شبكة ذي قار
عـاجـل










طوفان الأقصى النصر أو النصر بإذن الله تعالى

زينب علي

 

 

الجميع يدرك جيداً حجم المعاناة والعذابات التي يعيشها الشعب الفلسطيني بالداخل والخارج مما دفع المقاومة الفلسطينية للقيام بعملية (طوفان الأقصى) التي أذهلت العالم أجمع، والتي تعد نقلة مذهلة وآثارها ليس لفلسطين فحسب وإنما للمنطقة بأكملها، وهدم منظومة الأمن الإسرائيلية بتدفق مئات المقاتلين الفلسطينيين إلى داخل إسرائيل التي لم تشهد حدثاً كهذا منذ خمسة وسبعين سنة، وكان البعض يعتقد أن دول الجوار لفلسطين ستهب وتفتح جبهات ضد العدو الصهيوني.

إن البعث يعرف جيداً موقف هذه الأنظمة المتخاذلة وأنها لن تحرك ساكناً لنصرة المقاومة الفلسطينية، وكشفت جميع الأقنعة وخصوصاً قناع إيران و(فيلق القدس) الذين تاجروا به كثيراً، وأكدوا أنهم لن  يدخلوا الحرب، وموقف الذل والهوان من قبل الزعامات العربية، أليس من الذل والهوان أن يتداعى زعماء الغرب إلى الكيان الصهيوني معلنين تضامنهم ومساندتهم لهذا الكيان المجرم الظالم بكل ما يطلب، ومزود بكافة أنواع الأسلحة والبوارج والطائرات وغيرها، بينما الكثير من زعماء هذه الأمة لا يجرؤون حتى إعلان التضامن مع المظلومين في فلسطين! ولقد شاهدنا القمة العربية والإسلامية ، قادة سبع وخمسين دولة عربية وإسلامية، وشاهدتم حالة الزعماء وضعفهم لا يستطيعون الوقوف مع المقاومين وهم يخوضون أشرف معركة كسرت ظهر العدو الإسرائيلي، وأظهرت هشاشته وضعفه، وقمعت كبرياءه وجبروته،  وبعض الدول لم تكتف بالتخاذل بل لها تواطؤ تحت الطاولة مع الأمريكي ليفعل العدو الإسرائيلي ما يريد في غزة، وشاهد العالم إجرام ودموية اليهود وما قاموا به من جرائم إبادة جماعية، جرائم ضد الإنسانية كان ضحيتها الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى (الفئات الضعيفة) وهو مصداق لقول الله سبحانه وتعالى: (لتجدن أشد الناس عداوة للذين أمنوا اليهود والذين أشركوا) سورة المائدة- الآية 82

ولقد رأينا تجليات هذه الآية في هذه الأيام من خلال التصريحات التي صدرت من قادة وشخصيات بارزة في الكيان الصهيوني، وكذلك من مستوطنين، وزير الدفاع الإسرائيلي (يوآف غالانت) يصف الشعب الفلسطيني بأنهم حيوانات بشرية، وذاك يقترح بأن تضرب غزة بقنبلة نووية، وذاك يوصي بأن يقتلوا حتى الأطفال والنساء، وهم ينطلقون في ذلك من منطلق ديني وثقافي تربوا عليه، بعد كل هذا الوضوح ولا يزال في أمتنا من يواليهم أو يوالي أوليائهم.

إن أهمية طوفان الأقصى هذه المرة الأولى التي يبادر الفلسطينيين إلى مباغتة الكيان الصهيوني من دون مقدمات بهذا الاكتساح الواسع، وهي الحرب التي وقع فيها أكبر عدد من القتلى والجرحى في تاريخ إسرائيل حتى اليوم. لا أبالغ إن قلت إن عملية (طوفان الأقصى) سيكون لها دور كبير في تغيير موازين القوى والردع في المنطقة إلى الأبد.

لنعود إلى ما قاله القائد المؤسس: (فلسطين لا تحررها الحكومات... وإنما الكفاح الشعبي المسلح) يشعر العرب الصادقون بأن يوم الخلاص قد قرب بإذن الله تعالى لأن الطريق فتح من خلال طوفان الأقصى، رغم أن المقاومة الفلسطينية لم تجد الدعم والاحتضان من جماهير الأمة بسبب سيطرة حكامها، علماً أن المقاومة الفلسطينية هي مشروع عربي أولاً وأخيراً.

طوفان الأقصى (النصر أو النصر) إن شاء الله.






الثلاثاء ٨ جمادي الاولى ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / تشرين الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زينب علي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة