شبكة ذي قار
عـاجـل










افتتاحية العدد

الرهان على حل أمريكي في العراق وهم وسراب

 

دخلت أميركا العراق لتحتله وتدمره طبقاً وتنفيذاً لاستراتيجية، وليس تنفيساً عن حقد وعقد شخصية، ولا تلبية لرغبة آنية ولدت في لحظة.

وضع الأمريكان واعتمدوا طريقين لتدمير العراق وتنفيذ الاستراتيجية الامبريالية الصهيونية هما:

 الأولى: بواسطة آلة الحرب التي استخدمتها، وهي آلة إجرامية ضخمة، قد تكون فريدة في قوة تدميرها وفي ضخامة حجمها وفي تعداد الدول التي شاركت بها في حلف وصل إلى أكثر من أربعين دولة بسلاحها واقتصادها وإعلامها.

 الثانية: بالعملية السياسية التي صُممت لتمزيق النسيج الاجتماعي الوطني بالطائفية السياسية، وبتوظيف قوى وأشخاص هم في حقيقتهم مقامرين ومرتزقة وعبيد لأجندات إقليمية ودولية، وتوظفوا في العملية السياسية ليحققوا منافع حزبية وشخصية على حساب العراق وعلى حساب مصالح وحقوق شعب العراق.

إن ما يجري في العراق منذ عشرين سنة ليس بسبب إيران وعملائها، ولا بسبب أحزاب الاثنيات والطوائف السياسية والمليشيات، بل إن السبب الأول والأساس والجوهري هو الغزو الأمريكي والاستراتيجية الأمريكية المعدة لتقويض الدولة العراقية الوطنية والوحدة الجغرافية والتاريخية والحضارية للعراق والتفاصيل المتبقية هي مجرد نتائج ووقائع صنعها ويصنعها الغزو.

فإيران تعاونت واستغلت الغزو لتجد منفذاً لتنفيذ مشروعها الاحتلالي للعراق، وأدواتها وعملاؤها تجندوا قبل الغزو بسنوات طويلة، لكنهم عجزوا لأن العراق انتصر عليهم وقبر أحلامهم فجاء الغزو ليمنحهم الساحة والسلطة والمال والسلاح والحماية.

التهاوش والتنابز والمناوشات المسرحية التي لا يصل الجد فيها إلى نسبة ٥% بين عبيد الاحتلال وعمليته السياسية ممثلاً ببعض أذرع إيران هو ليس إلا تعبيراً عن مسرحيات التناقض الصوري الرخيص والمصمم لتعمية بعض العراقيين خاصة والعرب عامة لتمرير الاستراتيجية الامبريالية والصهيونية والفارسية بأقل الخسائر، وبصناعة بيئة يسودها التشويش وخلط الأوراق والألوان.

لذلك فإن المناوشات بين أحزاب إيران في العراق وبين الأمريكان هي جزء من برنامج التشويش والضوضاء (الخلاقة) وثمنها المادي لن يتعدى الإطاحة ببعض رؤوس من قادة المليشيات الإيرانية من حملة الجنسية العربية، وهم لا يعنون شيئا لإيران على الإطلاق وقتلهم يقوي بعض مشاهد المسرحية ليس إلا.

لا تزال أميركا بعيدة جداً عن قرار إزاحة موظفيها الذين اعتمدتهم في استراتيجيتها، ولا تزال بعيدة جداً عن تغيير ملامح عمليتها السياسية الإجرامية، ومن يراهنون على الدرونات الأمريكية إنما ينفسون عن بعض معاناتهم الناتجة عن الغزو والاحتلال وما آلت إليه أحوال العراق عبر تصريحات وكتابات لن يصل صداها إلى مداخل ومفاتيح الاستراتيجية الأمريكية التي جاء غزو العراق لتنفيذها، ولن يتحرر العراق إلا بإرادة عراقية تستخدم كل أنواع المقاومة المدنية والمسلحة.




الاربعاء ١١ شعبــان ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / شبــاط / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب صدى نبض العروبة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة