شبكة ذي قار
عـاجـل










علمتنا العقيدة البعثية على التواضع في نظرتنا للآخرين وفي سلوكنا مع بعضنا ومع كل من يعيش معنا صديقاً أو خصماً..ولكن أمام هذه الحالة الفريدة وبكل مقاييس العصر الحالي من ارتقاء رفاق لنا الى مستوى العقيدة العبثية وتغليبهم للغة العقل والمنطق على لغة الانفعال الآني ,  لا يسعنا ألا ان نقف أمامها بوعي كنهها وإدراك لمغزاها وعمقها بما تحمله من مشاعر الحب الصادق للمبادئ والوفاء لطريق النضال ,  ولا يجب أن نحتفل بها بحجم النصرة للشرعية الحزبية ونكتفي ..إنها يارفاق الدرب والمصير و يا أصدقاء البعث الخالد  , أكبر وأعظم من ذلك بل هي تسجيل لحقيقة هذه العقيدة الخالدة بما تمتلكه من صهرٍ للخصوصيات وسمو لحاملي رسالة الأمة الخالدة. ومن المهم جداً أن نرتقي لهذا الحدث وهذا الموقف وهذا السلوك العقائدي الذي يدل على أننا أصحاب العقيدة البعثية قد تُؤثر فينا الآراء الخاطئة وننحرف بسلوكيتنا عن نهج الخلق ألبعثي الثوري ولكننا لابد لنا من وقفة مع النفس بعد سكرات من الشطط في الطريق المعوج ,  ويتم فيها محاكمة النفس قبل محاكمة الآخرين لها و لن , وبنفس القوة والاندفاع يتم النظر للمواقف من خلال مقاييس دينية و دنيوية وبمفاضلة عجيبة تفتقدها أكثر الاحزاب والتيارات حيث يتم هذا الصراع في داخل النفس العبثية بعملية مماحكة وجدال وتقويم للموقف أو الحدث وعلى مقاييس ومعاير وضعتها العقيدة البعثية وعبر هذه الجدلية الفريدة والمتمثلة بنقد النفس تُبنى المواقف الجديدة أما بالتقدم بذات النهج أو التراجع عنه لان الأساس العقائدي والسياسي والأخلاقي للبعث الخالد هو الآخرين وليس الذات البعثية بحد ذاتها  , الآخرين هي الجماهير العريضة من هذه الأمة والذات هي المناضل نفسه , إنها جدلية غريبة لست أصطنعها بل هي موجودة في ثنايا النظرية الفكرية والتنظيمية للحزب ويعيشها كل يوم كل المناضلين.

 

ويا خصومنا إنها حقيقة هذه البعث الخالد  , حقيقته في وحدة الفكر و المصير وقوة الالتزام وعظمة وعمق الحب للعقيدة , فتفحصوا هذه الحقيقة وعاينوها بأبصاركم وليس بعيونكم  , فالذي حدث في 2003 كبيرٌ وعظيم لم تشهد له أية صفحة من التاريخ العربي والإنساني المعاصر وقد كانت ضربة مؤثرة بمسيرة البعث الخالد ولكنها لم ولن تكون الأخيرة لان البعث وجد للانبعاث بالامة وبالانسانية ايظ ,  وإنبعاثه يتوقف عند حدود جولته مع أعدائه بل تخلق في مناضليه قوة نضالية إضافية في مشواره النضالي لتحقيق اهداف الأمة. ولكنني أُخاطب العقول التي تتعامل بعلمية مع الإحداث لا تلك التي تلهث وراء الاحداث وتُساق بهوي الآخرين فكراً وتجربة وتكتفي بالغنائم الزائلة والألقاب الرنانة و كراسي الحكم الباطلة , أقول أن هذا البعث كحزب أستجمع قواه ووحد صفوفه ونجح في ذلك نجاحاٌ لا يقدر أن يراه إلا العقلاء المبصرون لحقائق الاموروالسبب في هذا النجاح هو أن الحزب مادته الاولى وغايته الأخيرة الجماهير والجماهير باقية , وأما السلطة فهي وسيلة تكتيكية لتنفيذ إستراتيجية موصوفة في فترة من مسيرته النضالية  ,  والحقائق لا تموت ولكنها قد تشوه , فأفيقوا يامن يريدون بالبعث الرحيل وهاهم أسيادكم المحتلون يقرون بهذه الحقيقة ولم تنفع مع انبعاث الجماهير إجتثاثاتكم وإقصائاتكم وكل أساليب التظليل التي أتبعتموها مع هذه الجماهير الأصيلة , البعث يقود اليوم حركة النضال في العراق وعبر قيادته للمقاومة البطلة ويساهم بقوة في قيادة النضال العربي عبر مواقفه الأصيلة والمبدئية تجاه قضايا الأمة وهوي يشارك القوى الثورية الإنسانية المناضلة ضد الظلم بكل أنواعه ومن أجل تحقيق عدالة حقيقية في المجتمع الإنساني وإعادة الاعتبار للقيم الإنسانية بعد أن أزاحتها القوى الدولية الكبرى وتفردها بالعالم الاحادي القطب , والبعث موجود كما كان وستبقى شعلته متقدة نوراً تنير دروب النضال العربي والإنساني ويعطي حماسةً يرفد حركة الثورة العربية والعالمية بحرارة الايمان بقضايا الشعوب ويساهم بجدية في الثورة الخلاقة الجديدة في عالمنا اليوم ..


وبعد ولم أرتقي الى وصف هذا الحدث نعم أعترف بمقايس المبدئية البعثية أني لم أصل الى عظمة الحدث في استدراك رفاق أعزاء الى الوجهة الحقيقة والشرعية في حضن التنظيم الحقيقي و الدافئ بعدما غادروه في غضبة ثائر منفعل ولكن روح العقيدة البعثية الأصيلة لم تغادر نفوسهم فأعادتهم الى بيتهم الحقيقي.


الذي أريد أن أقوله :


1-إن كل الاحزاب الثورية أو الراديكالية وحتى الليبرالية تتعرض لانشقاقات فكرية وتنظيمية وبفعل حركة الواقع وقد تستمر بالانشطار الى تيارات وأحزاب صغيرة أما بفعل اجتهادات فكرية أو نزعات فردية أو فئوية لبعض القيادات وهذا أصبح اليوم قانوناً لتطوير الاحزاب أو لهدمها و إضعافها..إلا حزبنا..! والدليل الذي سأقيم عليه هذه الحقيقة هي عودة رفاق أعزاء دفعت بهم ظروف مرحلة صعبة ومعقدة فأهتزت أمامهم كل الالتزامات الفكرية والتنظيمية فأجتهدوا في تفسيرات تداخلت عندهم الحقائق بالنتائج فأختروا طريقاً خاطئاً للمعالجة , وقد كان هذا الوضع الصعب الذي نتج عنه زوال تجربة الحزب في الحكم في العراق فأنتفاضوا على واقع الحزب بعد خسارته تجربته من خلال حرب كونية شنت عليه وعلى تجربته في القطر العراقي والتي انتهت باحتلاله في عام 2003 , وكانت هذه الانتفاضة أشبه الى ردة فعل تفتقد لحكم العقل والعقيدة والقواعد والأصول التنظيمية وبعد أن أخذت مداها في التأثير وانجلاء هذه الضبابية في رؤية الحقيقة واستدراك للكيفية الصحيحة لمعالجة الأخطاء والانحرافات , تحركت مشاعرهم وعقولهم الى تقويم الموقف وبكل شمولية فكان قرارهم بالصحوة وليس بالعودة فهم لم يغادروا الفكر ولا العقيدة وأهم مافي هذه الصحوة إنها بنيت على مبدأ أساسي من مبادئ الديمقراطية المركزية وهو النقد الذاتي فتصحيح المسيرة كان بالارتكاز على بنود للنظرية التنظيمية ولم يكن التصحيح من خارج نظرية الحزب التنظيمية أي لم يكن إستراحما أو تعاطفاً أو مبني على مصلحة لأي طرف كان ,  أو كان ضمن قوانين المفاوضات سواء عبر تسوية أو مبادلة وهذا أمر لابد أن يفهمه الكل سواء كانوا حزبين أو أصدقاء أو خصوم..


2- الحقيقة الاولى أن الاحزاب تنشطر وتتشظى وحزبنا يزداد قوة ووحدة نحو تحقيق رسالته الخالدة.. الحقيقة الثانية التي لابد ان ندركها وهي إن معيار فشل الاحزاب ونجاحها يتجاوز مسألة تصنفيها كأحزاب تقدمية أو رجعية وراديكالية أو ليبرالية و طائفية أو غير طائفية , بل المعيار هو بقدرة الفكر على التكييف مع الاحتفاظ بالمبادئ الأساسية لنظرية الحزب وأيضا بوحدة التنظيم المبني على ممارسة الديمقراطية بالاتجاهين العمودي والأفقي في داخل البنيان الحزبي.وهذا أمر بالضرورة الحتمية للمنطق سينعكس على علاقة الحزب مع مجتمعه الوطني والقومي والإنساني وبمقاييس واحدة في هذه البيئات الثلاث , وهي علاقة قائمة على نظرة المساواة بين الاختلافات في الدين والقومية والطائفة  , وبعيدة عن الاستعلائية التي تمزق الأواصر التي تُعين الحزب على الاستمرار في التواصل مع مجتمعه المدني .


وفي عالمنا الحالي وخاصة بعد تطور عالم التكنولوجيا الى مستويات عالية وراقية وظهور الكثير من النظريات العلمية والتي كانت تعتمد في تطورها على الإضافات والتحويرات والتجديدات وأيضا على عوامل الحوارات العلمية والتي كانت تفضي بحكم التقاطع في بعض الأحيان لتطوير نظرية ما أو فكرة وأخذت حقيقة التطور العلمي بالاعتماد على الافتراق والمتضادات في النظريات وشكلت هذه المتضادات والتقاطعات حلقة مهمة في تطوير الفكرة والنظرية العلمية والأمر أنعكس على الاحزاب والتيارات السياسية أيظاً ولكنه لم ينعكس بجدلية هيكل بل كان الاتجاه للخيارات الأسهل وهي الانشقاقات والانشطار. فظاهرة الانشقاقات التي تحدث بين الفينة والأخرى داخل بعض الأحزاب السياسية والتي كان من نتائجها بروز أكثر من حزبا في المشهد السياسي القطري والعربي والعالمي باتت تؤكدها كحقيقة نابعة من متطلبات الواقع المعاش،وفي وجهة نظري إنها تعبر عن العجز في إحتواءات موضوعية أو ذاتية وأيضا تعبر عن ضعف في القدرة على إدارة جولات الاختلافات بشكل تنظيمي وقد تكون النظرية التنظيمية لبعض الاحزاب قد أصابها تصلباً في شرايينها ولم تعد تستوعب وجود اختلافات وبالتالي لا تستطيع أن تستوعبها في معالجته , وقد يكون واحد من الأسباب أيضا الشيخوخة الفكرية التي تعجز عن رؤية التعجيل الذي تتحرك به حركة التاريخ والواقع وتحاول أن تحول من نفسها من رموز نضالية الى مرجعية فكرية وتنظيمية وهذا هو أحد أسباب الجمود الذي يصيب الاحزاب الثورية ويؤدي بالتالي الى الانشقاقات والضعف والتلاشي , وإذا ما وضع الحزب الثوري نفسه في موقف تكون القيادات القديمة فيه مرجعية فإن الانشقاقات سوف تتعدد ويميع العمل الحزبي بين الطاقات الشابة المندفعة للتكيف وبين قيادات قد تشعر بعدم قدرتها على مواكبة سرعة التطور وليس التغير ,  وبين هذه القيادات القديمة مجموعة تحاول أن تبقي مبررات ومسببات بقائها كمرجعيات تنظيمية , وتغلق بوجه الطاقات الشابة فرص المساهمة الفعالة في تحديد توجهات الحزب , وبالتأكيد أن الاحزاب الأصيلة مثل البعث الخالد لا يمكن أن نتصور فيه حالة من التصادم بين قيادات شابة وأخرى تاريخية لسبب مهم وجوهري في هذا الحزب , وذلك لان كل الأسس التي تقوم عليها أية حالة تطويرية فكرية أو تنظيمية أو حتى سياسية في حزب البعث تقتضي بالانفتاح والتعامل بجدلية مع تجارب الزعامات التاريخية.و أما في الاحزاب الأخرى فهذه الجدلية مفقودة وبذلك تخسر الأحزاب مقومات وشروط إقامة علاقة صحيحة مع الجماهير وتُميع الخبرات المتراكمة في المجالات الثلاثة في هذا الفقدان , أي إن أي حالة تطويرية لا تقوم على إنشاء قواعد مادتها خبرات وتجارب الزعماء و القيادات التاريخية أو القديمة لا يمكنها أن تنطلق إنطلاقة صحيحة وسليمة ,  ولان مؤتمرات حزب البعث القطرية والقومية تعبر عن حصيلة فكرية وتنظيمية و سياسية للحزب وخلاصة لتجارب مترابطة للرفاق السابقين والتأريخين والحزب ككل  , وبهذه الحقائق المستنتجة نستطيع أن نقول صعب جداً ان تصد القيادات الشابة عن قياداتهم التاريخية في حزب البعث. وهذه الحقيقة هي إحدى الركائز الأساسية التي أبني عليها تفسيري لصحوة الرفاق الجديدة.. وبالمقابل الخطر كل الخطر أن ينمو رأي في الحزب وخاصة على مستوى القيادات وبكل مستوياتها بأنه من الضروري فسح المجال للأجيال الشابة لتتبوأ مواقع قيادية وبمزاجية أو رغيه تفسيرية للقيادة التاريخية وتزداد الخطورة في هذا الرأي عندما نحدد بداياتها في القيادات الدنيا لأننا سوف نساهم في تفكك البناء التنظيمي بدءاً من أسفل الهرم الحزبي ويصعد هذا الضعف الى القيادات العليا وقد نصحو على تغيراً كبيرا في هوية الحزب وتوجهاته بل قد يتضعضع البنيان التنظيم لان القيادات الشابة تفتقد الى العمق العقائدي ويصبح جزءاً من هاجس القيادات الشابة في التنافس أن تلجأ لتوريد الأفكار من خارج الحزب لتستعين بها في تنافسها مع القيادت السابقة و بالتأكيد إن هذا التوجه سيلاقي رواجاً بين الوسط الذي جاءت منه عندما تم تصنيعها كقيادات فيه ,  ويتحول الحزب الى هجين فكري ويقترب من كونه نادي سياسي أو تجمعاً ثقافياً و يغادره المناضلون الحقيقيون .. و بالمقابل يمكن التعامل مع العناصر الشابة وخاصة في مشروع تسلمها لادوار قيادية ,  أقول ومن خلال تجربة سابقة , ينبغي أولاً أن تؤطر هذه العملية بقواعد تنظيمية وثقافية وعلى سبيل المثال أن يُعد العنصر الشاب والمؤهل لموقع قيادي ثقافياً وتنظيمياً وبالحد المقبول من ثقافة المستوى القيادي المرشح له لكي نظمن عدم انحرافه وقوة إنشداده وصدق انتمائه.. نحتاج لتفعيل الفكر أولاً حتى نمنع وليس المنع هنا بصيغة الإجبار بل بطريق الحوار والحوار ,  أي إدعاء من صديق أو خصم بوجود من يمثل حزبنا غير قيادة الحزب التي القيادة الشرعية التأريخية , ونحتاج لتفعيل النظرية التنظيمية باتجاه تستطيع أن نعطي للنظرية الديمقراطية المركزية دوراً مهماً في الحياة الداخلية وخاصة إن هذه النظرية تتعرض اليوم من انتقادات جوفاء هدفها التشويه والتظليل على حقيقتها المؤثرة في رسم العلاقات الداخلية في معظم الاحزاب الثورية و الحقيقة الواحدة بأنها نظرية ديمقراطية تحكمها قواعد أخلاقية وليس ديمقراطية عبثية سائبة فاقدة للهوية الواضحة عن فعلها الديمقراطي... هنيئاً لهذه الخطوة الجبارة التي ساهمت في تأكيد هوية الحزب الواحدة , و التي تسجل جزءاً من الهجوم المقابل للبعث الخالد على من راهن على (إجتثاثه).

 

والمستقبل لكل المؤمنين بقضية أمتهم وشعويهم ...أمين

 

 





الجمعة٢٧ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٣ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة