شبكة ذي قار
عـاجـل










بداية، أتقدم بتعازيَّ الحارة باسمي واسم الرفاق في حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، إلى الأخوة والرفاق في منظمة التحرير الفلسطينية، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وآل الفقيد، برحيل القائد القومي العربي الكبير والمناضل الفلسطيني الأخ أبو ماهر اليماني، الذي غادرنا بالأمس، فإلى روحه الطاهرة الرحمة، ولرفاقه الصبر، وللأمة البقاء ولرسالتها الخلود، وإنا لله وانا إليه راجعون، كما نتقدم بالتعازي للرئيس محمود عباس بوفاة شقيقه الأخ عطا، عليه شآبيب الرحمة ولذويه الصبر والسلوان.


الأخوة في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) قيادة وكوادر وأعضاء.

الأخوة والرفاق ممثلو اللجان والهيئات والفصائل الفلسطينية والقوى والأحزاب الوطنية والإسلامية اللبنانية.

أيها الحضور الكريم ...


أحييكم باسم رفاقكم البعثيين في لبنان وكل ساحة من ساحات الوطن العربي الكبير، في الذكرى السادسة والأربعين لانطلاقة الثورة الفلسطينية.


هذه الثورة، التي تقتضي عظمتها وتأريخيتها، كما يقتضي الوفاء لروح شهدائها وأسراها، ان نتوجه بالتحية إلى روح من فجرَّها وأطلق رصاصاتها الأولى في 1/1/1965، الأخ القائد ياسر عرفات (أبو عمار) عندما أعلن بدء حرب التحرير الشعبية الطويلة الأمد على المحتلين الصهاينة، متمرداً على الأنظمة المتخاذلة وجبن حكامها الذين ضيعَّوا فلسطين في العام 1948، ومتلاقياً مع النهج النضالي التحرري الذي رسمه البعثيون في أربعينيات القرن الماضي على لسان قائدهم المؤسس الأستاذ ميشيل عفلق حين أكد ما يلي: لا ينتظرن العرب المعجزة، فلسطين لن تحررها الحكومات وإنما الكفاح الشعبي، وأضاف المسلح، أي أنه ما لم يتولىَّ العرب بأنفسهم انتزاع حقوقهم وأرضهم السلبية، بقوتهم وإراداتهم وأسلحتهم المتنوعة وفي مقدمتها البندقية، لن تتحرر فلسطين، ولن تعود إلى أبنائها، وستضيع إلى الأبد لا سمح الله، مع الإشارة في هذا المجال إلى الدور المُشَرِّف الذي قام به البعثيون في دعم الثورة الفلسطينية وإسنادها واحتضانها منذ نشأتها وخاصة قبل العام 1968 حيث كان الحزب هو الوحيد الذي وفر الدعم لها وأوعز إلى رفاقه الالتحاق بها.


ومع الراحل أبي عمار، نستذكر كبيراً آخر من عظماء الأمة، هو الرئيس جمال عبد الناصر وهو القائل في قمة عطائه النضالي وصراعه مع الأعداء، أن ما أخذ بالقوة، لن يُسترَّد إلا بالقوة.


من هذه المنطلقات الفكرية والنضالية التحررية ، كان رفاقكم البعثيون يواكبون قضية فلسطين، ليس بوصفها قضية أرض وشعب وحسب، وإنما لأنها جسدت في إبعادها التاريخية والجغرافية والقومية جوهر الصراع الذي تخوضه أمتنا العربية ضد الصهيونية وكل الطامعين في أرضها وحقوقها، ولتتحول بالتالي إلى قضية كل العرب وكل المسلمين وكل المسيحيين في العالم، ولا غرو ولا عجب بعد ذلك أن تبقى فلسطين هي قضية العرب المركزية الأولى، في البداية، والتي ما زلنا نتشبث بها اليوم وفي هذه المرحلة المصيرية بالذات والأكثر خطورة في حياة أمتنا أكثر من أية مرحلة أخرى، مرددين وبالصوت العالي ما رددَّه دائماً ودفع حياته ثمناً لذلك، رفيقنا الغالي الشهيد الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي الرئيس القائد صدام حسين:


عاشت فلسطين حرة عربية من النهر إلى البحر
نعم: عاشت فلسطين حرة عربية من النهر إلى البحر


ولن نتوقف عن ترديد هذا الشعار الذي يتحول اليوم واجباً تحررياً قومياً ملِّحاً في مواجهة كل ما يخطط له الأعداء والصهاينة في تل أبيب، وهم ينقضون مبادرات السلام العربية ويتنصلون من المعاهدات المبرمة مع الأخوة في السلطة الوطنية الفلسطينية، وإصرارهم على تهويد فلسطين كل فلسطين وتشريد ما تبقى من أبنائها على أرضها بهدف تضييع قضيتهم إلى الأبد.


نعم، أيها الأخوة والرفاق، لم يكن شعار تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، ترفأ ثورياً أو شعاراً حماسياً، وإنما صار تجسيداً حياً لخطورة ومصيرية المرحلة المقبلة التي يشتغل عليها الأعداء بموجب مشروع الشرق الأوسط الأميركي-الصهيوني، الرامي إلى إعادة تقسيم الوطن العربي وتجزئته وفق اتفاقية سايكس-بيكو جديدة، تبدأ من الأقطار العربية المحيطة بفلسطين، إلى ما هو أبعد منها كما يحصل اليوم في السودان واليمن، وكما جرى في الصومال، وما يعمل على تطبيقه في العراق بعد احتلاله وتدميره وإخراجه من دائرة الصراع العربي –الصهيوني، دون ان نغفل ان "إسرائيل" ثانية يجري العمل على إنشائها شمال العراق حسب ما نص عليه اتفاق كردي صهيوني أميركي أميط عنه اللثام قبل سنوات.


ومن هذا الواجب القومي، أيها السادة، نعود إلى التمسك بثوابت المقاومة العربية الشعبية وتعميم فكرها وثقافتها ومضامين نضالها التحررية التي أرساها ياسر عرفات وجمال عبد الناصر وصدام حسين، لنؤكد على الاستمرار في انتهاج الخط البياني التحرري للمقاومة العربية المسلحة المتمثلة اليوم في كل من العراق وفلسطين ولبنان، ولن نتوقف عن التشبث بهذا النهج المقاوم، ولن تضنينا الجهود، ونحن نناشد أطراف هذه المقاومة من أجل التلاقي فيما بينها وتوحيد إرادتها وبندقيتها، لأنه لا مفر من ذلك، مهما طال الوقت أم قصر، وطالما نتواجد جميعاً في مركب واحد ونتواجه مع عدو غادر واحد.


لن نتوقف عن مناشدة الأشقاء في المقاومة الفلسطينية من أجل توحيد البندقية وتغليب التناقض الوجودي مع المحتل الصهيوني، على أي تناقض آخر، فما يجري اليوم بينهم من صراعات مأساوية يبلغ أحياناً حد الاقتتال الداخلي، هو غاية ما كان ينتظره الأعداء منهم منذ سنين، وما وجدوا فيه الفرصة المؤاتية لتصفية قضيتهم وإنهائها إلى الأبد.


وفي لبنان، ما زالت المقاومة الوطنية والإسلامية في دائرة الخطر، وهي تواجه محاولات زجها في الصراعات السياسية الداخلية بهدف تحويل بندقيتها إلى الداخل اللبناني بدل العدو الغاصب، كما هو مطلوب أميركياً وصهيونياً، غير أن الأمل ما زال يحدونا في آن تتجاوز المقاومة كل هذه التحديات بمشاركة القوى الوطنية والقومية التحررية في لبنان، في سبيل رسم استراتيجية جديدة للدفاع عن هذا البلد، والمتمثلة بشعبه وجيشه ومقاومته.


أما في العراق، عراق العروبة والبعث وصدام حسين، عراق الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية، عراق البرنامج السياسي والنضالي للمقاومة العراقية، فنؤكد لكم أن ليل هذا البلد لم يعد طويلاً، وإن صُبحاً جديداً سينبلج من جديد على فجر التحرير الناجز والكامل للعراق، كل العراق جنوباً ووسطاً وشمالاً، وسيعود واحداً وموحداً بكل اثنياته وطوائفه ومذاهبه، ولن يطول اليوم الذي يعود فيه هذا القطر الأشم إلى عرين أمته وحضنها القومي، والى حبيبته فلسطين، فلسطين الباقية أبداً في وجدان رفاقكم الذين يحررون العراق من رجس الاحتلال وعملائه، فلسطين التي كانت البداية مع القائد المؤسس لحزب البعث العربي الاشتراكي الأستاذ ميشال عفلق وبقيت في قلب وعقل الرئيس الشهيد صدام حسين حتى لحظاته الأخيرة، فلسطين ستبقى الوصية لدى كل بعثي وبعثية بدءاً من الأمين العام للحزب الرفيق المناضل عزت إبراهيم الدوري، يتناقلونها من جيل إلى جيل، فلسطين كانت المبتدأ وستبقى الخبر مهما اشتدت المحن، وغلت التضحيات.


فتحية إلى فلسطين وشعب فلسطين وثوار فلسطين في الذكرى السادسة والأربعين لانطلاقة الثورة الفلسطينية الميمونة.
التحية، كل التحية إلى روح الشهيدين ياسر عرفات وصدام حسين، الحرية للأسرى والمعتقلين، والمجد والخلود لشهداء الأمة.



والسلام عليكم


الدكتور عبد المجيد الرافعي
في ٠٩ / كانون الثاني / ٢٠١١

 

 





الثلاثاء٠٧ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة