شبكة ذي قار
عـاجـل










سلاطين الكهرباء

 

سحبان فيصل محجوب *

 

في عرض إعلامي رخيص يظهر العديد من أصحاب السلطة ممن أتاحت الفرصة لهم على استقدام وتسخير وسائل الدعاية مدفوعة الثمن لاستعراض جواهر أفكارهم الخاوية وعظمة انجازاتهم المزيفة دون خجل فهم يتبارون في ابتكار وعرض حلول سحرية لأزمات خدمية مستعصية، كمشكلة تجهيز الطاقة الكهربائية في مدنهم وعلى وجه التحديد عندما تشتد تداعيات مثل هذه الأزمات وترتفع صيحات المطالبة لوضع معالجات جادة لها، فأحد المحافظين مثلًا يقوم بزف البشرى لأبناء محافظته وذلك في الإعلان عن موافقة الحكومة المركزية على بناء محطة كهرباء كبيرة في المحافظة وهذه سوف تحسم مشكلة الكهرباء في مدن محافظته وتنهي معاناة المواطنين فيها، كما سبقه آخر في عرض خطته ( الجهنمية) لتأمين احتياجات أبناء المحافظة من الطاقة الكهربائية بعد فصل خطوط الربط الكهربائي لها عن محطات الكهرباء في المحافظات الأخرى، ولا يتردد في عرض هذه الخطة حين يستعين بمخططات الشبكة الكهربائية للمحافظة، وكيف ستكون بعد انتزاعها من المنظومة الوطنية ….

نقول لمثل هؤلاء وسواهم الكثير لا سلطان على الكهرباء غير أهلها، فأهل مكة أدرى بشعابها، فالمنظومة الوطنية لكهرباء العراق واحدة وعلى امتداد مساحات البلاد وسوف تضعف وتتلاشى ملامحها عندما تنحر أجزاءها، فبناء محطة لإنتاج الكهرباء في أي بقعة من العراق فهي للعراق كله وليس لسكان تلك البقعة تحديداً، أما عن قضم جزء منها فهو يعد بداية غير موفقة وسوف تكون عائقا ً لكل ما يبذل باتجاه ترميم المنظومة المتعبة على وفق النيات السليمة المهددة والحاضرة الآن، فالعديد من دول العالم تسعى لربط منظوماتها الكهربائية مع الدول المجاورة لها لتعزيز مستوى الأداء والوثوق، في حين يذهب هذا أو ذاك لتبني دعوات لعزل كهرباء هذه المحافظة أو تلك عن شبكة الكهرباء العامة، ونكرر القول هنا ليُترك أمر الكهرباء لصناعها حصراً فهم سلاطينها بامتياز.

 

* مهندس استشاري






الاحد ٢٣ جمادي الثانية ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / كانون الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سحبان فيصل محجوب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة