شبكة ذي قار
عـاجـل










القوارض , حيوانات مؤذية بالنسبة للانسان بطبيعتها الوظيفيّة التي سخّرتها الطبيعة لهذه المهمّة وهي أيضاً عامل من عوامل التوازن الطبيعي بين المخلوقات كما هو معروف ولكنها في نفس الوقت أيضاً تتميّز بسلوكها المخرّب للإنسان فرضتها عليها عوامل الصراعات الحيواتيّة من أجل البقاء , ومن أكثر أنواع القوارض المشاع صيتها بين بني البشر , الجرذان والفئران .. قد لا أكون أمتلك الكثير من المعلومات عن صفات وسلوك القوارض عدا ما هو معروف عنها , وصحيح أنّني وربّما غيري الكثير لا نمتلك الكثير من المعلومات عن السلوكيّات والوظائف خارج ما هو متعارف عن الفئران والجرذان أيضاً , أي من ناحية التقارير المخبريّة عنها , ولكّنّني أعرف كما يعرف الجميع أنّهما بالمحصّلة النهائيّة تستخدم سلوكيّاتها هذه كعناوين للوصم لمن يكون سلوكه خارج السلوك الإنساني القويم , أي سلوك مخرّب ومؤذي , والغرب "الغرب الإنجيلياكاني تحديداً" يتّخذ من صفة "القرض والقضم" التدريجي سياسة متّبعة لاستعمار الشعوب اعتماداً على التراكم الاستنزافي للخصم ..


وعلى ضوء من هذه الطبيعة الوبائيّة لهذين المخلوقين يمكننا أن نطمئنّ على ما سنسقطه من سلوكيّات ضارّة لهما على من نتناوله في "فكرة" هذا المقال أنّنا لم ندخل باب الغلوّ في تناول من نعني , وذلك للتشابه الكبير في السلوك بما أفرزته نتائج الكثير من صفحات التأريخ السياسي الوبائي "القضم والقرض والانتشار" قديماً وحديثاً , ولكنّنا هنا , أيضاً , نميّز على عجالة وبشكل أقرب إلى السخرية في تناول شؤون مخاض حالي تعجّ به منطقتنا وتغلي على نار يورانيوميّة منضّبة لها تأثيراتها المشوّهة على ما تلده أيّامها القادمات علينا , اعتماداً على ما تتمتّع به سلوكيّات أهم ما نعرف من القوارض "الجرذان والفئران" إذ أنّنا سنجد أنّ الفرق بعيد وواسع , بين طباع ومحدوديّة أطماع من قدموا خلف الدبّابة الأميركيّة تجرّهم خلفها لغزو واحتلال "بلدهم" العراق ... وبين من أتوا مكشوفون ووجوههم مكشوفة يعتلون ظهور سيّارات مسلّحة يلجون بها على مدار الساعة عباب الصحراء الكبرى ويسيرون الهون بها على سواحلها البحريّة ويعسكرون عند محيط مدنها , ليبيا , وفق أطماعهم الواسعة "ببلدهم" هذا الذي يأبون إلاّ أن يقاسموا خيراته مع السيّد الاميركي المساند لهم ويتقاسمون معه كل حصاد نتائج غزوهم في الأطماع ويزيدون !..


الفارق كما يبدو لنا واسع بالطبع بين الاثنين , أي بين الفئة الأولى فئة الدبابة الاميركية "فئة المنطقة الخضراء في العراق" وبين الفئة الثانية فئة "ممتطي" السيّارات , أي "الثوّار" الليبيّون , ونعني هنا ؛ الفروقات من ناحية طبع كل منهما والفرق بين طبيعتهما والفرق بين نوعيّة أطماع كلّ منهما , وحيث أنّ "الفئة" الثانية , وفق ما أملتها عليهم الطبيعة الصحراويّة في سوق أنفسهم , بالقوّة المسلّحة , كحكّام جدد لليبيا "شوفوا شلون جان الرئيس الليبي دقيق في وصف أعدائه بالجرذان!!! لأن الرئيس الليبي "العقيد" بدوي ابن صحراء كما هو معروف , وعليه , فهو يميّز ما بين طبائع حيواناتها المفترسة , وما بين فئران حيوانات مساحات التصحّر المخاتلة "فيران الرطوبة" ذات طبيعة القرض والاختباء والغباء وملازمتها جحور ومزابل بأنواعها وألوانها "الفأر يميل للتنوّع اللوني وهي من أسباب تفضيلها المجاري كبيئة مستقرّة أوّلاً , ولثقل مياهها المشبّعة بالدهون المكسوّة لقشرة المياه الثقيلة والنفايات العاكسة للألوان ثانياً" , فهذه الفئة "الجرذان" تُعتبر وفق معطيات ونوعيّة الصدامات المسلّحة بمختلف أنواع الأسلحة وصنوفها في مواجهاتها الميدانيّة القتاليّة لقوّات الرئيس الليبي فئة تمتلك الجسارة والمغامرة في نفس الوقت , بمعنى أنّها تمتلك حظّاً وافراً من الشجاعة , مع الاختلاف في كيفيّة تصريف تلك الشجاعة الضائعة وسط إعلام متشابك , فيمكننا بمثل هاتين الصفتين , الإقدام والجسارة , أن نطلق على هذه الفئة وفق ما طرحه الرئيس الليبي , بالجرذان المتوحّشة ! ولولا التغطية الجوّيّة لحلف الناتو المساعدة لهم في هجماتهم على القوّات الليبيّة لاختلفت التسمية التي أطلقت عليهم إلى ما هو أرقى من ذلك بكثير ! ..


الجرذي , وهو بحجم القط , يتمتّع فعلاً بطبيعة هجوميّة إذا ما تطلّب منه الأمر البحث عن رزقه حتّى ولو اضطرّه الجوع مهاجمة من هو أكبر منه حجماً حتّى ولو كان بمستوى هرّ! , "حتّى أنّني في مرّة كنت فيها في "أسبانيا" في إحدى غاباتها "غابات كرمّكارو" وسط مخيّم ٌ أقمنا معسكره هناك , كثيراً ما كنّا نرى في ساعات متأخّرة من الليل , إضافةً للعقارب والعناكب السامّة الكثير من الجرذان ذات الحجم والشكل المخيف "قتلت واحداً منها بطريق الصدفة برمية حجر رميتها عليه من مسافة بعيدة باتّجاهه لغرض اللهو العابث قتل على أثرها على الفور ما إن سقط الحجر الثقيل على رأسه!" قد شهدنا مرّة معركة حقيقيّة بين جرذ وبين كلب! كاد فيها الكلب يوشك على الفرار رغم حجمه المضاعف عدّة مرّات عن حجم الجرذ !" ..


فإذا كانت جرذان الصحراء الليبيّة جرذان شرسة , وصحّت تسميتها , فإن "فئة" المختبئون خلف الدبّابة" الأميركيّة , رغم أنّ عقيدة هذه الفئة عقيدة قتاليّة كما تفترضها تعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي يتباكون عليه "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ... الآية . من سورة البقرة" لكنّها فئة تتصرّف أمام سيّدها "المفترض به هو عدوّها أيضاً وفق نفس التعاليم!" بـ"الحكمة" والـ"تعقّل" و "التروّي" الخ من صفات مضلّلة تخفي تحت أجنحتها الخفافيشيّة حالات الخنوع والذلّ والانبطاح والطأطاة والمهانة والعبوديّة المنقّعة جميعاً بطباع العقبان وبطباع أنواع الطفيليّات , فنستطيع تسمية هذه الفئة وفقاً للتقارير العينيّة التي بين أيدينا عن هذه المواصفات التي لمسناها فيهم لمس اليد ولمسها المواطن العراقي بطبيعة الحال وبانت لنه جليّة واضحة تحت الضوء الكاشف المسلّط عليهم من قبل قوّات الاحتلال الأميركي في العراق بـ"فيران التجارب" لطاعتها الحرفيّة لأوامر سيّدها غصباً وكرهاً ورضىً في نفس الوقت ! ولاستعداد أفرادها الكبير من دون أدنى تأخير لخدمة المحتل "السيّد" ومتى ما طلب منها ذلك , في "الاستحلاب" وفي "التبييض" وفي "الجزّ" وفي"التكريك" وفي التفقيس وفي التفريخ وفي النباح وفي "العضّ" وفي "الخرمشة" وفي "العواء" وفي "الكذب" ولكن إذا طالبها "السيّد" مقاتلة "النظام السابق" قبل الاحتلال قتالاً مباشراً أو حاليًاً قتال ومواجهة قوى الظلام كالقاعدة والوهّابيّة والقوى التكفيريّة نيابةً عنه ومن دون استعانة بالقوّات الأميركيّة المتواجدة على أرض العراق , وكما تفعل اليوم جرذان الصحراء المستشرسة وإن كانت ضدّ قوّات بلدها , ليبيا ؛ فلا وألف لا وكلاّ ! , فمنطقتهم الخضراء المحصّنة خير ونعمة وبركة من العزيز الجليل ..!, ولذلك نراهم يتمسّكون متشبّثين بتلابيب سيّدهم ما أن يزفّ أوان موعد رحيل هذا السيّد !... في حين أنّنا نرى أنّ الفئة الثانية "الجرذان" كثيرة التمرّد والجرأة ودائمة "الأفأفة" ودائمة التضجور والتشكّي من سيّدها , حتّى أنّها , وبين آونة وأخرى , نراها تتقدّم إليه بطلبات غريبة وشاذّة وفق عرف ذات السيّد المهيمن على فيران تجاربه ووفق قواعد العبوديّة التي ترافقه أينما حلّت عصاه , إذ , وكلّما اشتدّ أُوار "العدوّ" وأُحرج السيّد أمام "كتائب" الرئيس الليبي تنهال عليه من قبل جرذانه وعلى الفور الكثير من الشروط المضافة , يبادلها السيّد مثل هذا النزعات في الساعات الحرجة التي يمر بها "الثوّار" , نرى وتائر مثل هذه الاشتباكات المطلبيّة باديةً أكثر على وجه السيّد بما يترجمها لهم بردود أفعال تأديبيّة تصدر عنه ضدّ هذه الجرذان المتمرّدة كثيراً ما تصل هذه الردود حدّ أنّها تكون ردود أفعال "صديقة" ! ... في حين .. ولا زلنا نتذكّر , وبمجرّد ما شعر سيّد المنطقة الخضراء بوجود "نقص" طفيف في حركة دوران عجلة الآليّة التبييضيّة لفئران تجاربه وبفراغ ظاهر في سلال تكريكهم وتفقيسهم "مجموعة التبييض" قامت دنيا السيّد ولم تقعد , حتّى أنّ "السيّدة السمراء" امرأة السيّد الأبيض قالتها صريحة وواضحة "سنغادر المنطقة الخضراء ونترك فيرانها للذئاب تعلّقها على أعمدة الكهرباء! إن لم يكبتوا تنحنحهم ويغلقوا أفواههم ويغشون ثيابهم على وجوههم ويضعوا أصابعهم في آذانهم ويغمضوا أعينهم ولا يرون ولا يسمعون ولا يتكلّمون إلاّ بما نلقّنهم إيّاه وبما نريدهم لا يرون إلاّ ما نراه ! ومالم يزيدوا من إنتاج بيضهم ويكثروا من تسعير درجات كذبهم ويفرطوا في حصص أوقات تكريكهم وفي كمّيّات حليبهم ويصعّدوا في العضعضة ويقرّضوا بكلّ من هو خارج مزرعة نفاياتهم , ومالم يكثّفوا عليهم حصص ووجبات الخرمشه , ويستبسلوا في عوائهم ومن حصص نباحهم عليهم , ويزيدوا وتائر التلفيق ضدّهم ويوسعوا كمّيّات التزوير عليهم قدر مساحة أقبية الخضراء التحتيّة وما دونها وما أسفلها وبعدد "شكفتات" جبال مامه جلال النضاليّة" ! ...


... "نكول مامه .. ومنكول مام ؟! لأن شعجب نشوف جلال يسمّي نفسه مام بصيغة الذَكَر, مو مثل ما عوّدنه يكول مثلاً "إنتي" للذكر بدل ما يكول إنتَ! , يعني ليش بس بمام ينطقهه صح! .. إلاّ إذا كان "الأصل" أساساً بالمقلوب!!! ...

 

 





السبت١٢ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٦ / نيسان / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب طلال الصالحي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة