شبكة ذي قار
عـاجـل










والامر الاخر الذي يحتاج للمناقشة والحوار حوله,أمرين الاول هوفي تقديس البعض للعفوية والاندفاعات في تحديد الادوار التأريخية للعمل الثوري ومن خلال المواقف المتطرفة لبعض المثقفين اللذين يتأثرون بخلفية ثقافتهم المذهبية وشخصنة الادوار التأريخية وإدخالها وعكسها في العمل الثوري وليتحول هذا التقديس الى معياراً جديداً للوفاء وصحة الموقف, ويتراجع العقل وكل موازنيه الرصينة والمنطقية الى الصفوف التالية في عملية قياس الوفاء للمبأدئ أو للرموز الوطنية والقومية وتصبح هذه الفسحة الزمنية أوحتى توجهاتها حاضنة جديدة للنفوس الانتهازية والوصولية وهي أخطر بكثير من مواجهتنا مع الاعداء التقليدين وأدواتهم في وسطنا العربي. فالمنطق يقول إنه من الصعب أن يكون هنالك كاتب أو مؤرخ مستقل,أي لا وجود لاي رأي يطرح بكامل الاستقلالية مالم يكون لخليفة الكاتب الثقافية والتربوية أو حتى المؤرخين تاثيراً في ترتيب الافكار وتصوير الاحداث وفي طريقة التحليل ومن ثم صياغة الاستنتاجات والتحليلات,وهذا في رأي ليس بعيب ولكن قول الراي المستقل يحتاج لشجاعة تفوق قوة في شخيصة الانسانية الاعتيادية بالاعتراف ضمناً أو صراحة بتاثير خليفة الكاتب على أرائه وأيظاً تحتاج لإنقلابية عظيمة على ثقافته القديمة بما تحملها من تأثير في مبأدئه وقيمه وسلوكه والتي تتيح لكتاباته أو تحليلاته مجالاً لاستقلالية الرأي.والامر الثاني هو الأستنتاج الخاطئ الذي خرج به البعض بعد خسارة تجربتنا في العراق بحيث إنشغل الكثير منا في الدفاع عن رموز أو قيادات هذه التجربة وبذلك سَهلَ مهمة خصومنا في النيل من التجربة العظيمة كلها,والسبب في ذلك جهل البعض بإدراك وإستحضار القاعدتين الحياتيتين الروحيتين الاولى: أن الانسان معرض للوقوع في الخطأ والتجربة إلا الرب الخالق سبحانه وتعالى, والقاعدة الثانية أن كل شئ فانٍ إلا وجه ربك الخالق,وبذلك يمكن لبعض متسولي السياسة ومتاجري المبأدئ والقيم من أن يبرزوا بعض الاخطاء في القيادات وهو أمر طبيعي وفقا للقاعدتين الروحيتين المذكورتين في إعلاه وأن يلصقوا هذه الاخطاء بكل التجربة ليسقطوها ويضيعوا حقيقتها وملامحها الايجابية وخاصة إذا نجحوا في جر البعض منا الى جعل تقيم تجربتنا العظيمة محصورة بين حدود الاخطاء الشخصية وبين المواقف الشخصية الخطأ فيكون هذا الذي من بعضنا قد ساهم بشكل ما في قتل التجربة والتي هي حصيلة جهود نضالية لمجموع من الثوار الحقيقين واللذين بعضهم لا زال يناضل في الدفاع عنها ..


إننا نحتاج اليوم كثيراً أن نعرف كيف ندافع عن تجربتنا وعن رموزنا,فتجربتنا فيها كل شئ إيجابي وتقدمي وقومي وإنساني من الافعال و من المواقف وهذا لا ينفي وجود بعض الاحيان بعض الهفوات والاخطاء والسلبيات التي صاحبت هذه التجربة العملاقة والتي لايمكن لأي رأي منصف أن ينكرها,وقد لا تظهر أمامها هذه الاخطاء والهفوات إلا بنسبية لا تستحق الذكر,والحقيقة المؤلمة الاخرى أن بعض الكتابات والاراء المغرضة والمدسوسة الحاقدة أستطاعت أن تسحبنا الى التطرف في إندفاعاتنا وكأنما القانون الذي يٌقَومْ التجربة إيجابياً قائماً على أن تكون المعاير مثالية وكاملة, والحق يجب ان نقتنع أولاً ومن ثم نعترف لنقول في إن اي تجربة لا تتخللها الاخطاء أو النواقص هي مثاليةموجودة في فكر أفلاطون وإبن رشد فقط!وننسى إن تجربتنا الرائعة في العراق هي نتاج لنضال الشعب العراقي الذي قاده البعث ولم يكن البعث وحده في كل مفصل من مفاصل الحياة العراقية بل لشعب كان موجوداً وبفعالية,وإذا ما اراد رأي أن ينسب هذه الاخطاء الى البعث فقط فهو يكون قد وقع في شرك سياسي كبير لأنه بذلك ينكر وجود شعب حيَ صاحب الحضارات ومتمرد على كل أشكال الظلم وقد أعتاد على رفض كل أشكال الظلم,ولايمكن أن يحكم على موقف شعب العراق من خلال مجموعة من اللصوص والمخربين والحاقدين على عروبته والكثير من الانتهازيين,ولكن غزو الوطن في 2003كان بقوة إستعمارية كبيرة لم يكن هو مشارك بها كقوة في التغير, ولا يجب أن نتألم من الاصوات الانتهازية التي تبرئت من هذه التجربة الرائعة,وعلينا أن ندرك بعقلانية أن هذه الظاهرة موجودة في كل الامم والشعوب,ولكن الغرض الاساسي من التجربة هي عقلها وهي العقيدة البعثية , والذي كانت وستبقى هي الهدف لدى أعداء الامة والانسانية ,لذلك من الضروري أن لا يجعلنا بعض الجهلاء في السياسية كتاباً أو حكاماً ان ننجر الى مستوى نقاشهم الضحل وأن ندافع بإنفعالية سواء عن أفكارنا أو مواقفنا او رموزنا الوطنية القومية وبهذا الشكل الذي يجعلنا في مواقع الدفاع وبإنفعالية وننسى منطق التأريخ الذي يحكي ما في بطونه من حقائق بأن كل التجارب في العالم لابد أن تصاحبها من أخطاء وأن تقويم التجارب لا يقوم على اساس مجموع وحتى حجم الاخطاء بل على الموازنة العادلة بين الايجاب والسلبيات ,و لنبدأء ببعض الحقائق في حوارنا هذا :


فنحن العرب عندما نتحدث عن رموزنا التأريخية وحتى المعاصرة ننطلق من تأثير التربية البيتية والعشائرية والتي لازالت تؤثر فينا وأكثريتنا لا ينجحون في الفصل بين الموقف العاطفي والموقف العقلاني عندما يكون الحديث عن اي من هذه الرموز التأريخية أو المعاصرة أو حتى في تقويم اي موقف سياسي أو إجتماعي أو إقتصادي, وبذلك نٌخطأ في ذلك لان العالم يتغير ولا خيار أمامنا إلا أن نعترف بهذا التغير ( ليس المقصود بالتغير المطلوب بالمبأدئ بل بالستراتيجيات ) ونبدأ بالتغيرالشامل في عقائد العرب وإلا سيرفضنا المجتمع الدولي..ولكننا في العقيدة البعثية تكون المنطلقات قد أبتعدت بقدر ما عن هذه التأثيرات المتخلفة والرجعية, وهذا ليس موقفاً يستحق التسجيل بقدرما هو حقيقية هذه العقيدة القائمة على الانقلابية أي لا يصبح المنتمي بعثياً مالم يكون إنقلابياً بكل شئ وأيظاً لاتصح بعثيته إلابعد ظهور كل دلائل الانقلاب فيه لتؤكد إنتمائه للحزب الذي هو نموذج الامة المصغرة التي يهدف الحزب لتحقيقها والذي لا تجمعه بالواقع الفاسد أية رابطة أو جامعة,فالعضوية فيه هي الانقلابية على الذات ومن ثم على الواقع الذي يعيشه, ولكي يكون الحزب هو الامة الهدف,فعلى المنتمين وليس المنتسبين أن يكونوا هم أدوات الانقلاب الحية, لذلك تكون فرصة الامة الحقيقية تكمن في هذه العقيدة وفي مناضليها.


وأما عن حال الغربين في تقويمهم سواء لرموزهم أو قيمهم أو سلوكهم فهم ينطلقون من منطلقات اخرى لاتمت بأي تاثير عندهم مما عندنا ويعود ذلك لعوامل كثيرة منها عصور التنوير التي عاشوها وأعادوا ترتيب تربيتهم وثقافتهم وبموجبها رسموا مسيرات حياتهم, وعلينا ان نحترمها وكما هم عليهم ان يحترموا ثقافتنا بل من المفيد أن نتبادل هذه سمات وخصائص هذه الثقافات بكل محبة وتفاهم لاننا ابناء الانسانية الواحدة وصولاً لتحقيق جدلية حقيقية وحية وواقعية لمبأدئ ومعاير التقويم لكل شؤون الحياة في هذا الكوكب فالتلاقي والتفاعل سٌنة العقلاء الاقوياء والتصادم والقوة قانون الحمقى الضعفاء. وخلاصة ذلك يكون عبر حوار حقيقي ولكي يكون حوارنا أيظاً واضحاً وصريحاً ونقدياً كاملاً ( نقد الحالة ونقد الذات ) في هذا الجانب, سيكون مدخلي الاول من حقائق تعتمد على ثوابت العمل الجماعي والادوار الفردية فيه ونسبية تقويم الاعمال والافعال والاجتهادات إن كانت نظرية أوعلى مستوى المواقف فسواء كان التقويم بالسلب او بالايجاب ولكن هو بالنتيجة ( العمل التقويمي ) نفسه يشكل حالة إيجابية يسهم في دعم العمل الجماعي لا في تقويضه او إضعافه,والذي أُريد أن أُوكد عليه هو أن ينصب التقويم على المهمة أو الفعل ذاته لا على الفرد الذي قام به.أي سواء كان الفعل يحمل طابع الفشل أو النجاح.والحقيقة الاخرى والمهمة في حوارنا هذا أنه من الوارد جداً أن تفشل الجماعة أويفشل الفعل الجماعي في إداء بعض المهمات أو الادوار الموكلة لهم في تحقيق هدفاً ما,وهذه الحقيقة موجودة لدى الكثير من التكتلات والجماعات والاحزاب وبمختلف إنتماءاتها الايديولوجية والتنظيمية وهي قد تصل في بعض الاحيان الى كونها حتمية في العمل الثوري بالنظر لصلتها بتحركات وتفاعلات الواقع المتحرك على الدوام , و لكن الامر الخطير هو تجاوز هذا الفشل والمرور عليه كأن شيئاً لم يكن اما لاسباب إعتبارية تتصل بنوع من الكبرياء اوالاعتزاز بالدور الفردي أو حتى الجماعي أونوع من الدوغمائية على مستوى الفكر,وفي كلتا الحالتين هي محاولة هروب أو تاجيل للحالة النقدية التي لايمكن تجاوزها ..

 

 





السبت١٧ ذو القعدة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٥ / تشرين الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة