شبكة ذي قار
عـاجـل










هاهو عراق الفلاسفة والعظماء، عراق الشعر والأدب والفن، كما هو دائما زاخرا بهم، فلا غرابة أن يتبارى مبدعيه ليؤدي كل واجبه تجاهه وفاء وعرفانا لتربته الطيبة المعطاء..من بين هؤلاء النخبة الخيرة شاعر أم المعارك الكبير عبد الرزاق عبد الواحد..وهو يبحر مبدعا ومواكبا للحدث ومعبرا عن ضمير ووجدان الأمة، حين يلهب المشاعر وينتصر للحق، لتكون قوافي شعره مناغية لصليل السيوف، ولتجسد حالة تجدد تفرض الشعر المقاوم وتزجه بفخر كسلاح في المعركة، ولتدخل بعز وشرف هذه الأسماء في سجل المحررين خالدة تفخر بها الاجيال، وكم هي حاجتنا اليوم للصوت المقاوم شعرا ونثرا، فلا يمكن لشاعر وطني أن يكتب بمنأى عن أحاسيسه ومشاعره ويتجرد عن الهم الوطني، ومن بين تلك الملاحم الوطنية المقاومة قصيدة يا صبر أيوب وهي من من مأثورنا الشعبي، أنَّ مخرزا نُسي تحت الحمولة على ظهر الجمل ..

 

" يا صبر أيوب "

 

                                                                               عبد الرزاق عبد الواحد

 

قـالوا وظلَّ، ولم تـَشـعـُرْ بـِهِ الإبـِلُ
يَمشي ، وحاديهِ يَحدو، وهو يَحتملُ
ومِخرَزُ الموتِ في جـَنـْبـَيهِ يـَنشـَتِلُ
حتى أنـاخَ ببـابِ الـدارِ إذ وَصـَلـُوا
وعـندَما أبصَروا فـَيْضَ الدِّما جَفـَلُوا
صـَبْرَ العـراق صَبورٌ أنتَ يا جَمَلُ !
وَصَـبْرَ كـلِّ الـعـراقيـّيـن يـا جـَمـَلُ

صـَبـْرَ العراق، وفي جَنْبـَيْهِ مِخرَزُهُ
يـَغـوصُ حتى شـِغافُ القلبِ يَـنسـَمِلُ
ما هـَدَّموا .. ما استـَباحُوا من مَحارمـِه
ما خـَرَّبوا، ما أهانُوا فيه، ما قـَتـَلوا
وصـَوتُ حاديهِ يَحدُوهُ على مـَضَضٍ
وجـُرحُـهُ هـوَ أيـضاً نـازفٌ خـَضـِلُ
يا صـَبرَ أيّوب .. حتى صـَبرُهُ يـَصِلُ
إلى حـدودٍ، وهـذا الصـَّبرُ لا يـَصِلُ!
يا صـَبْرَ أيوب، لا ثـَوبٌ فـَنـَخلـَعـُه

إن ضـاقَ عـَنـّا .. ولا دارٌ فـَنـَنتـَقـِلُ
لـكـنـَّهُ وَطـَنٌ، أدنـَى مـَكـارمـِهِ
يـا صـَبرَ أيـّوب، أنـّا فيـهِ نـَكـتـَمِلُ
وأنـَّهُ غـُرَّة الأوطــان أجـمـَعـِهـــا
فأينَ عـن غـُرَّةِ الأوطـان نـَرتـَحِلُ؟!
أم أنـَّهـُم أجـمـَعـُوا ألآّ يـُـظـَـلـِّـلـَنا

في أرضِنا نحنُ .. لا سـَفحٌ، ولا جَبَلُ
إلا بـَيـارقَ أمـريـكـا وجـَحْـفـَلـَهـا
وَهـَل لـِحـُرٍّ عـلى أمـثـالـِهـا قـِبـَلُ ؟
واضَيْعـَة الأرض إن ظَلـَّتْ شَوامِخُها
تـَهوي، ويَعـلـُو عليها الدُّونُ والسـَّفِلُ!
كانـوا ثلاثـيـنَ جـيـشـاً، حَولـَهـُم مـَدَدٌ

من مُعظـَم الأرض .. حتى الجارُ والأهـَلُ
جـَميعُهـُم حـَولَ أرض حَجـْمَ أصْغـَرِهِم
إلاّ مـروءَتـَهـا .. تـَنْـدى لـَهـا المـُقـَلُ !
وكانَ مـا كـان يـا أيـّوب .. مـا فـَعـَلـَتْ

مـَسـعورة في ديـار ِالـنـاس مـا فـَعـَلـوا
ما خـَرَّبَتْ يـَدُ أقـسـى الـمـُجـرمينَ يـَدا
ما خـرَّبـَتْ واسـتـَبـاحـَتْ هـذهِ الـدُّوَلُ
هـذي الـتي المـُثـُلُ العـُلـيـا علـى فـَمـِها
وعندَ كلِّ اخـتـبـار ٍتـُبْـصـَقُ الـمـُثـُلُ !
يا صَـبْـرَ أيـُّوب .. ماذا أنـتَ فـاعـلـُهُ

إن كانَ خَصْـمُكَ لا خوفٌ، ولا خَجَلُ؟!
ولا حَـيـاءٌ، ولا مـاءٌ، ولا ســِمـَة

في وَجهـِهِ .. وهوَ لا يـَقضي، ولا يَكِلُ
أبـَعْـدَ هـذا الـذي قـد خـَلـَّـفـُوهُ لـَنـا
هذا الـفـَنـاء .. وهذا الشـّاخِصُ الجَلـَلُ

 

mmsskk_msk@yahoo.com

 

 





الاحد٢٤ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٨ / أذار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د . منهل سلطان كريم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة