شبكة ذي قار
عـاجـل










نسمع ونقرأ بين الحين والأخر أن القوات الأمريكية المقاتلة ستنسحب نهائيا من العراق في نهاية عام 2011 وأن الكثير من العراقيين يعولون على الوعود الأمريكية الفارغة خصوصا تصريحات قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ريموند أودييرنو ويعتبرون أن وعود الإنسحاب إن تحققت تعني تخلص العراق من الإحتلال والإستعمار الأمريكوصهيوني والفارسي الصفوي. أودييرنو صرح قبل حوالي إسبوعين بأن أخر جنوده المنسحبة من العراق ستنسحب من شماله ودعى الى نشر قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في شمال العراق بسبب إستمرار الخلافات بين العرب والأكراد وأن القوات الأممية المنتشرة ستشكل بديلا لإستمرار تواجد القوات الأمريكية هناك غايتها منع التوترات العرقية والإنزلاق في حرب أهلية. الجنرال أودييرنو لم يتطرق الى الدور الذي ستلعبه مرتزقة الشركات الأمنية في العراق بعد الإنسحاب – إن حصل حقا مثل هذا الإنسحاب – ولم يتطرق الى الدور الذي ستلعبه القوات الأمريكية المنطمرة في الجيش العراقي الذي شكلته قوات الإحتلال والذي يتكون في معظمه من كوادر مليشيات الأحزاب العميلة.


أن وعود إنسحاب القوات الأمريكية من العراق بشكل كامل والتخلص من الإحتلال وإرجاع العراق الى حاضنة الأمم المستقلة عن الإرادة والتأثير والنفوذ الأمريكي دون طرد الإحتلال من خلال الكفاح المسلح المستمر الذي تخوضة المقاومة العراقية المسلحة الباسلة ما هي إلا وعود بغضاء كاذبة فاقدة المصداقية ولا يصدقها إلا الجهلة والعملاء من لهم مصالح في ترويج مثل هذه الإدعاءات لإيقاء إستمرارية الإحتلال الصهيوأمريكي والفارسي الصفوي في عراقنا المغتصب بشكل أو بأخر. الأخبار التي نسمعها ونقرأها من خلال متابعاتنا اليومية تقول عكس ذلك حيث أن وزارة الخارجية الأمريكية تستعد لإختيار جيشها الخاص بها في العراق – المتكون من مرتزقة الشركات الأمنية وقوات أمريكية أخرى - لحماية السفارة الأمريكية الضخمة في مغتصبة المنطقة الخضراء والمصالح الأمريكية في العراق بشكل عام. لقد طلبت وزارة الخارجية الأمريكية فعلا مروحيات من طراز بلاك هوك، 50 عربة مدرعة مقاومة لألغام الكمائن، شاحنات وقود، نظم مراقبة عالية التقنية، ومعدات عسكرية أخرى. وقد ذكرت صحيفة مكلاتشي بأن بعد عام ونيف من الأن سيكون بإمكان مقاولي ومرتزقة وزارة الخارجية الأمريكية العاملين في العراق والتي يقدر عددها بأكثر من 180 ألف مرتزق قيادة عربات مدرعة، تحليق الطائرات العمودية المقاتلة، تشغيل نظم المراقبة، حتى إسترداد الإصابات والخسائر إذا كانت هناك حوادث عنف، والتخلص من الذخائر الغير منفجرة. في هذا السياق نود التنوية بأنه لأول مرة نسمع أن وزارة خارجية لبلد ما تمتلك أو ستمتلك جيشا خاصا بها لحماية مصالح بلدها. هذا تطور جديد وخطير تستحدثه الإمبيريالية الصهيوأمريكية لإدامة سيطرتها على مقدرات الشعوب ونهب خيراتها.


كما ذكرنا سابقا في كل مقالاتنا المنشورة بهذا الخصوص أن العراق لا يتحرر إلا من خلال فوهة البندقية المقاتلة المخلصة والشريفة وهذا لا يتحقق دون توحيد كل فصائل المقاومة تحت قيادة عسكرية واحدة وقيادة سياسية موحدة تعمل ضمن برنامج ثوري تحرري متفق عليه. كفى خداع أنفسنا ... المقاومة المسلحة ثم المقاومة المسلحة ثم المقاومة المسلحة هي التي ستعيد العراق الى حاضنة الأمم المستقلة وهي التي ستعيد كرامة الشعب العراقي وتسترجع أمواله وحقوقه المنهوبة.

 

 





السبت١٢ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٤ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب دجلة وحيد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة