شبكة ذي قار
عـاجـل










تستمر أمريكا بعد أنفرادها كقوة غاشمة باغية بالعالم بالإستهتار بقوانين ومعاهدات المجتمع الدولي والشرعية الدولية، وتستغل بل توظف الهيئة الدولية ومنظماتها خاصة مجلس الأمن لتضفي شرعية دولية زائفة لقرارات تضعها هي، بحجج واهية كحماية المدنيين والدفاع عن المطالبات الشعبية بالحرية وحماية حقوق الإنسان، وتحرف تلك القرارات لتفسر وتنطبقها بما يخدم مخططاتها الإستعمارية الشريرة، من خلال حشد جمع البغاة الفاشيين الجدد أمثال براون وساركوزي واليمين النازي والديني المتطرف في الغرب المتحالف مع الصهيونية العنصرية، بزعامة المجرم الناعم المجند الصهيوني باراك أوباما ووزيرة السادية وليست الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون.


إن أي متابع للوضع الدولي منذ تفكك الإتحاد السوفيتي وإنهيار حلف وارشو يمكنه أن يشخص التحول في سياسة أمريكا بالذات كزعيمة لقوى البغي الإمبريالي ولعموم المجموعة الغربية وفي مقدمتها دول حلف الأطلسي بل ومحاولة التوسع في أعضاء الحلف ليشمل دول أوربا الشرقية التي كانت أعضاء في حلف وارشو، والتي لا زالت أراضيها تضم مواقع عسكرية ونووية ومعسكرات ومحطات فضائية تابعة للإتحاد الروسي، وريث الإتحاد السوفيتي السابق، في محاولة لتقويض وتحجيم القدرات العسكرية والردعية للإتحاد الروسي، وأيضا يمكن للمراقبين والمحللين السياسين والإستراتيجيين أن يشخصوا بدقة وبلا عناء أم العمل العسكري والسياسي الذي تقوم به أمريكا وحلفائها هو تنفيذ لمخطط مدروس يهدف لتطويق وتقيد كل الإمكانات الخارجة عن حلف الشر والإرهاب الذي تتزعمه أمريكا المتصهينة، سواء كانت إدارتها جمهورية أو ديمقراطية، فالإستراجية الأمريكية وصلت في العقود الثلاثة الأخيرة حد التزاوج في الغايات والمنهج بين اليمين المتطرف في عموم الغرب والأمريكي بالخصوص مع الفكر الصهيوني العنصري المتطرف، فنجد أن ما حدث في عام 1991من عدوان على العراق، وما تلاه من حصار وقرارات إجرامية وتمثل عدوانا ضد الحياة عموما وضد الإنسانية وحقوق العيش للبشر، بإسم المنظمات الدولية ضد شعب العراق ودولة العراق، كون العراق ونظامه ومنهجه الفكري وبرنامجه الإيماني القومي الذي كان يقوده حزب البعث العربي الإشتراكي يمثل أكبر خطر حقيقي وفاعل ضد الفاشية والبغي والعنصرية والعدوان في العالم، فيما لو أتيح له أن يأخذ مداها ويطبق تطبيقا شعبيا كاملا في الوطن العربي عموما، كما هو منهج وبرنامج البعث المعلن والمعروف، ومن ثم ما تم إفتعاله وفبركته عبر جريمة اليمين المتطرف بجناحية المخابرات الأمريكية والموساد الصهيوني التي نتج عنها تفجير برجي التجارة العالمية في نيويورك، والتي عرفت إعلاميا بأحداث 11أيلول عام 2001 وما أعقبها من قرارات أمريكية ومن ثم قرار الإدارة الأمريكية برآسة المجرم الدولي بوش دبل يو وحليفه المجرم السادي بلير، التي مثلت الوحشية بأبشع صورها، بل كانت إرتدادا أخلاقيا وفعليا عن ما وصلت له السياسة والتعامل الدوليين، حيث أعيدت فترة البغي والطغيان وسيادة منطق القوة الغاشمة، وصار التعامل بين الدول والأمم قائم على المبدأ الشوفيني البقاء للأقوى.


قد يكون لروسيا الإتحادية وللصين الشعبية ولدول لها حجمها ووزنها السياسي والعسكري والإقتصادي عذر أو شيء من مبرر في موقفها غير المقنع بوجه البغي والهيمنة والإستباحة الأمريكية للقرار الدولي والإستهتار الأمريكي والصهيوني والغربي للقانون والشرعية الدولية، أن يكون موقف تلك الدول الكبرى وصاحبة المقاعد الدائمة في مجلس الأمن ضعيفا بل ومغيبا وتابعا كما كان عام 1990 ولسنوات محدودة بعده، لكن الآن فالعالم يستهجن ذلك ويرى فيه تراجعا مهينا عن مباديء السلام والتعاون والصداقة والشراكة بين الشعوب التي طبعت الإستراتيجية السياسة والعلاقة بين روسيا الإتحادية وجمهورية الصين الشعبية والهند والبرازيل وبعض دول أوربا وآسيا أفريقيا وأمريكا اللاتينية الحرة، فكل إنسان حر شريف يتسائل هل حقا أستسلمت روسيا والصين وصارتا مجرد دولتين تابعتين وهامشيتين سياسيا؟ بحيث لا تهتم دول محور الشر والبغي والإرهاب بزعامة أمريكا ولا تحسب حساب موقفها؟ صيح أن الأتحاد السوفيتي قد تفكك وأن حلف وارشو قد حل ولكن كثير من دول الإتحاد السوفيتي كانت عبئا على الإقتصداد الروسي، والقوة الرئيسية في حلف وارشو هي القوة الروسية، فمال روسيا بعد أن تخلصت من عبأ ثقيل وترهل كبير وقيادة خائنة تمثلت في غرباشوف ويلسن أن تظل غائبة واهنة لا صوت لها؟ أتقبل ذلك شعوب روسيا لنفسها؟ وتقبله القيادة الروسية التي تقود تغيرا واضحا لنفسها ولبلدها؟ وذات الشيء ينطبق على الصين الدولة الأكبر بشريا في العالم وثاني أكبر إقتصاد فيه؟ وهل تبقى دولا صارت لها ثقل سياسي وبشري وإقتصادي وتبحث لها عن دور دولى وتطالب بمقاعد دائمة في مجلس الأمن تحس أنها ما زالت مجرد مستعمرات لم تبلغ النضج لتقف بوجه البغاة؟


أن العدوان على العراق وأفغانستان وحرب جورجيا وتدخلات أمريكا والغرب بكل المشاكل والأزمات الداخلية في دول العالم المختلفة (الصومال والسودان وهونكونك وفنزويلا وليبيا والشرق الأوسط والشرق الأقصى، وتوظيف تلك الأزمات لصالح خدمة قضية محورية هي تحقيق مخطط هيمنة أمريكا والغرب على العالم، وهذا عمل عدواني على البشرية جمعاء، وعلى دول العالم كلها وبالأخص روسيا والصين، وتطويق لها وتحديد لعلاقاتها السياسية وأهدافها الإقتصادية، وإلا ما معنى أن يكون هناك تفسيرات مختلفة لقرار دولى أتخذ بمنع إستخدام الطيرا العسكري في الحرب الأهلية الليبية بحجة حماية المدنيين؟ وما معنى تلويح فرنسا وبريطانيا بإنزال قوات غزو برية بحجة قوات تأمين طرق إمداد وإيصال حاجات إنسانية للمدنيين في مدن وبلدات فيها قتال، وتارة بحجة إدخال مدربين وإستشاريين عسكريين من دول الغرب للثوار؟!!؟ ومن هم هؤلاء الثوار الذين لم نراهم إلا مجموعة مكونة من بضع آلا ف لا تتعدى أصابع اليد الواحد محمولين على مجموعة من العجلات وسيارات البيك آب تحمي تحركاتهم طائرات الغرب المعتدي على ليبيا، وأعلنوا مع الغرب تشكيل مجلس في بنغازي أسموه المجلس الوطني بقيادة منشق خائن كوى جبهته بشيء ليقول أنه مؤمن!!! (حاشا المؤمنين من الخيانة وإرتكاب الفواحش والبغي)، ليدعي أنه يمثل الشرعية ويتحدث بإسم الشعب الليبي وهو مصطفى عبد الجليل، ويؤمن له مجندوه حرية التنقل في بلدانهم ليطالب بتدخلهم لإحتلال ليبيا، وتسويق نفطها لصالحه والعصابات المشبوهة المرتبطة معه بالغرب، والإستيلاء على ثروات وأرصدة وممتلكات ليبيا لتوظيفها لتمويل هؤلاء وتجنيد المزيد من المرتزقة ليكونوا حكومة مرتبطة بالإحتلال لا تختلف عن حكومة الإحتلال في بغداد برئاسة المالكي ومن سبقوه، وهذا صار منهجا وإسلوبا بأن جديدا تستخدمه دول الغرب وأمريكا لزعزة وإرهاب الأنظمة والحكومات بتجنيد بضعة آلاف من المشتبه بهم، ويرفعوا شعارات ظاهرها مطالبة بالإصلاح والتغيير لتوظف لإضعاف وإبتزاز الحكام، فهل يظل هذا الأمر دون مواجهة؟ سؤال أتوجه به لهيئة الأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن المؤمنة بالشرعية حقا واولهما روسيا الإتحادية والصين الشعبية؟ وأوجهه لكل شعوب الأرض أينتظر العالم بشعوبه ودوله عودة الإستعمار المباشر مجددا؟ وعصور الإمبراطوريات الإستعمارية بتجنيد مرتزقة من أبنائها هذه المرة؟ فمن يطبق القوانين الدولية ضد البغاة والمستهترين أن كانت بيدهم القوة الغاشمة؟ اللهم أنت القوي القدير وومذل الطغات وقاصم ظهور الطغات والمتجبرين، فإرحم عبادك المستضعفين، وسلط غضبك وجندك الجبارين على أعدائك وأعداء الدين، من المستهترين والفاشيين من الأمريكان والإنكليز والفرنسيين.

 

 





الاثنين٢١ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٥ / نيسان / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة