شبكة ذي قار
عـاجـل










يا أمة العرب، متى طوفان الغضب!!

 

كتب المحرر السياسي لموقع " طليعة لبنان":

 

كان منتظراً من العالم المتمدن ان يتحرك ويتخذ موقفاً اخلاقياً على الاقل، يدين به مجزرة المستشفى الاهلي المعمداني بغزة، ولكنه لم يفعل.

وكان منتظراً من أكبر واقوى دولة في العالم تحسب نفسها حاميةً للحريات، ان يعدل رئيسها عن زيارة الكيان الصهيوني بعد ان سبقته حكومة الحرب في تل ابيب بقتل خمسمائة فلسطيني في صاروخ واحد قبيل الزيارة بساعات معدودة، غير انه فعل!

 ما يؤكد ان المجتمع الدولي وادارة البيت الابيض الاميركي متورطين في اعمال القتل والاجرام التي تعرض ويتعرض لها ابناء غزة منذ السابع من شهر تشرين اول الجاري، وتضاهي مسؤولياتهم اضعاف ما تقوم به حكومة النتن ياهو، ولولا ذلك لما تشجع هذا الاخير على افراغ كل ما لديه من احقاد واجرام وترسانة حرب اودت بعشرات آلاف القتلى والجرحى من

ابناء غزة انتقاماً لعمليةٍ بطولية واجه فيها المقاوم الفلسطيني عدوه وجهاً لوجه وقاتله قتال الابطال باللحم الحي محافظاً على الشرائع وحرمات الاطفال والنساء والشيوخ، وهذا ما يخشاه الصهاينة الذين لا يعرفون القتال وجهاً لوجه وانما بالغدر والأسلحة المحرّمة دولياً والانقضاض على العُزّل من الناس والجرحى في المستشفيات.

بين التعامي الدولي عن مشاهدة ما يجري على ارض فلسطين من مذابح يومية، والاصرار الاميركي على اضافة الكيان الصهيوني ولايةً جديدة على ولاياته الخمسين،

كيف للضمير الانساني العالمي ان يبقى صامتاً ويكتفي بالتسمُّر امام الفضائيات وشاشات التلفزة ، يشاهد حملات الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني وعلى الهواء بالمباشر ، وكأنه امام فيلم هوليوودي يروي كيف سيطر المستوطنون الاوروبيون على اميركا وامعنوا في ابادة ابنائها الاصليين ، بعد ان "تفننوا" في اجرامهم عندما استعانوا بالمجرمين والقتلة وشذّاذ الآفاق كي يقتلوا اكبر عدد من هؤلاء السكان ليصل بهم الاجرام ان يضعوا جوائز مالية الى كل من يجمع "فروات"  رؤوس  من امكنه قتلهم من الهنود الحمر ، كإثبات على ارتكاب الجريمة ،  في اسلوب مُحكَم للإبادة الجماعية للسكان دون شفقة ورحمة .

ما نشاهده اليوم من ابادة جماعية لأهل غزة على ايدي الكيان الصهيوني المجرم، ليس سوى نسخة مصغرّة لما فعله "اليانكي" الاميركي مع سكان اميركا الاصليين قبل ابادتهم، ولا يمكن لعاقل ان يصدّق ما جرى، لولا انه يشاهد بأم العين كيف تُباد عائلات بكاملها فلا حرمة لطفلٍ وامرأة وشيخ ومُسِنّ، او حتى للمستشفيات ودور العبادة، وتجاوزت حالات الاجهاز على الجرحى والابرياء وتدمير الابنية على رؤوسهم، ما يدّعيه الصهاينة

انه "الهولوكوست" الذي تعرضوا له على ايدي النازية في المانيا وهم يرمون مليونين ونصف مليون فلسطيني في مجازر وحشية لا يمارسها سوى مجرمون محترفون كذّبوا على المجتمع الدولي عندما ادّعوا المظلومية على ايدي النازية التي يبزُّونها اليوم بإجرامهم ووحشيتهم وعنفهم وحقدهم غير المحدود.

ماذا ينتظر المجتمع الدولي غداً من ملايين الشعب الفلسطيني وهم يرون اشقاءهم يُذبَحُون امام اعينهم ، والعالم يتفرج مكتفياً بتعداد القتلى والجرحى واحصاء الابنية المتهدمة وكأن كل ما يحصل لا يعدو اكثر من مسألة عادية  تختلف حولها وجهات النظر فلا يُنظَر اليها سوى بعين واحدة تحصي على المظلوم ما يصدر عنه من غضبٍ مشروع ، بينما تغمض العين الاخرى عن الظالم المجرم الذي يتخذ من الغطاء الدولي له ، ما يزيد من غطرسته واعتداءاته التي لم تتوقف منذ بدأ زرعه السرطاني الاستيطاني في فلسطين ، قلب الوطن العربي ومهبط افئدة المسلمين والمسيحيين في العالم على السواء .

ماذا يقول المطبّعون ومن يراهنون على التطبيع مع هذا العدو الغاشم دون اقتناع حتى الآن، ان صراع الامة معه هو صراع وجود لا حدود، وإلا، ما الهدف من هذه الابادة الجماعية لأهالي غزّة عن بكرة ابيهم، وكيف الامان من عدو مجرم لا يكترث بقيم وشرائع وحقوق مدنية، وقد سقطت اقنعته كلها وهو يتسلل الى المجتمع العربي ويتغلغل داخل نسائجه في أكثر من بلد عربي تحت مسميات الاخوة الانسانية وحسن الجيرة والسلام بين الدول!

اين الادانة العربية المطلوبة من الانظمة المطبّعة كأضعف الايمان، بدل الموقف المخزي الذي طالعنا فيه حاكم مصر مؤخراً المطالب بترحيل اهل غزة الى النقب وتفرُغ العدو الصهيوني لتصفية المقاومين الابطال،

وكيف ستواجه دولة الامارات الرأي العام العربي والفلسطيني غداً بعد ان ارسلت للمعتدي الصهيوني ما يلزمه من مساعدات عينية، وكأنها تكافؤه على اجرامه ومجازره الوحشية.

أما آن لنا، كدول وانظمة حاكمة، ان نخرج من غفوتنا واستغفالنا الى درجة الاستغباء والاحتقار وتعريتنا من كل مقوّمات السيادة بغية استصغارنا امام امتنا وشعوبنا، ننتظر مصير الخونة والساقطين والمرتدين عن كل قيّم العروبة والاسلام، امام طوفان غضب الامة القادم غداً، لا محالة!






الخميس ٤ ربيع الثاني ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / تشرين الاول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب طليعة لبنان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة