شبكة ذي قار
عـاجـل










أيها المرشد أنتم وأمريكا في خندق واحد

عبد الرحمن العبيدي

 

أتفق معك تماما فيما ذهبت إليه في حديثك مع الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد حيث أشرت بالنص وكما نشرته وكالة الأنباء الايرانية ((إن وجود حتى أمريكي واحد في العراق يعتبر أكثر من اللازم)) وكذلك ((الأمريكيون ليسوا أصدقاء لأحد وليسوا مخلصين حتى لحلفائهم الأوربيين)).

نعم سماحة المرشد كما هي ( التسمية التي يطلقها عليك أتباعك ) ، أن وجود الأمريكيين على أية بقعة في العالم وفي أي دولة وتحت أي مسمى أو أية ذريعة هو خطر يهدد كيان تلك الدولة ومصالحها ونهب ثرواتها ومصادرة أرادة شعبها ، والجميع يعرف أن أمريكا دولة امبريالية استعمارية عدوانية تسعى لتحقيق مصالحها بشتى الوسائل والأساليب غير الإنسانية وغير الأخلاقية ، وإن تاريخ أمريكا حافل بالممارسات العدوانية ، وتدخلاتها السافرة المباشرة وغير المباشرة ممتدة في عدد كبير من دول العالم منذ تأسيسها الى يومنا هذا، كما أن أمريكا لا تخفي وجهها القبيح حتى وأن تبرقعت بدعاية الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان بعض الأحيان، والشواهد كثيرة على ذلك ولعل آخرها ما حدث بداية القرن الحالي في غزوها أفغانستان والعراق ، الذي كإنكارك القوانين والانظمة الدولية .

لكن يا سماحة المرشد قبل كل شيء وبالعودة الى التاريخ، أليس دولتكم هي الشريك الاول لبريطانيا الاستعمارية ووريثتها أمريكا الإمبريالية في المنطقة منذ حكم الشاه (طهماسب) سنة ٩٦٩ هجرية. وجراء هذه العلاقة الحميمة والدور الذي لعبه الشاه من قبلكم، الذي كان يسمى بشرطي الخليج أو شرطي المنطقة، حصلت دولتكم التي تسمى حتى عام ١٩٣٥ ببلاد فارس، على مكافأة مجزية مثل ضم الاحواز العربية وإقليم أذربيجان وإقليم بلوشستان إلى دولتكم المسماة حالياً إيران.

حتى مع التغيير الذي حصل قبل أكثر من أربعون عاما وتم فيه استبدال الشاه العلماني بالشاه المعمم، فأن العلاقة مع القوى الغربية وأمريكا خاصة لازالت علاقة تخادم ومصالح استعمارية متبادلة، بالرغم من كل أشكال العداء المعلن ، لكن الواقع إن حكومتكم وتحت أشرافكم هي من ساعدت أمريكا في غزو العراق وأفغانستان والذي أعلن ذلك صراحة ( محمد علي أبطحي ) نائب الرئيس خاتمي ، وبعدها ولخدماتكم لأمريكا ومصالحكم المشتركة قدم أوباما العراق على طبق من ذهب لهيمنة دولتكم ونفذتم ذلك عبر الميليشيات الطائفية التي تمول وتدرب من قبل حرسكم الثوري وكذلك الحال امتدت سيطرتكم أيضا" على صنعاء وبيروت ، بالإضافة الى تهديداتهم المستمرة لدول الخليج العربي.

تكمن أهداف أمريكا عند احتلالها للدول الاخرى هو السيطرة على ثرواتها ومصادرة قرارها السياسي، عبر حكومة موالية لواشنطن وعمليات الاحتلال الامريكي تكون بتدخل مباشر من الجيش الامريكي أو عن طريق مساندة ودعم عملائها من تلك الدولة ، وانتم تمارسون نفس السياسات العدوانية الامريكية في الدول التي امتدت سيطرتكم الميليشياوية عليها حيث المشهد بين جلي في العراق ولا يحتاج الى دليل ، بل أنتم تفوقتم على أمريكا في محو الهوية الثقافية والتغيير الديموغرافي وكذلك الإمعان في إذلال وتجهيل وتجويع وتشريد شعوب تلك الدول ، ونهب ثروتها وخيراتها.

سماحة المرشد أن سياسات دولتكم ومنذ القدم لا تختلف بشيء عن سياسات حكومات البيت الأبيض ولا غيرها من حكومات الدول الاستعمارية وأنكم ايضا ليس لكم صديق وليس لكم عهد أو ميثاق ووجود أي فارسي في أي بلد آخر هو مصدر خطر وتهديد للسلم والامن في ذلك البلد وسياساتكم العدوانية واضحة، وعلاقاتكم وتعاونكم ومساندتكم لمشاريع مع ما تسمونه الشيطان الاكبر معروفة للجميع مهما روجتم من دعاية ومهما أخفيتم وجوهكم بقناع الدين والمذهب. واعلم أن شعوب المنطقة سئمت وجود اتباعكم وميليشياتكم وتدخلاتكم السافرة في شؤونها الداخلية، وسئمت خطاب النصح والوعظ، وضاق الأمر حتى بالشعوب الإيرانية التي أخذت بالتطلع والعمل على الخلاص من نظامكم الدموي القمعي.






الاثنين ١٨ شــوال ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / أيــار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الرحمن العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة