شبكة ذي قار
عـاجـل










ومع ذلك لنقل إنّ المالكي أوقف الحرب الطائفيّة في العراق ونسلّم بذلك أمرنا إلى الله !.. إذاً , لماذا لا يترك المجال لغيره لكي يحقق الأمن المفقود في داخله بعد توحّد العراقيين بحسب مزاعمه ؟! بدلاً من أن يخادع الإعلام عامّة وإعلامه المطبّل له زوراً خاصّة بأنّه أهلاّ لذلك فاستنزف المال العراقي والبشري العام بعمليّات أمنيّة مزعومة مكلفة معنويّاً اعتمدت خططها العقيمة على عمليّات الانتشار الكثيف عند كلّ زقاق وشارع ومنطقة ممّا جعلت مدن العراق تبدو وكأنّها في حالة مواجهة جيوش نظاميّة شاملة ممّا أربك المواطن بدوّامة من الشَدَه والاحباط جعلته يرتعب من التفكير بمصيره حين انسحاب هذه القوّات من شوارع العراق ! , فأمن بهذه الطريقة جحيم لا يطاق ...


من المعروف أن لكلّ صنعة صانع , وأكاديميّاً يسمّى "التخصّص الدقيق" , فالقضاء على الطائفيّة وحروبها قد يستطيع أن يطفئ نيرانها متديّن ومنفتح في آن معاً! , ولنقل أنّ سعادته يمتلك مثل هذه الصفة , ولكنّ القضاء على الاختراقات الأمنيّة في البلد تتطلّب صانع آخر خالي الذهنيّة من الانتماء المذهبي أو العرقي ولا يؤمن بها أساساً حتّى ليكون وكأنّه غير متديّن بالطريقة التقليديّة ولكنّه يمتلك رؤيا أمنيّة من زاوية أخرى لا يمتلكها المتديّن المتطبّع على الطيبة لا يعرف الشك طريقاً إلى قلبه وشعاره "ألله أعلم بالنوايا"! ..


قد نتجاوز جميع المؤشّرات التي تكمن فيها علامات غير سارّة , فنقول مثلاً أنّ المالكي , وبعد قضائه قضاءً ظاهريّاً على الحرب الطائفيّة , يمتلك خبرات عالية في مكافحتها , وإذا ما ترك "خدمته" لآل البيت من فوق كرسيّ الرئاسة وتفرّغ , لكتابة مذكّراته مثلاً ! , وهذا أفضل له , وبالتأكيد أفضل لنا أيضاً ! , حاله حال قرينه وصديقه العزيز بلير, فإنّ باستطاعته أن يؤسّس شركة اسمها "الشركة العامّة للقضاء على الطائفيّة" على اعتبار أنّنا نعيش في بلد منفتح رأسماليّاً وديمقراطي , بإمكان هذه الشركة أن تدرّ عليه أموالاً طائلة وستتدفّق عليه وتنهال مختلف العقود من الكثير من الدول والأقطار من كلّ حدب وصوب من التي تعاني الطائفيّة وإن بدت وكأنّها غير موجودة حاليّاً فيها , وبقائها تحت رحمتها أمر لا مناص منه طالما بقي المحافظون الصهيونيّيون موجودون على سدّة الحكم وطالما حكومتهم السرّيّة التي تقودهم لازالت موجودة , إذ , وباستنتاج بسيط سنوقن , أن الحروب الطائفيّة ستكون مستمرّة في جميع أنحاء العالم , عندما نتذكّر بمؤشّر فحص التاريخ القريب أنّها بدأت في أوروبّا على شكل "ثورة" في داخل سجن الباستيل منذ ثلاث قرون تقريباً لتنتشر بعد ذلك إلى أنحاء أوروبّا وتأثّرت بها بقيّة دول العالم , وبقيت شرارتها "الأولمبيّة" متّقدة لغاية اليوم ؟!... ثمّ ألم يؤسّس الكذّاب بلير شركة أسماها "شركة تأسيس الحكم" ! وطاف بـ"كاتالوكها" على المحميّات الخليجيّة عارضاً خدمات شركته عليهم ! وما درى هذا الصفيق أنّ "المشيخة" هي الضمان الأكيد لطويل العمر في استمرار حكمه إلى أبد الآبدين وتستمرّ حتّى بعد اليوم الآخر إن وجد بعده يوم ! , أو هو يدري , بلير , ولكنّه "يستجدي" والاستجداء يجب أن يكون على مستوى رئيس وزراء منتخب بالطبع ولا يوجد كفء لمنحه الصدقة أو الزكاة سوى من مستوى رَجُلٍ خليجيّ بَعُور! ..

 

 





الثلاثاء٢٩ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٤ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب طلال الصالحي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة