شبكة ذي قار
عـاجـل










 

انهيت دوره قاده التشكيلات الجويه في جناح تدريب القتال الجوي والتحقت الى السرب الذي كنت انتسب اليه وهو السرب المقاتل التاسع والعشرون في قاعده تموز الجويه في الحبانيه في شباط  فبراير1973 وفي تلك المرحله شعرنا بان شىء ما يحدث في الخفاء علما بان السرب استمر في فعالياته التدريبيه الاعتياديه وكأن شيئا لم يكن الى ان دعينا للاجتماع وكانت الدعوه للطيارين في السرب التاسع والعشرين والطيارين من السرب السادس اي ان جميع طياري طائرات الهنتر مدعووين لهذا الاجتماع الجميع كان يترقب ولا احد يدري او يعلم ماذا هناك  .

 

وعلى حين غفله لم نسمع الا وجلبه في خارج القاعه  اللتي كنا نتواجد فيها ودخل علينا الرئيس الراحل احمد حسن البكر(رحمه الله )  وبصحبيه وزير الدفاع المرحوم حماد شهاب ( رحمه الله ) وقائدالقاعده الجويه حميد شعبان وجمع من القاده والضباط وكانت مفاجئه كبيره حيث ان اكثرنا لم يلتقي السيد الرئيس او وزير الدفاع سابقا وكم كانت فرحه غامره واعتقدنا جميعا ان الزياره للمجامله والاطلاع لان السيد الرئيس غالبا ما كان يحظر الى القاعده لانها منتجع لطيف ومكان هادىء يقضي فيه عطله نهايه الاسبوع .وبعد المجاملات وشرب الشاي تقدم احد المرافقين للسيد الرئيس حاملا لوحه كبيره وقف بجانب الرئيس فبدأ الرئيس بكلامه وقال انه قدم اليوم الى هذا المكان ليبلغنا قرار القياده السياسيه والعسكريه بارسالنا كسربين مقاتلين الى جمهوريه مصر العربيه للمشاركه في الحرب اللتي ستكون بين العرب واسرائيل ولكنا لانعلم متى   ولكنكم ستبقون هناك الى ان تنتهي المهمه اللتي ارسلناكم من اجلها ولانعلم من سيعود منكم او لا يعود وهذا بناءا على طلب من الحكومه المصريه اللتي طلبتكم بناءا على توصيه من قائد القوه الجويه المصريه حسني مبارك  .

 

عندها فتح اللوحه وكانت عباره عن درع نقش عليه شعار العراق وشعار حزب البعث وفيه العبارات التاليه ( تكليفكم بهذا الواجب المقدس شرف للعراق وللامه العربيه )  وتوالت الكلمات والتعليقات وكانت فرحه غامره شملت الجميع بدون استثناء واستمر الجو حميميا وقد سالنا السيد الرئيس احتياجاتنا الشخصيه والعامه فبادرته بالقول سيدي الرئيس نحن سنغادر ارض الوطن ولا نعرف من منا سيعود وسبق لنا وان اشتركنا في الجمعيه الخاصه بالاراضي للضباط ولم نستلم ارض فنظر سيادته الى احد المرافقين واشار له فقط  وبادر طيار اخر واخبره بانا بحاجه الى سلاح شخصي ما دمنا سنذهب للحرب ونظره اخرى الى المرافق(الياوران ) عندكم وقدم لنا في حينها مبلغين من المال الاول يوزع على الافراد والثاني نثريه مصاريف تنفق في مصروكان كل جزء ( سته عشر الف دولا ر امريكي ) وخلال نصف ساعه وصلت الاسلحه لكل طيارمسدس نوع براوننك جيكي 13 مع 50اطلاقه ووصلت الاسماء مع تخصيص قطع الارض (600م ) مربع في احسن احياء بغداد وبعد ذالك غادرنا السيد الرئيس مصحوبا بالسلامه وعندها بدأت الحركه والاستعدادات 

 

المرحله الثانية

كانت هذه المرحله نشطه وفعاله حيث اتخذ القرار باعداد وتهيئه كافه المستلزمات المطلوبه لاستقبال الطائرات في مصر قبل مغادره الطائرات ارض العراق.

وعليه تم الاتفاق مع الجانب المصري على تخصيص مطار قويسنا في المنوفيه لايواء جناح الطيران العراقي في اقامته في مصر ولهذاتم اخلاء المطار من كافه الامور التي تخص القوه الجويه المصريه .

 

بدأت طائرات النقل العراقيه من نوع انتنوف 12 بعمل رحلات متتاليه الى مصر تنقل خلالهاجميع المواد والتجهيزات الخاصه لطائرات الهنتر لان مثل هذه المواد غير متوفره في مصر لعدم وجود طائرات غربيه لديهم وكذالك ارسال مجموعه من الضباط المهندسين والفنيين وضباط صف وفنيين برتب مختلفه للتهيء لاستقبال السرب عند وصوله استمر هذا الحال لفتره اكثر من شهر.

 

 كيف علم الرئيس حسني مبارك بطائرات الهنتر 

 بعد حصول الحرب في عام1967 مع اسرائيل وضرب الطائرات المصريه على الارض اتخذت القياده المصريه وبالاتفاق مع القياده العراقيه على ان يقوم العراق باستقبال طائرات البادجر المصريه على الارض العراقيه ولحين تحسن الظروف العامه ولهذا فقد قدمت الطائرات بقياده الطيار محمد حسني مبارك ونزلت في قاعده الوحده الجويه (الشعيبه ) في البصره وبقيت الطائرات لفتره قصيره وبعد عده  ايام غادروا الى قاعده تموز الجويه ( الحبانيه ) وتواصلوا في القاعده مع اخوانهم الطيارين العراقيين ممن يمارسون الطيران على نفس النوع من الطائرات حيث ان هذه القاعده من اكبر القواعد الجويه العراقيه واللتي كان فيها في ذلك الوقت سربين من اسراب الهنتر وفرع طائرات الهنترلجناح تدريب الطيران المتقدم والذي كنت احد التلاميذ الطيارين فيه للدوره اللتي تسبق الالتحاق بالسرب المقاتل واحد  اسراب الميك 21 وسرب من الطائرات القاصفه الخفيفه نوع ليوشن  وان القاصفات بطبيعتها تحتاج العدد2 طيار وملاح واحد او اثنين  وحسب نوع الطائره وكذالك مقاتل يجلس في الذيل وهذا يبن كم كان العدد كبيرا من المتواجدين في القاعده من الافراد اللازمين لاعداد وتطيير هذا الكم من الطائرات . وفي هذا الجو الحميم والجميل عاش العقيد الطيار محمد حسني مبارك مع اخوته من الطيارين العراقيين وكانت له علاقه وطيده مع عدد منهم وخاصه مع امر القاعده الجويه في الحبانيه العقيد الطيار حميد شعبان وطياري الهنتر والبادجر(tu16  ) واستمرت هذه العلاقه لحد الان ولا زال السيد الرئيس يتذكر امر قاعدته حميد شعبان.

 

وبعد فتره وحسب ما اتذكر ليست بالطويله غادر العقيد حسني مبارك قاعده الحبانيه عائدا الى مصر ليمسك منصب مدير الكليه الجويه وخلفه عقيد طيار بديل واستمر تواجد السرب المصري في الحبانيه قتره طويله.

  

مراحل الانتقال من العراق الى مصر

 في هذا الوقت والذي يصادف 18 اذار 73 تم التحاق بعض الضباط الطيارين الذين سبق وان نقلوا الى اسراب اخرى حيث عاد الرائد ناطق محمد علي والرائد يوسف رسول والنقيب وليد السامرائي  وبدأت الاستعدادات على قدم وساق لتهيئه كافه المستلزمات الرئيسيه لعمل السرب للمرحله القادمه وللواجب الخاص المطلوب وابتدأ الطيارين بتهيئه الشنط الخاصه بكل منهم وفيها كل ما يحتاجونه من اغراض شخصيه في مصر واصبح الامر متوقف على حصول الموافقات الاصوليه لحركه الطائرات من السعوديه لاننا هيئنا جميع خرائط الرحله وتسميه  جميع الطيارين الذين سيقودون الطائرات الى مصروبعدد عشرون طيار من مجموع اكثر من خمسه وثلاثون طيار كانويشكلون مجموع طياري السربين السادس والتاسع والعشرون .

 

يوم23 اذار وكان هذا اليوم جمعه ودعت الاهل الوالد والوالده واخوتي واخواتي التسعه بعد ان كنت قد ودعت خطيبتي  وفي الحقيقه كنت قد كتبت الكتاب وكان من المفروض ان اتزوج اول الشهر القادم وانقلب لسحر على الساحر وتلخبط كل شيء والله المستعان على القادم وكان المخطط ان تغادر الطائرات يوم غد اوبعد غد .

تاجل السفر اكثر من مره وغادر الرائد يوسف وناطق وعماد ووليد الى القاهره يوم الثلاثاء 27 اذار ونحن هيئنا الخرائط الجديده للرحله  وعاد المغادرون يوم 30 اذار.

 

وقد تم تسفير الشنط الخاصه بالطيارين وجميع المنتسبين في حين تم ارسال جميع ما مطلوب من معدات واجهزه لاستقبال الطائرات عند وصولها مع الافراد الاختصاصيين وارسال الضباط الادارييين وضباط السيطره الجويه والمهندسين .

 

تم تحديد خط الرحله وكالاتي :

الطيران من الحبانيه – النزول في مطار النظائم على الحدود العراقيه الاردنيه –الطيران حتى طريف السعوديه – ثم المرور فوق قاعده تبوك – ثم جزيره النعمان –ثم عبور البحر الاحمر الى القصير – ثم النزول في مطار الاقصر – ومنهناك الى قويسنا.

 

 وصلت اوامر جديده :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تغيير خط الرحله بحيث يمر الخط جنوب قاعده تبوك السعوديه ب 60 كم حيث تبين لاحقا ان السلطات السعوديه لم توافق على مرور الطائرات لحد هذا اليوم .

يوم الجمعه 6 نيسان بعد الغداء وفي حوالي الساعه الثالثه بعد الظهر طارت اول ثماني طائرات وكانت التشكيل الاول وفي الثالثه والنصف طار التشكيل الثاني المكون من ثماني طائرات وكنت الرقم 3 في التشكيل  استمر التشكيل كل اربعه طائرات بتشكيل قتال جوي واطىء  مرورا بقاعده الوليد الجويه في الغرب وعند وصول الطائرات منطقه الوليد اصبح الجو لايطاق  حيث الرؤيا قليله والمطر كثيف وزوابع رعديه  وكان التشكيل يعاني كثيرا من البقاء متماسكا بسبب هذه الحاله  تخلص التشكيل من هذه الحاله وبدا الجو اهون قليلا من السابق ولكن حصل ما لم يكن بالحسبان حيث نزلت احدى طائرات التشكيل الاول بدون عجلات والطائره حجزت نصف المدرج وكانت الريح جانبيه شديده مما يؤثر على الطائرات خلال النزول وبعد معانات كبيره استطاعت الثماني طائرات من النزول بسلام والحمد لله .

 

تجمع الطيارين وتوجهنا الى غرفه حركات المطار تحت الارض ارتاح الطيارين وتناولوا طعام العشاء والشاي العراقي ابو الهيل وكانت كافه الامور الاداريه قد هيئها المقدم الطيار فهد السعدون الذي كان يشغل منصب وكيل امر قاعده الوليد والمطار ضمن مسؤليته ,

 

 

يوم السبت  7 نيسان

كان صباح اليوم جميلا هادئا استيقض الجميع من الصباح الباكر وكان من المفروض ان  تقلع الطائرات الثمانيه الاولى عند الساعه السابعه صباحا وبالرغم من استمرار الفنيين العمل طوال الليل الا ان العمل لم يكتمل ولهذا فلم يكتمل العمل الا في الساعه العاشره تقريبا واشتغلت الطائرات الثمانيه مع ثلاثه طائرات احتياط تعطلت احدى الطائرات وحلت محلها طائره اخرى والحمد لله واصبح الهم الان لتهيئه الطائرات الثمانيه الاخرى واستغرق ذلك ساعتين اخرى وقد تهيئات الطائرات وكان ترتيبي في التشكيل الرقم ثلاثه في المجموعه الاولى واشتغلت الطائرات ولكن تعطلت احدى الطائرات وتركنا طائره ثانيه مع الطائره العاطله وطار التشكيل باربعه طائرات في الامام وطائرتين في الخلف واستمر التشكيل بالطيران باتجاه الحدود السعوديه حيث مررنا على منطقه طريف وهي منطقه سكنيه ومنها الى خط السكه الحديديه الواصله الى مكه المكرمه ومررنا جنوب قاعده تبوك بحوالي 60 كم والمنطقه على العموم منطقه وعره جرداء ومن هناك اتجهنا باتجاه جزيره النعمان عند البحر الاحمر ولم اجد في حياتي اكثر وعوره من هذه المنطقه في اي مكان طرت فيه سابقا وصلنا منطقه جبليه سوداء جرداء ناتئه وبشكل غريب .

 

كنت افكر في داخلي ان لانتعرض لاي طاريء خلال هذه الرحله  تخلصنا من هذه المنطقه  ولاح لنا البحر الاحمر من بعيد  وصلنا البحر وكان الجو لطيف والموج هاديء وبدأت الرحله ولمده خمسه عشر دقيقه متواصله وبارتفاع واطيء جدا  .

 

لاح لنا الساحل المصري من بعيد واستبشرنا خير ولاح لنا ميناء القصير وعندها بدأ التشكيل بالتسلق لارتفاع خمسه الاف قدم  باتجاه مطار الاقصر واستلمنا تعليمات النزول  وتم نزول الطائرات بسلام .

 

وكان وصول الطائرات الى الاقصر قد بدد هواجس التشكيل الاول لانهم كانوا  ينتظرون وقد طال الانتظار بسبب الاعطال التي حصلت للطائرات كان مدرج المطار قياسا بالمدارج لدينا في العراق غير مستوي الامتداد حيث سبب لبعض الطائرات اهتزاز كبير في العجله الاماميه مما تطلب عمل اضافي من الفنيين وكان باستقبالنا الاخوه الذين وصلوا قبلنا والاخوه طياري القاعده المصريه توجهنا الى مقر القاعده حبث كان باستقبالنا السيد قائد القاعده وتناولنا الشربات المصريه ومن ثم توجهنا الى المس وتناولنا طعام الغداء  وبعدها توجهنا الى غرف الضباط للراحه وعندها كان الاولين جاهزين للمغادره الى قويسنا ( هذا المطار اللذي تقرر ان يكون مقرنا القادم ) .

 

وغادرت الوجبه الاولى وعند الساعه الرابعه كنا عند الطائرات واشتغلت جميع الطائرات  واقلعت الست طائرات باتجاه قويسنا .

كان الطريق قسم منه صحراوي وقسم منه وديان عميقه جدا تصل الى نهر النيل الخالد وصلنا منطقه بني سويف ومنها الى حلوان وكانت الاهرامات التي كانت في حاوان واضحه المعالم . وبدت القاهره من بعيد كبيره جدا تملئها العمارات ويتفرع فيها نهر النيل بشكل جميل  عبرنا القاهره ووصلنا ( بنها ) وبعدها بقليل شاهدنا مطار قويسنا القريب من الشارع الرئيسي الرابط بين القاهره والاسكندريه ( طريق مصر اسكندريه الزراعي )  .           

 

  استقبلنا قائدالمطار وكان بصحبته اللواء شاكر نائب قائدالقوه الجويه وفعلا توجهنا الى المس (البهو) الخاص بالمطار والذي يقع خارج المطار في المنطقه السكنيه القريبه من قريه قويسنا والذي يبعد حوالي كيلومترين عن المطار  وابدلنا ملابسنا وتناولنا طعام العشاء مع نائب القائد وامر المطار .

 

كان المكان مهيأ حديثا ورائحه الصبغ تزكم الانوف ولهذا تم القرار على ان نغادر الى القاهره والبقاء فيها لعده ايام لغرض الراحه من الجهد الذي اصابنا طوال الايام التي سبقت الطيران والرحله وايضا لحضور الحفله اللتي سيقيمها على شرفنا السيد قائد القوه الجويه اللواء الطيار حسني مبارك .

 

الانطباع الاول عن مطار قويسنا كان مطار مكون من مدرج واحد غير جيد الاكساء قريب من الشارع العام غير محمي من الرصد والاستطلاع  مع مقر مطار صغيرومقر سرب صغير ايضا ومقرات صغيره متناثره هنا وهناك على جانبي المدرج ولهذا فانه مدرج طيران وليس قاعده  .

 

انهالت الملابس على المكوى لان الشنط لبقاء الملابس داخلها لاكثر من اسبوع لوصولها قبل تحركنا من العراق  وصلت سياره باص كبيره لنقلنا الى القاهره بعد ان حجزو لنا في احد الفنادق هناك وكان برفقتنا احد الضباط المصريين للدلاله .

 

تحركت بنا السياره لم يكن الجميع قد زار القاهره سابقا ولهذا تمتعنا كثيرا فالطريق لطيف وممتع والزراعه على اليمين والشمال  مررنا بمدينه بنها وبعد حوالي( 50 ) كم لاحت القاهره من بعيد وكانت اطراف القاهره مناطق مكتضه بالسكان والابنيه بشكل لم نشاهده قبلا ثم مررنا بكورنيش النيل الخالد وكم كان جميلا وكان الطريق لغايه مصر الجديده ولفندق هليو بولس  كل اثنين في غرفه .

 

صباح اليوم التالي تم تغيير الفندق بناء على طلبنا وانتقلنا الى فندق خان الخليلي وكان افضل  وكانت لنا بعد ذلك جوله حره في القاهره على ان نكون جاهزين عصرا لمغادره الفندق لحضور حفل العشاء الذي يقيمه السيد قائد القوه الجويه في نادي الجلاء .

 

وصلنا نادي الجلاء وكان الجميع في انتظارنا وكانت دعوه جميله وفخمه وحضرها جمع غفير من كبار ضياط القوه الجويه والجيش والتقيت المقدم الطيار فاروق عليش  والذي كان احد معلمي الطيران في كليه القوه الجويه العراقيه قبل حرب حزيران وعاد الى مصر حينها  وكان مدربي الاول في ذلك الوقت الرائد الطيار احمد حمدي  بعد ذلك عدنا الى الفندق .

 

قضينا اليوم الذي تلاه في القاهره وغادرنا الى مطار قويسنا يوم الثلاثاء 10 نيسان وصلنا المطار ومباشرتا الى يهو الضباط حيث السكن واجرينا اجتماع لتدوين الاحتياجات المطلوبه لديمومه عملنا في مكان العمل والسكن وذلك لعدم توفرها هنا وشكلنا لجنتين لاكمال ذلك على ان تنتهي من عملها باقرب وقت .

وبعد الانتهاء اجتزنا البوابه الخارجيه للسكن للتجول في المنطقه التي سنقضي فيها الفتره التي لايعلمها الا الله واول مكان يجب الذهاب اليه هو برج المنوفيه والذي يشكل معلم مهم لكل من يسلك الطريق الزراعي لاكل الفطير المشلتت في كازينو البرج .

 

الاحد, 19 سبتمبر ,2010 ,07:59:00 ,ص

الاوامر الجديده :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من خلال الاجتماعات التي حصلت في  قياده القوه الجويه جلب الرائد يوسف امرالتكليف الخاص بالواجبات التي يتوجب على السرب ( 66 ) التهيء لتنفيذها وتم تخصيص  ( 4 ) اهداف تعالج ب ( 16 ) طائره هوكر هنتر في الضربه الجويه الاولى التي ستوجه الى العدو الصهيوني في عمق سيناء وكانت الاهداف :

1.    موقع القياده والسيطره في الطاسه  .

2.    موقعي صواريخ هوك  ارض / جو . ( تعالج بتشكيلين )

3.    موقع مدفعيه ذاتي الحركه  ( 175 ملم  ) .

ولهذا تم جلب الخرائط المطلوبه وجميع المتطلبات الخاصه لاجل اعداد الخرائط اللازمه ب ( 5 ) نسخ لكل هدف واحده للقياده العامه و( 4 ) للطيارين المنفذين للضربه الجويه على الاهداف .

 

 

 اعداد الخطه :

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

كانت الحسابات التنازليه والتخطيط وتهيئه الخرائط تتم في شقه الرائد الطيار يوسف والقائمين بذالك اضافه الى الرائد يوسف النقيب عماد وانا والملازم الاول اسماعيل وخلال فتره قصيره من العمل والحسابات تم اعداد امر التكليف و ( بخط يدي ) ونقل مع الخرائط الى قياده القوه الجويه وبعد المصادقه عليه من قبل القياده العامه للقوات المسلحه وقياده القوه الجويه وتوقيع امر السرب عليه  اعيدت نسخه منه مع الخرائط لتوضع في الخزانه الحديديه في غرفه امر السرب في المطار .

 

ملاحظه :

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

كانت في السرب غرفه حركات تم اعدادها بشكل جبد من قبلنا وبالتعاون مع الاخوه الملاحين شوقي واحمد شوقي ..وكانت صور الاهداف الاسرائيليه في سيناء موجوده على جدار غرفه الحركات وكانت صور حيه ملتقطه بواسطه طائرات  (ميك  25 ) الروسيه والتي كانت متمركزه في احدى القواعد المصريه وبقياده الطيارين الروس

 

وكانت تحدث كل فتره وكا  نت الاهداف امام ناضرنا نشاهدها كل يوم .

 

كانت معنويات الطيارين عاليه جدا وخاصه وان الجميع يعلمون بانهم سيحاربون الصهاينه على الجبهه المصريه ومنذ لقائهم السيد الرئيس احمد حسن البكر (رحمه الله ) في العراق .

 

بعد ذلك استمر الطيران والتدريب للقتال وخاصه بعد ان عرف كل منا واجبه ولهذا كانت الممارسات للهجوم على اهداف شبيهه بالاهداف الحقيقيه .

كانت الاهداف الاسرائيليه عباره عن موقع اصلي وموقع بديل تتحول فيها المعدات بين فتره واخرى . ولهذا كان التدريب بالطيران الواطئ والسحب قبل الهدف من منتصفه ومراقبه الموقع لمعرفه مكان المعدات المعاديه ومن ثم ترتيب الهجوم .

 

 تعديل خطه الهجوم :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لم ينتقل السرب من مكانه ولم يجري اي تعاون مع اي سرب مصري واستمر التدريب حتى شهر اغسطس ( اب ) حيث استدعي الرائد يوسف الى قياده القوه الجويه وعند عودته جلب معه اوامر جديده وعلمنا بان القياده قدغيرت توزيع الاهداف الاسرائيليه وذلك لوصول اسراب جديده وتم تعزيز القدره الجويه ولهذا فان امر التكليف الجديد يحدد ( 3 ) اهداف لنا بدلا من  (4 ) للضربه الاولى .

 

 التخطيط  :

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

تم التخطيط واعداد الحسابات والتخصيص حسب الاوامر الجديده وبنفس الاسلوب ومن قبل نفس المجموعه وفي شقه الرائد يوسف تم اعداد الخرائط وكتابه امر التكليف الجديد وبخط اليد ايضا من قبلي وتم توقيعه وتصديقه واعيد للاحتفاظ بنسخه منه في خزانه امر السرب . الامر يشمل القيام بالطلعه الاولى ب  ( 12 ) طائره  ( 4 ) طائرات لكل هدف والاهداف كانت :

 

1.    موقع القياده والسيطره الاسرائيلي في الطاسه .

2.    موقع صواريخ ارض / جو  هوك .

3.    موقع مدفعيه ذاتيه الحركه  (175 ملم ) .

على ان تعاد الضربه الجويه مره ثانيه وبنفس القوه  بعد عوده الطائرات وتجهيزها . وحسب ماورد الى علمنا في حينها بان القياده الروسيه قد نصحت القياده المصريه بالتريث ببدء العمليات حيث كان من المقرر نشوب الحرب بحدود شهري حزيران او تموز (يونيو او يوليو ) وتم تاجيل ذلك الى موعد اخر وكانت جميع  التوقيتات محسوبه على اساس ساعه  ( ي ) والتي تعني لحظه عبور قناة السويس من قبل الطائرات المهاجمه لاهداف العدو الاسرائيلي في سيناء .

 

استمرت الايام والاسابيع والشهوربشكل وجميع الطيارين في حاله معنويه عاليه والتدريب على مهاجمه الاهداف المعاديه مستمر ومعها استمرار في الحياة الاعتياديه بحيث تمتع الطيارين وبقيه منتسبي السرب من الضباط والفنيين بالاجازات الدوريه لزياره عوائلهم في العراق بواسطه النقل العسكريه العراقيه التي تصل اسبوعيا .

 

يوم مشهود اخر   :

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

اواخر شهر اغسطس ( ايلول ) يوم من العشره الاخيره منه وعلى حين غفله وعند العصرونحن متواجدين في مقر السرب ... لم نجد الا والسيد الرئيس محمد انور السادات  ( رحمه الله )  بيننا  .

 

رحبنا به كثيرا وتوجهنا معا الى السكن حيث قاعه الاستقبال وجلس بيننا وتناول الشاي العراقي معنا وبقي لفتره اكثر من ساعه واستفسر سيادته عن احوالنا واحتياجاتنا و ان كانت لنا اي طلبات ولم يكن لدينا اي طلبات وقال بانه سيأمر بنقل سربنا الى مكان اخر افضل ولكن من جانب اخر ان جميع حسابات العمل الجوي للسرب محسوب من هذا الموقع وطبعا لا علم لنا بموعد بدء العمليات .

 

بعد ذلك غادر سيادته مودعا من قبلنا وكان ذلك من الاجراءات التي باشر سيادته على ادائها قبل الحرب لزياره جميع المواقع والاطلاع شخصيا على الاستعدادات والحاله المعنويه للجميع في جميع المواقع وحتى القطعات البريه حسب ما علمنا لاحقا .

ولهذا استمرت الايام بالتتالي الى ان جاء اليوم الموعود ...

 

6 . اكتوبر اليوم الموعود  :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صباح اليوم كان الجو لطيف والامور هادئه وصلنا المطار ولم يكن هناك منهج طيران لهذا اليوم وجميع الطيارين موجودين .

عند حوالي الساعه الثانيه عشر ظهرا وصلت المطار طائره نقل مصريه صغيره بمحركين ونزل منها ضابط من الجيش المصري سأل عن امر السرب  .. وتوجه الى غرفته وجلس عنده اقل من عشره دقائق .. وكانت الاجابه  6 اكتوبر 73 حيث تبين بانه تسلم مغلف مكتوب عليه ( يفتح الساعه 1230 يوم  6 اكتوبر 73  ) .

ومثل البرق تم تناقل الخبر بين الطيارين ونحن من جانبنا كنا قد هيئنا جميع المستلزمات وحتى اسماء الطيارين المنفذين للضربه الاولى مكتوبه ومدونه وكانت التشكيلات كالتالي :

 

التشكيل الاول : الرائد الطيار  يوسف محمد رسول

قائد التشكيل النقيب الطيار  وليد عبد اللطيف  الرقم  3  مع اثنين من الطيارين

وكان الهدف ضرب مركز القياده والسيطره في موقع الطاسه   .

 

 

التشكيل الثاني  : الرائد الطيار  ناطق محمد علي             

 قائد التشكيل الملازم الاول الطيار  باسم محمد كاظم الرقم  3  مع اثنين من الطيارين

وكان الهدف موقع صواريخ هوك ارض /  جو  .

 

التشكيل الثالث  : النقيب الطيار عماد احمد عزت           

قائد التشكيل الملازم الاول الطيار سالم محمد ناجي    الرقم 3 مع اثنين من الطيارين

وكان الهدف موقع مدفعيه ذاتيه الحركه   ( 175  ملم  ) .

 

تم اكمال الايجاز من قبل كل قائد تشكيل وفي هذه الاثناء كانت الطائرات تجهز على خط الطيران وتحمل بالاسلحه وكان التسليح  ( 4  مدافع رشاشه  23 ملم  )  مع  (  24) صاروخ نوع (  سورا  )  موزعه على  ( 8 ) حمالات تحت الاجنحه  وبمعدل ثلاثه صواريخ لكل حماله  .

 

كان لكل تشكيل وقت للتشغيل  والدرج والاقلاع لان خطوط الدخول الى داخل سيناء مختلفه .. والكل كان متحفز وللصراحه فان العمليه كانت تشبه تمرين ممارسه قبل العمليه الاصليه ولكنا لانستبعد ان تكون التوقيت الصحيح لبدايه الحرب وضرب العدو الصهيوني ضربه قاصمه موجعه  .... اقلعت الطائرات الاربعه الاولى ثم الاربعه الثانيه وكنا الاربعه الاخيره ....

 

كان خط سيرنا بتوقيت الثواني وليس الدقائق واتجهت طائراتنا الاربعه نحو منطقه قناة السويس وكنا نتوقع صدور  امر العوده قبل خط القناة ولكن الذي حدث اننا كنا نسير بسرعه عاليه وبارتفاع واطيء جدا اقل من 20 متر .

 

وجدنا المناطق المحاذيه لقناة السويس مملؤه بمختلف انواع الاليات والعجلات والاشخاص وكانت الفرحه الغامره  .تيقنا بان الذي نروم تنفيذه حصل ووصلنا قناة السويس  و  (  عبرنا  )  الساعه  ( 1400  ) بالضبط وعبر معنا شجعان القوه الجويه المصريه وصقورها العظام  ليكتبوا سطور اكبر ملحمه بحروف من ذهب على وجه التأريخ ويلطموا العدو الصهيوني على وجهه البشع ويلقنوه اقسى درس ..

 

توجهنا نحو الهدف وبعد مسيره اكثر من   ( 10 ) دقائق وصلنا الهدف وسحبت الطائرات الاربعه قبل الهدف الى الاعلى ورتبنا وضعنا لمهاجمه الهدف ..

وانقضت الطائرات تباعا نحو الهدف وتم تدميره وكانوا كالخراف التي هاجمها ذئب من الهلع والخوف ... انتهى الهجوم وتجمع التشكيل باسرع ما يمكن بتشكيل طيران قتال جوي واطيء ودار قائد التشكيل مره ثانيه داخلا في عمق سيناء دون العوده باتجاه القناة وقال سنهاجم الهدف مره ثانيه ولكن الان بالمدافع الرشاشه وكان له ما اراد وتوجهنا عائدين باتجاه القناة وفي طريق العوده كانت تمر بنا الطائرات العائده من واجباتها او كنا نمر بالطائرات العائده والتي تكون سرعتنا اكبر من سرعتها وصلنا المطار ونزلت الطائرات وكان الاحتفال العظيم ..والفرحه الغامره كان الجميع في انتظار وصولنا بحمد الله سالمين  ..

 

عادت الطائرات ال ( 12  ) سالمه غانمه والحمد لله وبسرعه كبيره تم اعاده تجهيز وتسليح الطائرات ال  ( 12  ) مره ثانبه وكنا جاهزين للواجب التالي وبنفس الطيارين ولنفس الاهداف  ..

 

انتظرنا ... وانتظرنا .. وجاء الامر من القياده العامه  بعدم الحاجه لاعاده الضربه الجويه وذلك لتحقيق اهداف الهجوم الاول ..

 

 ملاحظه ملفته للنظر :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليله  ( 5 / 6 ) اكتوبر كان هناك عجله رادار عاطله ومتوقفه على جانب الطريق العام بين برج المنوفيه وقويسنا وفي اليوم التالي وجدنا عجله الرادار مثبته قرب غرفه الحركات التابعه للمطار والتي لم نكن نعرف موقعها سابقا حتى ابتدأت الحرب وفتحت لنا لنتواجد فيها لمعرفه الموقف الجوي والبري بشكل مستمر وكان هناك ضباط مصريين من مختلف الاختصاصات للعمل في غرفه الحركات ...

 

يوم 8 اكتوبر :

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

لم يكن هناك واجبات في اليوم السابق بالرغم من اننا كنا مستعدين والطائرات جاهزه بعد الظهر وصلت اوامر جديده تقضي باقلاع  ( 12 ) طائره في  (3 ) دفعات باتجاه سيناء مرورا فوق منطقه الاسماعيليه  في مهمه مهاجمه الاهداف الارضيه الاسرائيليه في عمق سيناء والدخول بارتفاع متوسط ...

 

السبب في اننانحتاج الى تهيئه خط سير لدخول طائراتنا عبر قناة السويس متجاوزين القطعات المصريه وذلك لان طائراتنا تفتقر الى جهاز  ( IFF ) جهاز التعرفه للهويه الموجود في الطائرات الروسيه المستخدمه في مصر حيث يقوم الجهاز بارسال ذبذبه خاصه  الى اسلحه الدفاع الجوي  وترتد ويعلموا بان الطائرات معاديه او صديقه في حين ان طائراتنا لا ترد على ذبذبات الدفاع الجوي وبذلك تعتبر طائرات معاديه وهذا كان من المشاكل التي ظهرت خلال العمليات ..

 

اقلعت الطائرات بالتتابع وكانت المسافه بين تشكيل واخر حوالي ثلاثه كيلومترات  وبارتفاع 500 متر وكان التشكيل الاول بقياده الرائد يوسف ومعه الرقم 3 النقيب وليد مع الملازم الاول عبد القادر والملازم عامر  .

 

التشكيل الثاني بقياده الرائد ناطق ومعه الرقم 3 الملازم الاول باسم  واثنين من الطيارين

التشكيل الثالث بقياده النقيب عماد ومعه الرقم 3 انا الملازم الاول سالم واثنين من الطيارين  .

 

عند تجاوز التشكيل الاول منطقه الاسماعيليه تكلم النقيب وليد مع قائد التشكيل مبينا له بان السماء امامهم عباره عن قطعه من النار لاحتدام القتال بين القطعات الاسرائيليه والمصريه في المنطقه وان التشكيلات ستدخل في هذه النار فاجابه الرائد يوسف بان يستمر ودخل التشكيل الاول في النار واصيبت طائره النقيب وليد وطائره الملازم عامروتجنبت الطائرات الباقيه المنطقه وعادت بعد تنفيذ الواجب  ... عادت  (10 ) طائرات وفقدت طائرتان وطياريها :

1.     النقيب الطيار وليد عبد اللطيف السامرائي .

2.     الملازم الطيار عامر احمد القيسي   

بسبب هذه الحاله في صعوبه تامين خط سير امن لطائراتنا وخاصه في الاماكن التي تتواجد فيها قطعات بكثافه لصعوبه التمييز .

 

10 اكتوبر

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

يوم امس لم يكن لدينا طيران وذلك لانشغال السرب بموضوع فقدان النقيب وليد والملازم عامر .... وموضوع حركة الطائرات خلال خطوط القتال  حيث اننا سنفقد نصف الطائرات في كل طلعه ننفذها وكان لابد من ايجاد حل لهذا الموضوع لان القطعات العسكريه على الجبهه لايمكنها تمييز الطائرات التي تمر فوقها فانها ستكون معرضه لنيران المقاومات ....

 

فقد اطلقت علينا صواريخ  ارض /  جو وشاهدناها في اللحظات المناسبه وعملنا مناوره قاسيه جدا للتخلص من الاصابه ...

عند ساعه الضهيره وصلت طائرتين اسرائيليه الى المنطقه وتم اطلاق صفارات الانذار وكنا داخل الملجأ الكونكريتي تحت الارض وقسم من الطيارين عند باب الملجأ .

وفجأ دوت اصوات الانفجارات حيث اسقطت الطائرتين القنابر على المطار وسارع الجميع الى الاحتماء وخاصه الذين كانو خارج الغرفه الحصينه . سقطت احدى القنابر بين الملجأ والسيطره الجويه  وهزت الارض وتناثرت شضايا الزجاح من الشبابيك وملأ التراب المكان وكان الخوف من ان تكون هذه القنابر كيمياويه فتقضي على الجميع  ...

 

ولكن الله ستروخرجنا من الملجأ مباشره بعد مغادره الطائرات الاسرائيليه المنطقه .. كانت غرفه السيطره الجويه قد محيت من الارض واصيب احد الضباط المسيطرين الجوييين وهو مصري عندما كان يحلق ذقنه داخل السيطره باصابات نقل على اثرها وتمت معالجته ولكن حسب ما اتذكر بان نظره قد تاثر من الاصابه ..

لم تصب طائراتنا لانها كانت داخل الملاجيء الكونكريتيه  ( الدشم  ) سوى اصابه احدى الطائرات المزدوجه باصابات خفيفه بسبب انفتاح باب الملجأ بسبب العصف .

يوم امس كان هجوم الطائرات الاسرائيليه على مطار طنطا وسمعنا اصوات دوي القنابر نتيجه القصف وتوقعنا ان نكون التالي في الضربه الصهيونيه .

 

وللتأريخ اذكر بان قائد المطار المقدم ( الجميل ) كان يدور بدراجه ناريه متفقدا الجميع ولم يترك موقع في المطار الا وكان عنده وباشرت المجموعات الخاصه باشرافه لتصليح الاضرار ..

 

السبت, 25 سبتمبر ,2010 ,07:19:00 ,م

 

11 اكتوبر

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

كان هناك واجب باربعه طائرات وهو مهاجمة احد موقع القياده والسيطره الاسرائيليه في عمق سيناء عصر هذا اليوم :

الرائد الطيار ناطق محمد علي

الملازم ضياء صالح  

مع اثنين من الطيارين  وغادرت الطائرات مطار قويسنا  ونفذت الواجب على اتم وجه وعادت وفي طريق العوده تعرضت الى وابل من النيران اصيبت على اثره طائره قائد التشكيل والرقم اثنين باصابات مباشره حاول الطيارين الوصول بطائراتهم الى اقرب ما يكون من قناة السويس قبل ان يتركو طائراتهم  وفعلا ترك قائد التشكيل طائرته وبعده ترك الرقم اثنين طائرته  وهبط الاثنين بالمظلات ....

 

لم نعلم ما الذي حصل وكان الجميع في قلق على مصير ناطق وضياء ... لم نحصل على اي اخبار عنهم حتى المساء ... واليوم التالي وردت الينا اخبار بان ضياء قد اصيبت طائرته وهبط بالمظله وكان موقع نزوله على الضفه الغربيه من القناة وعند القطعات المصريه  ... وكانت محنه عظيمه له حيث عومل معامله سيئه جدا الى ان اثبت نفسه بانه طيار عراقي وانه من مطار قويسنا وذلك بعد ان سأله احد الضباط المصريين عن اسم احد الضباط العاملين في المطار ومن حسن حظه انه عرف اسم الضابط ولهذا كانت اجابة النجاة .

 

اما الرائد ناطق فقد هبط على الضفه الشرقيه من القناة وبات ليلته في مياه القناة حتى الفجر وعبر سباحه بالاستعانه باحد الجسور الى الضفه الاخرى ومن حسن حظه ان ضياء قد سبقه الى الضفه الاخرى ولهذا استقبل من قبل القطعات المصريه وتم نقلهم الى المستشفى المركزي ...

 

13 اكتوبر :

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذا اليوم وصلت الاوامر لتنفيذ واجبين بتشكيل من اربعه طائرات لكل واجب وكان الواجب مهاجمه ارتال القطعات الاسرائيليه المتقدمه من سيناء باتجاه منطقه (  الدفرزوار  )  وتم القرار ان يكون التشكيل الاول بقياده النقيب عماد احمد ومعه الرقم ثلاثه الملازم الاول الطيار سامي فاضل  مع اثنين من الطيارين ..

والتشكيل الثاني بقيادتي الملازم الاول الطيار سالم محمد ناجي والملازم الاول الطيار عبد القادر خضر الرقم ثلاثه ومعنا اثنين من الطيارين .

حسب التوقيتات اقلعت الطائرات الاربعه الاولى وكان سا مي قد شكا من ان طائرته فيها عطل بسيط فاجابه عماد بان يكمل  .

 

اقلعت الطائرات الاربعه الثانيه وكنت قائد التشكيل الثاني اتابع التشكيل الاول بمسافه  ( 5 ) كم تقريبا  عبرنا قنلة السويس بارتفاع واطيء جدا  . بحيث كنت اشاهد القطعات الارضيه وكاننا نسير على الطريق العام .

 

من خواص طائره الهنتر انك عندما تكون في المقصوره فبامكانك الطيران بارتفاع متر واحد عن الارض لان مدى الرؤيا وقوس النظر عالي جدا مما يسمح بمثل هذا النوع من الطيران .

 

كنا نتجه نحو الشرق بشكل عمودي على القناة داخل سيناء  ومن ثم استدار التشكيل الاول الى جهة اليسار بزاويه 90 درجه عن خط السير الاول وهاجم القطعات الاسرائيليه المتجهه صوب القناة ومن بعيد شاهدت النيران تعم المكان وكانت القطعات الاسرائيليه عباره عن رتل من الاليات والعجلات الاختصاصيه كعجلات الوقود وما الى ذلك ... توجهت بالتشكيل وبشكل مباشر الى مجموعه القطعات الاسرائيليه التاليه وقمنا بمهاجمتها بالصواريخ وبشكل مباشر ...واشتعلت النيران فيها   ...

غادرنا الموقع وكانت سرعتنا عاليه وعندها علمت من النقيب عماد بان طائرته قد اصيبت بنيران العدو وزاد من ارتفاع طائرته في طريق العوده  .

 

وصلت قريبا منه ومعي الطائرات الاخرى وناديته بان طائرته مصابه وفيها تسرب للوقود من الطائره وليس هناك حريق وطلبت منه الاستمرار بالطيران ..

كانت المقاومات الارضيه الاسرائيليه تطارد طائراتنا  .. عندها علمت من عماد بان طائرته قد اصيبت اصابه اخرى وانه سيغادر الطائره بالمظله لانه فقد السيطره على الطائره .

 

جمعت الطائرات من تشكيله الاول الى تشكيلنا وعدت بهم الى المطار ولم اعلم مصير الرقم  (3 ) لتشكيل عماد الملازم الاول سامي فاضل  .

بقيت احوم فوق المطار لحين نزول اخر طائره  ثم هبطت بطائرتي ...

 

عندها علمت بان طائره سامي قد اصيبت خلال الانقضاض على الهدف  واني عندها تيقنت بانه قد استشهد لاني رأيت نيران قويه في منطقه الهدف عند تقربنا نحو الهدف لم ينفذ اي واجب اخر هذا اليوم وقد علمنا من غرفه العمليات اخيرا بان القطعات المصريه شاهدت مظله الطيار تهبط في منطقه بينهم وبين القطعات الاسرائيليه ولم يستطيعوا الوصول الى الطيار .

 

اشرت في تقرير المهمه الى غرفه الحركات بان القطعات الاسرائيليه والعجلات الاختصاصيه وعجلات التموين المتجهه الى منطقه  ( الدفرزوار ) وقد اصيبت اصابات مباشره وشديده من قبل الطائرات الثمانيه التي نفذت الواجب ولم يكن لدينا علم بالواجبات التي نفذتها الطائرات المصريه على نفس الهدف .

 

14 اكتوبر :

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

خلال هذه الفتره تم تنفيذ  4  واجبات اخرى كانت جميعها بطائرتين في عمق سيناء وحسب متطلبات الموقف وقد فقدنا طائرتين وطيارين واحده في كل واجب وكان الطيارين الذين فقدوا هم "

 

1.    الملازم الاول الطيار عبد القادر خضر  .

2.    الملازم الاول الطيار  دريد عبد القادر  .     

ولم  يعرف مصيرهم لحد نهايه الحرب  حيث اعتبروا مستشهدين  وكذلك جميع  الطيارين الاخرين عدا الرائد ناطق والملازم ضياء اللذين غادرا المستشفى بعد عدة ايام من هبوطهما بالمظله عند قناة السويس .

بدأت المواقف تكون غير واضحه لنا منذ يوم  15 اكتوبر حيث بدأ الموقف البري بالتغير مع بدايه دخول القطعات الاسرائيليه بين الجيشين الثاني والثالث وبدايه حصول (  الثغره  )   حيث لم يتم تزويدنا بالمعلومات الصحيحه والواقعيه عن ما يجري في الجبهه وتم نقل قسم من الضباط العاملين في غرفه حركات القاعده .

وبدأت الامور تتعقد يوما بعد يوم .       

            

 

 مجمل ما حصل لنا خلال فتره الحرب ولغايه توقف اطلاق النيران :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. الطيارين الشهداء :      

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

     أ . النقيب الطيار وليد عبد اللطيف السامرائي .

     ب . الملازم الاول الطيار سامي فاضل          .

     ج . الملازم الطيار عامر احمد القيسي      .

 

 

الشهيد سامي فضل

 

2.  الطيارين الاسرى  :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

   أ . النقيب الطيار عماد احمد عزت  .

   ب. الملازم الاول الطيار عبد القادر خضر .

   ج .الملازم الاول الطيار دريد عبد القادر   .

 

3.  الطيارين الذين هبطوا بالمظله :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

   أ .الرائد الطيار ناطق محمد علي  .

   ب . الملازم الطيار ضياء صالح .

 

4.  الطائرات التي خسرناها :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خسرنا لغايه نهايه الحرب  ( 8 ) ثمانيه طائرات هوكر هنتر من مجموع  ( 20  ) طائره وصلت مصر منذ اكثر من عشره اشهر .

 

الفتره من وقف اطلاق النار ولغايه عوده السرب الى العراق :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كان تواجدنا بعد خساره  ( 6) من الطيارين والذين لم نكن نعلم مصيرهم علما بان الحكومه العراقيه كانت قد اعتبرت كل الطيارين الذين فقدوا خلال المعارك شهداء وقامت باجراء تشييع رمزي للطيارين بعد ايام من بدايه الحرب .

 

وكان امر السرب الرائد الطيار يوسف محمد رسول قد اصيب خلال الغاره الاسرائيليه على مطار قويسنا بحيث اصبح غير قادر على الطيران في حينها  .

وخساره ثمانيه طائرات وعدم وضوح الرؤيا بالنسبه لنا حول مجريات الامور , بعد فتره من الوقت قاربت الاسبوعين صدرت الاوامرمن القياده السياسيه في العراق باعاده ما تبقى من السرب الى العراق .

 

بدأت المرحله باعاده العوائل التي كانت في القاهره اعادتهم الى العراق اولا  .. وبدأ المنتسبين بتهيئه جميع المستلزمات ورزم المعدات والاسلحه لغرض اعادتها الى العراق تم تهيئه متطلبات عودة الطائرات بالخط الذي قدمت به الى مصر  ... اي الطيران الى الجنوب ثم عبور البحر الاحمر مرورا بالسعوديه ومنها الى العراق والى مطارات قاعدة الوليد الجويه  ( H3 ) قرب الحدود العراقيه الاردنيه في غرب العراق ومن هناك العوده الى قاعدة الحبانيه .

تعود الطائرات اولا ومن ثم تستمر طائرات النقل في اخلاء المطار الى العراق من جميع ما تم نقله للفتره السابقه اي  ( 10 ) اشهر او تزيد وهذا ما سيتطلب اكثر من اربعه اشهر اخرى ...

 

 لقاء اخير :

ــــــــــــــــــــــــ

 

بعد ان تم تحديد موعد مغادره المغادره للسرب  من مصر واخبار القياده المصريه بذلك فقد كان موقف القياده المصريه مغاير لموقف القياده العراقيه حيث كانوا يطلبو ن بان يستمر السرب في مصر ولفتره اخرى على اقل تقدير لكي يتم المشاركه في الاحتفال بالنصر العظيم على العدو الصهيوني  .

 

ولكن الاوامر هي الاوامر .... تبلغنا بان السيد قائد القوه الجويه المصريه اللواء حسني مبارك قد حضر الى المطار . وفعلا حضر سيادته عصرا قبل يوم المغادره مع مجموعه من كبار الضباط المصريين وكان لقاءا حارا وشكر سيادته الجميع على ما قدموه خلال تواجدهم في مصر ...وتمنى لنا عوده سالمه الى الوطن ..واكد سيادته بان القياده المصريه ممثله بالسيد رئيس الجمهوريه لن تترك وسيله الا وتطرقها مع اسرائيل لاعاده الطيارين العراقيين المفقودين واعادة من اسر منهم حتما .

 

ثم قال بان الرئيس السادات قد منحنا انواط الشجاعه من الدرجه الاولى ..

وضع سيادته الانواط على صدورنا وسلمنا اوراق البردي المكتوب عليها المرسوم الجمهوري باسم كل طيار ...بعد ذلك غادرنا مودعا من قبل الجميع .

 

رحله العوده الى الوطن  :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صباحا تم اعداد الطائرات الطائرات لغرض العوده الى العراق ومن حسن الحظ ان جميع الطائرات دارت ولم تتعطل اي من الطائرات ال  ( 12  )  وكانت بتشكيلات من اربعه طائرات في كل تشكيل .. ويكون الطيران بالنسق تشكيل خلف الاخر بمسافه لا تزيد عن ( 3 ) كلم  والتشكيل الاول بقيادة الرائد الطيار احمد خيري ومعه النقيب الملاح عادل كامل  لان الرائد يوسف كما سبق وان ذكرت لم يكن باستطاعته الطيران بسبب الاصابه واتبع التشكيل نفس طريق القدوم تقريبا الى مصر .

 

اتجهت الطائرات جنوبا باتجاه الاقصر ومن هناك كانت الطائرات تطير بارتفاع (  500  ) متر تقريبا عبرنا البحر الاحمر ومن ثم الى جبال السعوديه وهنا بدأ الجو بالتغير بعد ان كان طوال الفتره السابقه صحوا ومدى الرؤيا جيده ...

 

بدأت الغيوم تبدو وكانها تغطي المنطقه والطريق وبدل من استمرار الطائرات بالطيران بالارتفاع الواطيء قرر قائد التشكيل الارتفاع والطيران فوق الغيوم مما سببب ارباك لاعضاء التشكيل وكانت عمليه خطيره وكادت ان تؤدي بحوادث لولا ستر الله ورحمته وبعد مسيره طويله ومتعبه ومملوءه بالترقب والطيران خلال الغيوم للنزول في المطارات العراقيه بعد ان حسب الملاح المرافق ان الوقت قد حان للانحدار الى الارتفاع الواطيء وفعلا عند خروجنا من الغيوم لاحظت قاعده الوليد الجويه من مسافه لكون مدرج القاعده كان يلمع بسبب تعرضه للامطار . واستدار التشكيل نحو القاعده  ونزلت الطائرات للتزود بالوقود والمغادره الى قاعده الحبانيه  . نزلت احدى المجموعات في احد المطارات الثانويه لقاعده الوليد القريب من القاعده .

 

اقلعت الطائرات باتجاه قاعده الحبانيه  ... وصلت الطائرات بعد مسيره نصف ساعه من الطيران ..

كان هناك استقبال حافل للطيارين وكان في مقدمه المستقبلين السيد قائد القوه الجويه والسيد امر قاعدة الحبانيه وجمع غفير من الاشخاص ضباط ومنتسبين من مختلف الاماكن قدموا للترحيب بوصولنا لارض الوطن مع بعض عوائل الضباط العائدين وكانت اكاليل الزهور تطوق اعناقنا  ..وكم كانت اوقات مؤثره وعاطفيه مليئه بدموع الفرحه بعودة الذين وصلوا واملا في عودة الاخرين  ..

 

وبذلك انتهت مرحله من عمر الطيارين العراقيين بعد ان ادوا الواجب المقدس ونزفت دمائهم على الارض العربيه وحققوا مالم يحققه اقرانهم من الطيارين في الجهاد والقتال ضد العدو الصهيوني ...وللتأريخ نشهد بان القياده المصريه ممثله بالرئيس السادات ( رحمه الله  ) والرئيس محمد حسني مبارك  لم تألو جهدا في المطالبه بالطيارين العراقيين الذين سقطوا في سيناء خلال الواجبات القتاليه  وفعلا عاد ثلاثه منهم فقط ولم تعد رفاة الشهداء .

 

 الخاتمه  :

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

 

بعد مغادرتنا مصر تصورنا بان عودتنا مره ثانيه وحتى على شكل زياره ستكون شبه مستحيله بسبب الاوضاع السياسيه التي اعقبت ذلك ولكن الذي حدث غير ذلك ..

 

كانت لي علاقه خاصه ومميزه ومن دون بقيه الضباط الطيارين العراقيين المتواجدين في مصر مع اخي الحبيب  الشهيد اللواء الطيار اركان حرب عبد المنعم الشناوي  حيث توطدت علاقتنا العائليه جدا بحيث كنت اعتبره اخي الاكبر وزوجته الفاضله السيده  ( ام طارق ) كانت كاخت لزوجتي ولم تفارقها ابدا وكان ولده طارق  و ابنته نورا لايفارقونا ولحد الان لا زالت العلاقه مستمره واصبح طارق كابتن طيار كبير معلمي طيران في مصر للطيران ونورا لديها اولاد والحاجه ( غاده ) الوالده حفظهم الله جميعا  زرنا مصر الاعوام 74  و 85  و2005  ولم ننقطع عنهم والله يديم المحبه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته   .....

 

 





الاثنين١٨ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب اللواء الطيار الركن العراقي سالم محمد ناجي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة