شبكة ذي قار
عـاجـل










لما سلكنا الدرب

أ.د.سلمان الجبوري

 

إن من كان البعث قدره فهو مناضل أصيل، وهو مؤمن بأنه سيربح إحدى الحسنيين، إما النصر أو الشهادة في سبيل من اعتنق من أجله الرسالة ألا وهو الوطن والشعب.

فهو مشروع استشهاد أو اعتقال أو سجن، ومن كان بتلك المواصفات فهو فخر لأهله ومحبيه ولرفاقه، وهو يرقى بذلك على من خان العهد والأمانة وأفشى سر ما أؤتمن عليه، وأساء إلى رفاقه ووشى بهم بمجرد أن انتهى الدور الموكَل إليه أو انتفت مصلحته.

شتان بين الاثنين فالأول يكاد رأسه يلامس الثريا والآخر يتعفر رأسه بالثرى، فطوبى للأول والخزي والعار للثاني.

ولنا في قوله تعالى عِظة بالغة:

بسم الله الرحمن الرحيم

(إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُۥ ۚ وَتِلْكَ ٱلْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ ۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّٰلِمِينَ.)

 صدق الله العظيم

 

اللهم اجعل حزبنا ورفاقنا في حفظك وحرزك المتين واجعل من بين أيدي الأعداء ومن خلفهم سداً فهم لا يبصرون.

إن رفاقنا المناضلون الأصلاء لا خوف عليهم ولاهم يحزنون، لأنهم هم من قال فيهم الشاعر:

 

لما سلكنا الدرب كنا نعلم         أن المشانق للعقيدة سلم

 

أفبعد هذا يحق لنا أن نجزع؟

كلا وألف كلا، لأن البعث بفكره الحي ومناضليه الأصلاء فإنه باق والنصر حليف المؤمنين الصابرين.






الخميس ٢١ شــوال ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / أيــار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د.سلمان الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة