شبكة ذي قار
عـاجـل










كانت بشرى سارة على قلب الانسانية تاسيس المنظمة البريطانية لغوث الاطفال عندما صرحت اغلنتاين جب عام 1923 قالة: "اعتقد انه قد حان الوقت لكي نطالب بحقوق خاصة للاطفال ، وان نسعى جاهدين للحصول على اعتراف دولي بها".


وكان من بنود اهداف هذه المنظمة تامين الوسائل الضرورية كافة للنمو الطبيعي للطفل ماديا وروحيا ووجوب اطعام الطفل الجائع والاعتناء بالطفل المريض واعانة الطفل المتخلف والاهتمام بالطفل المعوق وحماية ومساعدة الطفل اليتيم والمشرد .


ووجوب ان يكون الطفل اول من يتلقى المساعدة في الظروف والاوقات العصيبة وحماية الاطفال من اشكال الاستغلال كافة ،وضرورة تأمين معيشه مناسبه لهم .
كما جاء في الاعلانات الدولية لحماية الاطفال والتي بدأت تتلاحق نتيجة التقدم الانساني ونشاط المنظمات الدولية للنهوض بحل مشاكل هذا القطاع المهم ومنها ولادة اعلان جنيف لحقوق الطفل عام 1924ومن مبادىء هذا الاعلان ،حق الطفل في النمو الجسدي والطبيعي ماديا وروحيا وايلاء الطفل الجائع عناية خاصة وكذلك الطفل المريض والاهتمام بالطفل المعوق .


ثم جاء الاعلان العالمي لحقوق الانسان الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة عام 1948واتفاقيات جنيف الاربعة عام 1949وبروتوكوليها الاضافيين عام 1977ثم الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل عام 1989والتي اعادت تاكيدها على بعض المبادىء التي اعلنها ميثاق الامم المتحدة وخاصة تلك المتعلقة بالكرامة المتاصلة ببني البشر وبحقوقهم المتساوية وغير القابلة للتصرف دون تمييز بسبب العنصر او اللون او الراي السياسي .


والمقصود بالطفل في اتفاقية 1989هو كل انسان لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القوانين المطبقة عليه في بلاده (م 1من الاتفاقية)وقد ذهبت هذه الاتفاقية الى حق الطفل في تكوين جمعيات (م20) من الاعلان العالمي لحقوق الانسان وحقه في التعليم (م 28 ب من الاتفاقية)وحقه في حماية مناسبة من الاستغلال والانتهاك الجنسي(م 34 ب من اتفاقية1989) وغيرها من الحقوق التي تضمن حياة حرة كريمة للطفل في كل انحاء العالم .


وكانت الاتفاقية بمثابة انجاز غير مسبوق وفريد للجمعية العامة للامم المتحدة في مجال الاهتمام والعناية بحقوق الاطفال وايلاءها الحماية القانونية اللازمة .
ان استمرار الحرب على العراق منذ 491980التي ابتدات باشعال الحرب بين العراق وايران وادامة استمراها حتى 881988ثم اشعال الحرب في الخليج في الصفحة الاولى من ام المعارك وما رافقها من جريمة يؤذي الانسانية سماع ما تحصل منها من ادلة كافية لادانة مرتكبيها وهي جريمة الحصار الجائر على اطفال العراق والمجتمع العراقي تحت حجج لا تستحق ان نضحي بمصلحة الطفل العراقي والمجتمع العراقي تحت طائلها وهو غير مسؤول عن جريمة تخلقها امريكا وتفرضها على الشعوب ، ثم في الصفحة الثانية بالهجوم على العراق عام 2003والتي كانت اخطر محطاتها دخول الجيش الغازي بغداد في 942003واستمرار الحرب بعد ان تحولت المواجهة بين العراقيين وبين الغزاة الى مقاومة شعبية مستمرة حتى لحظة كتابة النداء ولحين جلاء المحتل واذنابه ،وما رافق جريمة احتلال من خلق صور كاذبة تحت عناوين براقة تذكرنا برواية جورج ارول ""1984""ووزارة الحقيقة التي تعني وزارة الكذب فجميع الصور التي قدمها المحتل هي تسميات الى ما يناقض معاني تلك الاسماء ومنها ما يسمى بالحكومة الوطنية او الدستور او الانتخابات جميعها كذب وعزاؤنا الوحيد هو ان هذا الكذب لم ينطلي على العراقيين .


وهذا الجرم اللااخلاقي ادى الى انتهاكات خطيرة وغير مسبوقة لحقوق الطفل منها على سبيل المثال لا الحصر :


1.التشتت الاسري بعد ان بلغ عدد الايتام في العراقل اكثر من مليون يتيم وبلغ عدد الارامل اكثر من مليون ارملة.


2.بلغ عدد المشردين خارج العراق دون توفر اية رعاية صحية او تعليمية لهم اكثر من مليوني طفل .


3.خضوع اطفال العراق للتحقيق والتعذيب في اقفاض الاسر سواء من اتهم بارتكاب جريمة او من اجل ان يكون وسيلة ضغط على احد المطلوبين لقوات الاحتلال .ولو اجرينا احصائية لعدد الاطفال المشمولين بتعريف اتفاقية 1989لوجدنا ان الاطفال العراقيين الذين افلتوا من التحقيق نسبة ضئيلة .


4.قيام القيادة العسكرية لجيش الاحتلال باستحداث منظمات ارهابية تعمل وفقا لتوجيهات المحتل تحت تسميات القاعدة او المليشيات الطائفية التي سمح لها بالتكون والاستعراض اما انظار جيش الاحتلال وكان الغرض منها اشعال فتنة طائفية لقتل اكبر عدد ممكن من الشباب العراقيين وكان الاطفال هم عماد هذه التشكيلات المسلحة وهم الضحايا المغرر بهم وهذه جريمة لا اخلاقية على المجتمع الدولي ان يتصدى لفضحها لكي لا يستمر المحتل بتطبيق نموذجها في الدول التي يحتلها .


5. تدمير اي حق كان متوفر للطفل قبل الاحتلال مثل التعليم والرعاية الصحية وغيره من الحقوق مما نصت علية واوجبته المنظمات الخاصة برعاية الطفولة .


6.اصابة نسبة كبيرة من الاطفال بالاورام السرطانية وبشكل كبير جدا في جنوب العراق نتيجة استخدام الاسلحة المحرمة مثل اليورانيوم والذي يدخل الان حتى في الخضر المزروعة في تلك الاراض الملوثة وهذا يعني ابادة جماعية مستمرة للمجتمع العراقي يجب ان يسال عنها المحتل لانه هو الفاعل المتعمد والذي يقصد نتائجها وبذلك فهي جريمة ضد الانسانية يتوفر فيها ركني الجريمة المادي والمعنوي، من اجل قيم الانسانية .


7.لا يزال قسم كبير من الاطفال في العراق اسرى في اقفاص الاسر ينتظر موقف انساني من المنظمات الدولية للضغط على المحتل واجباره على اطلاق سراحهم واعادتهم الى عوائلهم والى مقاعد الدرس والحياة الطبيعية المفقودة في العراق .


8. ان الجريمة التي نشرتها وسائل الاعلام السويدية وهي سرقة الاطفال ثم بيع اعضاء اجسامهم وهي سوق رائجة في عراق ما بعد الاحتلال وان صرخة الاعلام السويدي هي صرخة انسانية لم يفق بعد عليها المجتمع الانساني المخدر والمهيمن عليه من قبل امريكا والمنظمات الصهيونية العالمية .


النداء


المنظمات الانسانية اليوم مطالبة وبموجب نصوص مواثيقها المعلنة للوقوف بحزم من اجل ايقاف التدني في اداء الحقوق المنصوص عليها في تلك المواثيق ومنع التراجع اللاانساني الذي فرضته الادارة الامريكية على تلك المنظمات بالتضليل حينا وبالتهديد اخرى ،والوقوف بحزم ضد هذه الجريمة المستمرة التي ارتكبتها امريكا ومن حالفها بحق الطفولة في العراق وان استمرار السكوت وعدم قيام المنظمات الانسانية بواجباتها التي تمليها عليها مواثيق تلك المنظمات سيؤدي الى تدهور خطير في قيم المجتمع الانساني يهدم كل ما توصلت اليه الانسانية من تقدم .


على المنظمات الانسانية ان تتحرك بسرعة لانقاذ ما تبقى من اطفال العارق ومحاسبة امريكا ومن معها عن الجرائم التي ارتكبت بحق الاطفال في العراق والعمل بسرعة على فك اسر الاطفال والزام امريكا بتوفير الرعاية الطبية للاطفال الذين اصيبوا بامراض الدم السرطانية والاورام وتقديم الرعاية للمعوقين الذين تسبب استخدام الاسلحة المحرمة دوليا بالتاثير على نموهم الجنيني وجعلهم ياتون الى الحياة مشوهين .


والحمد لله رب العالمين
 

 





الخميس١٠ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٢ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب صادق احمد العيسى نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة