شبكة ذي قار
عـاجـل










( خامساً ) الدرس الوطني والقومي

 

إن قيادتنا إدركت الدرس و مخاطره ومنذ أول أيام الثورة,وتفحصت جوانبه وحاولت بعد مرور أيام من الحرب العدوانية على العراق الذي شنها نظام الملالي في عام 1980, في قبولها للمبادرات الدولية وخاصة مبادرة الرئيس ضياء الحق الرئيس الاسبق لدولة باكستان بوقف إطلاق النار,وتجاوبت مع الكثير من المبادرات الدولية ولكن الموضوع لم يكن مسئلة حدود أوإختلافات في تفسير إتفاقيات بين العراق و إيران ,إنه مخطط يقع في حلقة من حلقات التأمر على الثورة ,وضمن ستراتيجية إحتواء ثورة البعث الخالد. ولكن ظروف انتهاء الحرب والاندفاعات الثورية لإعادة بناء العراق ما بعد النصر العظيم الذي تحقق في 8/8/1988 لم يتيح للقيادة في العراق أن تلتفت إلى اللاعيب الخبيثة للادارة الأمريكية ,فأظهرت تقرباً من النظام الثوري عسى أن تكون وسيلة بديلة للاحتواء,ولما فشلت في ذلك لجئت الى المؤمرات والتي تتقن فنها وبإستخدام عملائها ,فكان تفكير القيادة مبني على اللالتزمات الأخلاقية في حين أن الامبريالية تتحين الفرص للاجهاض على الثورة و مكتسباتها وفي نفس الوقت على الانتقام من الاهانة التي أقدمت الثورة عليها في تأميمها للثروة الوطنية في عام 1972 وهوحق وطني وقومي.إن سياسة الاحتواء التي مارستها الامبريالية ضد ثوة العراق مرت بمراحل متعددة و كانت تاخذ أشكال مختلفة:


1_المرحلة التي أعقبت نجاح الثورة في تنقية صفوفها في 30تموزعام 1968 ,فكانت سياسة إحتواء الثورة مبنية على التأمر العلني وبإستخدام عملاء من خارج محيط الثوار,وخير مثال على ذلك المؤامرات في عام 1970.


2-يعد عملية التأميم الخالد في 1حزيران 1972 ونجاحه ,تكون الثورة قد دخلت مرحلة الهجوم على المصالح الامبريالية,وهذا جعل الامبريالية والصهيونية تُصَعُدْ من مؤامراتها وبشكل نوعي بحيث نجحت في إختراق سياج الثورة ونسج التأمرعليهاوفي هذه أيظا تفشل في إحتواء الثورة وخاصة بعد تجرئها بكسر طوق فرضته الامبريالية في حينه على دولة المانيا الشرقية بعدم الاعتراف بها كدولة خارج المنظومة الاشتراكية فكان الاعتراف العراقي يحمل دلالات كبيرة ومنها تحدي للامبريالية في قراراتها, والتحدي الاخطر في للنظام الثوري في العراق هي مساهمته المهمة والمصيرية في حرب تشرين وتأثيره في تغير الموازنات العسكرية والسياسية في هذه الحرب والتي لولا إشتراك العراق فعلياً فيها لانتكس الوضع العربي بشكل خطير ,اثر على الموقف العسكري على الجبهتين المصرية والسورية المواجهة للعدو,الامر الذي أربك الامبريالية الصهيونية في جملة خططها,فكان التفكير بإحتواء الثورة بمشاغلتها بحرب دامت 8 سنوات,وقد مرت لحظات خطرة ومصيرية بالثورة في سنين الحرب سواء على الصعيد العسكري أو الاقتصادي وكانت تنتظر الامبريالية الصهيونية أن تسلم الثورة رايتها لها وتخضع لقوانين لعبتها وهذا يضافً لجهل الامبريالية بالثورةوبمبدئيتها. وتستمر الثورة وتنتصر وينتصر الشعب والامة معها في إيقاف الهجمة الصفراء التي أججها ملالي طهران,فكان النصر العظيم في 8أب في 1988 .


3-بعد تحقق النصر العظيم ,وكانت الثورة وقيادتها تزدحم أمامها جملة من الطموحات الكثيرة لتحقيقها, وفي خضم ذلك كانت الامبريالية الصهيونية تبرمج خططها في التعامل مع ثورتنا وخاصة بعد أنتصارهافي الحرب و ما سوف تخلقه من أثار إيجابية على الصعيد المعنوي العربي والعالمي لشعوب تتطلع الى ثورتنا و إنتصاراتها ,وإذا تنزلق الثورة في موضوعة الكويت ويتم التعامل معها بقواعد تختلف عن قواعد الامبريالية اللاخلاقية وواحدة منها هي إختلاق موضوع حاضنات الاطفال,وبما أن الثورة له مقايس مبدئية لايمكنها أن تتوازن مع التكتيكات الامبرياليةالصهيونية وعملائهم من العرب ,أقول افقد هذا التباين في التكتيك الثورة لعنصر مواجهة هذه الاكاذيب والاساليب الديماكوجية وظهرت الثورة ونظامهاأمام الرأي العام الدولي بمظهر على غير حقيقتها,والى جانب ذلك لم يستطيع بعض رجالات الثورة أن يحسنوا التعامل ويتقنوا فن التكتيك مع بعض القادة العرب اللذين هم بألاساس كانوا عنصر من عناصر المؤامرة على العراق وخاصة في مجابهتهم في مؤتمر القمة الذي أنعقد لغرض أضفاء الشرعة على المشاركة العربية في العدوان على العراق,وهو الامر الذي كان على بعض المسؤولين في العراق أن يلاحظوه ومنذ التلكأ بل التهرب من عقد لقاءات عربية مع العراق في تموز 1990 لحل الموضوع قبل الذهاب لمؤتمر قمة التأمر..والامر الاخر هو الصفاء الذي تعاملت به القيادة العراقية ومبدئيتها عندما لجئت الى إيران ووثقت بقيادتها الحاقدة عى العرب وعلى البعث بشكل خاص وكان الوثوق بها وكبادرة حسن نية من العراق وقد تنازل العراق عن بعض حقوقه الدولية وأئتمن عندهم الطائرات الحربية والمدنية والتي لم تعيدها إيران الى يومنا ,هذا وبالرغم من أن عملائه يحكمون العراق.ومع بدء العدوان لم يقف ملالي طهران مكتوفي الايدي بل أرسلوأ قطعان من عملائهم ليخربوا ويقتلواويساهموا مع دول العدوان في حرب ضروسة ضد العراق وبدلاً من أن يقفوا مع العراق البلد الجار والمسلم,بل وصل الامر بهم الى إرسال عناصر من خابراتهم ومن فيلق اقدس للقتل والتخريب في العراق .فكانت مؤأمرة العدوان في 1991


4-بعد العدوان على العراق في 1991وخرج العراق وثورته من المحنة بهمة المؤمنين وأعادوا ما دمره العدوانيين وعملائهم,بحيث قامت حملات إعادة ما دمره الاشرار وبقدرات بسيطة ولكن تم تحقيق ما يرتقي الى الاساطير أسرت الصديق وغاضت الاعداء. فأخذت سياسة الاحتواء للعراق شكلا جديداً في محاصرته حصاراً لم يعرفه التاريخ المعاصر, حاصروا تحرك طيرانه بين خطوط عرض وطول لاحكام الحصار عليه ,وكانت تتأمل الامبيالية الصهيونية أن ينصاع العراق لاوامرهم ويستسلم لارادتهم ,وحتى بعض الاشقاء العرب ساهموا في قتل العراقيين في فرض الحصار الظالم ,ولما لم يتزحزح العراق عن مواقفه المبدئية وخاصة تجاه القضية المركزية للعرب في فلسطين والامر الذي أحرج الامبريالية أمام عملائها في الصمود العراقي الاسطوري,أدركت أن أحد اسباب قوة الموقف العراقي هو في قيادته الوطنية ,ولاجل إحتواء العراق الذي يشكل خطراً على أطماعها في المنطقة ,لابد من تجريد العراق من قيادته ,لذلك عندما عرضت الامبريالية الصهيونية وعبر عملائها خيارين لدى العراق لا ثالث لهما وهما أما في تنحي قيادة العراق عن المسؤولية وبذلك تضمن في تقديرها عراقا معتدلا وحسب أحلامها المريضةً أوغزوه وتحت أي مبرر ولا يهمها صحة و قوة المبرر فالعالم في يدها إعلامياً وعسكرياً و إقتصدياً,وهنا أدركت القيادة أبعاد المؤامرة ومقترحها المشبوه,ولكن الامر الذي لم يكن في الحسبان أن نعود للاتكال والاعتمد على الموقف الايراني وكأنما لم نتعض من موقف هولاء الملالي في مؤامرة العدوان في عام 1991,وكان الغزوفي 2003 وساهمت إيران بشكل كبير وفعال مع عصاباتها في نجاحه.


5- مرحلة بعد الغزو و الاحتلال في عام 2003وهنا أصبحت الامبريالية الصهينونية تحتل العراق لكن لكي تضمن إحتواء العراق بالكامل,وهي تدرك تماماً أن نجاحها لا يمكن أن يكون ألا بإنهاء البعث من العراق,فأول تشريعاتها كان القانون السئ الصيت والغرض قانون (إجتثاث البعث) ولاجل إحكام قيضتها الحقته بقرار حل الجيش العراقي البطل ,وثم حررت كلابها من عملائها وميليشيات تابعة لايران الى تصفية مناضلي حزب البعث العربي الاشتركي ,ودخل العراق الى مرحلة القتل والتصفيات ,ولكي لا يعود الى وطنيته وإنتمائه القومي مزقته الى طوائف وأعراق ورمت لعملائها بعضمة لا تشبع ولا تداوي ولكنها تكفي الى الهائهم وهي ما اطلقوا عليها بالعملية السياسية وشجعتهم على تمزيق العراق الواحد بمقترحات مثل الفيدرالية.


6-مرحلة المقاومة العراقية البطلة وهذه المرحلة الوحيدة التي لا يمكن للامبريالية والصهيونية من إحتوائها خاصة أذا كان قيادته تتمتع بعقلية ثورية وتسير على هدى الايديولوجية العربية الثورية للبعث الخالد,وبالرغم من ذلك أستطاعت أن تجمع بعض الانتهازيين في محاربة المقاومة ولكن بعد أن فرغت منعم تركتهم لكي يُأَكَلوا من كلاب المليشيات,وهم اليوم ضائعون بين تخلي المتحل الذي تركهم بين مطرقتين الاولى مطرقةالاجهزة الامنية والتي أكثريتها من المليشيات وبين سيف الحق الذي في يد المقاومة العراقية البطلة,عسى هذا الامر يكون درساً إضافيا للذين يبعيون وطنيتهم للاجنبي سواء الذي من الشرق أو الذي من الغرب.


7- مرحلة التوقعات وهي مرحلة في تقديري ستتسم بإعادة التوازن بين الثورة وكل فصائلها الوطنيةوالقومية والاسلامية وبين المتحل الايراني والامريكي وعملائهما,وبالتأكيد ستكون مرحلة إنتصار المقاومة وإعتراف المحتلين بها سواء بالعلن أو ضمناً وبأنها القوة الوحيدة القادرة أن تحكم العراق وتحضى برضا و تاييد كل أبناء شعبه.وأن القوة العسكريةيمكنها أن تؤثر في تغير الاوضاع وإستمرارها لفترة بخلق أدوات لتنفيذ الاجندات الاجنبية ولكن بالنتيجة لابد أن تعاود الاوضاع لطبيعتها ويعود المخلصين لقيادة هذا البلد الاصيل,وأما التوازن فقد يكون بإنسحاب الاجنبي وتلحقه مجاميع من عملائه التي لم تعطي وعلى مدى السنوات التي أعقبت الاحتلال للشعب سوى القتل والارهاب والاختطاف وفساداً إدارياًو مالياً وغياب تام للخدمات وتردي لكل جوانب الحياة في العراق,وبذلك حتى البسطاء اللذين هرولوا ورأء الاجنبي وعملائه بعد غزوه للعراق قد أدركوا بل لمسوا حقيقتهم و حقيقة الوطنيين الثوريين في أهليتهم لقيادة العراق نحو التطور والبناء,وبالتأكيد سيكون للثوار و في مقدمتهم حزب الامة الخالد قد أدركوا الدرس و أستوعبوه في فن التعامل مع الاخ والشقيق وكذلك في التعامل مع الصديق ومع الخصم والعدو وكل ذلك يكون في نسبية الضروف والمؤثرات الدولية والاقليمية ومن الله التوفيق فيها أميـــــــــــــن ...

 

 





الاحد٢٩ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة