شبكة ذي قار
عـاجـل










ما أشبه اليوم بالبارحة

د. نضال عبد المجيد

 

تطالعنا الأحداث كل يوم عن مستوى غير مسبوق، من العمالة والخنوع، وانتهاك المقدسات والحرمات، واللصوصية التي فاقت في تفاصيلها ما لم تتفقت عنه عقول شياطين الأرض، من عتاة اللصوص والمجرمين.

واستمراراً لهذا المسلسل الذي ابتُليَ به العراقيون منذ عشرين سنة، يأتي اليوم الذي باعت به الزمرة المتسلطة على رقاب شعب العراق، مدينة أم قصر العراقية، باعتها بثمن بخس لحكام الكويت، الذين لم يشبعوا، ولن يشبعوا من الامتداد شمالاً براً وبحراً، مستغلين أي حالة انشغال أو ضعف أو عدم استقرار سياسي، ليزحفوا على الإقليم البري والبحري للعراق. وتجاوزوا في ذلك حتى قرار مجلس الأمن المرقم ٨٣٣ لعام ١٩٩٣... والذي صدر استناداً للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، بعد أن شكل مجلس الأمن لجنة لترسيم الحدود بموجب القرار ٦٨٧ لعام ١٩٩١، والذي فرض على العراق القبول به.

لا نبغي من هذا العرض الموجز، الحديث عن تاريخ السلوك الكويتي في التوسع، بالرشوة، فقد رشوا أعضاء لجنة ترسيم الحدود البرية عام ١٩٩٤، ويأتون اليوم ليرشوا، حفنة العملاء التي تتفاخر بأنها قاتلت ضد شعبها وجيشها في صفوف النظام الإيراني في القادسية المجيدة، فماذا يرجى من هؤلاء إلا الدناءة والرخص، ففاقد الوطنية والغيرة لا يرتجى منه خير.

ولكن نريد أن نلفت انتباه الخيرين من العرب، إلى أن الأمن القومي العربي واحد موحد، ولو غاب هذا المفهوم اليوم عن تفكير النظام الرسمي العربي، ولو تسلط على حكم العراق، شلة من اللصوص الجواسيس لإيران الشر، والذين يعملون ويتصرفون وفقاً لمصلحة النظام الإيراني، الذي بسط نفوذه على العراق، وأمعن في سرقة ثرواته، وقتل أبناءه والتفريط بأرضه ومياهه لصالحه، أو لصالح الخنجر المسموم في جنوب العراق، فالأمن القومي العربي يقتضي أن لا تتناثر الألغام في العلاقات بين أبناء الوطن العربي الواحد، فمنذ أن صممت اتفاقية سايكس بيكو شكل المشرق العربي، وجعلت من بعض الأجزاء المجهرية دويلات، تنفذ إرادته في جعل الشقاق والتباعد بين أبناء الوطن سلوكاً يومياً.

وعلى هذا فما برح حكام الكويت بعد اقتطاعها من الجسد العراقي، يوغلون في الإيذاء والتآمر على العراق، وما أحداث الثاني من آب ١٩٩٠ عنا ببعيدة، والتي كانت نتيجة لسلوك طويل من التآمر الكويتي سياسياً واقتصادياً.

إن استمرار حكام الكويت في الإيذاء والتآمر والإضعاف، والمستمر حتى اليوم، ما هو إلا دليل ساطع على أن هؤلاء الحكام لا يريدون أن تندمل الجراح، باستغلالهم الحثالة العميلة المتسلطة على رقاب شعب العراق، بشراء ذممهم، وإعادة ترسيم الحدود البرية، والتمدد على الشاطئ العراقي المحدود أصلاً، والذي يجعل من العراق بلداً مغلقاً، لا بحر فيه. إلا جزء من مخطط الخنق الجيوسياسي للإقليم العراقي ولمصلحة أعداء الأمة.

وليعلم حكام الكويت الماضين في غيهم، أن حصاد ما يفعلونه اليوم سيكون وبالاً عليهم في الغد.

وليعلم جواسيس إيران الحاكمين في بغداد...أن شعب العراق، سيكنسهم إلى أدنى مزابل التاريخ، وعندها، سوف لا تنفعهم أموال الرشوة والسحت الحرام، وإن غداً لناظره قريب.






الاربعاء ١٥ محرم ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / أب / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. نضال عبد المجيد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة