ماتعيشه الموصل بعد اشهر عجاف عاشتها المدينة تحت نيران القصف العشوائي الحربي
والمدفعي ، اعقبها اقتحام وحشي واتباع سياسية الارض المحروقة في المدنية ، من خلال
عمليات عسكرية احرقت الاخضر واليابس ، لتتحول مدينة الموصل ثاني اكبر مدن العراق
واهمها اقتصاديا الى كومة حجر مهدم ، وبنسبة دمار وصل الى 90% بحسب مااقرت به مصادر
حكومية وحقوقية ، وسط اهمال حكومي متعمد للمدينة ولاهلها المشردين في المخيمات
والحالمين بالعودة الى ديارهم ، الا ان فقدان الامن والخدمات وكثرة الالغام
والمخلفات الحربية حالت دون تحقيق احلامهم ، حيث كشفت صحيفة” صنداي تايمز
البريطانية ” في مقال جديد نشر ، اليوم ، بعنوان ( تنظيم
داعش رحل عن الموصل ولكن قنابله ما زالت تقتل أهلها ) ،
حيث سلطت الضوء على معاناة المواطنين الراغبين بالعودة الى منازلهم في الموصل
والقنابل تمنعهم ، بل وتستهدف الراغبين بالعودة وتوصلهم للموت المحقق .
واشارت الصحفية في تقريرها المنشور بعددها الجديد إنه ” وبعد ثمانية أشهر من
تحرير الموصل من الارهاب ، مازالت المدينة مدمرة وتنتشر في شوارعها سيارات محترقة
كما لو كانت الحرب انتهت للتو ، مضيفة إنه يمكن رؤية قذائف الهاون وقنابل يدوية لم
تنفجر في منتشرة في أرجاء المدينة، كما أن التنظيف حول المدينة بأسرها لما يشبه
لحقل ألغام “.
ويقول الميجور “جنرال فيليكس غيدني”، نائب قائد القوات البريطانية المشاركة في
قوات التحالف الدولي بتصريح للصحيفة “بينما كان تنظيم داعش يغادر المدينة، زرع
أرضها بالمتفجرات والألغام التي صممت لقتل وتشويه العائدين إلى المدينة أو الذين
يشاركون في إزالة الألغام”.
وأضاف فيليكس “عثرنا على متفجرات وضعت في علب غذاء طعام الرضع أو مثبتة في أثاث
المنازل أو داخل الكتب، وبهذا يكملون حملتهم حتى بعد مغادرتهم المدينة “.
من جانبه قال “بير لودهامر” ، مدير برنامج الأمم المتحدة لإزالة الألغام الذي
يعمل مع الجيش في العراق بإزالة الألغام من الموصل، انه ” يمكن وصف ما قاموا به
بأنه “عبقرية شريرة” ، وحتى الآن تمكنت فرق إزالة الألغام من تفكيك 27 ألف لغم من
الموصل فقط “.
وأضاف انه ” لم يقم أحد من قبل بوضع كل هذا الكم من المتفجرات في مكان قبل
مغادرته ” ، موضحا ان “فرقه عثرت على ( المئات ) من مصانع المتفجرات ، مبينا انه ما
قاموا به يفوق بكثير مدى وتعقيد أي شيء رأيته في 30 عاما من العمل في هذا المجال”
بحسب قوله .
|