شبكة ذي قار
عـاجـل










كان عدد أعضاء حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق قبل الغزو الأمريكي يربو على خمسة ملايين عضو. إن وُضع الملايين الخمسة في خانة الاستهداف الجسدي والمادي والاعتباري المعنوي من قبل أميركا وحلفاءها من أحزاب الطائفية السياسية والعرقية الشوفينية لا يمكن أن يوصف بأقل من كونه جريمة إبادة بشرية بكل معانيها وتفاصيلها. إن ترويج الأكاذيب الإعلامية بجرائم افتراضية وقبور جماعية واستخدام أسلحة كيماوية كلها لا تقدم برهانا واحدا يدين البعث، ولا دولة البعث لأنها ادعاءات أطراف تحمل عداءا إيديولوجيا للبعث، ولأن الادعاءات قد سيقت ضد نظام وحزب يواجه حروبا ومؤامرات وتدخلات تستهدف وجوده، ولا يوجد أي دليل على صحتها. بكلمة أخرى إنها محض ادعاءات لا أساس لها من الصحة هدفها تسويغ الغزو والاحتلال وتدمير البلد وتشظية مكونات شعب تعايشت على مدى أكثر من سبعة آلاف عام مضت.


إن إنسانية أميركا وديمقراطيتها التي تدعيها قد اختبرت في العراق وثبت إنها زائفة ولا تصمد لحظات أمام حقيقة أميركا البشعة, المتوحشة والمنحازة لإطماعها ومصالحها على حساب إنسانية الشعوب وإرادتها الحرة الوطنية والقومية، وثبتت الكيان الأمريكي ككيان عدواني يتوجب على العراقيين والعرب وكل مسلم حقيقي أن يواجهه بكل الوسائل المتاحة. إن من بين الملايين الخمسة وعوائلهم التي استهدفها قانون اجتثاث البعث سيئ الصيت وتطبيقاته الإجرامية الشائنة هم طلبة وموظفين وفلاحين وعمال ومعلمين واساتذة جامعات فضلا عن منتسبي القوات المسلحة، وان الافتراضات التي وضعها عرّابو التعاقد المخجل المؤطر بالعار والشنار مع اميركا من امثال احمد الجلبي، من ان الملايين التي انتمت للبعث قد انتمت تحت الضغوط ولتحقيق مصالح آنية وليس لايمان بفكر وعقيدة رسالية قد سقطت الان بالكامل، بعد ان اثبتت كل وسائل الاقصاء والتصفية الجسدية والاعتقالات والتهجير وقطع الارزاق ان البعثيين لا ينتمون الى حزب من الاحزاب التي يعرفها احمد الجلبي وزبانية الاجتثاث، بل هم اهل رسالة قومية مقدسة تمثل روح العروبة في طول الوطن العربي وعرضه، وان الملايين التي انتمت الى البعث قد ظلت منتمية له وتعبر عن هذا الانتماء بوسائل مختلفه منها وسائل تنظيمية غير تقليدية ومنها وسائل غير تنظيمية تقليدية وغير تقليدية تعبر عن حالها بوسائل متفرقه برفض الاحتلال ووقوفها ضد نظام الاحتلال وعمليته السياسية المخابراتية.


ونتيجة لهذه المعطيات التي ظلت عوامل قلق وانهاك للاحتلال المجرم وللمتعاقدين مع الاحتلال من اصحاب المحاصصة الفئوية التفريقية المشرذمة واحزاب العرقية الشوفينية الكردية فقد سعت الادارة الامريكية وادواتها في المنطقة المحمية الامريكية الخضراء الى البحث المتواصل عن ما يدعم قانون الاجتثاث والنص الدستوري الصهيوني الخاص به وقد برزت في الاونة الاخيرة مواقف وتوجهات من بينها:


1- اصدار قانون جديد يعرف بقانون حظر حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق وتثبيت نصوص وفقرات قانونية تجرّم من ينتمي للحزب وتحكم عليه باحكام جائرة لا تليق باميركا كدولة مدنية ولا تليق بأي نتاج مرتبط باميركا كدولة تدعي الانسانية وحقوق الانسان والديمقراطية. ان اصدار هذا القانون بعد ثمان سنوات من الاحتلال واجراءات التصفية الجسدية والمعنوية يعني أمرا واحدا هو الرهاب المستديم من رجال البعث ومن رسوخ عقيدته في صدور اعضاءه والقدرة الحيوية لنقل هذه الرسالة المجيدة الى الاجيال الجديدة.


2- اللجوء الى التزوير الاعلامي عبر فضائيات الأمركة وغيرها من وسائل الاعلام وطرح معلومات مظللة ونسب تصريحات لا أساس لها من الصحة. هذا التوجه القديم- الجديد وتصعيده بين آونة واخرى يثبت ان البعث كان ويبقى احد جوانب الحياة الوطنية والقومية التي استهدفها الغزو والاحتلال الغاشم.


3- تصعيد عمليات الاغتيالات و المداهمات والاعتقالات للبعثيين الذين وهبوا أمانا زائفا منذ عام 2003 ولعوائل اخرين بتهم باطلة مفضوحة هي جزء من سمات سلطة الاحتلال وازلامها. هذا الاستهداف الهمجي يثبت ويبرهن ان ادوات القمع والارهاب هي جزء من تركيبة منظومة الغزو والاحتلال والمتعاقدين مع هذه المنظومة.


4- الارتفاع بلغة ما يسمى بالمصالحة الوطنية عبر الاعلان عن وجود تواصل مع البعث او مع بعض البعثيين المتساقطين وتاطير هذا الاعلان الزائف باعلانات مماثلة عن حصول لقاءات وتواصل مع فصائل مقاومة اسلامية وبشخوص يحملون صفات وطنية وقومية واسلامية بادعاء موافقتهم على المصالحة. ان زوبعات من هذا النوع معروفة النهايات غير انها قد تخبئ وراءها اغراضا عدوانية ضد البعث حصرا وتحديدا. ومرة اخرى فان تواصل المؤامرات وادوات الاستهداف المختلفة بعد مرور هذه السنوات من القتل والاعتقال والتهجير لمناضلي البعث انما يبرهن ان البعث عصي على الاجتثاث وعصي على الالغاء.


ان اجتثاث الفكر عبث وهروب الى الامام . والبعث ليس حزبا تقليدا ولم يطرح على الامة من خارج بطنها ورحمها، بل هو تمثل رسالي لاهدافها ورسالتها الخالدة. وسوف تبرهن الايام انه سيكون حزب التحرير في العراق وكل اقطار الأمة وانه هو بذاته حزب تحقيق الوحدة العربية وتنفيذ المشروع القومي. وسيرى المصابون برهاب البعث انهم لا يحركون نواعير ماء بل طواحين هواء لا تنتج ريحا ولا ظلا. سيكتشف الجمع الحاقد المصاب بامراض الثأر المجرم بانهم لن يزرعوا ارضا ولن يصنعوا قدح زجاج ولن يؤسسوا مؤسسة مدنية لانهم فاشلون في البناء وفاشلون في القتل والاقصاء لأن القتل والاقصاء لا يمكن أن يفني منهج أمة وإرادتها وعلى الباغي تدور الدوائر.

 

 





الاحد٠٣ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٥ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة