شبكة ذي قار
عـاجـل










20- ولاجل معرفة الخلفية المؤسساتي سواء الاعلامية أوالفكرية والتي تعمل بإتجاه خلق أوالتشجيع على حالات الاحتجاجات التي تعم بعض أقطارنا العربية وضمن أجندات غريبة لا علاقة للثورات بها فلابد لنا من التعرف على النموذج الغربي و بالتحديد الامريكي في إنشاء مؤسسات تختص بالفكر والرأي والذي بدأت تنتشر في عالمنا العربي اليوم مع وضع التصاميم الستراتيجية الامريكية للشرق الاوسط الجديد,وترافق ذلك مع التفكير الامريكي بإنشاء مؤسسات تعني بالفكر والرأي وصياغة المواقف بإستخدام أرقى انواع الوسائل الاعلامية والفكرية القادرة على الترويج للفلسفة الاستعمارية وخاصة فيما يخص تحديات يعيشها العالم والعرب بشكل خاص وفي اغلبيتها من صنع الامبريالية كالارهاب والديمقراطية وليبرالية التغير, والخطورة فيها أن فلسفة وستراتيجية هذه المؤسسات تُضع من قبل عقليات غير لا علاقة بالمصلحةالعربية ولكن يكون تحركها بالاطار العام عربي وهذا هو مكمن الخطورة في الامر,أي إنه يؤثر بالرأي العام العربي وفق روئ السياسات الطامعة في وطننا العربي,وهذا الامر سيؤدي الى محاصرة اية ثورة حقيقية تحدث اليوم في أقطارنا العربية أو في المستقبل,وايظاً التضيق على الانظمة الوطنية القومية وعزلها لغرض إسقاطها, لان المؤسسات الاعلامية هذه ستلعب دوراً كبيراً في مسيرة هذه الإنتفاضات بعد ان تأخذ وتحجز لها موقعاً في المسيرات الثورية,قدتكون هنالك بعض من هذه المؤسسات الاعلامية العربية مستقلة ولكنها لن تكون مؤثرة وبحجم و بقوة هذه المؤسسات المدعومة من الخارج.فإنتاجية هذه المؤسسات وتصنيفها قدتشابه تلك التي في الولاياة المتحدة, فعلى سبيل المثال أن 25% من مؤسسات الفكر الرأي في الولاياة المتحدة يمكن ان تعتبر مستقلة أو قائمة بحد ذاتها,وال75% تكون مرتبطة بممولين مختلفين ,فقد تكون هذه مرتبطة بمؤسسات ووزارات الدولة أو متعاقدة معها وتكون ملزمة تجاهها ببلورة الاراء و المواقف على ضوء مصلحة هذه الوزارة أو تلك الجهات صاحبة المشروع.,فكيف الحال في وطننا العربي بالتأكيد ستغيب الاستقلالية عن هذه المؤسسات المهمة جداً التي ستتولى صياغة وإيصال المعلومات ووجهات النظر والتي ستكون بالتأكيد متوافقة لمصادر تمويلها لها بالدرجة الاولى,وقد تعتمد في ذلك على وسائل الاعلام المرئية كالفضائيات والمقرؤة كالصحف والمجلات ووسائل الاعلام الالكترونية ونشر البحوث والمحاضرات وأخيراً إنشاء المواقع على شبكة الانترنيت والفيس بوك وتويتر إنها مجموعة من الوسائل والادوات الخطيرة والمؤثرة على بلورة راي عام عربي خطير على مستقبل هذه الامة.والنموذج الاخر لهذه المؤسسات في الوطن العربي تكون مبنية على أُسس المساومات السياسية بين دولة عربية ومؤسسات غربية,فأمام حاجة عربية لدولة عربية تُنشأ مؤسسة أعلامية عربية بالشكل والعنوان ولكنها مرتبطة بالاغراض الاجنبيةوهذا النوع الخطير يؤثر على مسيرةالحركات الثورية العربيةفي وطننا العربي ويؤثر على الراي العام العربي في نفس الوقت,إنه واقع تتحكم فيه اللاخلاقيات واللامبأدئ وعدم إحترام قواعد العمل المهنيةوهوواقع خطيرجداً وموبوء بالامراض الانسانية وقد يؤدي الى التشويش في الرؤية لحقيقة الاحداث وتحليلها و من ثم الى الظلالة في الخطوات لتعامل مع الاحداث.


إن الثورة العربية وطلائعها لابد أن يتفحصوا هذا الواقع الذي تبلور نحو هذا الشكل من التعامل الخطير بالمعلومة والخبر والرأي,و العمل على حشد كل الامكانيات والقدرات والاستعداد للتفاعل معه بطريقة إيجابية برفع كفأءة العناصروالقدرات الثورية ,بل تهيئة كل ما موجود من هذه القدرات والطاقات لهذا النوع من التعامل وإلا فان الجهد المادي والنضالي الذي تبذله الثورة العربية سوف تخسره وتدخل في مرحلة أخطر من إنكسارها هنا أو هناك, وهي فقدان الطلائع الثورية(الاحزاب أو الحركات الثورية) لثقة جماهيرها بتحقيق النصر للثورة(لا سمح الله),وتبدأ مرحلة تخلفها ومن ثم إنحلال في المبأدئ الثورية وقد تحصل تنازلات في هذه الجبهة أو تلك,بالرغم من أن هنالك حقيقة معروفة لكل من تعامل مع الثورات سواء من داخل معسكر الثورات او من خارجها بأن المبأدئ الثورية لا تتغير,ولكنها قد تظهر بأشكال متنوعة لتلائم الظرف الزمني او الظرف المكاني للواقع الثوري,فالثورة الحقيقية التي تنادي بالحريات والمساواة وكل انواع و صور العدالة الاجتماعية والتي هي أهداف ترفع حالة الاستغلال بين البشروهي في نفس الوقت تعتبر اهداف خالدة وتعبر عن حاجة الجماهير العربية.فأن أي موقف يؤشر حالة تغير أو تنصل في هذه الاهداف الجماهيرية, هي إنتهازية و خيانة لاهداف الثورة و إنحراف خطير في مسيرة الثورة,أما إذا كانت حالة تكيفية تدخل فس سياقات التكتيكات فهنا الامر يتطلب تثقيفاً مكثفاً وسريعاً للحفاظ على مستوى الروح الثورية.


21-وهنالك حقيقة لابد يعرفها كل شاب يتطلع للتغير بأن أي تغير ومهما كان شكل الوعود والالتزامات الاجنبية فإنها لا يمكن وإطلاقاً أن تكون خالية من الغرض المقصود وهو تحقيق ألاطماع أو المصالح الاجنبية,ولا إعتراض على المصالح إذا كانت ضمن حدود الغرض التبادلي والتعامل المتكأفئ وهذا كان يتحقق مع دول صديقة كالاتحاد السوفيتي أومع الدول الاشتراكية (سابقاً) و اليوم مع الصين أو أية دولة تؤمن بتكأفؤفي التعاملات والعلاقات,ولكنه صعب أن يتحقق مع الدول الاستعمارية المعروفة بأنانيتها المنطلقة من فكرها الرأسمالي..


فالثورة العربية التي قامت على الحكم العثماني أثناء الحرب العالمية الاولى والتي كانت تحمل شعار عزيزاً على العرب وهووحدة الامة العربية وحرية الامة والذي كان الاستعمار الغربي يتشدق بدعم الثورة العربية من أجل تحقيقه, والذي إنكشف بعد ذلك زيف المواقف الاستعمارية بعد إندحار الاستعمار العثماني لم يكتفي الاستعمار الغربي بالتنصل منه بل حارب هذا الشعار وعمل على تجزئة البلاد العربية وإقتطاع اجزاء منه والتبرع به لدول إقليمية,والمقابل قد أرتضت بعض الجهات العربية في هذه الثورة بالمشورة الاستعمارية والتي تحقق لها أهدافاً ذاتية وأنانية وبذلك ضاعت أهداف الثورة بين تامر لاجنبي وأنانية بعض قياداتها وخيانتها للامة,فتحولت الثورة العربية الى منفذ لضياع الكثير من الارض العربية في فلسطين والاسكندرونة والاحواز.وهذا مثال للعرب على ان اي ثورة عربية يتبنى جزء من أهدافها الاجنبي بالتأكيد فهو يحمل أجندة خاصة به لمطامعه في البلاد العربية,وهذا درسً الظاهر لم يستفد منه ثوار25 ينايرفي مصر العروبة أوثوار تونس أو حتى المعارضة ليبيا ايظاً.


الهوية الحقيقية لاية ثورة عربية لا تنحصر في شعاراتها الوطنية والقومية ولكن ايظاً في الحشد السوقي والستراتيجي واللوجستي الوطني والقومي المقدم لها واي تلوث في الاهداف او في معسكر الثورة بعنصر اجنبي يُحسبب إنحرافاً للثورة ويعد تحركاً لتحقيق أهدافاً لاتمس مصالح الجماهير العربية بل إنحراف عن طريق الثورة الحقيقية.الثورة الحقيقة اليوم في الوطن العربي تتمثل في المقاومة العربية لكل اشكال الاحتلال والتي تُمثل كل مكونات الشعب والامة ويتقدم النموذج المقاوم العراقي في تجسيده للثورة الحقيقية بمقاومته للطامعين المحتلين ومن خلال جبهة قومية إسلامية حقيقية,إنه نموذج فريد للثورة وواضحُ في الاهداف والوسائل...

 

 





الاحد٣٠ شعبان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣١ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة