شبكة ذي قار
عـاجـل










7 أكتوبر المفاجأة والهجوم بسرعة أفقدت العدو توازنه

زينب علي

 

تعتبر المفاجأة نتاجاً جيداً لخداع ناجح، كما أنها تؤدي بدورها إلى المبادأة وامتلاك زمام الموقف، وهذا ما يمكن أن يؤدي إلى إفقاد العدو لتوازنه لفترة، ليست قصيرة. وهذا ما حصل لجيش الاحتلال الصهيوني في يوم 7 أكتوبر المفاجأة والهجوم بسرعة منع العدو من الصمود، وتحديا للعدو، وزاد من وتيرة الرعب وأعداد القتلى وأعداد الأسرى الذين أخذوا إلى غزة، وتم كسر معنويات العدو وانهارت قدرته على المقاومة.

تبنت كتائب القسام مبدأ(الصدمة والهيمنة السريعة) وكانت خططهم عصية على الاختراق ونفذت بسرية تامة وانقضوا على العدو كالصاعقة، أن القدرة على التحرك بسرعة والوصول إلى الأهداف المحددة هي جزء أساس من تقنيات الهجوم المفاجئ، والكتائب اعتمدت على شباب لديهم القوة والقدرة على الانطلاق بسرعة فائقة، وهذا يعني التخطيط الجيد، مما أدى إلى إثارة الذعر والخوف بين صفوف جيش العدو وتحطيم أعصابهم لدرجة لا تعرف السكينة سبيلاً إلى نفوسهم بحيث اخذوهم كالخراف وهذا الموقف ذكرني بكلام القائد الشهيد صدام حسين عندما قال متى صار اليهود شجعان. لكن التأثير الصامت أشد فتكاً على المدنيين الصهاينة جراء مشاعر الخوف والاضطراب علما بأن المجاهدين لم يستخدموا مع الضجيج أو التهديد لأنهم يتعاملوا وفق مبادئ الدين الإسلامي الحنيف وليس تعامل اليهود عندما يضع المجند الصهيوني (بسطاله) على رأس المواطن الفلسطيني في مئات المشاهد التي تظهر على شاشات التلفاز.

كتائب القسام كسرت نظرية التكنولوجيا والتقنية الحديثة وغيرها من المسميات التي وضعت جيش الكيان الصهيوني في مقدمة الجيوش في العالم لامتلاكه أحدث التقنيات. الإرادة والإيمان هي الأساس في المواجهة. هذا الخذلان والخسارة دفعت العدو الصهيوني إلى استخدام القصف الجوي على مدن القطاع بلا رحمة وضحاياه المدنيين الأبرياء أن قنابلهم المشبعة بدماء الأبرياء لا تعني أنهم متفوقون على كتائب القسام، وفي ظل غياب أي ردود فعل عربية وإسلامية قوية لردع العدو الصهيوني يستمر القصف العنيف والمستمر على المدنيين في قطاع غزة. وكذلك استهداف المدارس والمستشفيات والجسور ومحطات الطاقة ودور المواطنين، ناهيك بتأثير هذه الحرب على الأطفال وقتلهم وكذلك على نفسية الأطفال الأحياء وهم يتعرضون لأصوات القصف، ومواجهة نقص الغذاء والرعاية الصحية. يواجه المدنيون كل هذا بجانب المخاوف التي تداهمهم من احتمالية قصفهم في أية لحظة، ومع ذلك لا يمكن تخيل حجم التأثير النفسي الذي يحدثه القصف المستمر على القطاع وسكانه، لهذا ترى السكان يهرعون إلى المشافي للاحتماء بها.

أن حربا كهذه لا يمكن أن تحسم بالقصف العشوائي، أن العدو الصهيوني يخاف المواجهة المباشرة مع مقاتلي القسام، بينما مقاتلي المقاومة الفلسطينية يتمنون لقاءهم على الأرض لكي يلقنونهم دروسا لن ينسوها أبداً.

 اعلموا كما قال المجاهد ابو عبيدة أن المقاتل الفلسطيني متشبع بحوافز معنوية موصولة بالدين أشد اتصال، وأن جهاده نصر أو استشهاد فربما غلب حب الشهادة والظفر بالنعيم الأخروي على حبه للنصر، فكل ما يهرب منه جنود العالم، يقبل عليه جنود القسام أشد إقبال.

اللهم انصر المجاهدون الفلسطينيين نصراً مبيناً.






الثلاثاء ٢٣ ربيع الثاني ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / تشرين الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زينب علي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة