واحدة من الأموات قالوا وجالوا
أمة العرب هكذا أصبح الحـــــــــال
تحني الرؤوس بلا حياء أو أسف
والماضيات من أيامها بالطيب تختال
عم الظلام والبؤس بأبنائها زمنا
والقيد في أعناقهم يلــف فتــــــــــال
يجوس الأغراب تيها في أرضها
وهي في غفــوة والنــوم قتـــــــــال
وطن العروبة صار للمحتالين وكرا
صغار الثعالب مجد الآباء غالـــــوا
واذا بالنور يشع في القلب منهـا
في دمشق وفي مصر ثورة مرسال
أبت سليلة المجد بغداد تخلفــها
عن مركب الأختين للنصر نـــــوال
وعمت زغاريد الحرائر كل شعب
وقال الأماجد عدنا نكسر الأغـــلال
وطافت الآمال في ربوعنا زمنا
نصر يتلوه آخر كالغيث ينهــــــال
بطولات وأمجاد في الأوراس مكمنها
ثورة مدودها الى ظفار ترحـــــال
فزع الغيلان في غرب المحيــط
وتهيبوا من نهضة زادهـــا التسآل
فتوالى كيدهم في عتمـــة الدجى
غــدر الثعابيـن لم يمنعه ســـربال
وتكالبت قوى الظلماء على أمل
وطن العروبة كبا وارتاح عـــذال
وتهاوت صروح للمجد شامخة
وأطفأت منارات وتسيد الجهـــال
وعادت عصور الظلام بأشباحها
تغزو العقول وتفسد الأجيـــــال
حتى صار البوح بالآمال هــذرا
من يقول به كمـن يلحــــق الآل
ومن أعماق هذا الأحباط نــادى
في تونس الخضرا المنادي والهلال
بوعزيزي لم يشعل النار في جسد
بل أوقد ثورة للياسمين زلـــــزال
ثورة فاح منها الشذى عبقـــــــا
يعصف بالجلادين الى الأزبال أرذال
وفي أرض الكنانة بركان غاضب
أنزل على هام الفراعين أهــــوال
عروش لم يحمها الأوزون فوق رؤوسها
حكام جللوا بالعار وتساقط التمثال
وتدفق الأحمر القاني في شرايينها
حياة , أمة العرب فليخرس القوال
