شبكة ذي قار
عـاجـل










ليس غريبا لا على أمريكا ولا غلى مملكة آل سعود إن إيران ضالعة في عمليات إغتيال وخطف وقتل بكواتم الصوت وبغيرها خصوصا بعد إحتلال العراق وتدميره على يد القوى نفسها, أمريكا وبريطانيا وبعض الدول العربية. وما العصابات والميلشيات المختلفة الأسماء والرايات التي تحرّكها عمائم الشر في قُم وطهران لتعيث في العراق وشعبه فسادا وتسفك دم الأبرياء بشكل يومي الاّ دليلا على الطبيعة الشريرة لنظام الملالي في طهران التي تتّخذ من الدين والتشيّع قناعا لتحقيق مكاسب قومية بحتة.


لكن المرء أزاء ما قيل بانه مؤامرة إيرانية لاغتيال السفير السعودي في واشنطن يجد نفسه ملزما بطرح أكثر من سؤال. أولا, لماذا السفير السعودي بالذات وبالذات في واشنطن وليس في دولة أخرى.؟ مع علم أمريكا بان أذرع طهران وميليشياتها المسلّحة منتشرة كالأخطبوط في أكثر من دولة. ففي العراق مثلا تستطيع إيران التآمر لاغتيال أي سفير, بما فيهم سفير أمريكا نفسه, لولا تشابك المصالح والأهداف والنوايا الشريرة والخطط الجهنمية لتدمير العراق ونهب ثرواته وخيراته بحجج مختلفة.


وبغض النظر عن كون إيران دولة تتآمر على غيرها, فهذا أمر مسلم به ومعروف دوليا, الاّ أن أمريكا التي تجد نفسها في عزلة متزايدة على أكثر من صعيد خصوصا بعد"الفيتو" الروسي الصيني حول سوريا وفشلها الذريع في العراق وأفغانستان, تسعى جاهدة لحرف الأنظار والاهتمام الدولي عن الطلب الفلسطيني باقامة دولة مستقلة في حدود 67, بعد أن تبيّن لها أن معظم دول العالم تدعم وتساند الطلب الفلسطيني. وبالتالي فان أفضل وسلية لعرقلة وتمييع هذا الموضوع هو تسخين الأجواء وتهيأة الرأي العام العالمي لموضوع آخر, تراه أمريكا والكيان الصهيوني, وربما الأمم المتحدة أيضا, أكثر أهمية من موضوع الدولة الفلسطينية باعتباره ليس موضوع الساعة.


ثمّ أين كانت أمريكا, داعية الحرية وحقوق الانسان وإحترام الأعراف والقوانين الدولية, عندما قامت إيران الشر, وما تزال تقوم به بشكل مكشوف, بقتل مئات العلماء والأساذة وكبار الضباط ورجال الدين العراقيين المناهضين لآحتلال العراق وهيمنة أتباع إيران من باعة الضمائر والأوطان والشرف, من أمثال العميل نوري المالكي والدجال مقتدى الصدر والجعفري الأشيقر؟ ولماذا تفرض أمريكا على غيرها وتلزم الآخرين باحترام الشرعية الدولية وتتّهمهم بشتى أنواع التُهم إذا كان الأمر يتعلّق بها فقط أو باقرب عملائها, بينما تقوم هي, ومعهاإيران وخدمها من حكام المنطقة الخضراء في بغداد المحتلّة بخرق وإنتهاك أبسط حقوق الانسان في عراقهم الجديد.


ثمّ أن الشيء المؤكد هو أن أمريكا, التي سوف تستغل أفضل إستغلال مؤامرة إغتيال السفير السعودي في واشنطن لصالحها, سوف تبذل كل مساعيها الشيطانية وتمارس شتى أنواع الضغوط على دول العالم, خصوصا أعضاء مجلس الأمن الدولي, لآقناعهم بان المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين وفادة الكيان الصهوني هي خير وسيلة وأفضل طريق لحل الصراع والوصول الى الدولة الفلسطينية, وليس اللجوء الى الأمم المتحدة كما فعل محمود عباس. وهنا تجدر الاشارة الى أن الاتفاق الذي أبرم بين حركة "حماس" والكيان الصهيوني لأطلاق سراح بعض السجناء الفلسطينيين مقابل الجندي الصهيوني الأسير جلعاد شاليط, سوف يصبّ في صالح التوجّه الأمريكي الرامي الى عرقلة أو تأجيل أو حتى إلغاء طلب الفلسطينيين بالحصول على دولتهم الموعودة.


وبديهي أن الأيام القادمة سوف تشهد صعود نجم الأسسر الصهيوني جلعاد شاليط ليغطي ثلاثلة أرباع, وربما أكثر, عالم الفضائيات والصحف والأخبار. وسوف يتحوّل الى بطل قومي ويتلقّى برقيات التهنئة والبهجة من معظم حكام العالم وعلى رأسهم المتصهين باراك حسين أوباما. وقد يستمر مهرجان الفرح الصهيوني بعودة جلعاد الى أرض الميعاد الى أسابيع وأشهر مما يدفع موضوع الدولة الفلسطينية الى أسفل قائمة إهتمامات العالم. ولا يُستبعد في هذه الحالة لجوء أمريكا وخلفها الكيان الصهيوني ومملكة آل سعود لآستخدام القوة, ولو بشكل محدود الأهداف والزمن ضد إيران, حتى يتم خلط الأورق على الجميع, ويخرج الفلسطينون من عرس الأمم المتحدة بلا حمّص ولا عدس ولا بطيخ.


mkhmlaf@alice.it

 

 





الثلاثاء٢٠ ذو القعدة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٨ / تشرين الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد العماري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة