شبكة ذي قار
عـاجـل










لا مقارنة بين النظام الوطني

 وما بعد الاحتلال أحفاد أبي رغال وابن العلقمي

 

علي العتيبي

 

بين فترة وأخرى يظهر لنا إعلامي من إعلاميي ما بعد الاحتلال يروج لنفسه على أنه وطني وحريص على أموال العراق، وقد ظهر لنا أحدهم ويدعى أمين ناصر مدعياً أنه اكتشف وجود أموال بمليارات الدولارات مودعة في المصارف اللبنانية لمسؤولين ما بعد الاحتلال، وقد تبخرت هذه الأموال في خضم ألاعيب السياسة المالية الفاسدة، وخبر هذه اللعبة والسرقات وأموال السحت من الفساد الذي يشوب العملية السياسية برمتها معروف وفضح من قبل الصحافة اللبنانية، وهذا الصحفي أخذ منها وصار يروج لنفسه على أساس أنه مكتشف هذه السرقات، ومن خلال لقاءاته مع القنوات الفضائية يتحدث عن الفساد والسرقات والأموال التي تبخرت ولكنه وحاله حال أي متسلق فإنه يدس السم في العسل حيث أورد بطريقة مستفزة: ( إن هناك المليارات العائدة للنظام البائد أيضاً تبخرت بعد يوم الاحتلال والذي أطلق عليه ثلاث تسميات يوم الاحتلال، يوم السقوط، يوم التحرير).

هذا الصحفي انتهازي، فقد اختار الثلاث عبارات حتى يجامل كل الأطراف ويدعي الحيادية لكن حقده واضح على النظام الوطني، ومن هنا نقول له ولأمثاله إن كذبكم مفضوح، وأنتم فضحتموه بأنفسكم:

أولاً: كل ما جمعه العراق من العملة الصعبة من خلال برنامج النفط مقابل الغداء لا يتجاوز ال 4 مليارات دولار طيلة الفترة من 1996 حتى 2003  ووضعها العراق لأغراض البناء والإعمار وتوفير الغذاء للمواطن ولم يتبق في الخزينة سوى مبلغ لا يتجاوز المليار وستمائة مليون استحوذ عليه المحتل الأمريكي، وما سرقته الأحزاب التي جاءت تحت البسطال الأمريكي وبشهادة المسؤولين الأمريكان ومن تعاون معهم ممن كان يشغل منصب مدير عام في وزارة المالية كما تم الاستحواذ على أموال العراق نتيجة بيع النفط من خلال الأمم المتحدة وفق برنامج النفط مقابل الغذاء لأنه لا يحق للعراق التصرف بها إلا من خلال لجنة 661.

ثانياً: جميع العقارات التي اشتراها النظام الوطني لأغراض تخدم العراق من أجل توفير الغذاء مسجلة باسم الدولة العراقية، وقد اكتشف عديد منها ممن تم الاستحواذ عليه من أحزاب السلطة وبعضهم باعها دون وجه حق لأغراضه الشخصية، والقسم الآخر إما أهمل أو استغل لأغراض أحزاب السلطة وفق المحاصصة، وقد اعترف جميع من في حكومات الاحتلال بأنه لا يوجد عقار واحد مسجل باسم أشخاص النظام الوطني، بل جميعها باسم الدولة العراقية، وحتى ما يطلق عليها (قصور صدام) هي مسجلة باسم ديوان رئاسة الجمهورية (أصلا أغلبها بنيت من أجل ضيوف العراق من الرؤساء في الثمانينات والبعض الآخر تم بناؤها كتحدي للحصار أو لتشغيل الأيدي العاملة العراقية والقضاء على البطالة)، علماً أن العراق طلب من الأمم المتحدة بناء مليوني وحدة سكنية من أموال مذكرة التفاهم شرط أن تقوم الشركات بتشغيل العمالة العراقية لكن الأمم المتحدة رفضت المشروع لأنها تريد تشغيل الأجانب بدل العراقيين (هذا رد على من ينتقد البناء).

ثالثاً: يدعي هذا الصحفي بأن هناك أموال للمخابرات والسفارات العراقية في الخارج ضمن التي نهبت، وهذه أيضاً كذبة كبيرة من ناحية الأرقام التي يتحدث عنها وأنها مليارات، في حين يعيش العراق في حصار وممارسة التقشف في النفقات (المليارات لم نسمع بها إلا بعد الاحتلال)، وكل إنسان يعرف ميزانية أي سفارة،  والكل يعرف أن حسابات السفارات العراقية تم تجميدها من قبل أمريكا في كل دول العالم في أول يوم تم الهجوم على بغداد، ولم يكن باستطاعة أي سفير أن يسحب أي أموال منها، أما جهاز المخابرات فلديه مشاريع تسمى مشاريع خارجية مرتبطة بمقر الجهاز، وليس بمن يعمل في السفارة، وهذه لتمويل شراء أجهزة مخابراتية والدفع لأشخاص أجانب يخدمون العراق، ويتم هذا من أجل عدم كشفها في الميزانية وهذه أسرار عمل أي جهاز مخابرات في العالم.

رابعاً: حينما يتحدث أعداء النظام الوطني ومن يعمل على شيطتنه وتشويه صورته الناصعة والتي أصبحت أشد نصاعاً بعد فضائح فساد حكومات ما بعد الاحتلال وأحزابها وشخوصها، فإنهم يكذبون ويكذبون حتى يصدقوا أنفسهم ومع الأسف بعض الجهلة يتداولون هذه الفبركات ويعتبرونها حقائق.

إن استشراء الفساد المالي والإداري في العراق أصبح علامة مميزة في كل العالم ومن أجل أن يتم تبييض وجوههم الكالحة يسخرون إعلاميين ماجورين ليقنعوا المشاهد بأن السرقة والفساد ليست وليدة اليوم بل إنها مكملة كما يدعون للنظام الوطني الذي أثبت للعالم أجمع وللعراقيين بأنه نظام وطني يحب العراق وعمل على خدمته ولم تمتد يد أي من مسؤوليه للمال العام، وحصلت حوادث فردية محدودة ويعرفون جيداً ما هو القصاص الذي أُتخد بحق مرتكبيها، ولو قارنا تلك الحوادث بمجموعها فإنها لا ترقى إلى فساد أصغر موظف مرتشي من دوائر التسجيل العقاري أو الضريبة أو الكمارك، فما بالك بسرقة ميزانيات العراق والتي تعدت أكثر من ترليون دولار على يد حكومات تدعي أنهم أتباع آل البيت وهم منهم براء، ولأن العراقيين معروفون بذكائهم وكما يقول المثل (مفتحين باللبن) فلن تنطلي عليهم هذه الأكاذيب، ولهذا تجد أن أكثر الشباب أصبحوا صداميين، لأنهم يفتخرون بقيادة شهيد الحج الأكبر صدام حسين طيب الله ثراه ويتمنون رجالاً ذوي هيبة ورصانة ونزاهة كرجال صدام حسين الذين صقلتهم مبادئ البعث.

أيها العملاء الصغار كفاكم كذباً وتلفيقاً وبهتاناً لأنكم مكشوفون، ولو قارنا عهد النظام الوطني بعهد ما بعد الاحتلال (ولو أنه لا يمكن المقارنة بين الثرى والثريا) فإنه يرقى إلى مستوى عهد الصحابة بالنزاهة والوطنية وخدمة الشعب، فماذا قدمتم للشعب غير الموت والقتل والتدمير والتهجير والسرقات الترليونية، وسيأتي اليوم الذي يقتص منكم شعب الذرى، شعب العراق العظيم.




الثلاثاء ١٦ رمضــان ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / أذار / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي العتيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة