شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد أثارت مشاهد اغتيال الزعيم الليبي معمر القذافي رحمه الله في نفوس الكثيرين مشاعر مختلفة،،، وتذكر الكثيرون ومنهم أنا لحظات استشهاد المناضل الكبير صدام حسين على أيدي الاحتلال وزبانيته، واستذكرت فيما استذكرت مقالاً كنت قد كتبته يوم استشهاده ونشر في حينها، ولكني أتصور أن من المناسب إعادة نشره لنرى مصداق قوله تعالى: " وما تشاؤون إلا أن يشاء الله" ورحم الله كل شهداء الأمة وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم


أليس الله بكافٍ عبده


د.أميــــر البياتــــي




بسم الله الرحمن الرحيم

" أليس الله بكافٍ عبده، ويخوّفونك بالذين من دونه، ومن يضللِ اللهُ فمالهُ من هاد* ومن يهدِ اللهُ فما لهُ من مضل، أليسَ اللهُ عزيزٌ ذو إنتقام."



أقسم أن هذه الآيات الكريمات من سورة الزمر كانت أول ما قرأته من القرآن ساعة علمت بموعد اعدام سيد شهداء العصر صدام حسين فجر يوم الحج الاكبر... ولأني اؤمن ان القرآن خطاب الله لعباده - ورغم أن الآية الكريمة نزلت في حق سيد البشر محمد(صلى الله عليه وآله)، الا ان القرآن كتاب يتخطى الزمان والمكان- سألت نفسي: هل سيدافع الله عن عبده المؤمن الذي نذر نفسه لمقارعة جيوش الكفر ووقف قائداً وحيداً في معسكر الايمان صامداً رافضاً كل المساومات على مبادئه ودينه وعرضه ووطنه، ورافضاً المغريات الدنيوية التي عرضت عليه لإنقاذ نفسه وعائلته، ووقف شامخاً في وجه كل التحديات التي اثيرت في طريق بناء النموذج الوطني والقومي والانساني في العراق؟... وكيف سيدافع الله عن هذا العبد الذي سيستشهد على أيدي أعدائه بعد دقائق؟ الا يستحق القائد الذي بنى وطناً قوياً وجيشاً وضعه تحت تصرف امته، ودك قلاع الصهيونية بنتاج العقول العراقية والاذرع الوطنية من صواريخ الحق الذي حطمت اسطورة الأمن الصهيوني،،، الأ يستحق هذا القائد أن يدافع عنه الله وهو يقف وحيداً بين يدي جلاديه؟؟؟ وكيــــــــف سيدافع عنه؟؟؟

 


وأُعدم صدام حسين!!! فهل أخلف الله وعده؟؟؟ حاشا لله... إن الله لايخلف الميعاد. فكيف دافع الله عن عبده وكيف كفاه؟

لقد أُعدم صدام حسين على أيدي الشيطان الأكبر وأعوانه، وبذا ذهب شهيداً، وهل أكرم من الشهداء منزلة عند الله؟؟؟
لقد قضى الشهيد يوم الحج الاكبر وهو أفضل الايام كما ورد في الصحيح عن الرسول الكريم، وهل افضل من ذلك اليوم عند الله ؟؟؟
لقد استشهد وهو يؤدي الشهادتين، وهل يحظى بذلك الا المحظوظون الذين مَنٍّ الله عليهم بحسن الخاتمة؟؟؟ وما يُلَقّاها إلا ذو حظٍ عظيم.
وقد يقول قائل إن هذه اشارات غيبية لا دليل عليها، ولن نختلف على ذلك لكننا سنسوق اشارات حاضرة وسنرى أن اللهَ كفاه في الدنيا، ولاجر الآخرة خير وأكبر تفضيلا.


لقد حظي بجنازة متواضعة لكنها محترمة... وحظي بالصلاة على جثمانه الطاهر اكثر من مرّة... وحظي بقبر متواضع لكنه مستوفٍ للشروط الاسلامية... وحظي بمجالس عزاء انتشرت في كل مكان داخل وخارج العراق... ولو لم تكن هناك سطوة للمليشيات المجرمة، لكانت هذه المجالس قد عمت كل ارجاء العراق.


وسيقول القائل: وهل هذا كثير؟ أليس هذا مايحصل عليه عامة الناس مؤمنهم وغير ذلك؟ وسنقول له: نعم... ولكن عامة الناس ليسوا مطاردين من قبل المليشيات الطائفية الصفوية التي:


تريد تدنيس اجسادهم،
وتريد "سحل" جثثهم،
وتريدالتمثيل بها،
وتريد اخفاء قبورهم، أو نبشها بين الحين والآخر لاطفاء نار حقدهم وحقد أسيادهم في واشنطن وتل أبيب وطهران،


وتريد محو آثارهم وذكراهم...
كما إن عامة الناس ليسوا صدام حسين الذي تكن له أمريكا و"إسرائيل" وإيران كل أنواع العداء والبغضاء!!!


وسنقول له: لقد كشفت عملية الاغتيال عن شجاعة القائد وثباته ورسوخ ايمانه، وكانت تلك العملية نقطة تحول لكثير من الذين غررهم الاعلام الامريكي وصور لهم صدام حسين انسانأ مهزوزاً محباً للدنيا حريصاً عليها، جباناً- حاشاه... لقد زالت عنهم تلك الغشاوة وهو يواجه الشهادة بصلابة ورباطة جأش نادرتين، وان كانتا ليستا غريبتين عليه...


لقد كفى الله عبده... لقد كفى الله عبده واعمى بصر وبصيرة أعدائه ووهبه الشهادة التي طالما حلم بها وعمل من أجلها... ألم تروا وجهه المتهلل نوراً وهو بين يدي الموت؟ لقد كان يرى ما لا نراه نحن وكان مستبشراً متلهفاً للقاء ربه...


وصدق الله وهو أصدق القائلين:

ويمكرون ويمكر الله واللهُ خير الماكرين...


رحم الله شهيد الامة والمبادئ وأسد البعث وقائد الملايين حياً وشهيداً واسكنه فسيح جنانه


اما أعدائه فلا نقول له الا كما قال العلي القدير:

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون...



د.أمير البياتـــــــي

٠١ / ٠١ / ٢٠٠٧

 

 





الاحد٢٥ ذو القعدة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٣ / تشرين الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أمير البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة