شبكة ذي قار
عـاجـل










كشفت وثيقة سرّة تمّ نشرها على بعض مواقع الانترنت , صادرة عن مرحاض , أقصد ديوان رئاسة الجمهورية في المنطقة الخضراء , يُطالب فيها وزارة المالية بصرف مبلغ "مليوني دولار فقط" لتغطية نفقات سفر"الرئيس" جلال الطلباني الى نيويورك لحضور إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. ولو لم يكن ضخامة جلال الطلباني مجرد "خرّاعة عصافير" في حقل مهجور لهان الأمر قليلا. لكننا نعلم علم اليقين بان ضخامة "الرئيس العراقي" سوف يذهب الى نيويورك ليلقي أمام "الأصدقاء" الأمريكان والأنكليز وغيرهم معلّقته الشهيرة المسماة "مدائح الأمريكان في تدمير الأوطان" التي ألّفها قبل أن يدخل القصر الجمهوري بيومين , والتي نال بفضلها جائزة عينية كبيرة , وهي عبارة عن كرسي مكتوب عليه , رئيس جمهورية العراق الجديد.


ثم ماذا يتوقّع الشعب العراقي من سمسار وناجر سلاح ومخدرات وبشر وأمير حرب , بل وعميل من أتغه وأحطّ درجة , مثل مام جلال الطلباني , أن يقول أمام رؤساء دول وحكومات العالم. بالتأكيد سوف يكيل لهم المديح بالأطنان وينحني بكامل ضخامته الرئاسية , المليانة نعمة وعافية من أموال العراقيين وخبزهم اليومي , أمام أسياده وأرباب نعمته. ثمّ أية جدوى جاءتنا من عشرات السفرات والرحلات والزيارات التي قام بها ضخامة الطلباني الى أكثر من بلد , سوى تبذير وأهدار المال العام , في الوقت الذي يعيش فيه أكثر من نصف الشعب العراقي تحت خط الفقر أو قريب جدا منه.


ثمإن جلال الطلباني , ومنذ أن عيّنه الأمريكان "رئيسا" لحظيرة المنطقة الخضراء كلّف خزينة الدولة وبالتالي الشعب العراقي مليارات الدولارات دون مقابل. فلا سفراته ولا رحلاته ولا تملّقه أو تزلّفه لأسياده في دول الغرب جلبت لخزينة العراق دولارا واحدا. ورغم كونه رئيسا عاطل فعليا عن العمل , باعتباره لا يحل ولا يربط ولا يحكم ولا يساوي قندرة عتيكة , الاّ أن جلال الطلباني يتقاضى راتبا ومصروفات ومخصصات ونثريات أخرى تساوي رواتب خمسة أو ستّة رؤساء دول صناعية متقدّمة. كما أنه رئيس الدولة الوحيد في العالم , مع تحفّظنا الشديد على إعتبار العراق الجديد دولة , الذي يُعتبر عالة حقيقية وعبئا ثقيل , ماديا ومعنويا وسياسيا وإعلاميا وأخلاقي , على العراق وشعبه.


وما المبلغ "المتواضع جدا" الذي طلبه العميل الطلباني , اي مليوني دولار فقط , الا دليل على أن العصبة الحاكمة في بغداد المحتلّة تتصرّف باموال وخيرات الشعب العراقي باعتبارها غنائم حرب إستولت عليها بقوة السلاح وبدعم ومساندة دول أجنبية تصرّفت وسلكت هي الأخرى سلوك ونصرّف عصابات المافيا الدولية ومنظمات الجرائم الكبرى. ولو كان العميل جلال الطلباني , ذو الكرشين , يملك ذرّة من الشرف والسلوك القويم والأخلاق الحسنة والشعور الصادق بالسؤولية , لسافر الى نيويورك على نفقته الخاصة , خصوصا وأنه جمع وخزِن أموالا طائلة , لا يستحقها على الاطلاق , تكفيه للسفر الى القمر عشر مرّات , ذهابا وإيابا.


والمضحك , وشرّ البليّة ما يُضحك , هو ليس فقط أن "قادة" العراق الجديد لم يجدوا حمارا أكثر فطنة وجاذبيّة للنظر من جلال الطلباني لارساله الى نيويورك , بل أن الرجل نفسه ما زال مقتنع , رغم سقوط عراقهم الجديد الى أعماق الحضيض , أنه رئيس دولة. وأن خطبته العصماء التي سيلقيها في قاعة الأمم المتحدة ستجد لهاآذانا صاغية , متناسيا لشدّة بلادته وإنقطاعه عن العالم الحقيقي وليس عالم الأوهام والتمنيات , أن زعماء وقادة العالم لا يرون في عراق جلال الطلباني ونوري المالكي ومسعود البرزاني وبقية الزمرة الاّ مرضا معديا ينبغي تجنّبه والابتعاد عنه بكل وسيلة , ومثالا ساطعا ومدوّيا للفشل الذريع على جميع المستويات.


ويقينا إن غالبية زعماء وقادة العالم سافروا الى نيويورك حاملين معهم هموم وتطلّعات ومشاكل أوطانهم وشعوبهم , ساعين قدر المستطاع الى إيجاد حلول مناسبة له , خصوصا وأن بعض مناطق العالم تغلي كالبراكين بسبب الفقر والقمع والفساد والأنظمة المستبدّة المستهترة بحقوق الشعوب. فيا ترى ما الذي يحمله في جعبته رئيس عراق المنطقة الخضراء مام جلال غير الأكاذيب والتضليل وتشويه الحقائق عن عراقهم الجديد؟ ثمّ إن رئيسا يطلب مليوني دولار لتغطية نفقات سفره الى نيويورك لا يستحق أن يمثّل دولة. وكان حريّ بما يٍُسمى بهيئة النزاهة , لو تملك ذرّة من نزاهة الحقيقة , أن تستدعيه وتستجوبه , بل وتمنعه من السفر أصلا لأرتكابه جريمة سرقة وإهدار أموال الدولة.


mkhalaf@alice.it

 

 





الخميس٢٤ شـوال ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٢ / أيلول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد العماري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة