شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد أن ادّعى رئيس مجلس الحكم الانتقالي الليبي الذي سبق له وأن ردّ على برقيّة التهنئة له بتشكيل مجلس ليبيا الانتقالي ( القائد العام للقوّات المسلّحة العراقيّة المهيب الركن الأستاذ نوري جواد المالكي ) واعداً أن يزور بغداد "ثوّار بيناتهم إحنه شلنه شغل" أن ينقل التجربة الرائدة التي جعلت من العراق خلال سنتين من دخول القوّات الصديقة أرض العراق بمصاف المانيا واليابان وأرصفة شوارعه أحلى من أبراج دبي ومدن ألعابه وخاصّة ألعاب الناصريّة يسيل لها اللعاب وأحلى من دزيلاند في أميركا ؛ لكي يعمّم التجربة الإعماريّة العراقيّة العظيمة هذه على برامج التجربة الليبيّة القادمة عن قريب بعد مقتل ( "الطاغية القذّافي" ) أرفق مصطفى عبد الجليل خلالها في ردّه رجاء بسماح الأستاذ المالكي له بالتلمذة على يديه للتخرّج من مدرسة تجربة العراق الجديد النموذجيّة في الديمقراطيّة وفي الشفّافيّة التي قفزت بالعراق إلى مصاف الدول المتقدّمة بعد الموافقة على رسالة "الفقير لله" المظلوم مصطفى عبد الجليل والموسومة " إعمر بلدك حتّى لو كان في الواق واق , واستفد من تجربة إعمار العراق , خلال 24 ساعة ثمّ الانطلاق , من نقطة بداية المحاق" .. ادّعى رئيس مجلس الحكم الليبي الانتقالي , ومن المؤكّد أن المجلس يفكّر وفق مقتضيات الشريعة الإسلاميّة على طريقة عرّاب الانفتاح على الغرب عضو الاخوان المسلمين فرع إمارة مصر "السادات" ؛ أنّ المجلس المنفتح على الغرب وعلى الصحراء قد قام بتنفيذ مراسيم دفن رفات معمّر القذّافي في مكان مجهول وسرّي من الصحراء الليبيّة بالطريقة الشرعيّة التي لا تسمح بحضور أحد من أهله سوى الملائكة والمؤمنون بالعمليّة الانتقاليّة الليبيّة السياسيّة ! ..هذا الدفن "الشرعي" المتماشي و"الموضة" وطريقته و"غموض" مقاصده تذكّرنا بالفقه الأنجليكاني الّذي ينتمي إلى مرجعيّته ساسة البيت الأبيض الذين رموا وفق ذلك الفقه بجثّة الإرهابي "بن لادن" في عرض المحيط ادّعى بعدها أولئك الساسة بعدما رأوا اشمئزاز شعوب العالم من فعلتهم القبيحة تلك وكتبرير من المحافظين أمام العالم لتلك الفعلة قالوا , بعد أن لعبت "شمبانيا" نخوب "الانتصار" في رؤوسهم , أنّهم كانوا قد توهّموا وتصوّروا بأنّهم كانوا على متن مدمّرة حربيّة أو غوّاصة نوويّة قنابلها مسالمة خالية من الكحول والإشعاع الذرّي تسير بهم في عرض المحيط الهادي فرموا بالجثّة في ذلك المحيط وفق التقاليد البحريّة المتّبعة وأنّهم ساروا بعمليّة الدفن على الشريعة الإسلاميّة على خطى مصطفى عبد الجليل الذي دفنــ..! .. عفواً .. يبدو إنّني "على الواهس" لعبت ذكرى الشمبانيا برأسي.. كنت أقصد العكس ! ؛ لذلك فإنّ رئيس المجلس الليبي اهتدى بهدي حلفاء "الإسلام" الجدد من الذين أصبحت ترتعش أبدانهم وتفرفر أوصالهم وتخشع عند ذكر الإسلام وذكر تعاليمه النفطيّة .. أقصد تعاليمه السمحة "الناتو" ؛ بعد أن كان قد ادّعى "كادّعاء كبير الناتو أنّهم فحصوا جثّة بن لادن" أنّهم قد نفّذوا طلب مجلس الأمن والهيئة العالميّة لحقوق الإنسان فقاموا بفحص جثّة القذّافي أن تكون قد تعرّضت لإطلاقات ناريّة أو أنّ قتله قد جرى بصورة غير شرعيّة من دون محاكمة , ولكنّ تبيّن العكس! فقد حوكم الرجل محاكمة عادلة وأنّه بعد تشريح جثّة القذّافي أظهر آثار المحكمة العادلة بادية على جسده ,ثمّ بعد ذلك نفّذ به حكم الإعدام .. "يبدو أنّ رئيس المجلس قد لعب بذهنه الشرعي شمبانيا الانتصار على القذّافي من دون أن يستعين بالكحول .. عفواً أقصد من دون أن يستعين بالناتو" حالهم كحال الكثير من الكتّاب الذين كبّروا مع المكبّرين في الانتصار على الطاغوت دون أن يذكروا الفضل الأوّل والأخير لحلف الناتو في هذا الانتصار في كتاباتهم كي لا تقع كتاباتهم في دائرة الحرج متصوّرين أن القرّاء بهذه الدرجة من الغفلة والجهل لا يفهمون مقاصدهم فتعبر على القرّاء تحاليلهم الموضوعيّة ! ...

قضيّة الدفن بالصحراء كان أوّل من خطرت على باله وتعامل معها من العرب بعد الإسلام هو الإمام عليّ "ع" في أكثر الروايات قرباً من فهم تقوى الإمام "ع" وفي فهم نوعيّة ورعه الصافي وأكثر فهماً لتصرّفه ذاك "ع" حين أمر أتباعه "ع" بوضعه بعد موته في تابوت "أنا عن نفسي أستبعد ذلك لعدّة أسباب منطقيّة لا مجال لذكرها هنا" وربط التابوت على ظهر ناقة وإطلاقها في الصحراء وستضع الناقة الحمل بعد ذلك حيث تبرك فيدفنه في مكانه في الصحراء السيّارة من المارّة إن صادفتهم الناقة أو صادفوها في الصحراء , أو تلقى الناقة مصيرها المحتوم فيدفن التابوت تحت رمال صحراء العراق بين أضلع وعظام تلك الناقة .. الأقرب لتفسير ما أقدم عليه الإمام إنّ صحّت الرواية نابع من زهده الكامل في الدنيا "ع" الذي سيدفعه ممارسة مثل ذلك الزهد للمزيد من النصاعة في التبصّر وبتجرّد تام في عمق معرفته بطبائع مناصريه أو غير مناصريه من المسلمين وخاصّة من الذين لم يدخل الايمان الحقيقي في قلوبهم من الذين دخلوا الإسلام "عالواهس" مثل ما دخله بتلك الطريقة أغلب قبائل الجزيرة العربيّة فارتدّوا عن الدين بمجرّد موت صاحبه "ص" , إلاّ أنّ مخافة "علي ع" من دفنه بمكان معلوم , فيما لو تركنا جانباً التفسير القائل بمخافة عليّ أن يمثّل بجثّته الخوارج" فإنّ نظرة الإمام عليّ كانت اوسع من مجرّد العزوف عن الدين أو التمثيل بالجثّة , فكان أكثر ما يخاف منه الإمام "ع" ويقلق كثيراً منه ممّا تشير بذلك سيرته النقيّة البيضاء من أن يتّجه المغالون فيه من أتباعه باتّجاه الإفراط في المغالاة نحوه بأن يتّخذوا قبره فيما لو كان معلوماً فيما بعد مزاراً ومحجّاً لهم بما ينافي وتعاليم الدين الصحيح الذي مات عليه عليّ "ع" , لذلك أمر بنفسه لمن أوصى بدفن رفاته في الصحراء "إن لم يكن قد دفن في مكان مجهول عند أسفل أحد جدران سور جامع الكوفة الداخليّة أو الخارجيّة بحسب بعض الروايات ..

أوباما الذي مسك بيديه دفّة تكملة مشروع إعادة المشروع الأميركي الذي تهالك وتمزّق وانحرف عن مساره على أرض العراق على أيدي شعب العراق المقاوم الشريف العظيم إلى مساره ثمّ ونصبه من جديد على سكّة احتلال منطقتنا العربيّة التي كاد يسلبها منهم الاتّحاد السوفييتي "الملحد" بعد أن كاد الأرعن "بوش" الإبن أن يرمي بالمشروع برمّته في المحيط الهادي وفي بحيرة الحبّانيّة لغبائه المفرط والمطلق ولون بشرته المثيرة للجدل بالنسبة لشعوب الشرق الأوسط الملوّني البشرة ! .. "وبما أنّ أوباما لونه "أسمر يسمراني مين أسّاك عليّه" وشكله ملائم و"يرهم" وصيحات وتكبيرات "ألله أكبر" الإسلاميويّة , وهو أيضاً كما ولا يجب أن ننسى من أصول دينيّة إسلاميّة" , فلابدّ ويمتلك خلفيّة تاريخيّة إسلاميّة كان قد دخلت وعيه وهو صغير عن طريق جده أو عن طريق أبيه أو جدّته وهم يتسامرون بعد صلاة كلّ مغرب تحت شجرة الكوكا وسط مجاهيل غابات أفريقيا أو عن طريق قراءاته في رحلاته الفكريّة عن الآداب التاريخيّة الإسلاميّة بعد بداية نضوج لسانه .. أقصد بعد نضوج عقله , لربّما التقط ذهنه الكاكاوي رواية "الجمل" الذي نقل رفات علي "ع" وهو يستعرض تاريخ طرق وتعايش العربي مع الجِمال قراءات بنكهة عربيّة وليست بنكهة استشراقيّة , لذلك لربّما حثّته وحثّت ذهنه تلك القراءات السابقة على فكرة إلقاء بن لادن في أعماق المحيط للتخلّص من جثّته وسط بطون أسماك القرش قد تبعده من مسائلة عن حقيقة ما جرى من حقيقة طريقة تصفيته وقتله ..


الذي نريد الوصول إليه , أنّ خوف"الإسلاميويّون" من فعلتهم الغير لائقة وتعاليم الدين الحنيف الذي يحثّ المسلم وغير المسلم أن يعامل الأسير أو المقتول وفق تعاليمها معاملة إنسانيّة لائقة حتّى ولو كان الأسير أو القتيل من السوء بما يقرأ بحق سوءاته تلك قرآناً يتلى إلى يوم الدين "فنجّيناه ببدنه على الأقل نتدبّرها" ولو كان من السوء والإجرام حتّى لو كان يفوق بجرمه أبا لهب , لا أن يسود الحقد الذي ينكره الدين الإسلامي الحقيقي بما عكست طبيعة هذا الحقد للعالم الغير مسلم ورسم أمام عينيه أقبح الصور عن ديننا الحنيف بما لم ير مثل فضاعتها العالم على يد القذّافي نفسه ! , لكن على ما يبدو .. ولربّما هنا تكمن خطورة ما أقدم عليه المجلس , إن كان الأمر عكس ما رأيناه ورآه العالم , أنّ الشعب الليبي بأغلبيّته محبّاً للعقيد على عكس ما صوّرته الجزيرة والعربيّة وبقيّة وسائل الإعلام المتماهية ورغبات الناتو فيرصد ويبثّ عبر الفضاء فقط أفعال الثوّار والادّعاء على خلفيّة مشاهد أفعالهم التي سادها الحقد على أنّهم الشعب الليبي ! هكذا يُفهم من تصرّفات اعضاء هذا المجلس وثوّاره بعد الذي رأيناه منهم ومن الفضائيّات التي تناصرهم , فخافوا جميعاً بمعيّة الناتو وكلنتون أن يتّخذ الشعب الليبي من قبر القذّافي مزاراً لهم يستذكّرون عبره مستقبلاً أيّامهم الخوالي أيّام ما كانت فواتير "الموبايل" التي برقبة الليبيّين وهي دائماً من ذات الأرقام الفلكيّة من المبالغ المدانين بها لدولتهم والتي كانت تعفيهم منها باستمرار قرارات عفو "القائد" ! وغيرها وغيرها لا مجال لذكرها هنا , كي تتوازن نفوسهم بذكرى أيّام العقيد بما سيروه أو أنّهم قد شعروا بمآسي هائلة تقترب منهم استشعروها بما مورس من قبل الثوّار ضدّهم طيلة حفلات قصف الناتو للأراضي الليبيّة بحجّة حماية الشعب الليبي وليس للتغطية الجويّة على الثوّار ! والتي امتدّت لأكثر من ستّة أشهر فاستشعر الليبيّون أنّهم مقبلون على عراق آخر إن لم يكن أتعس من ما مرّ على العراق طيلة 8 أعوام بمرّات عديدة ! ..

 

ويبدو أنّ قادة الثوّار ومجلس الحكم الانتقالي الليبي"وجميعها احتمالات نسوقها قابلة للنقض أو قد تكون تصوّرات صحيحة لا سامح الله" قد استشعروا مخاطر ذلك التوجّه لكونهم مدركين تمام الإدراك أنّ المقبل على ليبيا سيرجعها إلى الوراء قروناً كما أرجع العراق قروناً كثيرة إلى الوراء ... ذلك انّ : ـ المفروض .. أو كما نفترضه نحن المعرّضة عقولنا على مدار الساعة لقناعات الإعلام العربي المستغرب من أنّ العقيد قدّ دمّر الشعب الليبي وصنع من الكثير من أبنائه الكثير من المقابر الجماعيّة وعذّب شبابهم وانتهك حرماتهم على مدى 42 عاماً .. ومثل هذا الأجرام كما يفترض يستدعي المجلس الليبي إلى دفن جثمان الطاغية المجرم العقيد في مكان معلوم لكي يلقى العقيد وهو ميّت أنواع الإهانات التي قد تصل لنبش قبره وتمزيق جثّته على أيدي الشعب الليبي المظلوم , وهي فرصة لشعب ليبيا ولا شكّ ليتشفّى ويفشّ "خلكه" وقهره بهذا القبر بأنواع الإهانات ..

 

هذا هو المنطق المبني على حقد المجلس على العقيد من قبل والذي سبق لنا ورأينا تفاصيل هذا الحقد الذي دفع به لأن يشرف بنفسه على عمليّة التمثيل بالقذّافي وهو حيّ ويشرف على التمثيل بجثّته وهو ميّت , على الأقل ستكون مقنعة صحّة منطق ما افترضناه ما فرضته على العالم الميديا الإعلاميّة المناوئة للقذّافي نفسها في رسم صورة وشكل العقيد في أذهان العالم بما يفترض معها ما يكون كافياً لإقناع المجلس الليبي لأن يتبنّى تعامله مع جثة العقيد بدفنه في مكان ملائم تتلائم وجرائمه التي يستحقّ بها أن يرجم وليس نفي جثّته في مكان مجهول! .. على الأقل لنا في قبر "هارون الرشيد" الخليفة العبّاسي المدفون في إيران قرب ضريح الرضا "ع" عظة للمجلس في اختيار طريقة الانتقام المناسبة بالحضور الدائم لقبر العقيد , وخير دليل على تصوّرنا هذا.. إذ مع تقلّب السنون والقرون , مع إنّي ضدّ مثل هذا السلوك المتخلّف", وبعد أن أصبح في الخلد الجمعي الإيراني أن هارون الرشيد عدوّ العترة المحمّديّة عليهم السلام وترسّخت تلك القناعة لدى الغالبيّة من الشعوب الإيرانيّة "الفرس منهم خاصّةً" وأنّ هارون الرشيد مجرم في تصوّرهم , ولكن مع ذلك لم ينبش الحاقدون عليه من الإيرانيّون قبره أو ينفوه إلى مكان مجهول , بل أبقوا قبره كما هو إمعاناً في إذلال الرشيد من قبل المارّة على قبره على مرّ الزمن يبصقون عليه "تفوووو .. فاسقان!" يلتفتون بعدها إلى ضريح الرضا يسلّمون عليه يبكون ! ....

 

 





الاربعاء٢٨ ذو القعدة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٦ / تشرين الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب طلال الصالحي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة