غزو العراق بين ما تحقق وما لم ولن يتحقق من الأهداف العدوانية

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس

نحسب أن هذا العنوان جدلي بامتياز إذ يذهب غالبية الناس إلى الاعتقاد بأن الغزو قد حقق غاياته الأساسية حيث تمنوا من احتلال العراق واغتيال نظامه الوطني وأسسوا لعملية سياسية يرون أنها طريق سالك لصناعة نظام سياسي واجتماعي جديد منقلب على العراق الأصيل.

يذهبون الى نجاح أميركا في الهيمنة على ثروات العراق وفتحه أمام الاستثمار الأمريكي وتمكنوا من إخراج العراق من دائرة الوزن الثقيل المؤثر محلياً وإقليمياً ودولياً.

ونحن نقول:

نعم، لقد نجح الغزو في مواقع غير أنه أخفق في سواها، ونزعم أن مواضع الفشل تشكل حلقات مهمة لإسقاط المواقع التي أخفق فيها.

كان الغزاة يظنون أنهم سيفتتون العراق وينتهي كوجود غير أن شعبنا أسقط المخطط برفضه للطائفية وللمحاصصة من خلال مقاومته وفضحه للعملية السياسية الفاسدة.

كانوا يظنون أن بوسعهم صناعة جيش بديل وقوى أمنية بديلة، لكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً فما أنجب من بطونهم جيشٌ مفكك بلا عقيدة وطنية وبلا وحدة وطنية. وقوى الأمن التي أسسوا لا تمتلك قدرة حماية الأمن الداخلي ولا الخارجي.

الجيش والأمن اللذان صنعوهما وضيعوا وهدروا عليهما مليارات من الدولارات لا سيادة لهما، لأن العراق فاقد للسيادة ولا قرار لهما لأنهما تحركان بإدارة الاحتلال.

فشلوا في تغيير أنماط التربية والصحة والخدمات وفي إيجاد بدائل لها فصار العراق تحت إدارة الاحتلال بلا هوية خدمية ولا صحية ولا تعليمية.

في هذا المحور قد يقول قائل إن الغزاة أرادوا للعراق هذا الحال، ونحن نقول نعم هم أرادوا له هذا الحال، لكنهم وقعوا في تناقض عمليتهم السياسية التي قدموها على أنها البديل للدولة العراقية السابقة فسقطت العملية السياسة في وحل الفشل.

أرادوا تمزيق العراق إلى دويلات ودكاكين غير أن مقاومتنا الباسلة وشعبنا العظيم قد أسقط رهاناتهم.

عموماً.. العراقيون يبنون على مواقع فشل الغزو والاحتلال بناء وطنياً رصيناً تتصدى له قواهم الوطنية والقومية والإسلامية اللاطائفية، ويعمقون فشله، وينطلقون بهدوء وروية وحكمة تمسك البندقية وتمسك العمل السياسي والفعل المدني بمختلف أوجهه.

العراق سيتحرر انطلاقاً من حيث فشل الغزاة ومن حيث نجح الشعب ومقاومته وقواه الخيرة.