شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

(واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)

صدق الله العظيم

 

 

المتابع لسياسة الصهيونية العالمية بعين ثاقبة وبعقل مستنير وبطريقة تفكير جريئ سيجد ان واحد من اهم مرتكزات وثوابت هذه المنظمة الشيطانية هو ان تخفي نفسها وحقيقيتها باظهار نفسها وحقيقتها ..!!!

 

كيف ؟!

 

فبعد تجارب مريرة ودموية فاشلة قتل فيها قادتها وعناصرها توصل دهاقنة الصهيونية العالمية الى ان اخفاء الحقيقة "اي حقيقة" مهما كانت اهميتها ومهما انفق عليها من مال وجهد وخطط وستراتيجيات وتكيك هو امر مستحيل الحدوث ، اي ان الحقيقة لابد ان تظهر في يوم ما .

 

 

ستراتيجية الظهور الصهيونية :

امام هذا الواقع المرير والمشكلة الابدية المستعصية الحل على الصهاينة لجئ هؤلاء الى اسلوب اخر او بالاحرى الى ستراتيجية جديدة ، فقد تحولوا من ستراتيجية الاخفاء الى ستراتيجية الظهور ولكن تحت مسمى اخر وبحجة اخرى وبحال وظرف ومكان وزمان اخر ، اي ان يضعوا لانفسهم حقيقتين مخفيتين الاولى تخفي الثانية والثانية تبتعد وتنئى بنفسها عن الاولى فلا ترابط واضح ولا علاقة ظاهرة انما على تناقض وتضارب وخلط بالاوراق حتى يصل افضل وابرع مفكر ومحلل وسياسي الى الاقرار بذاته بان الامرين لا صلة حقيقة واقعية بينهما .

 

فان عجزت الصهيونية عن اخفاء الحقيقة ، فلابد لها ان تتمكن من التحكم بموعد اعلانها على اقل تقدير . وهكذا توصلت الصهيونية العالمية الى كيفية استغلال الفضيحة والى فن ادارة الاعلام والاعلان وتعلمت ايضا كيف توظف هذا اليوم "يوم الحقيقة "  لصالح مشاريعها واهدافها واغراضها .

 

مثال على ستراتيجية الظهور الصهيونية / تطابق الشيوعية السوفيتية مع الليبرالية الامريكية – حقيقة انكشفت منذ عقود :

كان كارل ماركس " من وجهة نظري الشخصية " صهيونيا متطرفا ، واسرائيليا من الطراز الاول ولم يكن يهودي الماني قط ، وما دخوله المسيحية الا لتلطيف صورته امام الالمان المعروفين بقوة ارتباطهم بامتهم وقوميتهم وديانتهم وبنبذهم لليهود والصهيونية .


فالشيوعية التي اتى بها ماركس لم تقتصر على نهج اقتصادي معين او على فكر سياسي محدد انما هي فلسفة اجمالية تناولت شتى جوانب الحياة من  سياسة واقتصاد وتنظيم دولي وعلاقات دولية وراي وجماعات الضغط ودين واجتماع وفلسفة وتاريخ واعراف وتقاليد ، بمعنى اخر انها تناولت كل شئ الا اليهود والصهيونية.

 

ولو حاولنا التبصر بعين ثاقبة لما جاء في كتابات ماركس وخليفته انجلز لتوصلنا الى ان ظهور الشيوعية في الشرق هي الكفة الموازية لظهور الليبرالية  في الغرب ، وكلتاهما " أي الشيوعية والليبرالية " من انتاج يهودي وبالتحديد من انتاج اللوبي الصهيوني العالمي "أي من انتاج الصهاينة وحلفائهم" ، ولو تبحرنا اكثر في كلا النظريتين سنجدهما متشابهتين الى الحد الذي قد يصل الى درجة التطابق ..!!! رغم مظاهر الاختلاف المزعوم بين النظريتين .


فكلتاهما تدعوان الى نبذ القومية وتبني الاممية ، ونبذ الاديان وتبني الالحاد ، ونبذ الشرف وتبني الفساد "تحت اكذوبة حرية المرأة وهي بالاحرى عبودية المرأة واستخدامها كحاجة من حاجات السوق" ، وشيوعية المرأة والاسرة هي في الصميم تطابق لحرية المرأة في العالم الغربي من الكرة الارضية وبالاخص في الولايات المتحدة الامريكية.

 

وان احتلت الليبرالية الامريكية فيتنام فقد بخلت الشيوعية السوفيتية على الفيتناميين بالسلاح والعتاد بينما وقفت الصين الشعبية"وشيوعية الصين تختلف عن شيوعية السوفيت كون الاولى قد راعت تاريخ وحضارة وتراث الشعب الصيني العريق" موقفا مشرفا داعما لثوار فيتنام . وان ساهمت الليبرالية الغربية عموما في قيام " دولة اسرائيل" فان اول من اعترف بهذه الدولة الاكذوبة هي الشيوعية السوفيتية ، وان مدت الليبرالية الغربية عموما والامريكية خصوصا هذه الدولة المسخ المسماة " اسرائيل " بالمال والسلاح والعتاد والخبراء فقد مدتها الشيوعية السوفيتية بالرجال والنساء اليهود ، وبنفس الوقت نكثت بعهودها ووعودها بالقيادة المصرية في حرب 1967 وتفرجت على مصر الاشتراكية وهي تضرب من الليبرالية الغربية ، مثلما امتعنت عن تزويد العراق بالاسلحة في السنوات الاولى من الحرب العراقية الايرانية ، وتفرجت على ضرب الليبرالية الغربية للعراق وهو الذي يحتفظ بعلاقات اقتصادية وسياسية كان من المفترض بالشيوعية السوفيتية ان تحافظ عليها وعلى الوفاء للعراق . ولو اردنا الحديث عن باقي جوانب التشابه والتطابق بين الفكر والسياسة الشيوعية والليبرالية لاستلزم ذلك منا عشرات الصفحات بل قد يرقى الى بحث دكتوراه في مادة الفكر المعاصر في كلية العلوم السياسية .

 

ايجازا ً وباختصار شديد ، اقول ان الشيوعية من ادوات الصهيونية حالها حال الليبرالية ، حقيقة تخفي اخرى وتصطنع بينهما الخلاف والتناقض لتدعوا امم المعمورة الى نبذ اعرافهم وقومياتهم واديانهم والتمسك بالشوعية اوالليبرالية " وكلتاهما تصب في مصلحة الصهيونية العالمية" ، في الوقت الذي يتمسك اليهود بقوميتهم " المزعومة جزئياً " وبديانتهم "الـمـُحرفة كلياً " وبإعرافهم " الشيطانية " لتمكن لبني صهيون من مـَسخ العالم اذا ما قــُيـِـضَ لهم حكمه .

 

 

حقيقة لم تكشف بعد - اين تـُخفي الصهيونية نفسُها :

في صغرنا عندما كنا طلاب ابتدائية و متوسطة كنا ندرس في مادة التاريخ بان الاستعمار الاوربي اوجد "اسرائيل" لتكون يدا له في الوطن العربي تحول دون وحدة اقطاره في القسم الشرقي الاسيوي والقسم الغربي الافريقي .

 

ثم وبعد سنوات عديدة فهمنا بان الصهيونية العالمية هي التي تستعمل اوربا والولايات المتحدة لتنفيذ مخططاتها ومشاريعها واهدافها والتي منها منع قيام اي وحدة بين العرب ، اي ان الرأس هو "اسرائيل" واليد هي اوربا وامريكا . وهذا عكس ما تعلمناه حينما كنا صغار ولم ندرك بعد حقيقة المؤامرة التي تحاك لنا . وكنا نعتقد بان الموطن الاصلي والاساس للصهيونية العالمية ولدهاقنتها يكمن في الغرب عموما وفي الولايات المتحدة خصوصا على الرغم من ان اوربا وامريكا هما يدان الصهيونية العالمية . وبررنا وجود دهاقنة الصهيونية في اوربا وامريكا على انها المكان المناسب الذي تتوفر فيه الحياة المرفهة والامنة والبعيدة عن ساحات الحروب .

 

ومثلما كنا نعتقد بذلك كنا نعتقد بوجود تحالف تاريخي وستراتيجي بين ايران واسرائيل او بالاحرى بين الفرس المجوس " القومية الدينية " وبين اليهود الصهاينة " القومية الدينية " .

 

ولكن وبعد سنوات طويلة من المتابعة والرصد وتحليل المعلومات عما يدور في المنطقة المحيطة بوطننا العربي عامة وبالجزء الشرقي منه خاصة بعراقنا المجاهد وبالمنطقة المحيطة ، وبعد اعادة استقراء تاريخ هذه المنطقة المليئ بالاحداث الجسام والموغلة في القدم بألاف السنين ، وجدت نفسي امام حقيقة اخرى تراءت امامي حقيقة قد يستغربها البعض ويعتبرها نوع من المبالغة في الحديث عن نظرية المؤامرة . تلك النظرية التي حاول الكثير من مرتزقة السياسة والاعلام ليس نفيها فحسب بل تشويهها وتهميشها وتتفيهها ، وهي حقيقة اين تـُخفي الصهيونية نفسُها .

 

فمن ثوابت ومرتكزات الصهيونية العالمية ان تضع لنفسها حقيقيتين كما اسلفنا وبالتالي فلابد ان يضع دهاقنة الصهيونية لانفسهم مقرين على اقل تقدير يخفي احدهما الاخر بل والمقر الحقيقي لهم قد يكون في موقع ثالث وبذلك فقد وفروا هؤلاء لانفسهم ضمان وامان اوفر مما وفروه لبقية جوانب واقسام الصهيونية العالمية .

 

فبعد انتهاء فعالية واستعمارية اوربا نتيجة الحروب الطاحنة التي خاضتها وخاصة حرب الدول الاوربية الاستعمارية على الاشتراكية القومية في المانيا خلال النصف الاول من القرن العشرين ، اصبح مقر قادة ومفكري وممولي الصهيونية العالمية في الولايات المتحدة وانتقل بعضهم الى فلسطين للاشراف على اقامة دولتهم المزعومة وحتى لا ينتبه احدا الى المقر الحقيقي لهذه المنظمة اذا ما امتنع كبار الصهاينة من الانتقال الى اسرائيل . وبالتالي وضعوا خصومهم امام موقف صعب حيث خلطوا الاوراق بين المقر الامريكي والمقر الاسرائيلي . ولكن ، اين يقع المقر الحقيقي لدهاقنة الصهيونية .. او اين تـُخفي الصهيونية نفسُها ؟!!

 

 

قـُم تـُخفي اخطر حقيقة للصهيونية :

لو تابعنا عن كثب وبتحري دقيق وبطريقة جريئة في التفكير في الاحداث التي حصلت في منطقة الخليج العربي في سبيعينيات القرن الماضي وما لحقها من احداث جسام لم تنتهي بغزو العراق ، لوجدنا ثمة شكوك في مدى حقيقة فرضية التوجه القومي للنخبة الفارسية في زمن الشاه رضى بهلوي وفي فرضية استغلال الاسلام من قبل الخميني لتحقيق مطامع فارسية قديمة ..!!!

 

فعلى الرغم من انتهاء قوة وفاعلية بريطانيا الاستعمارية اثر الحرب العالمية الثانية الا انها استمرت في استعمارها او بالاحرى الى استخرابها لمنطقة الخليج العربي عامة وللامارات العربية خاصة . وعلى مايبدو فان دهاقنة الصهيونية العالمية لم يشاؤوا ان يورثوا الخليج العربي المستعمر من قبل بريطانيا الى الولايات المتحدة الامريكية . والسبب في ذلك هو لان قادة الاستعمار الحقيقيين "قادة الصهيونية العالمية" ارادوا "حلب" البقرة الانكليزية لاخر قطرة والاحتفاظ بصورة جميلة عن الولايات المتحدة الامريكية في هذه المنطقة الحيوية .

 

وبمعنى اوضح فان الصهيونية العالمية ادركت ان منطقة الخليج العربي او مايسموه بالشرق الاوسط مقبل على احداث جسام بعضها نتيجة قرون من الحروب والاستخراب وبعضها من صنعهم هم انفسهم بصورة مباشرة ، وبالتالي فمن الافضل ان تستمر بريطانيا باستخرابها للمنطقة وتلقي الضربات ومواجهة ثورات شعوب المنطقة وخاصة ثورة الشعب العربي في هذا القطر او ذاك بينما يحافظوا على صورة جميلة للولايات المتحدة الامريكية حيث كانت الدعاية الامريكية في ذلك الوقت ترسم صورة امريكا الحرية والليبرالية والديمقراطية والتطور والازدهار امريكا التي صعدت الى سطح القمر .

 

والسبب في ذلك هو تمهيد مدوس ومخطط له جيدا من قبل الصهيونية العالمية حينما يحين موعد دخول الولايات المتحدة الامريكية لهذه المنطقة الحيوية ستدخلها وهي تحتفظ بصورة جميلة لنفسها امام شعوب هذه المنطقة ويكون عصر الثورات قد انتهى او على اقل تقدير تكون الثورات قد فقد بريقها وطفحت على سطحها سلبيات ناتجة عن قلة الخبرة في ادارة الازمات او ناتجة من مؤامرات الصهيونية العالمية عليها "أي على تلك الثورات" .

 

اما بالنسبة لبريطانيا فقد خططت الصهيونية العالمية لها انسحاب مدروس من المنطقة انسحاب يترك المنطقة في فراغ لياتي من يملئ هذا الفراغ ، ومن هنا انطلق نظرية "شرطي المنطقة" . وبالفعل جاء شاه ايران ليكون شرطيا للمنطقة وليملئ الفراغ الذي تركته بريطانيا بانسحابها دون توريث المنطقة للولايات المتحدة الامريكية . وهي فترة امتدت بين عامي 1972 و 1978 أي ستة سنوات لعبت فيها ايران الشاه واحدا من اخطر الادوار في العالم على هذه المنطقة الحيوية .. منطقة الخليج العربي .

 

ولكن ، وحسب ستراتيجية الظهور الصهيونية فان نظرية ملئ الفراغ اوشرطي المنطقة لم تكن الحقيقة انما كانت حقيقة تخفي اخرى . فالحقيقة الثانية المخفية والتي حيك لها الخلاف المصطنع والتناقض المفترض هي حقيقة التمهيد للخميني . وما نظرية ملئ الفراغ او شرطي المنطقة فلم تكن سوى محاولة من محاولات الصهيونية العالمية لتقويض دعامات حكم البعث في العراق من خلال تزويد جماعات البرازاني بالمال والسلاح والعتاد والغطاء السياسي فضلا عن اثارة مشاكل الحدود مع العراق وخاصة حول شط العرب . كما كانت نظرية ملئ الفراغ او شرطي المنطقة في جوهرها وحقيقتها المخفية تعبئة ايران بالسلاح والعتاد الضروريين لتستخدم فيما بعد من قبل الخميني في حربه على العراق والسبب في ذلك هو لتلافي حدوث أي احراج للطرفين الامريكي والايراني لو تم تسليم السلاح الامريكي الى نظام الخميني كون المخطط الجديد يقضي باعلان العداوة بين الطرفين .

 

وحينما ادركت الصهيونية العالمية بحتمية سقوط الشاه في ايران فقد عمدت هي بنفسها الى التخلص منه وبالوقت الذي تراه مناسبا لها ولمخططاتها ومشاريعها خاصة وانه قد فشل في تقويض حكم البعث . فحققت بذلك افضل استغلال لستراتيجية الظهور كما تمكنت من التحكم بموعد الاعلان عن الحقيقة حقيقة وحتمية زوال واحد من اهم حلفائها الا وهو نظام الشاه في ايران فالافضل ان يسقط برضاها عن ان يسقط بالرغم منها .

 

هكذا سقط نظام الشاه في ايران ورغم كل ماقيل عن التوجه القومي الفارسي لهذا النظام فان الحقيقة كانت غير ذلك ، لقد كان نظام الشاه حليف من حلفاء الصهيونية العالمية واحد ادواتها في هذه المنطقة الحيوية . ولم تحركه النزعة الفارسية انما حركته مصالحه مع الصهيونية العالمية وتوجيهاتها واوامرها ، ولو كانت النزعة القومية هي فعلا محرك هذا النظام لما سمح لنفسه ان يكون العوبة بيد الصهيونية تسقطه متى تشاء .

 

وعلى خلفية هذه الاحداث ونظرا لممارسات نظام الشاه القمعية بحق الشعوب الايرانية قامت الثورة عليه تلك الثورة التي لم تاتي من فراغ او من مجرد سخط الشعوب الايرانية عليه انما جاءت من سخط الصهيونية العالمية ايضا ، كونه فشل في تقويض حكم البعث في العراق وبسبب عدم قدرته على تلبية متطلبات ستراتيجية الصهيونية العالمية الجديدة في المنطقة.

 

وبالفعل سرعان ما سرق الخميني هذه الثورة بعد ان اقلته طائرة من باريس الى طهران فاصبح المرشد الاعلى لما يسمى بالثورة الاسلامية في ايران وصادر حقوق ومكتسبات بقية الحركات الايرانية المعارضة لنظام الشاه والتي كانت شريك في سقوط هذا النظام مثل الحزب الشيوعي الايراني ومجاهدي خلق . ومع الساعات الاولى لتسلم الخميني زمام الامور في طهران انطلق بحقده وثاره نحو العرب عامة والعراق خاصة ، وبالتالي نحو تفتيت دول المنطقة وفق منظور طائفي بغيض فرق بين المرء واخيه والابن ووالده والزوج وزوجته ناهيك عن تفتيت المجتمعات والشعوب .

 

وهكذا اشعل الخميني حرب الثماني سنوات ضد العراق مستفيد من ما خزنه الشاه من مال وسلاح وعتاد بينما افتقد للخبرة بسبب حملات الاعدام الجماعية لكبار قادة وضباط الجيش الايراني بسبب قلقه وهلعه من امكانية قيام انقلاب عسكري عليه يطيح به وبنظام الملالي برمته . غير ان ارادة الله عزوجل وتوفيقه لاهل العراق قد مكنت القيادة العراقية من الحاق الهزيمة النكراء بهذا النظام .

 

وفي بدايات حكم الخميني وخلال الحرب تم الكشف عن فضيحة الرهائن الامريكية والتي ثبت تعاون نظام الخميني مع الفريق المساند لرونالد ريغان المرشح للرئاسة الامريكية حينها والمعروف بعلاقاته الجيدة مع المنظمات اليهودية والصهيونية كما كان أهم موضوع في الحملة الانتخابية للمرشح ريغان هو مزاعمه بعجز إدارة كارتر في تقدير أهمية "إسرائيل" . فاتفق الطرفان على افشال أي جهود لاطلاق سراح الرهائن في عهد الرئيس الامريكي  جيمي كارتر وذلك من اجل افشال كارتر من الفوز بولاية ثانية حيث كانت الانتخابات الامريكي لعام 1981 على الابواب مقابل وعود بتصدير السلاح والافراج عن اموال الشاه المجمدة وتسليمها لايران ، على ان يتم تبادل الرهائن والافراج عن الاموال المجمدة وتصدير الاسلحة عند تسلم رونالد ريغان زمام الامور في البيت الابيض .

 

كما تم الافصاح عن فضيحة اخرى وهي واحدة من اغرب واخطر صفقات السلاح عرفت فيما بعد بفضيحة ايران غيت حيث ثبت قيام "اسرائيل" بتزويد ايران باسلحة امريكية الصنع عبر طائرات الشحن التجاري التي اسقطت احداها من قبل طائرات سوفيتية قرب الحدود مع تركيا .

 

ورغم كل هذه الوقائع ورغم عدوانه على العراق فقد نجح نظام الخميني من ايهام البعض بشعارات الثورة الاسلامية بينما استطاع من شراء ذمم اخرين ليطبلوا ويزمروا ويهلهلوا له ولنظامه ولشعاراته .

 

امام هذه الوقائع والاحداث المهمة اعتقد خصوم الولايات المتحدة و"اسرائيل" وايران بان العلاقة التي تربط هذه الاطراف هي عكس ما يتم الحديث عنه في اعلام هذه الدول الثلاث وعلى النقيض مما يتم الحديث عنه من قبل بعض الموهومين والمرتزقة في وسائل الاعلام الاخرى . أي اعتقد خصوم هذه الدول الثلاث بان علاقة الولايات المتحدة و"اسرائيل" بايران هي علاقة ود وتفاهم على اسس المصالح المشتركة بين هذه الاطراف .. لا علاقة عداء وحرب وصراع .

 

وبعد الغزو الامريكي لافغانستان والعراق جرى تحول كبير من قبل خصوم الولايات المتحدة و"اسرائيل" وايران في فهم العلاقة التي تجمع هذه الدول الثلاث ، حيث اعتقد خصومهم بان علاقة هذه الاطراف فيما بينها هي علاقة تحالف ستراتيجي متين وليس مجرد علاقة ود وتفاهم على اسس المصالح المشتركة .

 

ولكن لو تمعنا النظر في كل هذه الاحداث من سقوط نظام الشاه الى يومنا هذا فسنجد ان الامر اكبر واخطر مما تم التوصل اليه . فخلف كل حقيقة هنالك حقيقة اخرى تختفي وراءها ، فما ارادت الصهيونية العالمية الترويج له بان نظام الخميني على نقيض من الولايات المتحدة واسرائيل وسياستهما لم تروج له بالشكل المطلوب لتخفي حقيقة علاقة الولايات المتحدة واسرائيل بايران بل على العكس تم تسريب معلومات مهمة تفيد بوجود تعاون بينهما مع ايران . وهنا نطرح التسال الاتي وهو ، لماذا لم تتقن الصهيونية العالمية اخفاء علاقة الولايات المتحدة و"اسرائيل" بايران ؟! لماذا لم تلجئ الى ستراتيجية الظهور بحقيقيتين لتخفي الحقيقة الاهم والاخطر ؟!

 

في الحقيقة ان الصهيونية العالمية استخدمت فعلا ستراتيجيتها ستراتيجية الظهور ونجحت بامتياز من اخفاء الحقيقة الاهم والاخطر..!!!

 

كيف ؟!

 

لو تاملنا جيدا وبعين ثاقبة للامور والاحداث الجارية منذ سقوط الشاه سنجد انفسنا امام ستراتيجية معقدة للصهيونية العالمية ، حيث اعتمدت هذه المرة على السيناريو الاتي :

 

الترويج بوجود تناقض وتضارب بين ايران من جهة والولايات المتحدة و"اسرائيل" من جهة اخرى ، الا ان هذا التناقض المفترض وضعت فيه الصهيونية العالمية ثغرات معينة تدل خصومها على حقيقة مخفية نسبيا "ولكن مزيفة وليست الاصلية " وهي وجود علاقة تعاون بين الدول الثلاث " الولايات المتحدة واسرائيل وايران " وهكذا تضع الصهيونية العالمية خصومها في الموقف المطلوب وهو موقف الاعتقاد بوجود علاقة ود وتفاهم على اسس المصالح المشتركة بين هذه الاطراف او حتى تحالف ستراتيجي متين بينها . بينما الحقيقة المخفية فعلا والمغيبة لحد الان الحقيقة الاصلية ان صح التعبير هي ان ايران الملالي هي المقر الرئيسي والاساسي الذي تـُخفي الصهيونية العالمية دهاقنتها فيه ، حيث تتوفر بيئة حاضنة لهم وحيث تتوفر ثقافة الحقد والانتقام في ايران عموما وعند النخبة الفارسية خصوصا  ضد العرب والعراق بل وضد الاسلام والمسلمين ايضا. كما توفر مساحة ايران الشاسعة عنصر الامان للنخبة الصهيونية حيث يستحل على الاخرين اكتساح ايران باكملها لو نشبت حرب اخرى مع العراق او مع احدى دول المنطقة .

 

ومن المفيد هنا ان نذكر انفسنا بوقائع التاريخ منذ زمن الدولة البابلية العظيمة حيث تعاونت النخبة الفارسية المجوسية مع النخبة اليهودية لتدمير بابل وافناء حضارتها واحتلال العراق لاكثر من احد عشر قرنا من الزمان. ومن ثم في زمن صدر الاسلام وافتعال المجوس واليهود للفتن بين المسلمين كما هو الحال مع اغتيال خلفاء المسلمين عمرالفاروق وعلي الكرار رضي الله عنهم او كما هو الحال في فتنة التمرد على خليفة المسلمين عثمان بن عفان رضي الله عنه . وكما هو الحال مع فتنة واقعة كربلاء حيث استشهد الحسين رضي الله عنه حفيد رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وسيد شباب اهل الجنة .

 

اما في عصرنا الراهن فكلنا سمعنا اورأينا اوعشنا العدوان الايراني على العراق الذي استمر لثماني سنوات متتاليات لم تراعي ايران التي تدعي الاسلام حرمة الاشهر الحرم ولم تراعي حقوق الاسير واعدمت وعذبت اسرى العراق لديها ومثلت بهم وقطعتهم اوصالا بعد ان ربطوا الاسرى بين سيارتين متعاكستين الاتجاه. ونتذكر ايضا الوعود التي قطعها نظام الملالي للقيادة العراقية قبيل العدوان الثلاثيني على العراق حيث ابلغت الحكومة الايرانية السيد طارق عزيز بعدم الحاجة لوضع قوات عراقية على الحدود العراقية الايرانية  وان ايران ستكون سندا للعراق في حربه ضد الشيطان الاكبر وسرعان ما تبخرت هذه الوعود بعد قيام الحرب لابل جرى نقيضها تماما حيث ادخلت ايران عشرات الالاف من عناصر حرس خميني الى الاراضي العراقية لتعيث فسادا ولتدمر ما لم تستطع ماكنة الحرب الثلاثينية تدميره . ونتذكر كيف تراجعت ايران عن وعودها للقيادة العراقية بقطع النفط احتجاجا على العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني عام 2001 اذا ما اعلن العراق اولا قطع امدادات النفط ، وفعلا قطع العراق امدادات النفط ولكن ايران تخلت عن وعدها ولم تقطع ولو برميل واحد . ونتذكر كيف عاونت ايران الولايات المتحدة  في غزو افغانستان والعراق .

 

اما تبجح الملالي بدعمهم لحزب اللات في لبنان او لحماس في فلسطين على اعتبارهم حركات مقاومة ضد اسرائيل ، فان ايران تدعم الاسوء في العراق .. تدعم حكومة اتى بها الشيطان الاكبر اتت بها الولايات المتحدة الامريكية ، وتدعم الغزاة الامريكان انفسهم وتدعم عمليتهم السياسية مثلما تدعم فرق الموت والقتل والاجرام في العراق وتقف وتحرض بل وتقاتل المقاومة العراقية العظيمة هذه المقاومة الباسلة التي واجهت العدو المفترض لايران .. الشيطان الاكبر .. الولايات المتحدة الامريكية .

 

فايران تحت نظام الملالي اصبحت من حيث الفعل والواقع هي اسرائيل الحقيقة . هي من تحرض على تقسيم وتجزئة الاقطار العربية والاسلامية وهي من تخلق الفتن وتزرع الانقسامات في المجتمعات العربية والمسلمة وهي من تحارب العروبة باسم الاسلام وهي من تكفر المسلمين باسم الاسلام وهي من حاربت وماتزال تحارب المقاومة العراقية والافغانية وهي قد تسببت باذى على الشعب العراقي والافغاني والفلسطيني واللبناني اكثر مما تسبب به الولايات المتحدة او "اسرائيل" .

 

ان النخبة الصهيونية تختفي اليوم خلف حوزات قم وطهران .. وتحارب الاسلام بأسم الاسلام ، وتحارب ال بيت الرسول الاطهار رضي الله عنهم اجمعين بأسم محبتهم .

 

وان كنا قد بيينا في مقالات سابقة بان انسحاب العدو الامريكي من العراق لن يتم الا عندما يشعر هذا العدو بخطر حقيقي يهدد كيانه الامبرالي في العالم برمته ، وان تحرير العراق التام لن يتحقق الا بتدمير العدو الامريكي ، وان زوال الكيان الصهيوني المسخ لن يحصل الا بعد زوال تاثير الولايات المتحدة الامريكية على العالم ، وان تحرير فلسطين لن يتم الا بعد تهديد وتهديم وتدمير الاقتصاد الاسرائيلي ، فان تدمير وزوال الصهيونية العالمية كفكر وكعقيدة وكنخبة "وليس كمنظمة عالمية" لن يتحقق الا بعد تدمير وزوال نظام الملالي في ايران واسترجاع الشعوب الايرانية لحقوقهم المغتصبة وبالاخص عودة الاحواز العربية العراقية للعراق .

 

ورب سائلا يسال ويقول : كيف نجمع بين الصهيونية العالمية وهي عالمية وبين نظرية تخفي نخبتها في ايران وايران ليس لها بعدا او ستراتيجية عالمية ؟!

 

ان الاجابة على هذا التسأول المهم يكمن في معرفة حقيقة اهداف المنظمة الصهيونية وحقيقة نشوء دولة اسرائيل . فان حقيقة هذه الاهداف تنحصر في معادة العرب والمسلمين اولا وقبل كل شئ فالصهيونية رغم عالميتها الا ان اعداءها الاساسيين هم العرب والمسلمين وبقية امم المعمورة تاتي بعدها كـُلِ حسب علاقته بالعرب والمسلمين .

 

ان الصهيونية العالمية رغم عدواتها للقومية وللاديان بشكل عام الا ان من يحتل سلم الاوليات في الستراتيجات الصهيونية هي القومية العربية والدين الاسلامي . لان بزوال وتدمير العروبة والاسلام يمكن للصهيونية العالمية من السيطرة او الهيمنة على بقية امم الارض . اما بوجود العدو الاول والاخطر وهو العرب والمسلمين والعروبة والاسلام فان هيمنتها وسيطرتها على باقي امم الارض واديانها ليس له قيمة بوجود العدو الاول والاخطر . وبالتالي فان ايران خير مكان لنخبة الصهيونية طالما يحكمها نظام الملالي المعادي والحاقد على العرب والمسلمين وعلى العروبة والاسلام لاسباب تاريخية موغلة في القدم لالاف السنين .

 

وكل هذا لن يحدث الا بعد وعي العرب والمسلمين لحقيقة العدو الذي يواجهونه ، العدو الذي يحيك ويدبر ضدهم المؤامرات والفتن ليل نهار .

 

وباذن الله جلى وعلا فان خير من يعي ويدرك هذه الحقائق هو حزب الرسالة الخالدة الخاتمة حزب البعث العربي الاشتراكي المؤمن المجاهد . حزب النضال والمقاومة والجهاد حزب التحدي والتصدي حزب الصبر والمطاولة والصمود ..

 

واخيرا لابد لنا ان نؤكد على ملاحظة مهمة جدا وهي ان ستراتيجية الظهور او ستراتيجية الحقيقيتين الصهيونية لا تنحصر على اثنتين فقط بل هي ستراتيجية مزدوجة ، أي وبمعنى اوضح فقد يمكن للصهيونية ان توجد عدة ازواج من الحقائق في آن واحد وفي منطقة واحدة او ان توجد عدة ازواج من الحقائق في اوقات مختلفة وفي اماكن متباعدة في المعمورة ، فبالاضافة الى ستراتيجية الشيوعية السوفيتية – الليبرالية الامريكية ، هناك مثلا ستراتيجية الصهيونية – الماسونية وهناك ستراتيجية اسرائيل - ايران.

 

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرفيق رأفت علي والمقاتل النســـر

بغداد الجهاد

٢٤ / تشرين الاول / ٢٠١٠

 

 





الاربعاء١٩ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٧ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق رأفت علي والمقاتل النســـر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة