شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد القصف الإيراني على أرضنا في شمال العراق الحبيب وبعد السكوت المتفق عليه من قبل حكومة المنطقة الخضراء وسكوت الساسة الأكراد الغريب والعجيب ! قررنا في الجبهة الشعبية لإنقاذ كركوك أن ننظم اعتصام أمام القنصلية الإيرانية في اربيل كي نوصل عدة رسائل ؟ منها أن الجبهة ليست ضد أخوتنا الأكراد؟ والثانية أن ما يصيب محافظات الشمال يصيب بقية العراق رغم التقطيع والفدرلة والأقلمة والدخول المشروط بكفيل كردي على العرب وبقية أبناء العراق  ولكننا من مبدأ الوطن الواحد والمصير الواحد والألم الواحد وكما قال رسول الرحمة محمد (ص) (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) تجمعنا في اربيل من كل محافظات العراق وللأمانة لم يكن هناك كفيل بل أن الموافقات الأمنية حصلت عليها بسهولة شديدة من قبل المسئولين في اربيل !! وصلنا في تمام الساعة العاشرة صباحا إلى القنصلية الإيرانية وكنا نهتف باسم العراق وكان منظرا جميلا حيث التف من حولنا إخوتنا الكرد وهم فرحين برؤية العقال العربي ينادي بكف الأذى الإيراني عنهم وربما عرفوا جيدا أن أبناء العراق لايقبلوا بالظلم ضد أخوتهم.. عكس سياسييهم الذين التزموا الصمت جراء ما يحصل لهم من عدوان ؟؟

 

انتظرنا طويلا مع الإعلاميين كي يخرج لنا القنصل لنسلمه رسالة الاحتجاج التي كتبناها وراعينا فيها أننا في مكان لايقبل المسئولين فيه الاعتداء على إيران أو قنصلها حتى ولو بالكلام الجارح لأسباب الكل يعرفها !!! انتظرنا ساعة ونصف الساعة ولم يخرج القنصل عكس ما معمول به في كل دول العالم ؟ لذلك قررت أن اتلوا بيان الاحتجاج أمام شاشات التلفزة التي كانت موجودة بكثرة معنا لندرة الحدث وشجاعة المعتصمين الذين جاءوا من جميع المحافظات خصوصا المحافظات الجنوبية والوسطى وفعلا قرأت البيان وقررنا مع بعض الاخوى الدخول للقنصل كي نسلمه البيان ونعود من حيث أتينا وبعد دخولنا مع بعض الإعلاميين إلى مكتبه نهض بسرعة وكنت اضن أن نهوضه هو للترحيب بنا؟ وما كان منه إلى أن صاح بصوت عالي (بروووووووووو) ومعناها اخرجوا باللغة الكردية وكان يقصد بذلك الإعلاميين وفعلا بعد خروجهم جلسنا نحن الثلاث أنا والشيخ خلف الجبوري من الشرقاط والأستاذ محمد حمه من ارييل.... لم يرحب بنا القنصل ولم ينظر ألينا حتى ! وعندما ركزت بوجهه العبوس وجدته ينظر إلى الباب وقد التصقت عيناه بحواجبه من شدة الغضب وكأنه رأى قاتل أبيه قررت أن اكسر حاجز الصمت الذي تسبب به القنصل الإيراني فقلت له نحن هنا للاحتجاج على عدوانكم على أهلنا في شمال العراق؟ فلم يجبني ولو بحرف ! فتحدثت مع الأخ احمد وقلت له هل لديهم مترجم فسأله احمد فقال بلهجة شديدة (نازان ترجمان ) وفهمت معناها لا يوجد مترجم وفجأة بدء يتحدث باللغة الكردية واحمد يترجم لنا.. قال لنا القنصل وهو يحدق إلى الباب !

 

لقد كان لنا الفضل بتحرير العراق ولنا الفضل بوجود هذا الإقليم ولنا الفضل على حكومة إقليم كردستان وقد قاتلنا الطاغية صدام ثمان سنوات نيابة عن الشعب العراقي ولا نريد من احد أن يزاود إيران على ما تفعله من خير بحق دول الجوار وخصوصا العراق ونهض وهو يقول (خواحافيص) يعني مع السلامة بالكردي ومن دون أن يصافحنا بعدها خرجنا منه وعملنا مؤتمرا صحفيا أمام القنصلية طالبنا من الحزبين في شمال العراق طرد القنصل الإيراني من اربيل إلى هنا انتهت قصة الاعتصام ولكن الذي لم ينتهي هو عداء إيران للعراق وعنجهيتها الفارغة وقد رأيت رجل مهزوزا خائفا من عشرات المعتصمين وقد أراد التمثيل والإيحاء بأنه قوي ؟ ولكن ما رأيناه هو رجل مرتبك لايعرف من أصول الضيافة أو الدبلوماسية أي شيء واعتقد أن ما جعله يرتعد هو وجود أبناء الجنوب والفرات الأوسط والشمال متحدين ضد من كانوا ولسنوات عدة يحاولون تفريقهم ويحاولون أن يكونوا أسياد عليهم ... القنصل شاهد ابن النجف التي يتمنى هو ودولته أن تكون قم الصغرى ؟؟ ورأى ابن كربلاء التي حاولوا أن تكون طريقهم إلى القدس كما كانوا يزعمون في ثمانينات القرن الماضي؟ ورأى ابن البصرة التي فشلوا في أن تكون إقليم وحديقة خلفية تتبع ولاية فقيههم ... ورأى ابن ذي قار وابن القادسية التي يعملون على تغيير أسماء محافظاتهم لأنها تذكرهم بمعارك خالدة تمرغت وجوههم بالتراب بسببها .. ورأى ابن الانبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك معا متحدين ينادون بإسم العراق ؟ هذا ما جعل القنصل يخاف من الخروج علينا وهذا ماجعله يقابلنا بجفاء..

 

القنصل ومن ورائه دولته ارتعدوا من تجمع أبناء العراق أمام قنصليتهم وهم متحدين لا يعرف من هو السني بينهم والشيعي ومن هو الكردي والتركماني والعربي لم يتجمعوا إلا بأسم العراق !!!!! وأخيرا نقول للقنصل ولإيران من بعده .... لن تناموا قريري العين بعد اليوم فالعراق واحد من شماله إلى جنوبه ولن يفرقنا احتلال ولن تفرقنا فتنكم اللعينة  وإذا كانت الحكومة عميلة لكم فنحن لا وان كان لكم فضل على السياسيين فلا فضل لكم على شعب العراق وسوف يأتي يوم الحساب ويوم عودة الحق ومعاقبة المعتدي وهذا اليوم قريب جدا واقرب مما تتصورون إن شاء الله تعالى ..

 

 





الاثنين١٦ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٨ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عدي الزيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة