شبكة ذي قار
عـاجـل










يبدو أن ماسمي بالربيع العربي المتمثل بثورات الشعب في عدة اقطار عربية قد لاقى صداً لدى الكثير من شعوب الارض ، وهو مايشير الى أن هناك بوادر لثورات ستندلع على مستوى العالم تحاكي ذلك الربيع العربي ( ان كان كذلك!!!)، وماحدث في بريطانيا ، واحداً من تلك الاشارات على أن المد الربيعي سيطال دولاً أخرى، كانت والى وقت قريب تعتبر قلاعاً للديمقراطية والحرية والرفاه الاجتماعي ( المزيف ) ، وقد نسمع مصطلح الربيع البريطاني ، الربيع الفرنسي ، الربيع اليوناني ، ولكن مايمكن أن يقلب كل تلك الشعوب ليكون الربيع شاملاً في شتى بقاع الأرض ، هو ماستكون عليه الولايات المتحدة الأمريكية خلال سنة أو سنتين من الآن .... لماذا ؟

 

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء خرجت الولايات المتحدة من تلك الحرب كقوة عظمى ، اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً ، ولكن السياسات التي أعقبت تبوأ هذه الدولة لهكذا مكانة ، أو من أوصلها لذلك الموقع !!  بدأ بجني ثمار تخطيطه الذي استمر لعقود طويلة من الزمن ، وبات يستغل قدرات تلك الدولة العظمى لمحاولة الهيمنة على العالم ، من خلال خلق الأزمات ، والصراعات، في مختلف بقاع العالم، مسخراً قدرات تلك الأمة التي أوجدها لخدمة مصالحه الستراتيجية ، وجعلها شرطي العالم الذي لايقبل شريكاً ولايعترف بقوانين ، ولايراعي مصالح العالم الذي يعيش حوله ، ولتكون القوة هي الهراوة التي يلوح بها ضد كل من يقف بوجه مخططاته ، وبدأت بافتعال سلسلة من الأزمات والحروب والأحداث توالت منذ الخمسينات من القرن الماضي وصولاً الى يومنا هذا ، فكانت ، الحرب الكورية ، ازمة خليج الخنازير ، حرب فيتنام ، الحرب على العرب 1967  1973   ، الحرب العراقية – الايرانية ، حرب الخليج عام 1991 ، تفتيت الاتحاد السوفييتي ، الصومال ، الشيشان ، تفجير برجي التجارة العالمية ، لينتقل المنظرين لسياسة تلك الأمة الى مرحلة جديدة تمثلت ، باحتلال افغانستان بحجة محاربة القاعدة ( التي هم من صنعوها ) وياتي بعدها احتلال العراق ...

 

كل تلك الأزمات ، لم تكن وليدة لحظتها ، بل كان هناك من خطط لها منذ عقود من الزمن ، وخطط للحصول على مستلزمات التنفيذ ، واستطاع من خلال منظمات سرية عملت لسنواات طويلة على تلك الأهداف، واستطاعت تحقيق العديد منها ومازال هناك المزيد مما سيشهده العالم من أحداث ، وهي لن تكون عفوية، بل خطط لها منذ عشرات السنين ، وهذا الموضوع وتفصيلاته واسراره سوف تنشر بالتفصيل في موضوع مستقل وعبر عدة حلقات بعنوان ( أمريكا...تاريخ اجرامي ...وسقوط حتمي ) خلال الايام القادمة ، ولكن مايهمنا الآن ، صحوة الشعب الأمريكي المتاخرة ، على خطى ماسمي بالثورات العربية أو الربيع العربي ، اما من وجهة نظري فهو ( الخريف العربي) في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين والمغرب والعراق ( بالرغم من وجود قوات الاحتلال ) ، وقد تندرج تلك الانتفاضات تحت مسمى قد يكون اقرب مايمكن ان توصف به الا وهو (الفوضى الخلاقة) ، وسيتم معرفة نتائج تلك المتغيرات، ومن ورائها، وأهدافها، في قادم الايام ، وحماك الله ياأمة العرب .

 

 وهذه الأيام، ظهرت دعوات مكثفة للشباب الأمريكي على أشهر مواقع التواصل الاجتماعي في الفيسبوك وتويتر ومواقع اخرى، تدعو لانتفاضة عارمة يوم 17 سبتمبر المقبل ضد الحكومة وذلك تحت مسمى : يوم الغضب الأمريكي ، وتدعو هذه المواقع كلها إلى ان يكون ذلك اليوم يوماَ مشهوداً في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية والعالم ، حيث ينتظر نزول أعداد هائلة من السكان الى الشوارع والاعتصام  في كل من واشنطن (العاصمة السياسية) ومانهاتن في نيويورك (العاصمة الاقتصادية) ، ويتم خلالها احتلال وول ستريت ، أو كما تسمى جادة وول ستريت، وهي أكثر المناطق الاقتصادية اهمية ليس في امريكا وحدها بل لعشرات الدول في العالم كله.        

                       

وتاتي دوافع القيام بهذه الانتفاضة بسيطة ومحددة وواضحة ، ومن المتوقع ان يترافق مع ذلك اليوم تحركات لناشطين أمريكان امام سفارات الولايات المتحدة الامريكية في مختلف دول العالم ، فقد قررت الغالبية المعدومة من الشعب الأمريكي، إسقاط رموز الفساد والمحسوبية وإسقاط وول ستريت ، حيث يعبث حفنة من المتخمين، بمصائر المليارات من البشر ( غالبيتهم من اليهود والصهاينة وبعض الحركات السرية ).. ووضع حد لتدهور الاقتصاد ، والذي تسبب بوجود 11 % من الشعب الامريكي عاطلين عن العمل ، ووصول نسبة من يستلمون المساعدات الغذائية بالقسائم الى 45% ، والديون الهائلة التي وصلت الى 12 الف مليار دولار ، يرافقه عجز في الميزانية الأمريكية نتيجة السياسة السيئة لادارة الدولة، ونتيجة الانفاق الهائل على حروب مفتعلة لامصلحة لامريكا فيها ، بل ليحصد آخرون ماتزرعه ايدي ساسة أمريكا المنفذون لسياسات وجدوا بتلك المناصب لتنفيذها،  ويتوقع أن يصل حجم الدين لتلك الأمة منتصف  العام القادم أو بنهايته الى 100% من حجم الدخل القومي، وهذا يعني عدم وجود فائض من ذلك الدخل لتسديد الفوائد لتلك الديون، والتي تندرج تحت بند سندات الخزينة الأمريكية، والتي لايوجد لديها اي غطاء للحماية كما كانت تفعل كل الدول في السابق، حيث كان لعملاتها خزين من الذهب أو العملات الثمينة الأخرى كغطاء يعطيها القوة ، وللأسف فان غالبية الأموال المستثمرة هي من قبل الدول الخليجية النفطية ، والتي وضفت بشراء تلك السندات والتي تم شرح حالتها المستقبلية المظلمة، فماذا ستفعل تلك الدول ، عندما تضيع ثروات شعوبها لعشرات السنين ؟ ولماذا تستمر بدعم دولة نهجها اجرامي ، وسياستها قذرة ؟

 

  مما تقدم وبوجود كل الشواهد التي باتت واضحة، أن هناك فعلا كارثة اقتصادية تهدد بانهيار أمريكا، والتي كانت يوما حلم الكثيرين ، وماذا ستفعل الدول التي وضعت كل ثرواتها بأيدي هؤلاء المجرمين والقتلة؟ وساندت افعالهم الدنيئة، وهل ستستطيع أن تحمي نفسها اذا ماسقطت أمريكا ؟ أم هم سائرون معها للهاوية ، كما خطط لهم ، لتكتمل صورة الربيع العربي !!!!

 ويبدو أخيراً ان الشعب الامريكي قد افاق من نومه ليجد نفسه في زورق فقد وجهته ، وبات في محيط تتلاطمه الأمواج ، وان غرقه بات مسالة وقت لاأكثر، ويطالب هؤلاء بوقف تدخل حكومتهم  في شؤون الدول الأخرى ، حيث تقف مع الشعوب احيانا في بوجه أنظمتها ، وتقف احياناً أخرى الى جانب الأنظمة القمعية والأشد ديكتاتورية في مواجهة شعوب تلك الدول ، واحيانا تظل مكتوفة الايدي امام الانتهاكات الخطيرة لما يحصل للشعب الفلسطيني مثلاً في مواجهة الة القمع والبطش الاسرائيلية  ،وحرب غزة وجنوب لبنان مازالت في اذهاننا.

 كل ذلك أدى الى وعي المواطن الامريكي واعلانه للانتفاضة بوجه النظام المتهريء والذي يتحكم بمصيره ومصير العالم اجمع ، ولكن هل تنقذ هذه الصحوة المتاخرة خراب عشرات السنين ...أم أن لعنة العراق هي التي ستقصم ظهر هذا الحيوان الهائج الذي عاث فساداً في الأرض ...

 

النقاط التي سيركز عليها المنتفضون :_

 

1. المطالبة بانتخابات حرة ونزيهة.

 

-  لقد أدرك الأمركيون اخيراً لعبة الانتخابات التي تجري في بلادهم تحت مظلة الديمقراطية! لاأقول أنهم كانوا لايعرفون حقيقة مايجري ، ولكن كانوا يتجاهلون الحقائق ماداموا يعيشون الحلم الأمريكي !!! باموال الدول النفطية !!!

 

ولكن اليوم : باتوا امام حالة فرضت نفسها ، شعروا أن هذا الحلم سوف ينهار ، ووقت الاستيقاض قد حان ، ولابد من التحرك قبل ان يصحوا ليجدوا انفسهم وقد ضاع كل شيء .

 

2. مشاكل وتجاوزات الحكومة التي تؤدي الى إهدار الثروات والقضاء على ارواح المواطنين الامريكيــين .

 

وهو ماتحدثنا عنه في قيام من أوجدوا ذلك الكيان الذي سمي بالأمة الأمريكية باختلاق أزمات وحروب ، كلفت تلك الأمة كل ثرواتها وعشرات الألوف من ابنائها خدمة لمصالح الغير وليس لمصلحة الشعب الأمريكي .

 

3. وجود نفوذ خاص يفسد ألاحزاب السياسية والانتخابات والمؤسسات الحكومية .

 

وهذا يندرج تحت المفهوم الحقيقي للديمقراطية الأمريكية ، حيت أن الشركات ورجال الأعمال ومن يديرون الاقتصاد الأمريكي، هم من يصنعون من يصل الى الرئاسة ومجلس الشيوخ أو الكونكرس، طبقاً لمصالحهم وينفقون الاموال بشراء الاصوات والدعاية ، وهذا مانقلته عبر ديمقراطيتها المزعومة الى النظام السياسي الذي اتت به الى السلطة في العراق ، ومالمسناه عبر دورتين انتخابيتين !!!

 

4.   وجود شخصيات خائنة للوطن تعمل لمصالحها الخاصة وهي شخصيات لا تملك الكفاءة، قامت هذه الشخصيات باغتصاب قوتنا العسكرية، نتج عنه تهديدات لحريتنا ولأمننا الوطني .

 

هؤلاء موجودون منذ عشرات السنين ، حيث أن هناك العديد من الشخصيات التي لعبت أدواراً هامة ومصيرية في توجيه دفة السياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة، كانت تنفذ سياسات منظمات وجهات، أوجدتهم وزرعتهم في جسد تلك الأمة لمصلحتها وتنفيذ مخططاتها ومنذ قيام تلك الأمة .

 

5. صممت المؤسسات الحكومية لحماية مبادئ جمهوريتنا الديمقراطية وخدمة إرادة المواطنين سابقا.

لما كانت قيادات تلك المؤسسات لاتعمل الا لمن أوجدها ، فكيف تعمل لمصلحة الشعب !!!

 

قيام  التجمعات الشعبية والشركات حتى تلك التي يملكها المساهمين الأجانب باستخدام المال لشراء أصوات الملايين في حين يتم إسكات المواطنين والناخبين الشرعيين.

 

 -  هناك قرابة (40) الف منظمة بشتى المسميات داخل الولايات المتحدة ، ومعفاة من الضرائب التي ترهق المواطن الأمريكي، تعمل كلها لجمع كل مايخدم مصالح شركات ومنظمات ، هدفها السيطرة على الراي العام للشارع الأمريكي ، وبناء السياسات الملائمة لديمومتها ، لحين اكتمال تحقيق كافة اهداف من أوجدها!!!              

 

أمّا الشركات، والتي تهيمن على وول ستريت، وتديرها منظمات مشبوهه، تتحكم في مؤشرات الأسعار هبوطاً وصعوداً في لعبة الكسب والثراء على حساب، ليس الشعب الأمريكي فحسب ، بل مايستثمر من أموال في تلك الشركات والبنوك الخاصة وغيرها، وغالبية تلك الاستثمارات وللاسف ......عربية خليجية !!!ويعرف الكثيرون أن هناك مئات الشركات لايتناسب سعر سهمها مع قيمتها الفعلية على الواقع، وهذا ماأدى الى الأزمة التي حصلت عام 2009 ، وافلاس اكثر من (130) بنكاً أمريكياً وضياع أموال المستثمرين البسطاء ، ومنهم ثروات اخواننا العرب !!! 

 

وبالرغم من عدم الاعلان عن حجم خسائر دول الخليج النفطية رسميا ، فقد قدرت بحدود (3) آلاف مليار !!! واعيدها كتابة ً ( ثلاثة آلاف مليار) واعتذر عن الدقة لعدم تصريح تلك الدول بصحة أو نفي ذلك الخبر حينها!!!  وتخيلوا لو عشرة بالمئة من تلك الخسارة استثمرت على الأرض العربية أو الاسلامية أو حتى داخل بلدانهم ، ماذا سيكون حالها ؟ ولماذا يستفيد منها عدونا ؟ الاتستخدم تلك الأموال في رفاهية الآخرين واستغلالها لقتل أبناء العرب والمسلمين!!!

 

ولزيادة المعلومات ، فلو افترضنا عشر هذا المبلغ ماذا يعني ؟ 300 مليار وهي تعادل  ميزانية لبنان لمدة ستين عاماً، وفلسطين لمئة وخمسون عاماً والأردن لأربعين عاماً وسوريا لعشرين عاماً   ومصر لخمسة عشر عاماً ،وأخترت تحديداً تلك الأقطار لأنها تحيط بالكيان الصهيوني ، وضعف مواردها يجعل الكيان الصهيوني المستفيد من تلك الاستثمارات ، متفوق عسكرياً على كل تلك الأقطار مجتمعة !!! بل أن هذا المبلغ قادر على توفير السكن لمن ليس لديه سكن لكل سكان الوطن العربي ، ومعلومة أخرى فان امريكا تتصدق على مصر بمليارين سنوياً وبنصف مليار لفلسطين ومليارين للأردن ، ويعلم الله ماذا تحصل من ورائه ، هذا بحساب أن الخسارة كانت عشرة بالمئة مما أعلن ، وقد يكون أكثر من ذلك بكثير، والله أعلم: ماذا كنا نستطيع أن نفعل بكل تلك الأموال لو كانت بأيدي امينة ومؤمنة بدينها وبعروبتها؟؟؟؟ ولله المشتكى...        

   

 

7المطالبة بأن تتم استعادة نزاهة الانتخابات في الولايات المتحدة.

 

وهذا مانطالب به نحن العراقيون ، لأن تلك الانتخابات على الطريقة الأمريكية هي من ساهمت بخراب البلاد والعباد ، لأن  الديمقراطية التي نقلت لنا على الطريقةالأمريكية ، اثبتت فشلها في بلادهم ، فكيف في بلدان لاتعرف مامعنى الديمقراطية ، ولم تمارسها يوماً !!!

 

فهل سينجح الشعب الأمريكي في انقاذ ماتبقى ؟ أشك في ذلك ، فامريكا الآن تستجدي لتطعم شعبها أو بمعنى آخر ، تمارس الابتزاز لتسد رمق شعبها ، ولكن ، كل ذلك بات غير كاف ، وحانت ساعة الغروب ، وللأبد ، انها لعنة سكان امريكا الأصليين وهيروشيما وناكازاكي وحصار كوبا وتدمير فيتنام والصومال واغتصاب فلسطين ، وحرب افغانستان ، وآخرها وأكثرها دموية ، تدمير العراق، الوطن الآمن، والذي لم يتعرض لمواطن أمريكي في يوم من الايام ، فقتلوا منه مليونان وشردوا خمسة ملايين ومازال التدمير مستمراً ، فهل هناك من سيأسف على انهيار أمة عاشت على دماء الشعوب، وكانت ألعوبة بيد من صنعها ، ويعمل الآن على انهائها ، احصدوا مازرعتم ، والأسف فقط على شعبكم الذي غدرتم به ، فهل يستطيع هذا الشعب أن يقول كلمته بعد صمت عشرات السنين ، عسى ....

 

 

qusay_almuatasim@yahoo.com

 

 





الاربعاء١٦ شـوال ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٤ / أيلول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب قصي المعتصم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة