شبكة ذي قار
عـاجـل










هل يعود ترامب إلى البيت الأبيض؟

د. أبا الحكم

 

ليس رجماً بالغيب، وليس استحضارا للأرواح كما يزعم المنجمون، ولكن تعقباً لخيوط الأحداث الأساسية وليس الثانوية وهي كثيرة تثير الارتباك حيث تسكن الشياطين كما يقال في التفاصيل.

أولاً- كل الرؤساء الأميركيون ينتخبون شكلياً ويعينون في مؤتمر منظمة (إيباك) الصهيونية الأمريكية المسؤولة عن إدارة الشؤون الإسرائيلية في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي الأميركي والخزانة الأميركية والبنتاغون.. ومثلما دخل ترامب البيت الأبيض لهدف مرحلي دخله بايدن لهدف مرحلي أيضاً وسيعود ترامب من أجل هدف مرحلي آخر تحدده الإيباك، في ضوء مؤشرات لسنا بصددها.

 ثانياً- حين دخل ترامب البيت الأبيض كان هدف الصهيونية نقل السفارة الأميركية إلى القدس فتحقق الخرق الذي عجز عن تحقيقه رؤساء أميركيون سابقون.. لماذا؟ لأن أللاءات التي صدرت عن مؤتمر القمة العربي في الخرطوم كانت خط احمر أبدى العرب موقفاً موحداً صلباً بفضل العراق الوطني وتجاوب الأنظمة العربية خشية من غضب الجماهير، فتراجع ملف نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.

ثالثاً- وحين تهاوت اللآءات الثلاثة من على مسرح الأحداث العربية، تمكنت الـ(إيباك) من تمرير ترامب من خارج اللعبة الانتخابية الأميركية القائمة على أساس حشد الحزبين المعتقين (الجمهوريين والديمقراطيين)، وعند اول وصوله الى تل أبيب وفي إطار البروتوكولات المتفق عليها لبس (طاقية) الديانة اليهودية وذهب يهز برأسه باكياً أمام (حائط المبكى)، وبعد هذه المراسيم نفذ قرار الكونغرس الأميركي فوراً بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس الشريف.

رابعاً- كان صدى هذا الفعل الأميركي- الصهيوني عند العرب والمجلس الإسلامي الأعلى وممثل حماية القدس ملك المغرب، كان ضعيفاً وباهتاً ومتخاذلاً، اكتسب صفة التنديد والشجب والاستنكار والتهديد الفارغ والوعيد الذي لا قيمة له أمام حدث يمهد للاعتراف ويفضي إليه ويسقط قرار مجلس الأمن الدولي وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة حول القدس التي تؤكد تحريم التغير أو أية تغيرات تمس القدس ستكون باطلة، وإن القرار الأممي بهذا الشأن له صفة التقادم مهما مرت السنين.!!

خامساً- حقق جو بايدن، الذي يتبنى تقسيم العراق والمنطقة الى دويلات مدن تافهة، بعض نتائج اتسمت بلعبة (توم وجيري) الكارتونية سياسياً وأمنياً واقتصادياً مع إيران وفشل في استدراج المنطقة إلى خيار (الحرب الأهلية) أم (التطبيع)، وفشل في تسهيلات التطبيع كما فشل في تخويف المنطقة من بعبع اسمه إيران.

سادساً- سيسقط بايدن حتماً لأمرين 1- لم يعد أهلاً لأي تكليف أميركي في المنطقة 2- لم تعد ذهنيته تستوعب ما يحدث أو يجري إقليمياً ودولياً 3- ولم يعد الشعب الاميركي يستوعب زلاته وتعثراته وذهنيته الصدئة، فهو ساقط سياسياً.

سابعاً- ترامب سيعود الى البيت الابيض من خارج الحزبين المخضرمين الاميركيين ليباشر شعبويته التصادمية مع إيران ليكسب خطوات التطبيع التي فشل سلفه في تحقيقها ويجدد حشد ترابط الانظمة العربية في تحالف بالضد من تحالف تسميه إيران (محور الممانعة) البائسة، وهي لعبة أكل الدهر عليها وشرب، كما هو حال ما يسمى تحالف (الناتو- العربي).. والأخير داخل في لعبة توم وجيري.

ثامناً- سيعاود ترامب البكاء امام حائط المبكى ويعاود لبس الطاقية اليهودية.. ويهدد (جيري) في ضرب طهران، فيما يهدد (جيري) باستمرار منهجه في امتصاص نفط العراق ومياه العراق ونفط منطقة الخليج العربي ومحو الكويت من الخارطة وإغلاق مضيق (هرمز) وباب المندب من صعده والحديدة وجزيرة حنيش ومداخل مضيق باب المندب على البحر الاحمر حيث الصواريخ وقواعد الصواريخ الايرانية المتحركة التي يطلقها صغار جيري في اليمن تحت اجواء حرب البحر الأحمر.

لماذا لا يعالجون الرأس في طهران بدلاً من عيال جيري في اليمن ولبنان والعراق؟

هذا ما ترفضه (إيريان طباطبائي) مساعد وزير الدفاع الأمريكي (أوستن)، لأن هذا السيناريو لا يخدم اللعبة الاستراتيجية الأميركية الكبرى في المنطقة.. هناك ما ينتظر ترامب ليتولى الإشراف على تنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية الكبرى وفقا لمعاهدة عقدت بين (الإمارات واسرائيل والاردن) على الاراضي السعودية تحت إدارة (جون كيري) وزير الخارجية الأميركي الأسبق.. هذه المشروعات سيتولى مسؤوليتها القادم الى البيت الأبيض بعد رحيل بايدن المؤكد عن عالم السياسة.






السبت ٢٨ شعبــان ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / أذار / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة