شبكة ذي قار
عـاجـل










يبدو ان كل الأمور تجري نحو ثني الرئيس علي عبدالله صالح , على عدم العودة الى بلاده. والتمتع بلجوء هادئ ومغر في مدينة جدة . وستكون فرصة لتسلية الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي . ترى ماذا سيكون موقف السعودية لو رفض صالح البقاء . والعودة الى وطنه "مرفوع" الرأس ؟. أكيد ستحرج السعودية وهي تتلقى كل يوم التوجيهات من الدوائر الامريكية والاوربية , بضرورة أقناع صالح بعدم العودة الى اليمن. فعملية قتل صالح ليس بالامر اليسير بالنسبة للسعودية لخطورتها . فقد تلتهب الجزيرة العربية . وتعصف بدول الخليج العربي حالة من عدم الاستقرار السياسي لفترة لاحقة قد تطول.


سبق وان كتبت مقالة منذ أكثر من سنة مضت , اخاطب بها الرئيس صالح بعنوان " في اليمن هجمة صفوية لا شيعية يا عبدالله صالح". كانت ايضا استهجانا من استخدام بعض الحكام العرب تعبير الهلال الشيعي . كما لو ان ايران قائدة العالم الشيعي . وهو أمر يثيرحفيضة شيعة العرب . لأنهم الأكثر كرها وحقدا على ايران الفارسية. والاكثر من تضرر من سطوة ولاية الفقيه الجائرة. فيكفي ما نسممعه من الاصوات العروبية الشريفة من شيعة لبنان والعراق , التي تندد بدور ايران التخريبي والمفضوح بالمنطقة العربية.


لطالما روج الاعلام العربي لمصطلح "التمرد الشيعي" على تمرد الحوثيين في اليمن. ولعل عدم استخدام تعبير الهلال الصفوي او الهلال الايراني , كان مرده تجنب استفزاز ايران. وهذا ما شجع ايران الفارسية وبشكل سافر , على مد يد العون الى الحوثيين اليمنيين العرب الاقحاع . الذين لطالما كرهتهم دولة القومية الفارسية عبر كل القرون الماضية. بسبب اجتهدات فارسية غيبية وحاقدة. الا اننا نجد ايران تضع اجتهاداتها جانبا اليوم لتقف مع الحوثيين, الذين رفضوا عبر كل القرون الماضية , تحقيق رغبة الفرس بشتم "الشيخين".


كما لو أننا جميعا منحنى ايران , حق رعاية وحماية شيعة العرب . وأغفلنا حقيقة أن ماقتلته ايران من شيعة العراق وعرب اقليم الاحواز العربي , يفوق ما قتلته من سنة العراق لا وبل من سنة ايران . فأيران أمة فارسية قبل أن تكون أمة تدين بمذهب آل البيت الكرام . ويهيمن الفرس المجوس على نصف سكان الشعوب الايرانية , هيمنة تعسف وأذلال وجور.


لقد وقف علي عبدالله صالح طويلا امام التدخل الايراني . كما لعب دورا منفذا لرغبات امريكا والسعودية في محاربة القاعدة بضراوة انهكت الاقتصاد اليمني المتعب . والى الجنوب كان الشعب اليمني الجنوبي يتحين الفرصة للأنسلاخ من الوحدة. وهذا يعني تمزيق اليمن الموحد الى اكثر من دولة ربما الى اربع دول ضعيفة متناحرة. فالقبائل اليمنية وخاصة قبيلة الاحمر, تتوق الى أمارة اسلامية قبلية تعيدهم الى زمن ملكية الأمامة .


فما يدور في ذهن الساسة السعوديين اليوم , يعد من الكبائر التي تحاكي كبيرة منح المرأة السعودية حق قيادة السيارة . فقتل الرئيس اليمني على سريره بمستشفى سعودي أكثر من أمر بسيط. ولكنه سيأتي بالعاصفة التي تثور فيها رمال جزيرة العرب . لتغطي الاخضر واليابس . اذا كان في هذه الجزيرة من أخضر ندي.


من لايهتم بالسياسة يتصور ان اليمن بعيدة عن التأثير عربيا او دوليا , كما كانت الدولة العثمانية تراه قديما , فلم تهتم باليمن وتركت هذا القطر العربي مستقلا . تجنبا للتكاليف الباهضة التي ستتحملها . على اساس بعده عن عين الباب العالي . وشراسة قبائله العربية وأعتزازها بالاستقلالية منذ عصر الجاهلية. فنقول ان اليمن اليوم موحدا وقويا سيقلب موازين اطماع الاستعماريين الجدد.

 

 

talalmn@yahoo.com

 

 





الثلاثاء١٩ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢١ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب طلال معروف نجم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة