شبكة ذي قار
عـاجـل










البعثيون لا يرهبهم قرار حكومي

أبو العروبة

 

صدر قرار سري وشخصي بتاريخ ٥/٢/٢٠٢٣ يحمل توقيع السكرتير الشخصي للعميل محمد شياع السوداني رئيس ما يسمى برئاسة الوزراء في العراق.

القرار يهدد ويتوعد ويراقب كل من انتمى أو أيد أو ناصر حزب البعث العربي الاشتراكي، ويدعو كل اجهزة الحكومة للاستنفار في تنفيذ هذا القرار، الذي هو امتداد إلى قرار بريمر الحاكم المدني العراق والذي سماه (الاجتثاث)، وما بعده من قرارات، القرار له سببين الأول هو حنين الشعب العراقي للزمن الجميل أيام الحكم الوطني في العراق، والسبب الثاني هو تخويف أنصار العملية السياسية والعملاء من عودة الحزب لتستلم السلطة.

نقول لمن يقف وراء القرار وبثقة مطلقة، إن العميل يغير توجهاته تبعاً لمن يدفع أكثر، والانتهازي يهتف للقوي، والعبد يتبع السيد حتى وإن كان هذا السيد جائراً ومتجبراً، والجبان .........الخ، أما البعثيون فلهم حكاية أخرى، فهم السادة في الدفاع عن الوطن والأمة، وهم الصقور الذين يحلقون في سماء العراق والأمة العربية المجيدة، وهم من هتف لهم الشعب العراقي بحب، وهتف لهم الانتهازيون وتذلل لهم الجبناء صاغرين على مدى خمسة وثلاثين عاماً من وجودهم في خدمة العراق والأمة حين حكموا العراق، نقول ذلك استناداً إلى  تجربة حياتية عايشناها وعايشها غيرنا، فاسم البعث وحده يعني ارتعاد فرائص العملاء والخونة، ويعني الأمل في الحرية والسيادة والكرامة والأمان بالنسبة لأبناء شعبنا الشرفاء .

 

 حمل لنا العصر الحديث تسميات متعددة لأحزاب وقادة أطلقت أسماؤهم على الأحزاب التي قادوها، كأن هؤلاء القادة هم الأقدر والأجدر على ترجمة أفكار الحزب إلى الواقع العملي أي نقل النظرية إلى التطبيق العملي ومن هذه التسميات، الناصرية التي أطلقت على القائد العربي جمال عبد الناصر واللينينية نسبة إلى فلاديمير لينين والاستالينية نسبة إلى جوزيف ستالين والماوية نسبة إلى ماو تيسونغ...إلخ..

قد تقبل الناس هذه التسميات بدون أي نوع من أنواع الاعتراض على اعتبار أنها تسميات في مكانها الصحيح، وهنا لابد أن نذكر بأن القادة السياسيون الذين أطلقت تسمياتهم للدلالة على أحزابهم لأنهم كانوا قد حضوا بمكانة رفيعة في مجتمعاتهم وفي الزمان الذي عاشوا فيه وفي وسط المريدين، وعلى العكس من ذلك، القادة الحزبون الفاشلون والمجرمون الذين قادوا شعوبهم عبر الخيانة والعمالة فإنهم مروا على الدنيا كالفقاعات ولم تذكر أسماؤهم، والمثال على ذلك هتلر وموسوليني.. إلخ.

فالنازية تطلق على الحزب الذي قاده هتلر، والفاشية تطلق على مجموعة موسولليني.

عندما يكون قائد الحزب متميزاً عن غيره من الأعضاء الآخرين في الحزب، وجاء بشيء جديد مبدع  يطلق اسمه على الحزب الذي يقوده وهذا ما ينطبق على الرفيق المؤسس  ، والشهيد القائد صدام حسين رحمهما الله ، فهما من القادة القلائل في العصر الحديث من الذين قدموا ما هو مبدع متميز في مجال النظرية والتطبيق ولكن أنصارهم ومريديهم لم يفكروا بأن يقولوا بأنهم (عفالقة) أو (صداميون) وأعتقد أن السبب في ذلك هو أن أعضاء حزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي لم يطلقوا هذه التسميات إيماناً منهم بأن المبادئ هي الأساس وليس بالأشخاص ولأنهم ورثوا هذا عن التراث العربي الإسلامي المجيد.

إن القائد عندما يناضل ويكافح ويجاهد في سبيل تحقيق ما آمن به لا يقوم بذلك لهدف شخصي أو حباً بالذات أو ليخلد نفسه، بل لأنه يتفانى في الأفكار التي آمن بها كما هو الحال بالنسبة للعربي الذي يذوب في حب القبيلة والدفاع عنها أيام الخطوب.

 

بالمقابل فإن  الأعداء من الخونة والعملاء الأقزام أطلقوا على أبناء البعث  تسمية (العفالقة) أو (الصداميون) وهم على حق في ذلك رغم أن حزب البعث العربي الاشتراكي لم يعرف الأجنحة كغيره من الأحزاب، (حمائم وصقور، يسار ويمين محافظين وغير محافظين)، فتجربة العمل الحزبي في صفوف البعث علمتنا أن العضو الحزبي الذي يحيد عن المنطلقات النظرية للحزب ومشروعه العروبي النهضوي والإيمان بالكفاح الشعبي المسلح  (طريقاً لتحرير الأرض والإنسان )، يسقط كما تسقط الأوراق الصفراء من الشجرة الخضراء اليانعة وهي تواجه رياح عاصفة، فقد مر علينا الكثير من أعضاء الحزب الذين انتهت حياتهم الحزبية غير مأسوف عليها، ولأن الأيام أثبتت أنهم كانوا ورماً سرطانياً لولا استئصاله لما وصلت القيادة الشرعية للحزب إلى  ما وصلت إليه من موقف رجولي شجاع لم يعرف عالم اليوم مثيلاً في وقوفها بوجه قوى الشر والجبروت والصلف الأمريكية وحلفائها ومن قبلهم المجوس الجدد والكيان الصهيوني، فأعضاء الحزب وقيادته،  لم ولن تساوم على المبادئ رغم كل المغريات التي قدمت ورغم كل المخاطر والخطوب التي تعرضت لها، والتاريخ يشهد لها، وسوف يشهد لها بذلك رغم أنوف الحاقدين الأقزام، فموقفهم ينطلق من قول أبي القاسم الشابي (إما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيض العدا)، فهذا هو البعث بأعضائه كافة، وهذه هي القيادة البعثية التي استشهدت والتي تستمر بالنضال.

الكل يعرف الدور الذي قام به القائد المؤسس والشهيد القائد، رحمهما الله، عبر مسيرتهما النضالية في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي، ومن لم يعرف نذكره بقرار تأميم الثروات النفطية في العراق، وبيان الحادي عشر من آذار ومحو الأمية وفي دك الكيان الصهيوني بصواريخ الحسين والعباس وبالتنمية الشاملة في كل الميادين وبناء الجيش العراقي الباسل بناء استطاع من خلاله أن يشارك العرب حروبهم ضد الكيان الصهيوني وانقاذه لشرف دمشق من دنس الصهاينة، والمنجزات تطول، ومن الصعب علينا احصاءها.

 لكل ما تقدم، يستحق أن نطلق على من أسس البعث ومن التزموا بنهجه ومنجزاته وتطلعاته المستقبلية (العفالقة، الصداميون)، وهنا نذكر بأن العفالقة هم من استلهم فكر القائد المؤسس والصداميون هم من استلهم فكر الشهيد القائد، لذلك فإنهم لا يساومون على المبادئ كما كان ولايزال قادتهم.

إن رجال البعث هم رفاق عفلق والشهيد صدام، والقائد عزة، ورفاق القائد السنهوري، وهم أبناء الصولات النضالية، يصمد البعثيون على مواقفهم على الرغم مما يمرون به خلال ٢٠ سنة من عمر الاحتلال، في الوقت الذي نرى الأحزاب العميلة تساوم وتركع وتقبل القدم الإيرانية والأمريكية، فدور السفيرة الأمريكية معروف، وزيارة وزير الدفاع الأمريكي واستقبالهم له بذل وخنوع بعد أن تخلوا عن عنترياتهم والكاتيوشا.

إن النهج البعثي الذي وضعه القائد الشهيد للمقاومة التي يقوها البعثيون في العراق لمواجهة المحتلين والعملاء والجواسيس الذين أرسلتهم المخابرات الصهيونية والفارسية لقتل أبناء العراق بكل مشاربهم ولتدمير البنية الاجتماعية في العراق، فالبرنامج المرسوم هو التصدي بكل الوسائل السياسية والعسكرية والاقتصادية لهؤلاء ولم تعرف الخطة الموضوعة، لا تعرف المساومة والخنوع أو التنازل عن أي من المبادئ التي جاء بها حزب البعث العربي الاشتراكي، رغم تخرصات الخونة وإعلامهم المشبوه.

أخيراً وليس آخراً: فليعرف العالم أن البعثيين (العفالقة، الصداميون) كلمات نفخر بها نحن أبناء العراق الأصلاء، والبعثيون أبعد ما يكونوا عن المساومات الرخيصة، والبعثيون عاقدون العزم على إحدى الحسنيين، إما النصر أو الشهادة، والبعثيون هم من سيعلم العالم معنى الصمود والثبات، كما علمهم حمورابي القوانين، ومعنى المبادئ، ومعنى الوفاء للحزب، ومعنى الرجولة والشهامة.

فالبعثيون يلتزمون بقول الله جل جلاله: (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).

النصر قادم، وهو أقرب لنا من تخيلات الخائبين المريضة، والأيام بيننا (وَسَيَعْلَمُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَىَّ مُنقَلَبٍۢ يَنقَلِبُونَ).






الخميس ١٧ شعبــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / أذار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو العروبة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة