شبكة ذي قار
عـاجـل










(عهد الشهادة ) يا أيها الموتى أفيقوا: إن عهد المـوت زال

نبيل الزعبي

 

أنا إن سقطْتُ فخذ مكاني يا رفيقي في الكفاحْ واحمل سلاحي لا يخفكَ دمي يسـيل مـن السلاح أنا لم أمت! أنا لم أزل أدعوك من خلف الجراح واقـرع طبـولك يستجـبْ لك كلّ شعبك للقتـال وارعدْ بصوتك يا عبيـدَ الأرض هـبّوا للنضـال يا أيها الموتى أفيقوا: إن عهد المـوت زال . ( الشاعر الفلسطيني معين بسيسو )

 من أكبر المهازل التي يطلع بها علينا الاعلام الغربي والاميركي هذه الايام ان دولة الاحتلال الصهيوني لها الحق في الدفاع عن نفسها امام المقاوم الفلسطيني الذي يُقتَل ويُجرَح ويُشَرّد ويتلقى على رأسه القنابل الفوسفورية المحرمة دولياً الساعة تلو الساعة ، ولم تفسر لنا هذه الابواق المنحازة للعدو الصهيوني بكل صلف ووقاحة كيف توائم بين الاحتلال ودفاع هذا الاحتلال عن نفسه في الوقت نفسه ، حيث يبدو انه لا يتم الجمع بين الشئ ونقيضه الا على ايدي الغرب الاستعماري الذي يتبجح بالديموقراطية ليل نهار ويعلم علم اليقين ان قضية الشعب الفلسطيني هي القضية شبه الوحيدة في العالم التي لم تزل ترزح تحت استعمار استيطاني لا يكيل اية اهمية لحقوق الانسان والمواثيق الدولية وشرعيتها وتتعامل مع الشعب الفلسطيني بالحديد والنار والتصفيات الجسدية التي لم تتوقف منذ اغتصاب فلسطين على ايدي الصهاينة بعد ان تسلحوا بوعد وزير خارجية بريطانيا آرثر بلفور باقامة "وطن" قومي لهم في العام ١٩١٧ ، ولم تتوقف مذابحهم بحق الشعب الفلسطيني حتى يومنا هذا . كيف يساوي هؤلاء بين الضحية والجلاد ولا ترّف عيونهم الا على المعتدي عندما يسقط له قتيل او جريح وتعمى العيون عن مليونين وربع مليون فلسطيني مُحَاصَر في غزة قتلاً وتجويعاً وعطشاً ، يتعرضون لابادة جماعية لم يسجل التاريخ مثيلاً لها الا ايام ابادة الاوروبيين لسكان اميركا الاصليين وإحلال شذاذ الآفاق والمجرمين وقطاع الطرق مكانهم ، دون ان نغفل اولئك المساجين الخطرين الذين افرجت عنهم سلطات بلادهم في اكثر من بلد اوروبي آنذاك ، للقيام بهذه المهمات القذرة واتاحت لجميع هؤلاء ان يستحوذوا على البلاد المُغتَصَبَة من ابنائها والحلول مكانهم تحت مسمى " الولايات المتحدة الاميركية التي وضعت على عملتها ، الدولار ، شعاراً خلّبياً مزيفاً يقول : we trust in god نحن نثق بالله ، دون تحديد اي اله يعبد هؤلاء بعد ان سيطروا بالقوة والغدر والاجرام على مقدرات الشعوب وجاءت جريمتهم الكبرى في هيروشيما وناغازاكي باليابان اثناء الحرب العالمية الثانية ليكتسحوا السلام العالمي للشعوب باستعمالهم للقنبلة الذرية ويأتينا بالامس احد الصهاينة المتأمركين في فلسطين المحتلة داعياً حكومته لاستخدام السلاح النووي بضرب غزة بقنبلة منه وانهائها الى الابد، وهو يروم في قرارة نفسه استنساخ تجربة هيروشيما وناغازاكي والسيطرة بالقوة النووية على المحيط العربي والاقليمي تكريساً للدور الصهيوني الذي رسمته له بريطانيا العظمى في العام ١٩٤٨ ان يكون الشرطي الدائم ذو العصا الغليظة التي لا بد من تحريكها لدى اي تحرك وطني وقومي عربي خارج عن ارادة المستعمر ومصالحه في الوطن الكبير . بالمختصر المفيد ، هذا هو الدور المطلوب من الكيان المسمى " اسرائيل " منذ بداية زرعه السرطاني في فلسطين لمصلحة الاستعمار القديم المتمثل ببريطانيا قبل ان يدب الهرم في هذه الامبراطورية التي لم تكن تغيب عنها الشمس قبل الحرب العالمية الثانية ، لينتقل بالولاء الى استعمار امبريالي اشمل واخطر مثلته الولايات المتحدة الاميركية التي تعتبر اليوم ان هذا الكيان بمثابة ولاية من هذه الولايات وقاعدة عسكرية متقدمة لذراعها الامني والاستخباري التي لم تبخل عليها يوماً بكل ما يحقق لها من امن واستقرار عبر ترسانتها العسكرية الضخمة وملياراتها من الدولارات التي توفرها الخزينة الاميركية لها دون انقطاع . هذه هي حقيقةً المعركة المصيرية التي تخوضها امتنا العربية ضد الاستعمار الغربي الاميركي الاسرائيلي الاستيطاني على ارض فلسطين ويزداد اوارها اليوم في غزة والضفة الغربية في محاولة لاستكمال وضع اليد على كامل تراب فلسطين وصهينة الدولة المزعومة بعد اعلان يهوديتها منذ زمنٍ قريب . مع صمود غزة الاسطوري ، نجزم ان السحر سينقلب على الساحر بعد ان توسعت شرارة المواجهة من غزة البطلة لتتمدد الى الضفة الغربية ومجتمع عرب ٤٨ داخل فلسطين المحتلة فكان للصمود الاعجازي الفلسطيني تردداته الشعبية على مستوى الوطن العربي اولاً والمجتمع الدولي ثانياً لتؤكد ان الارادة الصلبة المصاحبة للصمود هي من يُكتَب لها النصر مهما كانت التضحيات .






الاثنين ٣٠ ربيع الثاني ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / تشرين الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نبيل الزعبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة