شبكة ذي قار
عـاجـل










خرج علينا السيّد هوشيار زيباري وزير خارجيّة العراق منذ احتلاله من قبل الولايات المتّحدة الأميركيّة ولغاية الآن , بتصريح يعبّر عن ضمير نقي , قائلاً : ( إنّ خروج التظاهرات العراقيّة من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه يعبّر عن وحدة العراقيين جميعاً ) وهذا التصريح "الذي نتمنّى أن لا يكون للتغطية على ما "ضرّح" به جثامة طالباني الرئيس الفخري لجمهوريّة العراق بإعلانه عن قداسة كرديّة لكركوك" أو يكون "مناوبة" , يعني واحد يفتك واللاّخ يرقّع , ستتكرّر بينه وبين جثامته لامتصاص التظاهرات الكرديّة الثائرة ضدّهما وضدّ مسعودهما والتلويح بفرصة الانفصال المواتية للكورد بضنّهما وسط موجات "هيجانات" الشارع العراقي والعربي , نتمنّى أن يعبّر هذا التصريح عن مكنون حقيقي يسكن أعماق عراقيّ حقيقي وأصيل , ولربّما سيمثّل أيضاً على أفق مدى طويل نور شمعة يضيء إشعاعها ويتصدّى لظلمة حالكة تهيمن عليها إرادة شيطانيّة هدفها تقسيم عرقي لجغرافية العراق يبدأ من تقسيم شماله الحبيب الذي ينتمي إلى مكوّنه الكردي العراقيّ , الأصيل , السيّد هوشيار زيباري ..


ونحن بدورنا نقول ونلفت عناية السيّد زيباري وزير خارجيّة العراق ,عطفاً , على تصريحه : أنّ التظاهرات هذه أيضاً قد عمّت الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه .. ممّا يدل أيضاً على وحدة الشعب العربي ووحدة بقيّة مكوّناته الاثنيّة والعرقيّة وتمازجها جميعاً معاً تحت راية واحدة لا فرق فيها بين أفراد هذه المكوّنات العربيّة والتركيّة والكرديّة وغيرها إلاّ بالتقوى وبقدرة كلّ فرد من أفرادها على تأدية واجبه , للعراق , وللأمّة , والتي تصب في نهايتها ضمن المساحة الجغرافية الواحدة للوطن العربي "والمؤجّلة وحدة هذه المساحة إلى حين" ضمن مشترطات ضمير نقي لكلّ منهم .. كما ولا ننسى أو أن نغضّ الطرف عن حقيقة ماثلة يجب التعامل معها بحذر شديد ؛ هي أنّ هذه الظاهرة "ظاهرة التظاهرات المتواصلة" تمثّل بمجموعها مشروع استهداف مقصود "قد" يخدم في النهاية أجندة غربيّة تتزعّمها الولايات المتّحدة الأميركيّة عملت على إنضاجها منذ وقت مبكّر كبديل عن تدخّلاتها العسكريّة المباشرة الفاشلة , تقودها سحنة بشريّة سمراء ظاهرها قيادة الولايات المتّحدة نحو الحوار والتفاهم مع دول العالم , وباطنها استمرار لمشروع الهيمنة على العالم "القرن الأميركي" الذي تعثّر برنامجه على عتبة العراق وكاد يتهاوى ويسقط نهائيّاً لولا أنظمة "دول الجوار" الخليجي ـ السعودي وأحزابها "الاسلاميّة" ولولا توابعهما , أنظمة الحكم , المصري والاردني , وغيرهما , والذي ها هو هذا المشروع الاستعماري , وكما يبدو من مجريات ليبيا , نراه ينهض ثانيةً ومن جديد , وببرنامج معدّ منذ سنوات , أسموه .. "القوّة الناعمة" ...


المهم من كل هذه التظاهرات التي تعمّ الوطن العربي بالنسبة لنا كعراقيين , سعادة الوزير , هو تنقية العراق من الشوائب التي جلبتها لنا القوّة الأميركيّة "الخشنة" ...


فمن هي يا ترى تلك "الشوائب" وما درجة ملمسها تلك التي سترث مخلّفات القوّة الخشنة في منطقة الثقوب الخضراء ؟ ... سعادة الوزير ..

 

 





السبت٠٧ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٢ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب طلال الصالحي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة