شبكة ذي قار
عـاجـل










لا يمكنُ إنكار حقائق التاريخ

أبو شام

 

قيل: ما بُني على باطل فهو باطل، وكما تقول العرب أن الباطل يأكل أهله، هذه حقيقة بتنا نراها عياناً في العراق المحتل بعد سنة 2003، لأن البناء الذي قام عليه العراق بعد 2003يقوم على قواعد مهترئة صدئة تتشكل من مجموع عصابات ميليشياوية نبتت فوق أرض نتنة هي إيران، فأحضرها المحتل خلفه لتدخل العراق وتتقاسم النفوذ والخيرات، وتبسط سيطرتها على مناطق محددة لها سلفاً، لتنفذ مهمة محددة وهي تدمير العراق دولةً ومجتمعاً.

بدأ نفوذ هذه العصابات يتخطى الحدود المناطقية المسموحة لها، وبدأت كل عصابة ميليشياوية تتطلع إلى مناطق سيطرة عصابة أخرى، وهذا تبين جلياً من خلال الصراع الذي بدا واضحاً بينها منذ السنة الأولى لاحتلال العراق، فتمت عمليات اغتيال متعددة لكوادر من مستويات متقدمة في هذه العصابة أو تلك.   

هذا التناحر والصراع ليس جديداً في عالم العصابات الميليشياوية، لأنها تعتقد ضمناً أن بقاءها يتوقف على قدرتها على التمدد والسيطرة على مناطق نفوذ أخرى.

ما نراه الآن على الساحة العراقية هو نموذج متقدم لعصابات تمتلك كل أنواع الأسلحة ولا تخضع لأي سلطة داخلية، وهي تأتمر لسلطة خارجية أوجدتها ورعتها لتنفذ أجندتها الخاصة بها في السياسة والاقتصاد والمجتمع، فسيطرت على القرار السياسي وحطمت الاقتصاد، وشوهت النسيج المجتمعي كما تشتهي وبما يُنفس عن حقدها الأسود تجاه العراق العروبي الوطني.

لا يمكن لأحدٍ أن ينكر حقائق التاريخ، أن من بنى على باطلٍ فسيكون مصير بنائه الدمار وسيتحطم فوق رأسه، وستكون بداية الانهيار هذا الصراع القائم بين مكونات العملية السياسية النتنة التي سئم الجميع رائحة قيحها.. 




الاربعاء ١١ شعبــان ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / شبــاط / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو شام نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة