شبكة ذي قار
عـاجـل










عندما نقرأ التأريخ السياسي الامريكي الحديث تمر امامن ( فضيحة ووترغيت )  التي كان بطلها الرئيس الامريكي السابق ( ريتشارد نيكسون )  التي انهت حياته السياسية والى الابد جعلته يخرج من البيت الابيض مكللا بالخزي والعار عندما تبين ان ادارته ( تنصتت ) على مقر الحزب الديموقراطي فتم تخييره بين الاستقالة من رئاسة امريكا فيصدر بحقه عفو رئاسي! وبين استمراره بالبيت الابيض فيتعرض للمحاكمة بتهمة مخالفة الدستور وانتهاك مبادىء العدالة والحاق الضرر بالشعب الامريكي!!.ففضل تقديم استقالته على مضض واعتبر ولسنوات عديدة ( رمزأللسقوط الاخلاقي ) !!.وجاءت جريمة احتلال العراق في 9-4-2003 بزعامة الرئيس الامريكي المهزوم ( بوش الابن ) بحجة امتلاكه لاسلحة الدمار الشامل المزعومة.وعجز العرب والمسلمين والعالم من وقوعها ووقفها بعد بدئها والذهاب لتشكيل محكمة دولية تحاكم الجناة عن جريمة غزوه واحتلاله واعدام رئيس الدولة الشرعي وبعض المسؤولين الاخرين والجرائم والانتهاكات التي اوغلوا فيها مع عملائهم وادلاء الخيانة بحق ابناء الشعب العراقي الصامد والصابر .

 

ان  ( بوش الابن )  خالف القانون الامريكي والدولي وتلاعب به واضعا نفسه ومعاونيه فوقه!معيننأ صديقه ومساعده السابق في ولاية تكساس  ( البرتو غونزاليس ) وزيرا للعدل .هذا الوزير الدمية والمطيع ( اعطى المرونة الكافية لشرعنة عمليات التعذيب والارتكابات الاجرامية والممارسات الخارجة عن القانون لكي يقوم بها جنوده المحتليين للعراق وافغانستان ) .واعلانه من حق الرئيس الامريكي ان يكون فوق القوانين والاعمال الغير قانونية باعتقال المتهمين والمشتبه بهم دون مذكرات احتجاز او توقيف قضائية مستخدمين معهم كل وسائل التعذيب الجسدي والنفسي بحجة التصدي للارهاب ( بالارهاب المضاد ) !الذي وصف ( مقررات جنيف لحقوق الانسان بانها عتيقة وكانه يعمل ضمن عصور محاكم التفتيش ) !. ان احتلال العراق من قبل امريكا جاء لضمان مصالحها للسيطرة على هذا البلد النفطي والمتقدم تنمويا والقضاء على القائد الوطني العروبي القومي المستقل  ( صدام حسين )  وحزب البعث العربي الاشتراكي صاحبا المشروع النهضوي التحرري الكبير.ان المؤسسة القضائية الامريكية عاقبت نيكسون وبعض مساعديه بسبب مخالفتهم للدستور ضمن واقعة معينة.لكنها تبدي عجزا لايعقل عن معاقبة من قام باحتلال العراق وقتل شعبه وتبديد ثرواته.تقول ( ايلين غودمان )  الحاصلة على جائزة بوليتزر ( لقد ترك بوش البيت الابيض ولم يعترف بذرة من الاثم الذي ارتكبه بحرب العراق ولم يتحمل الخطيئة الكبرى عندما اعلن غزوه واحتلاله ) !.

 

و كشفت وثائق ( ويكيليكس )  البالغة قرابة 400 الف وثيقة والتي كتبها الجنود الامريكان من عام 2004 ولغاية 2009 عن حقيقةالحرب في العراق وحمام الدم الجاري فيه في ظل الاحتلالين الامريكي --- الصفوي والحكومات المتعاقبة .بعد ان وثقت الاحداث باليوم والساعة وبالاسماء عن ممارسات المؤسسة الامنية العراقية الطائفية والمليشيات الدينية الطائفية الموالية لايران والذي يعمل المالكي على توحيد بندقيتهم الشيعية الطائفية التي ترى نفسها ربحت العراق ولايمكن ان تجازف بخسارته عاملة على التمسك به بالحديد والنار للحفاظ على هذه المكتسبات باعتبارهم ( اضطهدوا وهميشوا وحرموا وظلموا في زمن النظام السابق ) !!.ان بوش الابن ونائبه تشيني والقادة الميدانيون ومنهم بتراريوس مارسوا الكذب والتضليل عمدا بنقل معلومات كاذبة ومضللة للشعب الامريكي والكونغرس والعالم عن مجريات الاحتلال وتبعاته واطلاق الاكاذيب حول سوء معاملة السجناء العراقيين في ابو غريب الذي يمثل لطخة خزي وعار على ما يسمى الديموقراطية الامريكية وبطلته ( جانيت كاربينسكي )  التي وصلت لرتبة جنرال لتكون مسؤولة عن السجن, تخفي عن مسؤوليها جريمة سرقة ارتكبتها عندما كانت برتبة كولونيل في احدى القواعد الجوية الامريكية! وادعاء ادارة بوش المهزوم ان الجيش الامريكي لايحصي الخسائر الامريكية ( المدنية والعسكرية ) !حيث كشفت هذه الوثائق عن مقتل 103 الف عراقي منهم 65 الف مدني على ايدي ابطال التحرير!!في وزارة الدفاع الامريكية. ( و القتل الاعتباطي )  لاكثر من الف عراقي عند نقاط التفتيش وتسليم السجناء العراقيين الى قوات المالكي ليجري بعد ذلك تعذيبهم واغتصابهم وقتلهم!.يقول احد المعلقين ( ان ما يثير اشمئزاز جنرالات البنتاغون وحنقهم ليس الكشف عن الوثائق السرية, وانما ضبطوا وهم يقولون اكاذيب كنا نعلم انها اكاذيب ) !.

 

ان السياسة الامريكية التوسعية نمت الكذب لدى الجنود الامريكان في العراق وجعلته وسيلة للبقاء عاملة على تغيير تعريف مايسمى  ( جريمة الحرب ) .وتصف احدى الصحف الامريكية عما يواجهه هؤلاء الجنود كل يوم من مأزق اخلاقي رهيب عندما اصيب 500 الف باضطرابات عقلية ويعاني 300 الف منهم من عصاب بعد الصدمة والتكييف مع الحياة العامة.المالكي شكك بهذه الوثائق على انها جاءت متزامنة مع تجديد ولايته والتاثير عليه متهما اسياده الامريكان بتلك الجرائم ودون مشاركته او دعمه او علمه بها  ( وكأن جريمة قتل العراقيين يوميأ لاتعنيه ) !

 

فهذه الجرائم تعتبر مقبولة ومبررة في نظر هؤلاء العملاء وادلاء الخيانة مدعيين ان مقاومة الاحتلال الامريكي تعني ( تعطيل قطار الديموقراطية وتساعد على انتشار الفوضى والارهاب وتعيد توريث الحكم للنظام السابق ) !! ان هذه الوثائق التي ظهرت قبل خروج المحتليين معناه  ( بروز صحوة الضمير الانساني العالمي والقيم الاخلاقية التي لم تعد رهينة لمؤسسات المحتلين ) !. فالقوات الغازية خائفة من تعرض جنودها الملطخة ايديهم بدماء الشابة عبير الجنابي وعائلتها ومجزرة حديثة والاعظمية والفلوجة  ( ام المساجد ) التي قتل فيها 600 شهيد بفعل الهجمات الجوية.وعلى شركاتهم الامنية عندما قام احد حراس شركة ( بلاك ووتر )  وامام الناس وفي وضح النهار بقتل 17 مواطنا عراقيا وجرح 18 خلال دقائق معدودة.انه الانحطاط الاخلاقي ودون خجل من ردود الافعال حول هذه الجرائم. اما العراقيون فيقولون (  ان جحيم حياتنا اليومية اكبر من يؤشر على بيض الصحائف وذلك لان سود الصفائح بتكنولوجيا العصر لم تترك مكان لحديث الناس لان الاحتلال منذ 9-4-2003 كان جريمة بشعة ضد العراق واهله ) !

 

 





السبت٠٧ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٣ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حسين الربيعي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة