شبكة ذي قار
عـاجـل










 

الثبات على المبادئ

خالد مصطفى رستم

 

الأحزاب الثورية تعتمد بالتقييم والتعامل مع الأحداث المهمة والأقل أهمية من خلال نظرة نضالية تخدم المبادئ والقيم التي تؤمن بها ومن رؤيا آنية وموضوعية للأحداث وبما يتناسب مع المبادئ والاستراتيجية التي تنتهجها. والتي هدفها خدمة الشعب والأمة من خلال استخدام كل الوسائل المتاحة وبما فيها التكتيك (الأيديولوجية)، والتكتيك ممكن أن يخرج عن الخط العام الذي تلتزم به المبادئ ولكنه يجب ألا يكون متناقضا كليا وبحيث لا يترك آثارا كارثية على سمعة المبادئ أو على التقييم وإلا فإن قبلنا بمبدأ الغاية تبرر الواسطة نكون قد استغنينا عن المبادئ التي نحن نناضل من أجلها وانجرفنا إلى متاهات السياسة شرها قبل خيرها ومن هنا علينا أن نكون ماسكين باقتدار بأيدينا موازين دقيقة التقييم ومن خلالها تبقى البوصلة تؤشر باتجاه المبادئ.

ممكن الخروج جزئيا عن الخط العام للمبادئ أو هكذا يخال لنا أنه خروج إلا أنه في حقيقته يخدم المبادئ وهنالك موازين حساسة جدا تردنا إلى المبادئ ولا تسمح بالتمادي، أي كما حال من يسير في طريق يوصله لهدف ولكنه قد يحيد عن الطريق لمثابة قصيرة نتيجة وجود مصدات تضر بالمبادئ ولكن عليه أن يحافظ على التزامه ويعود بالحال إلى درب المبادئ وبذلك يكون قد حقق:

أولا _الاستمرارية في نهج ودرب المبادئ.

ثانياً -تغلب على التحديات التي قابلته بالمسير وحالة الطريق.

، الثوري والمنتمي إلى فكر قومي عليه أن يناضل من أجل تحقيق المبادئ- التي يؤمن بها وأن يكون نموذج يتمتع بالأخلاق الحميدة وبالصمود والتصدي للترديات التي تعاني منها الأمة وأن يكون قبلة في المواقف الصحيحة ولا ينزلق إلى متاهات خطيره نتيجة ردود أفعال قد تنهي حياته النضالية

_ السياسة فن ومن يعمل بالسياسة ويكون صاحب مشروع وطني او قومي أصيل عليه ان لا يجعل نجاحاته بالسياسة على حساب المبادئ كما حدث لكثير من قادة الأحزاب الثورية عندما هادنوا على المبادئ فانزلقوا إلى مطبات مميته حاسبهم عليها رفاقهم وفقدوا ثقة الجمهور الذي يعملون لأجله وبكل بساطة أصبحوا خارج الاهتمام والتأثير لأنهم سقطوا عندما تخلوا عن المبادئ.

مثال للذكر: البعض عندما يحاربون التعصب الديني أو الطائفي أو العرقي ينزلقون إلى الممارسات ذاتها وتحت عنوان الرد على تلك الممارسات.

واليوم هنالك تداخل بالخنادق بين شيء اسمه ثوري وآخر اسمه تدميري وخياني ورجعي ووصولي، فكيف علينا أن نوفق بين كل هذه المعطيات المتناقضة على سطح واحد؟؟ بالتأكيد الثوري والمؤمن بالمبادئ والقومي العربي والوطني الشريف لم ولن يتقبلها... وبقي الحل عند من انخرطوا وانزلقوا في هذه المعادلة الصعبة ويدعون أنهم ثوريون ومع المبادئ عليهم أن يثبتوا أنهم ليسوا جزءا من الحالة التي تستهدف أمن واستقرار أمتنا.

ومن طرف آخر فإن

 المغالاة في الدفاع عن الانزلاقات الخطيرة والتي تمس بقوة امن وحياة الشعب والإصرار على التمادي لا يخدم مصلحة الشعب والأمة ويتناقض مع المبادئ والتي بكلها تهدف تحقيق صالح الشعب والأمة.

- المبادئ ترفض مقولة أنك مع الشيطان للخلاص من شيطان أصغر وان كنت توصلت إلى هذه النتيجة وانزلقت الى خنادق الشيطان ظناً منك أنك تستخدم الشيطان لتحقيق المبادئ فإما أنك غبي أو أنك منحاز عن سابق اصرار وتصميم الى خنادق الشيطان الأكبر المعادي للقيم والمبادئ وقد ارتميت في حفرتهم وأصبحت جزءا منهم.

مثال من يفرح ويمجد

 الاحتلالات الأجنبية لوطنه للخلاص من نظام قمعي واستبدادي وظالم ويعود لحكم بلده تحت حراب الأجنبي أو من يحتمي هو وكرسي حكمه بحراب الأجنبي إقليمي أو دولي فقد انزلق إلى متاهات الخيانة وأصبح ضد أهله وشعبه.






الثلاثاء ١٩ صفر ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / أيلول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب خالد مصطفى رستم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة