحدة الهوية والثقافة والتأريخ والمصير المشترك.

 

4 ـ انتهاج اساليب وسياسات اكثر فعالية لمواجهة الصلف والاستهتار الايراني طالما ان لغة الحوار والسلم والصداقة غير مفهومة في قاموس ملالي طهران، ومن ذلك:ـ

ـ اعادة النظر بميزان التبادل التجاري مع ايران والذي يصل سنوياً الى المليارات؟ لاسيما وانها اليوم تخضع لعقوبات اقتصادية مشددة بسبب الملف النووي .

ـ التقارب ـ سياسياً واقتصادي مع تركيا المنافس الاقليمي القوي لايران في صراع الادوارعلى تسيد المنطقة العربية بموقعها الاستراتيجي الهام، وثرواتها النفطية الهائلة ؟

ـ مساندة القوى المناوئة لنظام الملالي ـ وما اكثرها ـ كـ..عرب الاحوازالمضطهد ين، والنشاط اعلامياً وسياسياً بفضح الممارسا ت الايرانية اللانسانية تجاه العربستانيين ( 8 ملايين عربي ) بعد احتلال ايران هذا الجزء العربي الكبير والذي تمتد اراضيه من العراق حتى مضيق هرمز، ودعم مجاهدي خلق وكذلك اثارة مواضيع اضطهاد الاكراد والبلوش، وغيرهم من الاعراق والطوائف .

 

5 ـ العمل الجاد على استعادة الدور العربي الفاعل في المحيطين الاقليمي والدولي وبما يتناسب ومكانة الامة العربية ودورها التأريخي والانساني وذلك بالعمل على الاتي:

أـ اعادة مصر العروبة الى الحضيرة العربية وتأهيلها ودعمها وتقويتها لاستعادة دورها الريادي كخطوة اساسية لاستعادة العرب لدورهم التنافسي في صراع النفوذ الاقليمي وبما يتناسب والارث التأريخي المشرف والحضاري المتميز، وتشجيع الانظمة العربية الجديدة ذات التوجهات الوطنية والقومية.

 

ب ـ دعم شعب العراق الابي ومقاومته الباسلة ، للتخلص من الحكم العميل والنفوذالايراني الواسع والبغيض، فالعراق هو المصد القوي ، بوجه اطماع حكام ايران ومخاطروسموم السياسة الصفوية الحاقدة ، وعودة العراق العربي القوي.. كفيل بلجم ملالي ايران ووضع حد لاستهتا رهم وتحديهم واستخفافهم . واذا كان العرب الرسميون قد فرطوا بالعراق بتآمرهم مع الاعداء لتدميره واحتلاله ، فخسروا رادعاً وسنداً استراتيجياً ،فأن متطلبات الامن القومي العربي والحفاظ على اراضي وثروات وكرامة الامة تتطلب العمل الوطني والعربي الجاد والمخلص لاعادة القوة العراقية المأسورة والمغيبة ، لتضع ومعها كل الشرفاء من ابناء هذه الامة حداً للطامين فيها والمعتدين على حقوقها ،والعراق سيعود ، بعون الله، اذا تظافرالفعل العربي الشريف والدعم الصادق مع نضال شعبه ومقاومته البطلة لتسريع انتصاره الحتمي .

 

ان دول مجلس التعاون الخليجي في وضع لاتحسد عليه بسبب.. سياساتها وارتباطاتها وعلاقاتها المتشابكة والمعقدة، اضافة الى الضعف العربي المذل، والوضع الدولي والاقليمي المضطرب بسبب السياسة العدوانية "الفوضى الخلّاقة " التي تمارسها الولايات المتحدة كقوة عظمى وحيدة في العالم ،وافرازاتها من اختلال في موازين القوى وبالذات في المنطقة العربية، ولكن ذلك لايعني الاستسلام و الاكتفاء بتكثيف النشاط والجهد والتحرك الدبلوماسي بالاحتجاجات والشكاوى، فهي مطلوبة، و لكنها عديمة الجدوى اذا لم ترافقها القوة والعمل الجاد وردود فعل تتناسب وصلافة وعدوانية ملالي ايران ، فالتجربة التأريخية الغنية والمعقدة مع ايران قد اثبتت" ان لدى حكام ايران نزعة استعمارية لاتقبل بالتعايش السلمي الاّ اذا اظهرلا العرب حكاماً ومحكومين صلابة وقوة تكفيان لردع ايران اذا اعتدت اوتدخلت، وتجربة عراق البعث في قادسية صدام المجيدة تؤكد هذه الحقيقة ؟" والاّ فان المد الفارسي سيجتازالحدود وسيطرق بكل عنف .. ابواب عرب الخليج اولاً، ومن ثم المنطقة العربية وصولاً الى افغانستان وباكستان باقامة" الهلال الشيعي الصفوي" على طريق تحقيق حلم "امبرطورية فارس الكبرى"؟؟؟.

 

 

بغداد .. في ٢٠ / نيسان / ٢٠١٢

 

 





الجمعة٠٦ جمادي الاخر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٧ / نيسان / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. مأمون السعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة