شبكة ذي قار
عـاجـل










"طليعة لبنان " يدين وقف المساهمات في تمويل "الأونروا"..

ويدعو إلى تغذية صندوقها بالمال العربي الرسمي والشعبي.

 

دانت القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي اقدام بعض الدول الأجنبية على وقف مساهماتها في "الأونروا"، ودعت إلى تغذية صندوقها بالمال الرسمي العربي وإلا عبر المبادرات الشعبية للرد على حملة الحصار الذي تتعرض له جماهير فلسطين وقواها المقاومة.

جاء ذلك في بيان للقيادة القطرية للحزب فيما يلي نصه:

 

لم تكد تمضي ساعات قليلة على اصدار محكمة العدل الدولية قراراها الإجرائي الذي قضى "الأخذ بعين الاعتبار بيان الأونروا عن تردي الأوضاع الإنسانية واحباط السكان في قطاع غزة "، فضلاً عن فقرات أخرى تصب في مصلحة الادعاء الذي تقدمت به جنوب افريقيا ضد الكيان الصهيوني، حتى بادرت أمريكا وبعض دول حلف شمالي الأطلسي إلى وقف مساهمتها في تمويل "الأونروا"، آخذين بالزعم الصهيوني بأن بعض العاملين في الهيئة الأممية قدموا خدمات للمقاومين الذين نفذوا عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر.

وهو الزعم الذي استند عليه الأمين العام للأمم المتحدة لاتخاذه قرار فصل سبعة من أعضاء الأونروا العاملين في قطاع غزة وفتح تحقيق في الاتهام الصهيوني.

إن القيادة القطرية وهي تدين اقدام بعض الدول على وقف مساهماتها في تمويل الأونروا، كما موقف الأمين العام الذي اتخذ قراره بفصل عاملين في الهيئة قبل التحقيق وثبوت ما إذا كان الاتهام صحيحاً وفيه تنكر للقاعدة القانونية الذي تنص على "إن المتهم بريء حتى تثبت إدانته ". ترى أن ما أقدمت عليه تلك الدول وفي الطليعة منها أمريكا، إنما هو موقف سياسي عبرت فيه عن موقفها السلبي غير المباشر من قرار محكمة العدل الدولية وهي التي لم تستطع أن تجاهر مباشرة برفضها لهذا القرار الذي وإن لم يرتقِ حد الإدانة المباشرة "لإسرائيل"، كما افتقاره لآليات التنفيذ الجبرية ضد الجهة المدعى عليها، إلا أنه ينطوي على إدانة معنوية، وهو ما سيؤسس عليه في مسار مقاضاة "إسرائيل" أمام القضاء الدولي عن جرائمها التي ارتكبتها بما هي سلطة احتلال لفلسطين.

إن القيادة القطرية للحزب التي لم يفاجئها القرار الأمريكي ومن يدور في فلكها وخاصة الدول الأعضاء في حلف شمالي الأطلسي باعتبار أن هذا الحلف منخرط بالعدوان المباشر على غزة، ترى أن المفاجأة تكمن في   موقف الأمين العام للأمم المتحدة وهو الذي يعرف أكثر من غيره ما ترتكبه "إسرائيل" من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وانتهاكها لأحكام القانون الدولي الإنساني بعدم احترامها لقوانين الحرب. وهو الذي لم تسمح له "إسرائيل"، بالدخول إلى غزة، وأيضاً المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كما إنه الأكثر معرفة بعدد الذين سقطوا ضحايا العدوان على غزة من العاملين في الأونروا وعدد المؤسسات التي قصفت ودمرت ولم تحمها حصانتها الأممية.

وإذا كانت مواقف أمريكا ومن يتماهى معها معروفة بمقدماتها وسياقاتها وهي كلها توظف في تدعيم موقف الكيان الصهيوني في حرب الإبادة التي يشنها ضد شعب فلسطين برمته، لكن ما يجب التوقف عنده هو مواقف الدول العربية، التي لم تكتفِ بموقف المتفرج على ما تتعرض له جماهير فلسطين في غزة والضفة الغربية والقدس، بل إنها لم تبادر إلى تغذية صندوق الأونروا بعدما أوقفت أمريكا مساهمتها قبل عدة سنوات بهدف الضغط على الوجود الفلسطيني على مدى انتشاره. وإذا لم تبادر هذه الدول العربية فوراً إلى تغذية صندوق الأونروا لتمكينها من القيام بمهامها، فإن احجامها عن القيام بهذه المبادرة، هو موضع إدانة قوية من جماهير الأمة لا تقل عن إدانتها للموقف السياسي الذي تنتهجه أنظمة هذه الدول حيال هذا العدوان الصهيوني المتمادي والمتواصل والذي لم يوفر بشراً ولا حجراً، وكأن هذا الذي يجري في غزة والضفة والقدس لا يعني هذه الأنظمة لا من قريب ولا بعيد.

إن القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي ، وهي تدين هذا التجاهل الرسمي العربي للآثار السلبية المترتبة على وقف تمويل الأونروا وعدم المبادرة لسد النقص وتغذية صندوق هذه المؤسسة الإنسانية ، تدعو الجماهير العربية وقواها الحية والمتفاعلة بكل أحاسيسها  مع مقاومة شعب فلسطين ، إلى إطلاق مبادرات شعبية على مستوى كل ساحات الأقطار العربية لتغذية صندوق الأونروا والمؤسسات الوطنية ذات الصلة بالمساعدة على تلقي نتائج العدوان والتخفيف من تداعياتها على الشرائح الشعبية ، وذلك بإطلاق مشروع "الدينار العربي" لدعم الصمود الوطني في فلسطين المحتلة ، وليكون رداً عملياً على حجب الدولار الأمريكي عن الأونروا وغيرها ، ورداً عملياً على تخاذل وتواطؤ النظام الرسمي العربي الذي لم يكتف بالمحاصرة السياسية للمقاومة الفلسطينية بكل طيفها الفصائلي وحسب وإنما أيضاً بالحصار الاقتصادي والمالي والموقف من دعم المؤسسات الخدماتية التي تنشط في الحقل الإنساني نموذجاً.

قد يكون مهماً، تحريك الشارع العربي بالتظاهرات الداعمة للمقاومة ولصمود جماهير فلسطين، وقد يكون مهماً أيضاً تنظيم الوقفات الاحتجاجية، لكن الأهم من كل ذلك اشعار أهلنا في فلسطين، بأن تخاذل النظام الرسمي العربي وتخليه عن المسؤولية القومية والإنسانية والأخلاقية تجاه شعب فلسطين، لن يقف عائقاً أمام إطلاق المبادرات الشعبية التي تشعر جماهير فلسطين، بأن أبناء الأمة العربية وقواها الوطنية التحررية يشاطرونها عمق المعاناة وعصف المأساة ووحدة المصير.

إن القيادة القطرية للحزب وفي إطار دعوتها لإطلاق المبادرات الشعبية لتوفير الدعم المالي والمادي لجماهير فلسطين وخاصة في غزة تدعو وسائل الإعلام العربية غير الرسمية إلى توفير تغطية لأي تحرك شعبي داعم للمقاومة الفلسطينية والصمود الجماهيري، كما فتح قنواتها التلفزيونية لتنظيم حملات تبرعم وفتح حسابات خاصة لحساب دعم الصمود الشعبي.

إن إطلاق هذه المبادرات ممكن ومتاح، وتأثيره السياسي كما المعنوي سيكون شديد الوقع الإيجابي على شعب فلسطين الذي يخوض باللحم الحي معركة الأمة على أرض فلسطين، وما تتعرض له جماهير فلسطين لا يحتمل الانتظار. فإلى الشارع ليس لتنظيم التظاهرات والوقفات وحسب وإنما لتنظيم حملات الدعم المالي لمن هم الأكثر استحقاقاً لهذا الدعم.

 

القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي


بيروت في ٢٠٢٤/١/٢٨






الاحد ١٧ رجــب ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / كانون الثاني / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب طليعة لبنان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة